يحصرنا فيروس كورونا في البيت، ويُثقِل علينا بجملةٍ من التدابير والإجراءات الاحترازية، يتراوح الناس في تطبيقها بين متشدّدٍ ومتراخٍ، ولكنهم في النهاية يعترفون أن حياتهم أصبحت خاضعة لتغييرات جديدة؛ فسواءٌ قبلنا أو رفضنا فإن وعياً جديداً بدأ يتشكل في الحياة من حولنا، ويفتح عيوننا واسعة على بيوتنا البيئةِ الوحيدةِ الآمنة في زمن كورونا، والتي تفسرها شعارات فُرِضَتْ علينا في هذا الواقع من مثل: “الزم بيتك” و”خليك ببيتك”.
ففي ظل الأزمة التي يسببها فايروس كورونا، انقطع أبناؤنا عن مدارسهم، وعادوا إلى الاستقرار في بيوتِهم لِتَكون هذه البيوت بديلاً عن الشارِع والملاهي والمولات والأسواق، ناهيك عن المؤسسة التعليمية التي كانَتْ تحتضنهم، وهي المدرسة. فإذا كانَتْ المدرسة مجمع كل هذه الأمور السابقة: يتعلم فيها أبناؤنا ويلعبون ويلهون ويتواصلون اجتماعِياً مع زملائهم ومعلميهم ويمارسون أنشطة أخرى، فإن أسئلة مهمة تواجهنا: هل بيوتنا مستعدّة لكل ذلك؟، وما مدى وعي الأهل بأهمية البيت في تنمية مهارات أخرى، واستغلال فرص التعلم عن بُعْد؟
ثمة تحديات تواجه الأهل في النظام المدرسي البديل، وهو “التعلم عن بعد”. من هذه التحديّات التكيف والتعايش مع هذا النظام الجديد، والذي يتطلب مهام جديدة من الأهل إذ عليهم أن يستوعبوا دورهم الأساسي في العملية التعليمية الجديدة ويفطنوا إلى فرص استغلالها:
- توفير أو ابتكار بيئة تعليمية مناسبة لأبنائهم داخل المنزل (كمدرسة مصغرة)، كتخصيص زاوية بعيدة عما يشتت تركيزهم كالتلفاز، متجنبين غرفة المعيشة التي يجتمع فيها الأهل. فتكون بيئة هادئة ومريحة، يتوفر فيها مكتب صغير ومصادر تعليمية كالكتب الدراسية المقررة وكتب المطالعة ودفتر تسجيل الملاحظات أو الأوراق اللاصقة، لكي تكون مصدراً تحفيزياً للطالب لمتابعة الدروس وأداء الامتحانات بشكل جيد. هذا من شأنِهِ أن يضع الطالب في بيئة قريبة جداً من المدرسة، وتكون في الوقت نفسه عادات لا يتخلى عنها الطالب حتى بعد زوال كورونا.
- توفير أجهزة إلكترونية كالحاسوب والهواتف أو الألواح الذكية تضمن للطالب الدخول إلى منصة وزارة التربية والتعليم دون عوائق، وفي الوقت نفسه تكون تحت إشراف ومراقبة الأهل خاصة من هم في المراحل الأساسية لإرشادهم وتوجيههم وخوفاً من انقطاع الاتصال مع المدرّسين أو تلهيتهم بأمور أخرى. هذا أيضاً يوفر للأهل فرصة استغلال الأجهزة بتزويدها بتطبيقات تعليمية غنية أو ألعاب تساعد الطلبة على الدراسة وتدفعهم إلى “التعلُّم الذاتيّ” كمهارة من مهارات القرن الواحد والعشرين.
- تهيئة أبنائنا نفسياً: كاستيقاظ الطالب قبل وقت الحصة، وأخذ وجبة الطعام، وتغيير ملابسه، بما يلائم الدراسة، فهذا سيساعده على تأدية واجباته بشكل جيد.
