تستخدم مفردة مدمج أو (مهجّن) hybrid or blended لوصف المقررات الدراسية التي تستبدل بموجبها بعض سمات طريقة التدريس التقليدية بنشاطات تعليمية عبر الأنترنت. وتهدف مثل هذه المقررات الدراسية إلى الاستفادة من أهم صفات كل من التعلم التقليدي والتعلم عبر الأنترنت، لذا تعمل على دمج الطريقتين كلتيهما بحيث تعمل كل واحدة منهما على دعم الطريقة الأخرى وإكمالها وتطويرها بدلاً من التعامل مع التعلم عبر الأنترنت باعتباره شيئاً مضافاً أو نسخة مطابقة لما يتم تعليمه في قاعة الدرس.
وما يزال تعريف المصطلحين المدمج أو المهجّن مدار نقاشات موسعة فرغم وجود الكثير من التعريفات للتعلم المدمج فإن هناك نقطة التقاء حول النقاط الأساسية الثلاثة التي ذكرت آنفا وهي: (1) الفعاليات التعليمية التي تعتمد على الأنترنت تهدف إلى استكمال العمل الذي يتم من خلال لقاء المعلم بطلبته وجها لوجه؛ (2) السعي لتقليص ساعات التعلم التقليدي دون العمل على إلغائها تماما؛ (3) ملاحظة أن مكونات المقررات الدراسية بشقيها التقليدي والإلكتروني لابد أن تتفاعل مع بعضها من الناحية التعليمية حتى يستفيد كل مكون من أفضل مميزات المكون الآخر.
اختلاف المقررات الدراسية المدمجة عن المقررات الأخرى عبر الأنترنت
ربما يكون للمقررات الدراسية التي تطرح من خلال الأنترنت موقع إلكتروني خاص بها أو أنها تطرح بعض الفعاليات التعليمية عبر الأنترنت لكن المقررات الدراسية المدمجة لا تحل محل الفعاليات الدراسية التي تطرح بأسلوب الدرس التقليدي فالطلبة يلتقون بمعلمهم في قاعة الدرس لتغطية العدد المطلوب من الساعات الدراسية المقررة لتلك المادة الدراسية. إن المقرر الدراسي الذي يطرح عبر الأنترنت أو من خلال التعلم عن بعد ينفذ بشكل كامل ومطلق عبر نظام إدارة المقرر وتتم عملية التقييم إلكترونياً. والصيغة المطروحة عبر الأنترنت تمثل الطريقة الأساسية لطرح المواد الخاصة بالمقررات الدراسية، كما يتم التواصل والتفاعل بين الطلبة وهيئة التدريس عبر الأنترنت مع اعتماد التقييم الإلكتروني في مجمل العملية التعليمية.
ورغم أن غالبية المؤسسات تعتمد المقررات الدراسية المرتكزة على الأنترنت والمقررات المدمجة والمقررات الدراسية التي تدرّس كلياً عبر الأنترنت فإنه لا يوجد في الواقع تصنيف أو تحديد متفق عليه على نطاق واسع حول تلك الأنماط الثلاثة من المقررات الدراسية. وباللجوء إلى القياس التقريبي يمكن القول إن المقررات الدراسية التي تعتمد ما لا يقل عن 20% من الفعاليات التعليمية عبر الأنترنت يمكن أن تدعى بالمقررات المرتكزة على الأنترنت web-based وليس مدمجة. من ناحية أخرى ترى الكثير من المؤسسات ولأسباب لوجستية واضحة أن المقررات الدراسية المعلن عنها إلكترونياً يجب ألا تضم في الواقع أي مكون يتعلق بالتدريس التقليدي في قاعة الدرس وأن الفعاليات التعليمية ينبغي أن تعتمد 100% على التعلم عبر الأنترنت. لكن حتى في ضوء هذا التوجه فإن هناك بضعة مؤسسات تقوم بتنظيم جلسة توجيهية orientation في بداية الفصل الدراسي ضمن برنامجها الذي يتم بمجمله عبر الأنترنت بحيث يصبح من الصعب عندئذ تمييز مثل هذا البرنامج عن البرنامج الذي يعتمد التعليم المدمج.
هل يوجد معيار معتمد لبنية المقررات الدراسية المدمجة وبرنامجها؟
الإجابة بالنفي لأن بنية المقررات الدراسية المدمجة وبرنامجها يختلفان كثيراً من صف دراسي لآخر، وهذا يدلل على المرونة التعليمية التي تميز النموذج المدمج فمدرس مثل هذه المقررات يحدد في العادة الفعاليات والنشاطات التعليمية التي ينبغي تحميلها في الأنترنت أو اعتماد التعليم التقليدي في تدريسها استناداً إلى الأهداف التعليمية وأهداف المقرر الدراسي ذاته والمحتويات والمصادر المتوفرة. ثم إن الجدول الدراسي لكل من المقررات الدراسية بشكلها التقليدي والمقررات الإلكترونية يمكن تنظيمه بطرق مختلفة تماماً ربما تعكس ليس المعايير التعليمية فحسب إنما أيضاً الظروف الخاصة لكل من المعلم والطلبة.
أدناه بعض الأمثلة عن المقررات الدراسية المدمجة والتي تبين البنى المختلفة لنشر كل من النشاطات التعليمية التقليدية والإلكترونية.
- يقوم المعلم بإلقاء محاضرته ويسهل عملية المناقشة داخل القاعة الدراسية في إطار الصف التقليدي؛ يقوم الطلبة بإكمال الواجبات عبر الأنترنت اعتماداً على تلك النشاطات الصفية ثم يقوم بعد ذلك بإرسالها إلكترونيا إلى منتديات الحوارات forums دون الارتباط بوقت معين بهدف إثارة النقاشات عبر الأنترنت.
- يقوم المعلم بتحميل المحاضرات عبر الأنترنت باستخدام العروض التوضيحية Power Point أو وسائل إرسال المعلومات وتوجيهها إلى الطلبة لدراستها، بعدها يقوم الطلبة بالاستعانة بتلك المواد الدراسية الأولية عبر الأنترنت للدخول في نقاشات ونشاطات على شكل مجاميع صغيرة.
- يقوم الطلبة بإعداد مشاريع جماعية عبر الأنترنت تشارك في تنفيذها مجموعات مصغرة يقومون بعدها بإرسالها إلى منتديات الحوار لمناقشة أفكارها ومن ثم يتم عرضها داخل الصف الدراسي بحضور المعلم للمناقشة النهائية والتقييم.
والبرامج المدمجة يمكن أن تكون مختلفة تماما وكما يأتي:
- من الممارسات المتعارف عليها أن يقوم المعلم بلقاء تلامذته في الصف لبضعة أسابيع ثم يتواصل معهم لمدة أسبوع واحد عبر الأنترنت.
- بدلاً عن ذلك يمكن أن تكون أول أسابيع المقرر الدراسي بمثابة تهيئة يتداول فيها المعلمون مع طلبتهم تعقبها فترة تمديد للمقرر الدراسي (لشهر أو أكثر) يكون التواصل والتفاعل فيها عبر الأنترنت.
- وربما يتم اللجوء إلى الدراسة المسائية حيث يلتقي الطلبة بمعلمهم لثلاث ساعات في الأسبوع مما يقلل وقت حضورهم في الصف مدة 45 دقيقة ويلزم الطلبة بإكمال واجباتهم الدراسية عبر الأنترنت بدلاً من التمسك بالساعات الثلاثة الكاملة من حضورهم وجها لوجه أمام المعلم.
المصدر:
http://www4.uwm.edu/ltc/hybrid/about_hybrid/index.cfm
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.