قد يتساءل البعض هل تتعرّض اللّغة لاضطّرابات بعد اكتمالها، وتكون الإجابة نعم، فاللّغة تتمركز في مناطق في دماغ الإنسان، ودماغ الإنسان ما هو إلاّ جزء من أجزاء الجهاز العصبيّ، وهو كغيره من الأعضاء معرّض للإصابة في أيّ وقت. وبالتّالي فإنّ أيّ إصابة في مراكز اللّغة في الدّماغ ستؤثّر وبشكل مباشر في اللّغة بجانبيها التّعبيريّ، والاستيعابيّ. فإذا ما كانت اللّغة بجوانبها قد اكتملت في الدّماغ فإنّنا نطلق على هذا النّوع من الاضطّرابات، الاضطّرابات اللّغويّة المكتسبة. حيث أنّها لم تتطوّر مع الإنسان في سنيّ عمره المختلفة، بل جاءت بشكل مفاجئ، وذلك لحدوث تغيّر أو عطب في الدّماغ. وبما أننّا سنتحدّث عن اضطّرابات ناتجة عن إصابات في الدّماغ فلا بدّ لنا من أن نعرّج على موضوع الجهاز العصبيّ من حيث التّشريح (Anatomy)، ومن حيث وظائف الأعضاء (Physiology)؛ حتّى تصبح الصّورة أكثر جلاءً ووضوحاً.
الجهاز العصبي
يقسم الجهاز العصبيّ إلى قسمين رئيسين وهما: الجهاز العصبيّ المركزيّ (CNS)، والجهاز العصبيّ المحيطيّ (PNS). ويتكوّن الجهاز العصبيّ المركزيّ من الدّماغ، والنّخاع الشّوكيّ. وأمّا الجهاز العصبيّ المحيطيّ فيتكوّن من الأعصاب الّتي تربط الدّماغ والنّخاع الشّوكيّ بالمستقبلات والعضلات والغدد. ويقسم الجهاز العصبي المحيطيّ إلى جهاز وارد (Afferent System)، وجهاز صادر (Efferent System). أمّا الوارد فيتكوّن من الخلايا العصبيّة الّتي تنقل المعلومات من مستقبلات الجسم المحيطيّة إلى الدّماغ والنّخاع الشّوكيّ (Sensory Neurons)، وأمّا الصّادر فيتكوّن من الخلايا العصبيّة الّتي تنقل المعلومات من الدّماغ والنّخاع الشّوكيّ إلى العضلات والغدد (Motor Neurons). كما يقسم الجهاز العصبيّ الصّادر إلى جهاز عصبيّ جسديّ (Somatic Nervous System)، وآخر مستقلّ (Autonomic Nervous System). أمّا الجسديّ فيعمل على نقل الدّفعات العصبيّة من الجهاز العصبيّ المركزيّ إلى العضلات الهيكليّة لتحريكها، وهذه الحركات تكون إراديّة. أمّا المستقل فيعمل على نقل الدّفعات العصبيّة من الجهاز العصبيّ المركزيّ إلى العضلات الملساء وعضلة القلب والغدد. لذلك فهذا الجهاز يعمل بشكل لا إراديّ.
يعتبر الدّماغ من الأعضاء الكبيرة في الجسم، ويتراوح وزنه حواليّ 1300غرام، ويتكوّن من حواليّ ألف بليون خليّة عصبيّة وينقسم إلى أربعة أقسام رئيسة وهي:
- جذع الدّماغ (Brain Stem) ويتكوّن من:
- النّخاع المستطيل (Medulla Oblongata)
- الجسر (Pons)
- الدّماغ المتوسّط (Midbrain)
- الدّماغ البيني (Diencephalon)، ويتكوّن من:
- المهاد (Thalamus)
- الوطاء (Hypothalamus)
- المخ (Cerebrum)، ويتكوّن من:
نصفيّ كرة: أيمن، وأيسر.
- المخيخ (Cerebellum)
يغلّف الدّماغ قشرة رماديّة اللّون (Cortex)، تتكوّن من ملايين الخلايا، تتركّز فيها معظم القدرات الإدراكيّة. ويقسم مخّ الإنسان إلى قسمين متماثلين تقريباً وهما الفص الأيمن (Right Hemisphere)، والفص الأيسر (Left Hemisphere). ويتمّ التّنسيق بين هذين القسمين عن طريق خلايا عصبيّة متخصّصة أهمّها ما يسمّى الجسم النّفثي (Corpus Collasum). وكشفت الدّراسات أنّ تحكّم الدّماغ بوظائف الجسم يتمّ بشكل متعاكس. كل نصفّ من نصفيّ الدّماغ متخصّص في وظائف معيّنة، ويتمّم كلّ جزء الجزء الآخر.