- إلزامهم بتخصيص وقت زمني محدد، بحيث لا يطغى على أوقاتهم الأخرى، ويحد من الملل والضغط كتخصيص فترات من الاستراحة الكافية يستعيدون فيها نشاطهم، باستغلالها في الرياضة المنزلية أو الأعمال اليدوية كالرسم وصنع الحلويات، أو المساعدة في الواجبات البيتية كالتنظيف والتعقيم. هذا يعمل على تحميلهم مسؤوليات ويوسع من إدراكهم ووعيهم بقدراتهم وإمكانياتهم الذاتية.
- التعاون والتواصل عن بعد مع الأهالي الآخرين للاطلاع على تجاربهم مع أبنائهم، وتوفير إمكانية التواصل اجتماعياً لأبنائنا مع زملائهم الآخرين.
عوداً على بدء، فإنّ بيوتنا اليوم تُعَدُّ بيئة خصبة توفر لنا سُبُلاً كثيرة لتنمية مهارات أبنائِنا في التعلم الذاتي والاعتماد على الذات وتحمّل المسؤولية تجاه التعلم والبيت وتنظيم الوقت. إنّ هذه البيئة تسمح للطالب بالتطوير المعرفي والتكنولوجي، ورفده بأساليب في البحث عن المعلومة وربط المعلومات والوصول إلى الاستدلالات المناسبة والاستنتاج والتحليل، وبناء شخصية قوية تمكّنه من إبداء الآراء والمشاركة والتواصل مع الآخرين (بشكل غير مباشر، فربما منعهم الخجل من التواصل وجها لوجه)، كما ينمّي لديه وعياً بالوقت الراهن الذي نحن فيه مما يُكْسِبُه فرصاً لمواجهة التحديات والتعامل معها.
أخصائيّة اجتماعية في دولة الإمارات العربية المتحدة
الإقامة: الإمارات العربية المتحدة
للتواصل:
00971543237640
00791502544529
البريد الإلكتروني:
أخصائية اجتماعية (في المدارس والمستشفيات) ـ التدريس (دراسات اجتماعية) ـ الأعمال التطوعية ـ المنظمات الاجتماعية ـ الرعاية الاجتماعية.
حاصلة على بكالوريوس علم اجتماع وخدمة اجتماعية (2014 ـ 2015)، مشروع التخرج: أثر مواقع التواصل الاجتماعيّ على ثقافة المجتمع وعلاقاتهم.
خدمة اجتماعية في الهيئة الطبية الأردنية (2013 ـ 2016).
دراسة حالات اللاجئين الاجتماعية والبحث في أسباب حياتهم، تأهيلهم للانخراط في المجتمع من خلال ممارسة الأعمال اليدوية.
مشاركة في دورة إعداد مدرّبين TOT، في منصّة تيرا كورسيز الإلكترونية (2019).
مشاركة في دورة المبادئ العامة في الترجمة من الإنجليزية إلى العربية، في منصة رواق للتعليم المفتوح (2016).
مشاركة في دورة (كيف تصبح معلماً عن بعد في 24 ساعة)، جامعة حمدان بن محمد الذكية.
مشاركة في دورة (كيف تصمم درساً الكترونياً في 24 ساعة)، جامعة حمدان بن محمد الذكية.
مشاركة في دورة في (ICDL) (الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب) في الأردن (2016).
مشاركة في دورة مبادئ إدارة الموارد البشرية، في منصة إدراك للتعليم المفتوح (2016).
مشاركة في دورة العمل التطوعي، في منصة رواق للتعليم المفتوح (2016).
أعمال تطوعية داخل الجامعة وخارجها (2011 ـ 2015).
زيارة مراكز التأهيل الاجتماعية مثل رعاية المسنين ومراكز العناية بذوي التوحّد.
حملات تطوعية مثل العناية بالبيئة (تنظيف الشوارع)