يعتبر الإنطواء مشكلة حقيقية ومعقدة ومتشابكة تواجة بعض الأطفال في فترات متفرقة من عمرهم وبشكل متدرج تبدأ في سن السنتين وتزداد في فترة المراهقة وذلك نتيجة للإحتكاك الزائد بالمجتمع، ولكن يجب على الوالدين عدم إهمالها علي الإطلاق لأنها مشكلة قابلة للتضخم ومن الممكن أن تستمر مع صاحبها ما تبقى من عمره، ونسبة الإنطواء عند الإناث أعلى من نسبتها عند الذكور نتيجة لاختلاف الطبيعة النفسية لكل منهم وحساسية المرأة ورهافة نفسيتها.
ويظهر الإنطواء عند الأطفال علي شكل نفور من الزملاء أو الأقارب وتجنب الدخول في أية أحاديث مشتركة معهم، وهذه الأفعال تسبب خللاً في التفاعل الاجتماعي للطفل مع من يحيط به وذلك يؤثر أيضاً على سلوكه العام ونموه العقلي، ويختلف هذا الإضطراب في السلوك من طفل إلى آخر.
أسباب الإنطواء عند الأطفال
- شعور الطفل بالنقص بسبب وجود إعاقة في جسمه أو إصابته بمرض مزمن مثل البهاق أو غيره من الأمراض التي تغير من شكله، أو وجود عيب في النطق أو التحدث مما يمنعه من التواصل مع من حوله، أو سماعه لبعض الألفاظ السيئة التي يسمعها من والديه أو أقاربه أو زملائه مثل قبيح الشكل.
- فقدان الطفل المبكر للحب بسبب إنفصال والديه أو فقدان أحدهما بسبب الموت.
- فرض الرقابة الشديدة علي الطفل يشعره بالعجز والضعف عند الاستقلال أو قيام الوالدين باتخاذ القرارات المتعلقة به دون الأخذ برأيه أو مشاورته مما يجعله يشعر بأنه ليس له أي قيمة ولا رأي في المجتمع الذي يعيش فيه فيفقده ذلك ثقته بنفسه ويفقده أيضاً الشعور بالأمان فيدفعه ذلك إلي الإنطواء والعزلة.
- تغيير الموطن يؤدي أيضاً إلى الإنطواء بسبب اختلاف العادات والتقاليد وتركه لأهله وأصدقائه .
- ومن الممكن أيضاً أن يكون الإنطواء عند الطفل مجرد تقليد لأحد والديه، كما أن دعم والديه له يؤدي إلي تعقيد هذه المشكة وصعوبة حلها.
- تعنيف الأهل الشديد لأطفالهم لأخطائهم تجعلهم يتجنبون التفاعل الاجتماعي مع من حولهم تجنباً الوقوع تحت طائلة العقاب .
- التفريق بين الأطفال داخل الأسرة يؤدي إلى شعورهم بالوحدة وأن ليس لهم مكان في هذه الأسرة فكل هذا يسبب لهم نوعاً من الإنطواء والعزلة .
علاج مشكلة الإنطواء عند الأطفال
تبدأ خطوات العلاج بقيام الوالدين ببعض الأفعال التي تساعد الطفل على التخلص من هذه المشكلة وإبعاده عنها نهائياً.
إليكم فيما يلي طرق العلاج:
هعدم ممارسة أي عنف على الطفل سواء كان عنفاً جسدياً أم عنفاَ معنوياَ لأن لكل منهما نتائجة السلبية التي تسبب الإنطواء والعزلة .
- تقوية الروابط الأسرية داخل الأسرة والروابط الاجتماعية في المجتمع وأيضاً يجب تعريف الطفل على المجتمع الذي يحيط به حتى يتجنب الشعور بالإنطواء على الذات وعدم التعامل مع الآخرين .
- تشجيع الطفل على تكوين صداقات مع من حوله من أقارب ومعارف، وفتح الباب له في تكوين صداقات جديدة وذلك لأن تواصل الطفل مع من حوله يساعده في نمو شخصيته .
- تعليم الطفل مهارات إجتماعية محددة مثل تعليمه مهارات الإتصال وكيفية التحدث والاستماع وكيفية توجية التحية والسلام والسؤال عن المعلومات .
- اكتشاف نواحي القوة في قدرات الطفل وتنمية شخصيته في جو من الدفء العاطفي والأمن والطمأنينة سواء في المنزل أو في المدرسة والانتماء إلى جماعات صغيرة في المدرسة والاندماج معهم .
- التقليل قدر الإمكان من إثارة المشكلات الأسرية وإذا كان لابد من حدوثها فيجب أن تكون ضمن حدود الوالدين ولا يشعر بها طفلهم أبداً.
- المساواة والعدل بين الأطفال في كافة الأمور داخل المدرسة والأسرة.
- يجب أن يعمل الوالدان علي إعادة ثقة الطفل بنفسه وذلك لأن الطفل بطبعه حساس لدرجة كبيرة وتشجعيه علي التعبير عما بداخله، والتأكيد على نقاط القوة لديه.
- عدم تحميل الطفل فوق طاقته أو القيام بأفعال تفوق قدراته حتى لا يشعر بالعجز وسط من يحيط به فيميل إلى الإنطواء.
- توجيه بعض الأسئلة لأطفالنا والأخذ برأيهم حتي يشعروا أن لهم قيمة وأهمية كبيرة .
وفي النهاية إذا لم تنجح كل هذه التدابير في تغلب طفلك على شعوره بالإنطواء والعزلة فيجب عليك الذهاب إلي مستشار نفسي حتى لا تتفاقم المشكلة.