إعداد إلياس طباع
تطرقنا في العدد السابق 358 لشهر أبريل لمدى فاعلية برامج زراعة القوقعة الالكترونية والتدريب السمعي الشفوي في البداية على تحسين التواصل اللفظي والكلامي من خلال اليات وتقنيات هذه الطريقة السمعية الشفوية الحديثة
و سنتطرق في هذا العدد لأخر جزء في أجزاء العلاج السمعي اللفظي والذي تحدثنا في الأعداد السابقة وسيتمحور حول فوائد زراعة القوقعة و المبادئ الأساسية للطريقة السمعية الشفوية وإجراءات التدريب، مراحل تأهيل الأطفال زارعي القوقعة الصناعية بحسب الأسلوب السمعي الشفوي و المقترحات والتوصيات بشأن العلاج السمعي اللفظي
أولاً ـ فوائد زراعة القوقعة ومبادئ الطريقة السمعية الشفوية :
نتطرق في هذه الدراسة لتحديد الأشخاص الصم وضعاف السمع الذين يستفيدون من عملية زراعة القوقعة الالكترونية ومدى فاعلية التدريب السمعي الشفوي بهذا الصدد
اما حول تحديد من هم المستفيدون من عملية الزرع فإن ( المقاييس المتبعة من قبل و كالة الأغذية و العقاقير الطبية الأمريكية F D A ) أكدت أن المستفيدون هم :
البالغين :
- بصمم حسي عميق في كلتا الأذنين Profound bilateral Sensoneural hearing loss
- لديهم استفادة من المعينات السمعية لفهم الكلام و تمييز الأصوات .
- بالصمم بعد تعلمه اللغة و التكلم بها Postlinguistically deafened Adult
- يوجد موانع طبية تمنعه من إجراء العملية ( موانع تشريحية و وظيفية ) .
- و الدافعية لكي يكون ضمن عالم السامعين .
الأطفال :
- جيل سنتين إلى سن سبعة عشر ( 17 ) ( الوقت الحالي سن سنة ونصف ) .
- حسي عميق في كلتا الإذنين .
- الضئيلة جدا أو عدم الاستفادة من المعينات السمعية بأنواعها المختلفة .
- وجود موانع طبية أو أعراض تعرض حياته للخطر عند إجراء العملية .
- دافعيه عالية و توقعات مناسبة للطفل و الأهل .
- إشراكه في برنامج تعليمي يركز على تطور المهارات السمعية و الكلامية و اللغوية بعد إجراء العملية.
ثانياً – المبادئ الأساسية للطريقة السمعية الشفوية وإجراءات التدريب :
الكشف المبكر عن الإعاقة السمعية:
فكلما اكتشفت الإعاقة السمعية مبكرا كما أمكن الوصول إلى أفضل النتائج من الناحية اللغوية والمعرفية والنفسية والاجتماعية لان التعلم في الصغر كالنقش على الحجر فمع التدخل المبكر تكون هناك
سرعة في إدراك الأهل لوجود المشكلة وتقبلهم لهذه المشكلة والبحث عن أحسن سبل التأهيل والعلاج ويتيح أمام الأسرة الخيارات المتعددة للعلاج ومنها خيار زرع القوقعة الإلكترونية إذا توفرت الشروط الضرورية للزرع وهذا بدوره سيحسن صورة الذات لدى الطفل ويسهل اندماجه في المجتمع والتكيف مع المحيط العام .
- التعامل الصحيح مع مشكلة السمع من خلال اختبارات السمع الصحيحة وتزويد الطفل بالمعين السمعي الصحيح والمناسب.
- البدء في التدريب على مهارة الاستماع وتطوير اللغة والكلام فور تشخيص المشكلة.
- تدريب الوالدين على الطريقة الصحيحة لتطوير مهارتي الاستماع والكلام.
- استعمال نموذج تطور الكلام الطبيعي وعدم اللجوء إلى التدريب على أصوات مفرده.
- تقديم خدمات مساندة إضافية لتسهيل الدمج بجميع أنواعه وخصوصا الدمج التعليمي والاجتماعي.
