الرسالة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين..
سلام الله عليك ورحمته وبركاته..
أختي في الله.. أختي الحبيبة:
الكل يمضي في سبيله ولا شيء يبقى في هذه الدنيا الفانية، حتى الذكرى الجميلة الطاهرة تذهب ومن ثم ينسانا الأحبة، ويعيش كل في عالمه.
نعم ليس في هذه الدنيا الفانية إلا الفناء والبقاء لله وحده.
لذلك أخي الغريب..
لا تشرك بالله.. وكن قوي القلب، عزيز النفس لتعش كريماً.. هدفك إن عملت أو قلت أو أحببت هو الله.. فاعمل لله.. قل لله.. وحب لله.. فستجده دوماً أمامك، يغشيك بحفظه. وهو الذي إذا أحب عبداً جاد عليه ولم ينقص من عطائه شيئاً. تجده إن شكوت له لم يردك ولم يغش أمرك أو يفضحك.. تجده هو الذي إن أحببته لم ولن تضل أبداً في هذه الدنيا الفانية، فكن في هذه الدنيا غريباً لا ترجو إلا الله.
أخية..
الإخلاص.. الإخلاص في العمل لتصلي إلى البر فيه والإحسان.. بعون الجبار..
فاللهم.. اجعل في قلوبنا نوراً، وفي أبصارنا نوراً، وفي ألسنتنا نوراً..
اللهم.. اجعل حبك هو بصرنا الذي نبصر به، وأسماعنا التي نسمع بها، وألسنتنا التي ننطق بها.. وأيدينا التي نبطش بها، حتى أكون في هذه الدنيا غريباً أنا وإخوتي فيك، ونستظل في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك..
المحبة لك
الرسالة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم..
أختي الغالية..
أرسل إليك وأنا في أحوج الحال لهذا المقال.. إذ دار في مخيلتي يوماً.. ما هو الاعتدال، وما هي الاستقامة؟! لم الناس في سبات؟ فمهما تشعبت الأهواء والشهوات ومهما كانت كبيرة أو صغيرة فثمة صراع ظاهر أو صراع مستور؟
سئلت يوماً: ما هو، وكيف هو الشر في ناظرك؟
فأجبت: أهناك شر أشر وأجمع من صراع دائم بين المسلمين والمشركين؟
فقيل لي: هذا كلام كتب لا غير!!
مع أنني مقتنعة تماماً أنه موجود في الواقع المعاصر..
سألت نفسي: من المسؤول الأساسي عما يدور حولنا، رغم تشعب الأسباب المؤدية للفساد؟
سألت وسألت.. وتشعبت واحترت، وبفضل الله ـ جل وعلا ـ قد وصلت، وصلت لما يريح الخاطر.. فما نعيشه من حروب وعجرفة، من شهوات يقول صاحبها: لا أستطيع تركها أبداً.. من.. ومن.. إنما هو من شيء كامن بين الأضلع.. هو عدو أكبر.. ألا وهو النفس البشرية.. الأمارة بالسوء.. إذ جهلنا هذا الأمر حتى جهلنا حقيقة وجودنا، وجهلنا بذلك أنفسنا فتهنا ومن ثم احترنا كيف المسير! وما الهدف؟ ولم المسير؟ وإلى أين المسير؟!! جهلنا حقيقة أننا مسلمون.. ويجب أن نحترم هذه المكانة، وبذلك نحترم أنفسنا..
أنا مسلم في شدتي قبل الرخاء
بعقيدتي الغراء أسمو سامقاً نحو السماء
أخية..
رددي معي: اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك.. اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا لعبادتك.. اللهم اجعل خير أيامنا يوم لقائك..
سهل حقاً.. أن نبذر الكلام على ألسنتنا.. ولكن صعب على اليائسين أن يترجموه بأعمالهم..
فعلاً.. الكلام في لحظات وثوان.. والعمل والترجمة في سنين تحتاج لمجاهدة وإرادة قوية..
أرجو من الله أن يعيننا.. ويأخذ بأيدينا إلى ما فيه خير هذه الأمة .
الرسالة الثالثة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.. أما بعد،
أخيتي في الله..
أرجو من الله أن تكون أخوة خالصة لوجهه الكريم.. فما أسعد الفرد المؤمن بصحبة صالحة تهديه ـ بعد فضل الله وجوده ـ إلى الطريق القويم.
إن ما في الخاطر لا يعلمه إلا الله.. وهم لا يعرف مداه إلا هو، ولا نسأل إلا الله ولا نرجو إلا الثبات..
فاللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك..
نعم.. فإن المرء لا ينظر لموقعه في طريق الدعوة هل هو في المقدمة أم في المؤخرة.. بل ينظر راجياً من الله بعد العمل الثبات..
فدعواتك أخية
الرسالة الرابعة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.. النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم، وأشهد أنه قد بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة.. عليه الصلاة والسلام..
أخيتي الغالية في الله..
سلام الله أبعثه إليك.. عسى أن تكوني في أتم صحة الايمان والعافية من أدران النفوس وغوائلها..
أخية..