وظائف النّصف الأيسر:
- معالجة اللّغة.
- الاستماع، والكلام، والكتابة، والقراءة.
- التّنظيم الزّمنيّ.
وظائف النّصف الأيمن:
- إدراك الأصوات غير اللّغويّة.
- مهارات التّقدير الفراغيّ البصريّ، من مثل إدراك المساحة، والطّول، والحجم.
- التّحليل الكلّيّ الشّامل. وبالمشاركة مع النّصف الأيسر فهو يحلّل المعاني غير التّنغيميّة المباشرة من خلال التّنغيم. فلو أصيب النّصف الأيمن من دماغ الإنسان، فإنّه يفقد القدرة على فهم المعنى الكلّيّ، ويقتصر فهمه على المعنى الكلّيّ.
- إدراك الملمس من حيث النّعومة، والخشونة، والشّكل الخارجيّ.
مراكز اللّغة في الدّماغ:
تتوزّع اللّغة في الجزء الأيسر من الدّماغ، ولا تنحصر في مكان واحد، وترتبط ببعضها بعضاً عن طريق خلايا عصبيّة متخصّصة.
منطقة بروكا (Broca’s Area):
ونجد هذا المركز في مقدّمة النّصف الأيسر من الدّماغ.
- تنظيم أنماط النّطق، ولهذه الوظيفة علاقة بقرب هذا المركز من منطقة التّحكّم بعضلات الوجه والفك واللّسان والحنجرة في القشرة الدّماغيّة.
- استخدام علامات الجمع وشكل الأفعال.
- انتقاء الكلمات الوظيفيّة، من مثل حروف العطف، والجر.
منطقة فيرنكي (Wernike’s Area):
وتقع بالقرب من منطقة السّمع الرئيسة في القشرة الدّماغيّة.
- إعداد المعاني.
- تفسير المفردات واختيارها بهدف إنتاج الجمل.
- تربط بينها وبين منطقة بروكا حزمة من الألياف العصبيّة وتعرف بحزمة الألياف المقوّسة (Arcuate Fascicules).
التّلفيفة الزّاويّة (Angular Gyrus):
وتقع هذه المنطقة خلف منطقة فيرنكي.
- وهي المركز المسؤول عن تحويل المثير البصريّ (Visual Stimulus) إلى شكل سمعيّ والعكس.
- التّوصيل بين الشّكل المحكيّ للكلمة، وكذلك صورتها المدركة.
- تسمية الأشياء واستيعاب الشّكل المكتوب للّغة.
- كلّ ما يحتاج إلى الرّبط بين المثيرات البصريّة ومناطق الكلام.
ملاحظات عامّة عن الدّماغ
- إنّ الدّماغ هو المسؤول عن المعالجة اللّغويّة بشكل عام. كما أنّه المسؤول عن باقي وظائف الجسم. وبالتّالي، فإنّ أيّ إصابة في الدّماغ قد تسبّب اضطراباً في لغة الإنسان.
- تتمّ معالجة اللّغة لدى معظم النّاس في الفصّ الأيسر من الدّماغ. علماً أنّ كلّ جهة في الدّماغ مسؤولة عن وظيفة معيّنة، وكلّ جزء من كلّ جهة مسؤول عن وظيفة خاصّة.
- من المرجّح عند إصابة الجزء الأماميّ من الدّماغ تأثّر إنتاج الكلام، وعند إصابة الجزء الخلفيّ منه، فمن المرجّح تأثّر الاستيعاب.
- إنّ أيّ إصابة في الجزء السّفلي من الدّماغ (Brain Stem) قد تسبّب اضطّرابات في الكلام.
- إصابة الدّماغ بأيّ عطب لا تؤثّر فقط في اللّغة، ولكن تؤثّر في وظائف الجسم الأخرى.
