جميلة بنت محمد القاسمي:
السوق نتاج سنوات من العمل في مجال الكتاب المستعمل
عملنا على مأسسة المهرجان ونسعى إلى توفير فرص عمل لعدد من الأشخاص من ذوي الإعاقة وإيجاد دخل ثابت للمدينة
أكدت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أن مأسسة مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة دورياً منذ عام 2006، نتيجة مثمرة لجهد كبير أتى أكله فأصبح المهرجان معرضاً دائماً للكتاب المستعمل يستقبل زواره يوم السبت الأول من كل شهر تحت مسمى جديد «سوق الوراقين».
وقالت مدير عام المدينة: «يمثل المعرض استجابة للطلبات الكثيرة التي وردت من أبناء المجتمع إثر النجاح الكبير لمهرجان الكتاب المستعمل منذ دورته الأولى وحتى السابعة التي حملت شعار «اقتنِ كتاباً تُنر درباً» وشهدت عرض مليون كتاب وكانت ضمن فعاليات الشارقة عاصمة عالمية للكتاب».، مضيفة: «على الرغم من أن المدينة مؤسسة متخصصة في العمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، فإنها تحرص على تنظيم العديد من الفعاليات الموجهة إلى أبناء المجتمع كافة إيماناً منها بتكامل الجهود ودورها في التوعية عبر تعزيز أواصر التعاون مع المؤسسات المحلية والعربية والعالمية تحقيقاً لأفضل النتائج» موضحة أن «سوق الوراقين» سيشكل مورداً مالياً إضافياً لدعم البرامج التي تقدمها المدينة للأشخاص ذوي الإعاقة وسيوفر في الوقت ذاته فرص عمل للأشخاص ذوي الإعاقة تسهم في تمكينهم اقتصادياً.
وحول تسمية المعرض الجديدة قالت الشيخة جميلة القاسمي: لقد جاءت تسمية المعرض بسوق الوراقين إحياء لتراث يرجع إلى العصر العباسي حين كانت مهمة الوراق نسخ الكتب وتصحيحها ونشرها بين الناس، والوراق هو مَن يقوم بأداء تلك المهمة، وقد يكون هو الناسخ، أو يكون غيره، وله مَن ينسخون له، إضافة إلى ما يستتبع عملية النسخ من التجليد والتذهيب وبيع الورق والأقلام والمحابر والدوي جمع دَوَاة أي أن الوراقين كانوا يقومون بما تقوم به المكتبات ودور النشر والتوزيع في عصرنا الحديث، من الطبع والتوزيع وبيع الورق وأدوات الكتابة اللازمة، مشيرة في الوقت ذاته إلى الدور البيئي للمدينة من خلال «سوق الوراقين» وإسهامها في عملية تدوير الكتب التالفة والاستفادة منها في صناعات مفيدة.
إجراءات وقائية
وكانت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، قد نظمت يوم السبت 3 أكتوبر معرضاً للكتاب المستعمل هو الأول تحت مسمى «سوق الوراقين» مع اتخاذ أعلى درجات الأمن والسلامة، وذلك في مقرها الكائن بمنطقة اليرموك في الشارقة وسط إقبال جماهيري منظم لاقتناء نفائس الكتب بأسعار في متناول الجميع مع الالتزام بكافة الإجراءات الوقائية ومراعاة الطاقة الاستيعابية للمكان.
وتعليقاً على المعرض صرح جهاد عبد القادر مسؤول قسم الاستثمار والمنسق العام لسوق الوراقين: «لقد جاء تنظيم السوق استثماراً مجدياً لنجاح المهرجان السابع للكتاب المستعمل الذي أقيم في فبراير الماضي، وبناء على مطالبات الجمهور بتكرار المعرض وإتاحة فرصة أكبر لاقتناء المزيد من الكتب».
ويهدف المعرض ـ كما يوضح عبد القادر ـ إلى تعزيز قيمة الكتاب وتدوير الثقافة والعلم وتوفير الكتب بأسعار زهيدة والتعريف بقضايا الإعاقة وإيجاد مورد مالي مبتكر يدعم احتياجات ذوي الإعاقة بالمدينة وهي نفس أهداف مهرجان الكتاب المستعمل الذي أطلقته المدينة في أبريل 2006.
ويضيف: «أن افتتاح المعرض في ظل أزمة «كورونا» يمثل تحدياً إضافياً، لكننا نجحنا في تجاوزه باتباع جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية، حيث تقوم لجنة الصحة والسلامة لدينا بمراقبة وتنفيذ هذه الإجراءات وتحدد عدد زوار المعرض في وقت واحد بـ 12 شخصاً، ويتم قياس درجات الحرارة لجميع الزوار». ويوضح أن «المعرض قائم على جهود تطوعية سواء من داخل المدينة أو خارجها وقد يكون الجمهور في أشد الحاجة إلى ممارسة هواية القراءة خاصة في ظل تقليل الزيارات والتجمعات لذلك تزداد أهمية الكتاب كرفيق دائم وهواية القراءة في هذه الفترة».
رئيس لجنة الفرز والتصنيف والعرض والبيع في سوق الوراقين عبد الناصر درويش يقول: «إن عملية الفرز والتصنيف والتسعير تتم ضمن لجنة مختصة من المتطوعين، وبدأت عمليات تجهيز المعرض قبل أسبوعين تقريباً، ثم تنقل الكتب من المخازن إلى (السوق)». موضحاً أن تصنيف الكتب يتم على أساس المواضيع المختلفة ويتم استبعاد الكتب التي لا تتوافق مع سياسة ومبادئ وأخلاقيات دولة الإمارات وتوضع من أجل إعادة التدوير البيئي بالتعاون مع شركة «بيئة». أما الكتب التي يتم اختيارها فيتم عرضها على أرفف (السوق) حسب العناوين وقد بلغ عدد الكتب المعروضة 25 ألف كتاب؛ بحيث يتمكن الزائر من الحصول على كتبه حسب اهتماماته بسهولة ويسر، ويتم تسعير الكتب حسب المعايير المتعلقة بأهمية الموضوع وجودة الكتب.
نشر الثقافة والمعرفة
أكد العديد من زوار «سوق الوراقين»، أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تسهم من خلاله في نشر الثقافة والمعرفة وتعريف الناس أكثر على مقرها والخدمات التي تقدمها لطلابها من جميع الإعاقات، إضافة إلى توفير فرص عمل للأشخاص ذوي الإعاقة والمساهمة في تمكينهم اقتصادياً مع تخصيص ريع المعرض لصالح تعليم وتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة وفق أفضل الممارسات العالمية. كما أشاد زوار المعرض بفكرة «رزمة الكتب» التي تتيح اقتناء 20 كتاباً قيّماً بمبلغ مئة درهم فقط، كما أشادوا بفكرة «الاستمارة» التي يقوم الزائر بتعبئتها ويبيّن من خلالها مواضيع الكتب التي تهمه ومن خلال اشتراك سنوي تقوم المدينة دورياً بإيصال «رزمة الكتب» إلى المكان الذي يختاره الراغب.
صحافية في جريدة الخليج