ترجمة: هاشم كاطع لازم
تتصف مهارات التفكير النقدي critical thinking مثل غيرها من المهارات بأنها تستغرق الكثير من الوقت مشفوعة بالتحلي بالصبر وحب الممارسة والمران بهدف تطويرها. ومن الأهمية بمكان للطالب الجامعي أن يعمد الى الشروع بممارسة العملية النقدية مع أقرانه من الطلبة الآخرين والتفاعل معهم في هذا الخصوص وكذلك مع المعلمين والمواد الدراسية المقررة وأن يكن مثل هذا الأمر ليس سهلا ولا يحصل بشكل طبيعي لك.
وعي الذات
إذا رغبت بتطوير مهاراتك التفكيرية النقدية فمن الأرجح أن تبدأ بالتعاطي مع نفسك أولا وهذا يعني العمل على تغيير بعض الممارسات والتصرفات والمعتقدات التي تعودت على معايشتها لفترة طويلة — وهذا ليس بالأمر اليسير. من هنا يتعين عليك أن تتعامل نقديا مع النظريات والأفكار والمفردات أو أعمال الآخرين من خلال تطوير وعيك بذاتك self-awareness الذي يقتضي فهما ودراية بنفسك. ما الذي يحفزك؟ ما قيمك الجوهرية؟ لماذا تحمل تلك الأفكار التي تؤمن بها؟ هل لهذه الأفكار القدرة على مواجهة التقصي والتدقيق؟ هل تكره الاختلاف في الرأي؟ هل تخشى النقد؟ هل أنت أنسان منفتح للأفكار الجديدة؟ كيف تعرف ذلك؟
وقد حدد الباحثون في جامعة أيرلندا الوطنية في مدينة كالوي اثنا عشر توجها للتفكير النقدي يمكن الركون أليها وأنت تعمل على تطوير وعي الذات. ويمكنك أن تعتبر تلك الميول جوانب لشخصيتك التي ربما تكون متطورة الى حد كبير أو تكون خلاف ذلك ، لكنك تستطيع تطويرها بمرور الوقت ، تلك الجوانب التي تفضي الى التفكير النقدي حاول أن تفكر بصدق عن مدى تمثيلها لك وكذلك (كيف؟) و (متى؟) يمكن أن تكون تلك الجوانب ذات فائدة لك باعتبارك طالبا جامعيا. وعليك أن تولي اهتماما خاصا للكيفية التي يمكنك من خلالها التعاطي مع تلك الجوانب غير المتطورة في الوقت الحاضر.
نصائح أساسية لتطوير مهارات التفكير النقدي
فيما يلي بعض المقترحات العملية التي تساعدك على تطوير مهارات التفكير النقدي:
- اعمل على تأسيس مجموعة دراسية (أو سلسلة من المجاميع الدراسية) وأختر مواضيع رئيسية من المنهاج الدراسي لمناقشتها. وإذا كنت تدرس مواضيع تتيح لك الخيار لحضور دورات تعليمية ضمن النهج التعاوني للتعليم الذي بدأ في جامعة أيرلندا الوطنية في عام 2013 أو التعليم الذي يعتمد على مساعدة الأنداد ، أعمد الى الالتحاق بها حيث تظهر البحوث في هذا الخصوص أن الطلبة الذين يشاركون في مثل هذه الدورات يحصلون على درجات أفضل. فهل تشرك الاخرين في المواضيع الأساسية؟ هل لك آراء نهج أو مشاعر حول بعض المواضيع؟ ما الأساس الذي تعتمد عليه تلك الأمور؟
- انضم الى جمعية حوارية أو اية جمعية طلابية ودع الحوارات المعمقة تأخذ مداها.
