إعداد : هيئة التحرير
برزت مؤخراً أهمية التوازن بين العمل واللياقة البدنية، والتي يؤدي إهمالها إلى الكثير من إصابات العمل في حالة لم تتم معالجتها بشكل صحيح. و قد تعود أسباب هذه الإصابات إلى الجلوس لفترات طويلة، أو وضعيات غير سليمة، بالإضافة إلى سوء الحالة الصحية واللياقة البدنية. وقد ثبت أن التمارين الرياضية تعد عاملاً هاماً في الحفاظ على نشاط الموظفين والموظفات في مكان العمل، وبالتالي زيادة حدة الدماغ وزيادة القدرة على التركيز والتعلم والتفكير الإبداعي.
بدافع الحفاظ على صحة وسعادة فريق العمل في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، خاصة أولئك الذين يحتاجون إلى الاعتناء بأنفسهم قبل مساعدة الآخرين، أطلقت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، المدير العام للمدينة برنامجًا داخلياً للياقة البدنية. فمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، المؤسسة الرائدة في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، يعتبر عمل موظفيها مرهقاً للغاية. من خلال هذه المبادرة، أرادت الشيخة جميلة مشاركة فريقها وتحفيزهم على تغيير أنماط حياتهم إلى أنماط أكثر نشاطًا وصحة، وتحقيق مستوى أعلى من الالتفات إلى صحة ورفاهية العاملين والعاملات في المدينة.
بالنسبة إلى أي مؤسسة تخطط لتطبيق تجربة المدينة في اللياقة البدنية، أكدت الشيخة جميلة على المضي قدمًا والبدء مباشرة في تطبيق الفكرة لما لها من نتائج صحية على المدى الطويل، فالجهود المبذولة تستحق العناء بالتأكيد.
ويعود نجاح برنامج اللياقة البدنية بالمدينة إلى الجهود الجماعية لكل فرد داخل المؤسسة. حيث عرف التحدي مشاركة 60 موظفاً و موظفة تم تقسيمهم إلى مجموعات حسب أقسامهم، واستخدم جميع المشاركين ساعة اللياقة البدنية Fitbit.
و لمتابعة التحدي مع المشاركين خطوة بخطوة تم ارسال دعوة للتحدي على تطبيق Fitbit، و تحميل التطبيق على هواتفهم الذكية و تسجيل الدخول إلى الحساب عن طريق بريدهم الالكتروني.
تحدي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
خاض المشاركون والمشاركات كل شهر تحديات لياقة مختلفة، مثلا خلال فبراير تعين عليهم القيام بـ 10000 خطوة في اليوم ، و بشهر مارس تم إطلاق تحدي جديد لاحتساب “دقائق المنطقة النشطة” وهي خاصية موجودة على تطبيق وأجهزة Fitbit تعتمد على نشاط ضخ القلب طوال اليوم ويمكن اكتسابها من خلال ممارسة التمارين التي تحرق الدهون (تكسب 1 zone في الدقيقة) أو تمارين الكارديو والتمارين ذات الجهد العالي (و تكسب 2 zone في الدقيقة)
أما شهر رمضان فقد تم خلاله إطلاق تحدي أكثر صحة في رمضان و يجمع بين الخطوات و دقائق المنطقة النشطة وعرف مشاركة أربع فئات متسابقة جاءت كالتالي :
- الفئة الأولى 5000 خطوة و 20 دقيقة منطقة نشطة
- الفئة الأولى 10000 خطوة و 40 دقيقة منطقة نشطة
- الفئة الأولى 15000 خطوة و 60 دقيقة منطقة نشطة
- الفئة الأولى 20000 خطوة و 80 دقيقة منطقة نشطة
وفي نهاية كل شهر يتم الإعلان وتكريم الفائزين من الموظفين بجوائز قيمة في لقاء افتراضي ترأسه سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي قائد التحديات وبحضور جميع المشاركين يتم خلاله عرضه أبرز الإنجازات التي حققها المشاركون مع عرض تجاربهم ويكون اللقاء بمثابة إيذان بإطلاق تحدي جديد .
ومن باب التحفيز يتم تقسيم الفرق، ويختار كل فريق قائدهن ويتم التواصل فيما بينهم عبر مجموعة على تطبيق WhatsApp للتواصل المستمر. بالإضافة إلى ذلك يتم تقديد دروس تثقيفية في مجال اللياقة البدنية بشكل افتراضي، الهدف الرئيسي منها هو تشجيع العمل الجماعي، وتعزيز مستوى لياقة الموظف واكتساب عادات صحية جديدة.
نتائج التحدي :
تم رصد ملاحظات واَراء المشاركين بالتحديات من خلال استبيان لقياس مدى فعالية التحدي و ترسخ الرياضة كأسلوب حياة لدى الموظفين وجاءت النتائج إيجابية
80% لاحظ الفرق في الوزن بعد التحدي و تمكن 87% من الموظفين من خسارة أوزانهم
33.3% تحسن نومه بعد التحدي و 36.7% تحسن نوعاً ما
63.3% من الموظفين خصص وقتاً يومياً لممارسة الرياضة
76.7% اكتسبوا عادات صحية بسبب المشاركة
60% من الموظفين أصبحت الرياضة عادة من عاداتهم اليومية و 40% منهم نوعاً ما مع وجود بعض التحديات
أجمع الجميع على الاستمرارية بمزاولة الرياضة بعد انتهاء التحدي .