تقييم مستمر وتعديل في البرامج والخطط التعليمية وخاصة بالنسبة لزارعي الفرسة الالكترونية
حيث يبدأ العمل معهم بعد شهر تقريبا من عملية الزرع ويبرمج الجهاز بواسطة الكمبيوتر على سماع الأصوات العامة ثم الأصوات اللغوية ذات الترددات المنخفضة ثم المتوسطة ثم العالية ومن الأصوات والمقاطع إلى الكلمة الواحدة والجملة البسيطة وصولا إلى الجملة التامة والطويلة وسوف يكون لكل مرحلة خصوصيتها حيث يجري تعديل البرامج اللغوية بالتعاون بين أخصائي اللغة والكلام من جهة وبين أخصائي السمعيات من جهة ثانية .
ثالثاً – مراحل تأهيل الأطفال زارعي القوقعة الصناعية بحسب الأسلوب السمعي الشفوي :-
يتبع هذا البرنامج تسلسلا واقعيا ومنطقيا مناسبا لعملية التعليم والتأهيل من خلال خطوات مدروسة بدقة واحكام وتراعي المر الزمني والعقلي للطفل وخصائص نموه الفيزيولوجي وهذا يهدف بنهاية المطاف الى جعل الطفل يفهم الكلام المنطوق ويستخدمه بالشكل الطبيعي وينقسم البرنامج الى أربعة مراحل متتالية وهي :
مرحلة اكتشاف الصوت ومعرفة وجود صوت من عدمه :
وهنا يتم تدريب الطفل زارع القوقعة على التميز بين وجود صوت أو عدم وجوده بعد الشهر الأول من العملية والانتباه الاختياري والإنصات الانتقائي للصوت ولا سيما الأصوات البيئية المألوفة لديه مثل (التصفيق أو جرس الهاتف وجرس الباب والتلفاز
- والأدوات الموسيقية الخاصة به ووسائل المواصلات المعروفة لديه
- ويطلب من الطفل هنا عند سماع الصوت أن يقوم بسلوك معين كالآتي:
- أن يضع حلقات في المسمار كلما سمع الصوت
- أن يرفع يده كلما سمع الصوت
- أن يضع ملقط الغسيل على جدار السلة كلما سمع الصوت
- ان يضع المكعب في مكانه المناسب كلما سمع الصوت
مرحلة تميز الأصوات البيئية واللغوية المألوفة :
وهي القدرة على الإحساس السمعي والتميز السمعي من خلال ربط الصوت بمصدره فقد نسمع الطفل بعض الأصوات ولمدة كافية مسجلة على شريط كاسيت ويقوم التلميذ بعد سماع الصوت بربط كل صوت بصورته أو مصدره وهنا يتعلم كيف يربط كل صوت بصورته أو مصدره ويتعلم كيف يربط بين الصوت والصورة الدالة عليه ، وكأن يربط بين صوت السيارة وصورتها أو صوت القطة وصورتها وصوت الموسيقى بالأداة المناسبة له .
وكذلك ربط الأصوات اللغوية بمدلولاتها ، وذلك من خلال نطق هذه الأصوات أو المقاطع المتكررة وترك الكفل يشير إلى الشيء أو الصورة التي تمثل هذا الصوت وأكثر الأصوات التي يتم تميزها في البيئة هي أصوات المد ثم الأصوات الشفوية الأمامية مثل الباء والميم .
وبذلك ينطق الصوت ثم الإشارة إلى ما يعنيه وكأن تقول :
بيب بيب ونشير إلى السيارة
وتقول ميو ميو ميو ونشير إلى القطة .
أو تقول توت توت ونشير إلى القطار .
وهنا تدريب الطفل أثناء تنمية مهارة الإصغاء والاستماع على تميز ما يأتي
– أصوات الهدوء وأصوات الضجيج .
– الأصوات البيئية المحيطة (جرس الباب- جرس الهاتف – حيوانات أليفة – وسائل مواصلات – أصوات لغوية بحسب التدرج الطبيعي لنطقها وربطها بمعدلات حسية تدل عليها .
ج- تدريبه على التميز بين مصادر الصوت المختلفة وكذلك بين صفات الأصوات المختلفة (طويل – قصير- عالي- منخفض- شديد – هادئ )
د- تدريبه على سماع الأصوات المتحركة ثم الساكنة ثم المتحركة مع الساكن .
هـ- تدريبه على سماع الكلمات ذات الترددات المنخفضة ثم العالية ثم المتوسطة ومن الكلمات ذات الترددات المختلفة نحو الترددات المتقاربة .