- بادل بعض متطلبات منهاجك الدراسي (الواجبات البيتية أو المشاريع البحثية وما الى ذلك) مع أحد زملاءك في الصف الدراسي وأبدأ بتقييم الحوارات وأستخدم الأدلة والاستنتاجات. ما النقاط القوية؟ ما الجوانب التي تحتاج الى تطوير؟ هل لاحظت فقدان أي شيء؟ ما النقاط التي تتفق معها؟ ما النقاط التي تختلف في الرأي معها؟ ويتعين عليكما التأكد من ضرورة عدم نسخ عمل أي منكما ، وتذكر كذلك ضرورة الاستئناس برأي مدرسك حيثما راودك أي شك.
- عليك أن تقبل حقيقة أن (النقد) و (عدم الاتفاق في الرأي) لا تحملان الدلالة ذاتها التي تتجسد بكلمة (نزاع) حيث أن من الطبيعي ألا تتفق في الرأي مع زميل لك في الصف الدراسي أو مع صديق أو معلم. عليك أن تتعلم كيفية الاختلاف في الرأي وكيفية ممارسة النقد وتقبله دون أن يحمل مثل هذا الأمر أية صفة شخصية. ويشعر الطلبة في بعض الأحيان أن اختلافهم في الراي مع زملاءهم الآخرين ربما يكون مؤشرا على سلوك فظ أو غير مؤدب. غير أن إحدى مهام الجامعة الرئيسية تتمثل في تعزيز روح الاستعلام والتقصي وكذلك التساؤل سيما وأن الكثير من المعرفة الجديدة والتفكير تحصل بسبب عدم التوافق في الرأي مع الآخرين لكن بالشكل الذي ينم عن الاحترام المتبادل.
- شارك في المناقشات الصفية أثناء الدراسة فمثل هذه النشاطات تمثل فرصتك السانحة لاستكمال ما تمت تغطيته في المحاضرات. لذا أعمل على الاستفادة منها من خلال طرح الأسئلة وعرض الآراء والاستعلام عن أراء الآخرين.
- أجعل المدرسين أو المحاضرين على بيّنة في حال تولد شعور لديك حول شيء ما تعلمته منهم أو اية معلومات زودوك بها ، وهذا الأمر مناسب سواء اتفقت مع الآخرين أو خالفتهم الرأي أو أنك تريد مجرد معرفة المزيد. وإذا لم تسنح لك الفرصة للتعبير عن رأيك بحرية مع مدرسيك أثناء المحاضرات تحدّث معهم في ما بعد أو أطلب الاجتماع معهم أو أرسل رسالة إلكترونية إليهم.
- تفاعل نقديا مع محتويات المواد الدراسية التي تدرسها وبالأخص مع مادة (القراءة) المطلوبة منك ، فلدى اكمال واجباتك البيتية أسأل نفسك ماذا كنت قد فهمت الموضوع بشكل كاف. هل قمت بتحليل الأدلة والقرائن؟ هل قمت بتقييم المناقشات؟هل قمت بتركيب سائر المعلومات المتوفرة ، وهل يمكنك التوصل الى استنتاجات اعتمادا على ما تم أنجازه من جانبك؟
- أحضر الحلقات الدراسية والجلسات التدريبية ذات الصلة بالتفكير النقدي. وإذا أتاحت لك دراستك الفرصة لأخذ ساعات دراسية خاصة بالتفكير النقدي لا تتردد أبدا ، فالتفكير النقدي يمكن تدريسه للراغبين كما يمكن تعلمه. ومن المؤكد أن الأشخاص الذين يهتمون بتنمية قدراتهم النقدية سوف ينجحون بحياتهم الأكاديمية.
- وأخيرا عليك ان تتذكر بأن التفكير النقدي أمر صعب للغاية فليس بمقدورنا أن نتعلمه بوقت قصير لأنه يمثل مهارات عالية المستوى. من هنا يتعين على الطلبة أن يكرروا المحاولات ويسألوا عن المعلومات الضرورية ذات الصلة ويتعلموا منها.
المرجع :
https://www.nuigalway.ie/academicskills/criticalthinking/howtodevelopyourcriticalthinkingskills/
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.