دوافع التحدي :
كما تنوعت دوافع المشاركة في التحدي كما أشار لذلك الموظفون حيث كان أبرزها :
- ممارسة الرياضة للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية
- اللياقة البدنية وخسارة الوزن وتنظيم الوقت
- النشاط والدافعية للتحدي والمشاركة بروح الفريق
- المنافسة وممارسة الرياضة بشكل منتظم
- حب التحدي…الرغبة في الروتين الصحي و التشجيع
- ممارسة الرياضة وتغيير روتين الحياة
- الحماس والاصرار على الرياضة
- التعود على ممارسة رياضة بشكل يومي
- تغيير نمط حياة لتكون صحية وحيوية وأكثر نشاطاً ، بالإضافة إلى المشاركة مع الزملاء من باب المرح وزيادة الدافعية
تجارب ملهمة :
نروي هنا بعض آراء المشاركين والمشاركات في التحديات :
عادل العوضي- مسؤول قسم الموارد البشرية
أخصص وقتًا يومياً محددًا الساعة 4:30 مساءً مما ساعدني على الالتزام. مع الجمع بين التمارين والنظام الغذائي، شعرت أن نومي قد تحسن وفقدت بعض الوزن. أخطط للاستمرار خلال وبعد شهر رمضان.
نصيحة عادل: اختر رياضتك المفضلة وابدأ بالتدريج.
شرف الدين – موظف الإدارة العامة
اعتبر هذا التحدي مسؤوليتي تجاه نفسي لتحسين الصحة. عادة أذهب إلى العمل في وقت مبكر عن الوقت المعتاد لبقية الموظفين لفتح جميع المكاتب، وعندها ابدأ في ممارسة الرياضة. في المساء، احاول أيضًا ممارسة الرياضة.
ساعدني كثيراً وجود رفيق لممارسة الرياضة. احرص على شرب المزيد من الماء وتناول الطعام في الوقت المناسب، وتجنب تناول الطعام في وقت متأخر من الليل. منذ بدء البرنامج، احصل على قسط جيد من النوم يوميا، وأصبحت أكثر مرونة، وخسرت بعض الوزن، واستيقظ في الصباح منتعشًا.
نصيحة شرف: هي الاستمتاع بما تفعله. لا تسمح لنفسك بالشعور بالكسل أو الصعوبة، فهذا سيمنحك نتائج إيجابية متميزة والمزيد من الثقة والسعادة.
محمد النابلسي – مسؤول العمليات الفنية
أعتقد أنها مبادرة رائعة وساعدتني في تنظيم أنشطته البدنية. لدينا جميعًا وقتًا يمكن أن يتم إهداره بلا جدوى، لذلك من المهم تحديد الأولويات في نصابها الصحيح. قبل بدء التحدي، لا يتضمن نظامي الغذائي السكر ولا الصودا ولا التدخين ولا الوجبات السريعة. ولكن في سن 42، أجد صعوبة في إنقاص الوزن ولكني مؤمن بأهمية الاستمتاع بما أفعله والحفاظ على لياقتي كجزء من نمط حياتي.
نصيحة النابلسي: ايجاد دائرة من الأصدقاء لتحفيزك.
طيبة علي بهمني – مساعد إداري
يوفر البرنامج روح الفريق واكتساب عادات صحية جديدة وفرصة للتمرين مع الزملاء والتحدي لتحقيق الهدف. احرص على أن يكون لدي خطة يومية وأسبوعية. اعتقد أن طبيعة الطعام تلعب الدور الأكبر في تغذية وترطيب الجسم ويساهم كثيرًا في القدرة على التمرين. أصبحت أكثر تنظيماً ووصلت إلى مستوى لياقة عالي. كما أن وقت التمرين جزء من رويتني اليومي. ولتجنب الملل، أفضل تغيير مكان ونوع التمرين.
نصيحة طيبة: من المهم أن يكون لديك الدافع والرغبة في تحدي نفسك لتحقيق هدفك والعيش بأسلوب حياة صحي
هشام محمد كتامي – سكرتير تنفيذي الإدارة العامة
كانت تجربة مميزة أضافت لي الكثير، استطعت خلالها اكتساب عادات صحية والمحافظة على صحتي النفسية والبدنية ، دخول التحدي ساعدني في التغلب على ادمان عن بعض أنواع الحلويات و الشكولاتة التي كنت أجد صعوبة كبيرة في الابتعاد عنها ، حددت أهدافي منذ بداية التحدي والتزمت بالمشي يومياً ما بين 20 إلى 50 ألف خطوة كما توقفت عن ركوب السيارة طيلة شهر التحدي إضافة إلى كوني المنسق للتحدي ساعدني على عدم التراخي والكسل ، الشيء الذي كان له الأثر الإيجابي في خسارة 9 كيلوغرامات من وزني خلال شهر واحد و الحفاظ على لياقتي البدني و استرجاع طاقتي و نشاطي اليومي كما أصبحت أكثر مرونة عن قبل .
نصيحة هشام : أخلق وقتاً الرياضة كأولوية وليس قضاء وقت فراغ و سجل تفاصيل تدريباتك في كل مرة، فهذا سيعطيك إحساسا بإنجازاتك ويبعدك عن التراخي و اجعل الرياضة أسلوب حياة لك ولمن تحب .