عندما يبدأ المعلمون في العمل مع الطلاب ذوي إضطراب طيف التوحد غالباً ما يكون لديهم الكثير من الأسئلة فهم في حاجة إلى إستراتيجيات وأفكار مفيدة ومساعدة عند البداية بصفة خاصة. من الهام للمعلمين أنه يحضروا للصف الدراسي بالكثير من الأفكار الخاصة بالتدريس والمساندة، وقد يكون مفيداً كذلك القيام بمراجعة العديد من المعتقدات والقيم والمفاهيم واللغة المستخدمة قبل الغوص في الجوانب العملية لكيفية التدريس والتعلم.
وفيما يلي بعض القواعد العامة لكي توضع في الاعتبار عند تدريس الطلاب ذوي إضطراب طيف التوحد:
- قم بالتركيز على نقاط القوة والأهداف التي تم إنجازها. وجه الأسئلة عن الكيفية التي استطاع الطلاب النجاح بواسطتها في السابق.
- لا تفترض الأسوأ، وضع في الاعتبار أن الطالب قد يكون حريصاً على بذل أقصى ما يستطيع للتصرف بصورة مناسبة، فغالباً ما تكون تلك المظاهر التي تبدو على السطح كسلوكيات مشكلة ناتجة في الواقع عن مشكلات حسية أو عدم الشعور بالراحة أو عدم القدرة على التواصل بفاعلية أو عدم القدرة على فهم أو أداء الأشياء المطلوبة.
- انظر إلى الطلاب وأسرهم كخبراء، غالباً ما يتم إخبار الطلاب ذوي إضطراب طيف التوحد عن تشخيصهم وحياتهم وخبراتهم دون أن تتوافر لهم الفرص للحديث عن قصصهم ومشاركة واقعهم. ولكي يكون المعلمون ناجحين فلابد أن يتوافر لديهم حب الاستطلاع والتعلم والاهتمام تجاه الخبرات والتجارب الخاصة بالطلاب وأسرهم. معظم الأسر سوف ترحب بامتنان بالاهتمام الذي تبديه نحو نجاح طفلهم، وهذا النوع من التعاون سوف يساعد دون شك في بناء شراكة أقوى وأكثر فاعلية بين الأسر والمدرسة.
- حافظ على كرامة الطلاب. فمع أن كل معلم لا ريب حريص على حماية الطلاب ومساعدتهم على بناء واحترام وتقدير الذات، إلا أن هذه الأهداف توضع جانباً أحياناً دون قصد في خضم الأيام المزدحمة بالعمل داخل الصف الدراسي. عندما يكون الطلاب غير قادرين على الإنجاز أو المشاركة فغالباً ما يرجع ذلك لإهمالنا لعلاقاتنا الشخصية معهم. وكثيراً ما نتوقف في تلك اللحظات كي ننصت لطلابنا ونتعلم المزيد عنهم وعن أكثر ما يحتاجونه فنتعلمه لتيسير تعلمهم.
- البحث عن المواهب. يجب على المعلمين أن يبحثوا بصورة مستمرة عن المواهب الموجودة لدى الطلاب، وعن المواقف التي تبرز قدراتهم وتدعم احتياجات مجموعة متنوعة من المتعلمين. يجب على معلمي الطلاب ذوي إضطراب طيف التوحد أن يؤمنوا بكفاءات طلابهم، وأن يعدوا لهم الساحة كي يؤدوا بكفاءة. إن المعلمين الذين يبحثون عن كفاءات طلابهم يجب باستمرار أن يضعوا نصب أعينهم هده الأسئلة: ما الذي يمنعني من رؤية كفاءات وقدرات ذلك الطالب في الوصول إلى النجاح؟ ما الذي يمكنه أن يساعدني في رؤية كفاءات ذلك الطالب؟ كيف وماذا يمكن أن أتعلم من ذلك الطالب؟
- تصرف كمعلم ومتعلم. تحتاج المدارس إلى أساليب للجمع بين المعلمين والمتعلمين ولكي تصبح مجتمعات يتعلم المشاركون فيها من بعضهم بعضاً. يجب على المعلمين أن يجدوا الطرق لتجديد أنفسهم واكتشاف أفكار جديدة. البعض قد يفضل الاستمرار في التعلم عبر مؤتمرات التطوير المهني أو المقررات الجامعية وقد يبحث آخرون عن الفرص المتاحة في مؤسساتهم وكمثال فقد قامت إحدى المدارس بعقد اجتماعات شهرية لمشاركة الأفكار share-an-Idea وكان أي عضو في فريق العمل مدعواً للحضور وعرض فكرته. كما أنشأت بعض المدارس أيضاً نوادي للكتب للمدرسين ولأعضاء فريق العمل الآخرين.
- أنصت فالمدرسون الذين ينصتون جيداً غالباً ما يجدون أن الطلاب قادرون على تعليمهم حول التدريس والتعلم والإعاقة والقدرات واضطراب طيف التوحد سواءً بصورة مباشرة أو غير مباشرة. إذا كان من الصعب إغراء طلاب معينين بالمشاركة والحصول على معلومات منهم، قم باستخدام أساليب بديلة للتواصل. يمكنك التحدث مع الطالب بالمنزل عبر الهاتف، أو إرسال رسالة نصية له، أو رسالة عبر البريد الإلكتروني أو بواسطة كتابة ملاحظة له في الفصل الدراسي.
- حافظ على روح المرح لديك. إن وضع الأمور في حجمها الطبيعي يساعد على منع المواقف الحرجة من التصاعد أكثر مما هو ضروري، كما أنك إذا استطعت أن تجد الجانب المشرق في المواقف الصعبة، فقد يمكن لطلابك أن يقتدوا بك ويفعلوا الشي نفسه.
المصدر:
Kluth, P., and Shouse, J. (2009).The Autism checklist (1st ed., pp.83-85).USA: Jossey-Bass.
مدير ادارة الخدمات التعليمية و التأهيلية بمدينة الشارقة للخدمات الانسانية
عضو الفريق البحثي -عضو اللجنة العلمية للمؤتمر
متخرج في قسم علم النفس بجامعة عين شمس بالقاهرة
حاصل على ماجيستير علم النفس (مجال الاعاقة الذهنية) عام 2002 من نفس الجامعة .
تدرج في العديد من الوظائف في مجال الاعاقة كالتدريس و التقييم النفسي و الاشراف الفني و الادارة الفنية و تقديم الاستشارات في مؤسسات مختلفة خاصة و غير هادفة للربح .
لديه خبرة تزيد عن 25 عاما من العمل مع الاشخاص ذوي الاعاقة و أسرهم و مع فرق العمل في مؤسسات و هيئات متنوعة في كل من مصر و السعودية و الامارات.