و- تدربه على التعرف إلى أصوات الرجل والمرأة والطفل
ز- نعمل على تقديم المفردات السهلة والقريبة فيه ومن بيئته وذات الترددات المخفضة والمقطع الواحد المتكرر والتي تستخدم بصورة يومية مثل (باي باي- بابا- ماما – دادا )
حتى يصير قاموسه اللغوي يحوي بحدود خمسين كلمة (أغلبها من الأسماء البسيطة مثل – بيضة – موزة – تفاحة – ماء- حليب……) وذلك بطريق سمعي فقط .
ج- نعمل على توسيع الجملة بجملة أسمية مركبة من أسمين أسم + أسم ثم لتصبح فعلية مركبة من فعل أسم ثم لتصبح تامة مؤلفة من فعل + فاعل + مفعول ثم نضيف الصفات والضمائر وأدوات الربط تباعا وبحسب ما يتناسب مع النمو اللغوي والنفسي للطفل .
ق) في كل مرة نستخدم سجل الكلمات والمفردات التي نطقها الطفل و إتقان سماعها لنعرف ماذا نطق ومتى تم ذلك ، و ما هي متطلبات المرحلة الحالية والمقبلة .
س) يحسب هذه الطريقة يوضع الشيء أمام الطفل ونقوم بإسماعه أسم الشيء من خلفه أو من الجانب وبصوت ملئ بالنغمات حتى يتم الاقتران الشرطي بين الصوت المسموع والشيء المرئي الموجود . ثم نطلب من الطفل إعادة الكلمة أو المقطع أو الصوت المسموع وتعيين الشيء الدال عليه حتى نتأكد من حصول عملية الاقتران الشرطي السابقة الذكر . ويمكن للطفل هنا أن يمسك شيئا ما بيده مشيرا به إلى أذنه باعتبارها مصدر السمع ثم وضع هذا الشيء في مكان معين أن هو تعرف إلى الصوت المسموع أو الكلمة المسموعة .
ف) هذا الاتجاه السمعي الشفوي يعتمد بشكل أساسي على تدريب الوالدين باعتبارهما المعلمين الطبعين للطفل وبصورة دائمة وهذا ما يتطلب تدريباً على
هندسة الظروف البيئية والتعليمية للمساعدة في تنمية حاسة السمع وتنمية مهارات الاتصالات والكلام لديه من خلال النشاطات الحياتية اليومية فالأكل والشرب واللبس والحمام والنوم وغيرها .
مرحلة التحديد للصوت والكلمة :
وهنا يتم تدريب زارعي القوقعة على تحديد الصوت أو الكلمة أو الجملة من خلال مهاراتي التعيين والتسمية ويكون ذلك من خلال تعرف الطفل للكلمة أو الصوت والتأشير عليه من خلال الصورة أو النموذج أو من خلال إعادة المادة المسموعة أو بتنفيذ تعليمات معنية من خطوة واحدة أو أكثر لدلالة عليها . أو تحديد العناصر القطعية المعبرة عنها ويجب الإشارة إلى أن طول الصوت ونغمته وإيقاعه عوامل هامة تساعد في تحديده .
مرحلة تدريب زارعي القوقعة على الفهم والإدراك :
ويعني ذلك القدرة على فهم الكلام من خلال الإجابة عن أسئلة محددة أو تنفيذ تعليمات محددة من خطوة واحدة أو خطوتين أو ثلاث أو من خلال إعادة الكلمات والاشتراك في الحوار والحديث ومن خلال العلامات الانفعالية التي تظهر على الشخص نتيجة سماعه لنغمة الصوت وفهمه لمعنى هذه النغمات الفوق قطعية (صوت حزن- صوت فرح – صوت غضب )
الأساليب والطرق المساعدة في إنجاح عملية التأهيل السمعي الشفوي :
يتم التدريب في البداية بدون ضوضاء وسرعة الكلام تكون بطيئة وزيادة في التنظيم وتنويع في طبقات الصوت .
- بعد أن صار الطفل ينصت جيدا تزداد الضوضاء وتزداد سرعة الكلام لتصبح عادية والمسافات الفاصلة أقل وضوحا والكلام عادي .
- الجلوس بحسب هذه الطريقة يكون من جانب الطفل أو خلفه .
- التركيز على الفهم والإدراك .
- التركيز على استخدام اللغة الطبقية ومنذ وقت مبكر
- استخدام السرعة العادية والنبرة الصحيحة .
- اشترك الطفل في الأنشطة اللفظية والاجتماعية والمناسبات العامة .
- تشجيع الطفل وتعزيزه عن كل خطوة إيجابية ينجح بها
- تدريب الوالدين على طرق تنمية مهارة الاستماع والتحدث .
