الضغوط النفسية ظاهرة إنسانية وجزء من نسيج الحياة وهي تنشأ في ظروف مفاجئة نتيجة عوامل داخلية أو خارجية تخلق هذه العوامل نوعاً من التهديد للجميع ويتحتم التعامل معها والتقليل من شأنها والحد من تبعاتها وتأثيراتها الاجتماعية والنفسية خاصة وان كانت هذه الضغوط تخرج عن المدى العادي أو الخبرات البشرية، فقد تكون نتيجة عوامل مفاجئة وغير متوقعة مما يؤدي إلى مضاعفة نتائجها والتي بدورها تثقل القدرة التكيفية للفرد ويمكن أن تؤدي في أقصى درجاتها إلى اضطراب من اضطرابات السلوك الإنساني وسوء توافقه وتؤدي غالباً إلى استجابات سلبية.
يعرف الضغط النفسي بأنه موقف أو خبرة شعورية يتعرض لها الشخص ويتطلب منه استخدام كافة إمكانياته الشخصية والاجتماعية حتى يتكيف معها أو هي أشياء لا يستطيع الفرد تحملها ولكنه مضطر للتعايش معها.
فمع تنامي انتشار الجائحة العالمیة لفیروس كورونا الجدید (كوفید ـ 19) والتي تسببت في انتشار الفزع والقلق والخوف في كثیر من أوساط المجتمع، وخاصة بین الأطفال والأسر وكبار السن. ومرد ذلك انتشار الكثیر من الإشاعات المضللة والتي بثتھا وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي وعلى الرغم من كافة الاحتیاطات اللازمة لمحاصرة ذلك الخطر والقضاء علیه، فإن الحالة النفسیة وما ینتابھا من اضطرابات جراء معایشة ھذه الأزمة، وما یسمع ویشاھد طوال الیوم، بلا شك، سیكون لھا تداعیات على كافة المجالات الاجتماعیة والنفسیة وباتت ملامحھا وتجلیاتھا تظھر یوماً بعد یوم.
فكثیر من الناس أصبحوا معرضین لحالات الإجھاد النفسي والذي یتمثل في صورة نوبات شدیدة من الخوف والذعر، مع نوبات من الھلع الشدیدة، نتیجة لإفراز كمیات كبیرة من ھرمونات القلق، أھمھا هرمون الكورتیزون الذي یؤدي بدوره إلى إنھاك جھاز المناعة داخل الجسم البشري، فیصبح ضعیفاً ولقمة سائغة لمهاجمة الفیروس له.
فالھدوء والثبات الانفعالي ھما الطریق الفاعل للتحكم في الضغط النفسي الذي یؤثر بشكل مباشر وعنیف على الصحة العامة للأشخاص.
إن فن إدارة الضغوط علم ليس له قوالب رئيسية عامة وهو فن لم يدرج في المناهج الدراسية، فلمسات الإنسان الفردية وبصمته تظهران بوضوح في حياته نتيجة تعامله مع هذا الفن، نحن أمام مجموعة من الإشكالات التي خلفتھا أو ستخلفھا ھذه الأزمة وتتشكل في ھذا الإطار مجموعة من الأفكار.
أن تعرف كيف تدير نفسك و تحافظ على استقرارها وهدوئها أمر في غاية الأهمية، وإليك مجموعة من النصائح التي تساعدك في التخفيف من الضغط النفسي أياً كان مصدره.
- بداية يجب أن تكون واعياً بما يسبب لك الضغط فالوعي هو المقوم الأساسي لتغيير أي شيء في شخصنا وفي طريقة التعامل معه.
- تقبل مشاعر التوتر والقلق ولكن لا تعطها جحماً أكبر مما تستحق.
- خذ نفساً عميقاً لتوصيل الأوكسجين إلى دماغك مما يعزز كفاءته، لأن جزءاً كبيراً من القلق والتوتر مرده الأفكار فلا تنجرف وراء كل فكرة تمر في بالك .
- استخدم الحديث الإيجابي مع الذات بشكل متواصل.
- مارس التمارين الرياضية بشكل منتظم.
- ابتعد عن مصدر التوتر كالأخبار السيئة والأشخاص السلبيين وحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي السلبية.
- مارس الهوايات وانغمس بها.
- ركز على اللحظة فهي كل ما تملك وغالباً الأشخاص المتوترون يعيشون على ذكريات سابقة توترهم أو يفكرون بأشياء مستقبلية تقلقهم.
- مارس التأمل باستمرار ولو لمدة قصيرة.
إدارة الضغط النفسي فن سيعرفك بأن لديك عدة خيارات تجعلك تفعل الأشياء بالطريقة الصحيحة وتوقف الانجراف وراء كل كلمة، فكرة، موقف ولا تدع لها السبيل للتمكن من السيطرة على مزاجك ويومك وحياتك.
المراجع:
- دورة إدارة الضغوط والانفعالات د. خالد المنيف، 2020
- الارشاد النفسي وفق نظرية العلاج الواقعي، د. بشير الرشيدي، الإنجاز للنشر والتوزيع. الطبعة الثالثة، 2008
آمنة الزعابي
اختصاصية نفسية
مدرب معتمد في التنمية البشرية من المجلس الكندي الأمريكي
كوتش لايف معتمد من الاتحاد الدولي للكوتشينج ICF