العوامل المهيئة لحدوث السكتة
ثمة عوامل رئيسة تمثل دوراً هاماً لازدياد نسبة حدوث السكتة اذا توافرت إحداها أو بعضها في شخص ما وهذه العوامل تشمل:
ارتفاع ضغط الدم
يمثل ارتفاع ضغط الدم أهم العوامل التي تهيئ الفرصة لحدوث حالات السكتة. والمقصود هو ارتفاع ضغط الدم الشديد المزمن أو المتأرجح، وذلك لأن حدوث ارتفاع ضغط الدم بدرجة متوسطة أو ارتفاعه التدريجي البطيء لا يسببان أي مشاكل مرضية بالأوعية الدموية والدماغية. في حين أن الارتفاع الشديد أو المزمن هو الذي يؤدي إلى التغيرات المرضية في جدار الأوعية الدماغية الصغيرة، بالإضافة إلى تأثير ارتفاع ضغط الدم على الأوعية الدموية الكبيرة حيث تزداد نسبة حدوث تصلب الشرايين مما يؤدي إلى انسداد هذه الاوعية وحدوث تجلطات.
الإصابة بمرض السكر
ويؤدي هذا المرض إلى نفس التغيرات الباثولوجية التي يحدثها ارتفاع ضغط الدم.
أمراض القلب المختلفة:
مثل الحمى الروماتيزمية حيث تزداد نسبة حدوث الجلطات التي يحملها الدم إلى المخ.
التدخين:
أثبتت الدراسات المختلفة أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين وبالتالي أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية. وتزداد نسبة حدوث السكتة في الذكور عن الإناث لانتشار عادة التدخين بين الذكور عن الإناث.
تقدم السن:
كلما ازداد عمر الشخص كان أكثر عرضة لحدوث السكتة نظراً لازدياد فرص حدوث أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم والإصابة بمرض السكر.
تعاطي الكحوليات:
يزيد تعاطي الكحوليات من نسبة حدوث السكتة خاصة في مقتبل العمر ويكون في الذكور أكثر شيوعاً.
عوامل وراثية:
أجريت كثير من الأبحاث حول دور الوراثة في حدوث السكتة ولكن وجد أن دورها ضئيل كأحد العوامل المهيئة لحدوث السكتة.
انخفاض ضغط الدم المفاجئ:
وقد يحدث هذا مع مرضى ارتفاع ضغط الدم في خلال فترة العلاج حيث ينخفض ضغط الدم بصورة شديدة تؤدي إلى نقص الدم بالمخ مرة واحدة فتحدث السكتة.
سوء التغذية:
وخاصة الإكثار من تناول الملح في الطعام أو الإفراط في تناول الدهنيات، فإذا توافر هاذان العاملان مع ارتفاع ضغط الدم يؤدي ذلك إلى حدوث السكتة.
المرجع المستفاد منه:
اضطرابات التواصل د. وائل أبو جودة
الجنسية: سوري
الوظيفة:اختصاصي علاج نطق بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
الحالة الاجتماعية:متزوج ويعول أربعة أبناء.
المؤهلات العلمية:
- حاصل على درجة الدراسات العليا في الفلسفة من جامعة دمشق بتقدير جيد جداً عام 1979.
- حاصل على درجة الليسانس في الدراسات الفلسفية والاجتماعية بتقدير جيد جداً من جامعة دمشق عام 1975.
- حاصل على دبلوم دار المعلمين من دمشق عام 1972.
- حاصل على دورة عملية في طريقة اللفظ المنغم من بروكسل في بلجيكا.
الخبرات العملية:
- أخصائي علاج نطق بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- مدرس من خارج الملاك بجامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين.
- عضو بالاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم منذ عام 1980.
- أخصائي نطق في اتحاد جمعيات الصم بدمشق.
- مشرف على مركز حتا للمعوقين بدولة الإمارات العربية المتحدة عامي 2001 و 2002.
المشاركات والدورات:
- عضو مشارك بالندوة العلمية الرابعة للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم عام 1994.
- عضو مشارك بالندوة العلمية السادسة للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم عام 1998.
- مشارك في المؤتمرين السادس والثامن للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم 1991 و 1999.
- مشارك في ورشة توحيد لغة الإشارة بدبي عام 1998.
- مشارك في تنظيم وتخريج عدد من دورات المدرسين والمدرسات الجدد في مدرسة الأمل للصم.
- عضو مشارك في الندوة العلمية التربوية بمؤسسة راشد بن حميد بعجمان عام 2002.
- مشارك في عدد من المحاضرات التربوية والتخصصية.
- كاتب في مجلة المنال التي تصدرها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- عضو مشارك في مؤتمر التأهيل الشامل بالمملكة العربية السعودية.
- عضو مشارك في الندوة العلمية الثامنة في الدوحة بقطر.