مما يحبه الرحمن من عبيده أن يلحوا في السؤال، وهذه حكمة جليلة يبصرها ربي.. فإن كان العبد صادقاً في السؤال أكثر من الدعاء والمناجاة، والإلحاح إليه راجياً عطاءه، راجياً مغفرته، فبحب الله ـ عز وجل ـ لعبيده يؤخر في الجواب والاستجابة حتى يتملك الايمان قلب عبده، حتى يكون هو أحب شيء إليه.. حتى يرى أن الدنيا في يديه.. حتى يتيقن أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة.. حتى يرى أن الله بيده ملكوت السماوات والأرض.. حتى إن أتاه الفرج، وجد حقيقة الابتلاء ـ إن كان صادقاً ـ متجسدة أمامه.
نعم.. يجد إيماناً قد رباه الله به وعليه وإليه، حباً في عبده، وحباً لمغفرته ورحمته له..
سبحان الله.. لهؤلاء الجاهلين في أمر حكمة الله في ابتلاءاته لهم يقولون: لم يستجب الله لدعائنا.. لم نحن الذين يبتلينا الله بهذا؟ لم.. ولمَ؟ لم الله قاس علينا.. تبارك الله وتعالى عما يصفون..
أخية..
إن للمؤمن شرفاً، نعم شرف قد هجره الناس، شرف قد نسيه هو في ثنايا هذه الحياة ومتاعبها، وأهوائها ونوازعها..
شرف يقول: إن مواكبة مشاكل الناس والصمود أمام شرورهم واستهزاءاتهم يفوقه! نعم هو كذلك.. ولكن إن ضاع هذا الشرف ضاع حتى الصمود أمام استهزاءات الجاهلين، ضاع حتى أن يتمعّر وجه المسلم في وجه المنكر، ضاع لأنه لم يؤدب نفسه على روضة (قيام الليل).
نعم.. قيام الليل.. هو شرف المؤمن! فبقيام الليل يرزق المرء الإخلاص والبصيرة بعد إذن الله وفضله ومنه وجوده.
أي والله يا أخية..
صحيح أن مواكبة مشاكل الناس، والصبر على أذاهم خير ممن يجلس في محرابه، خير ممن يجلس على سجاده..
ولكن هناك شيء يسمى الاعتدال.. هناك أمر يسمى تربية النفس للسمو.
فلم السمو؟ ولم العلو؟ ولم قيام الليل؟ ولم الصبر على أذى الجاهلين؟
أخية..
هذه قطرات ندى من القلب أرجو من الله أن تصل إلى قلبك لترطبه بروح الأخوة فيه.. وسلام الله عليك..
والحمد لله رب العالمين..
المحبة لك
الرسالة الخامسة
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الذي لا يعلو عليه أحد..
بسم الذي لا ينجو من عقابه آثم..
بسم الذي لا يبخل على أحد..
بسم الذي يمهل ولا يهمل..
بسم معز الضعيف.. ومذل القويّ..
الحمد لله الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات..
سلام الله أبعثه إلى أخت لي في الله.. تكنّى بالمسلمة، وبالإسلام وأهله، وبفعله وخلقه..
أخيتي الحبيبة في الله..
آمنك الله من عذاب القبر.. آمنك الله من وحشة القبر.
أخية..
أحبك الله فيما أحببتني من أجله.. فاللهم.. ارزقنا حبك، وحب من يحبك وحب كل شيء يؤدي إليك..
فاللهم.. ارزقنا حبك حباً يليق بجلالك العظيم، وسلطانك الجليل، ورحمتك الواسعة، وجودك الكبير..
أخية..
إن من صدق الأخوة والحب في الله، الصدق في النصيحة..
فلينظر المرء في ميزان الشريعة، فهل هي مطابقة للشريعة الحقة.. مطابقة لأوامر الله؟ فإن كانت كذلك مع صدق النية كانت الثمار ناضجة طرية..
غاليتي..
سألت نفسي مرة في تعجب بين أضلعي.. بقول إحداهن لي قولاً ما سمعته منها قط، إذ بعدما رأت الزرع النابت الأخضر قائلة معلقة:
ما أجمل أن يرزق الله المرء المسلم ذرية صالحة تكون ذخراً للإسلام..
فتساءلت في خلديك لم المرء المسلم يأمل من هذه الدنيا ذرية صالحة.. وإخواناً صالحين؟! فأجابتني نفسي مسرعة: أليس هو مسلم؟ أليس هو مما قال عنهم عليه الصلاة والسلام: «فطوبى للغرباء».. فكل نفس بفطرتها تريد سبباً يعينها بعد عون الله ومنه وفضله إلى الخير إلى الله تريد المعية بعد معية الله.. تريد الإرشاد والنصح.. تريد الوقود المحفز.. تريد ماء تروي به ظمأها.. تريد رياض الجنة التي في الدنيا.. تريد زرع الحق في قلوب مؤمنة، في قلوب نضرة خضرة، تريد أرضاً خصبة تزرع فيها زرعها.. ألا وهي الشريعة الإسلامية، وتطبيقها في بيت مسلم أسسه الإسلام، وكل ما يؤول لرضا الرحمن..
سبحان الله..
فالنفوس الطاهرة المؤمنة تهفو لجيل إسلامي حق.. جيل قد تربى على صفحات القرآن.. جيل تربى في أرض الوغى.. في أرض القتال.. جيل جهادي.. جيل معطاء همام.. لا يخشى إلا الله.. ولا يرجو إلا رضاه..
أخية..
من صدق مع الله صدق الله معه.. وزاد خيره ومنه عليه..
فعليك بصدق السرائر..
(والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).
والحمد لله رب العالمين..
أختك المحبة