- تنويع التدريبات اللغوية الخاصة بالتدريب السمعي وبشكل متسلسل .
- الاستماع بوجود ضوضاء ثابتة أو عالية .
- الإشارة إلى الأذن من خلال المكعب أو المتلفظ أو الإصبع باعتبارها مصدر السمع
- إعادة الكلمة بصيغ مختلفة واستخدام أنشطة الحياة اليومية بلغة طبيعية .
يتبع في العدد القادم
ميزات برنامج التأهيل السمعي الشفوي من خلال دراسة حالة أجريت لها عملية زراعة القوقعة الالكترونية
المراجع والمصادر العربية والأجنبية:
- د. الخطيب جمال، إعادة النظر في برامج إعداد معلمي الصم (بحث مقدم للمؤتمر الثامن للاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم).
- د. الخطيب جمال، المدخل إلى التربية الخاصة مكتبة الفلاح 1997.
- د. إجرار ربحي، برنامج التأهيل اللغوي المبكر (بحث منشور في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية).
- د. السيد محمود، علم النفس اللغوي منشورات جامعة دمشق 1993.
- د. أخضر فوزية، تعليم المعاقين سمعياً في مفترق الطرق (مكتبة الملك فهد الوطنية الرياض 1999).
- د. دميتي دورنان، نظرة حديثة للعلاج السمعي الشفوي (بحث منشور في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية).
- داير جلبرت، قواعد تصحيح النطق بطريقة اللفظ المنغم (بحث منشور في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية).
- جوليا نابرا أنطوني، التربية النفس حركية ترجمة عبد الفتاح حسن (مكتبة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية).
- الطباع إلياس، طريقة اللفظ المنغم (بحث منشور في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية).
- دورنان دميتي، لنسمع ونقول نظرة حديثة للعلاج السمعي الشفوي (مترجم في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية).
- جين كيلي، الإصغاء والإنصات للحياة والعلم (مترجم في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية).
- الطباع إلياس، مشروع التدخل المبكر لتنمية التواصل مع الأطفال الصم (بحث منشور في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية).
- د. عبد الحي فتحي محمد، دار الكتاب الجامعي العين.
- Introduction to Communicative Disorders 1 M.N hedge 1991 BRO – Ed.
- Cochlear Implant for Kids، Estabrook’s W(Ed) 1998 Washington DC
- Cochlear Implantation for Infants and Children 1997 GRAEME M. Clark R. Chard C. Dowell
الجنسية: سوري
الوظيفة:اختصاصي علاج نطق بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
الحالة الاجتماعية:متزوج ويعول أربعة أبناء.
المؤهلات العلمية:
- حاصل على درجة الدراسات العليا في الفلسفة من جامعة دمشق بتقدير جيد جداً عام 1979.
- حاصل على درجة الليسانس في الدراسات الفلسفية والاجتماعية بتقدير جيد جداً من جامعة دمشق عام 1975.
- حاصل على دبلوم دار المعلمين من دمشق عام 1972.
- حاصل على دورة عملية في طريقة اللفظ المنغم من بروكسل في بلجيكا.
الخبرات العملية:
- أخصائي علاج نطق بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- مدرس من خارج الملاك بجامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين.
- عضو بالاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم منذ عام 1980.
- أخصائي نطق في اتحاد جمعيات الصم بدمشق.
- مشرف على مركز حتا للمعوقين بدولة الإمارات العربية المتحدة عامي 2001 و 2002.
المشاركات والدورات:
- عضو مشارك بالندوة العلمية الرابعة للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم عام 1994.
- عضو مشارك بالندوة العلمية السادسة للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم عام 1998.
- مشارك في المؤتمرين السادس والثامن للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم 1991 و 1999.
- مشارك في ورشة توحيد لغة الإشارة بدبي عام 1998.
- مشارك في تنظيم وتخريج عدد من دورات المدرسين والمدرسات الجدد في مدرسة الأمل للصم.
- عضو مشارك في الندوة العلمية التربوية بمؤسسة راشد بن حميد بعجمان عام 2002.
- مشارك في عدد من المحاضرات التربوية والتخصصية.
- كاتب في مجلة المنال التي تصدرها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- عضو مشارك في مؤتمر التأهيل الشامل بالمملكة العربية السعودية.
- عضو مشارك في الندوة العلمية الثامنة في الدوحة بقطر.