إعداد: محمد فوزي يوسف
عند متابعة التطورات المعاصرة في مجال التدخل المبكر نجد أنها تصب في مجملها نحو تفضيل العمل في البيئة الطبيعية للأطفال ويزداد الأمر أهمية للفئة العمرية من الولادة وحتى 3 سنوات وهي من أهم المراحل في مرحلة التدخل المبكر وقد باتت كثير من الدول والبرامج بحصر الخدمات الخاصة بالتدخل المبكر في هذه الفئة العمرية، وعند التمعن في طبيعة الخدمات المقدمة لهذه الفئة العمرية من الأطفال من ذوي الإعاقة أو الأطفال المتأخرين نمائياً نجد تخصص العلاج الطبيعي غالباً ما يشار إليه في بداية الخدمات كون المشاكل الحركية للأطفال هي المؤشر الأول القابل للملاحظة من طرف أولياء الأمور بمجرد المقارنة مع الأطفال الآخرين أو عند وجود خبرات لديهم من أطفال سابقين، وبالتالي بات من المهم لنا التفكير بجدية بشأن تقديم الخدمات العلاجية في البيئة الطبيعية للأطفال حيث تعتبر مصدر التعليم الرئيسي والأول للأطفال.
ولكن ما هي البيئات الطبيعية؟ يمكن أن تعرف البيئات الطبيعية للأطفال على أنها:
- مجموعة متنوعة من الإعدادات وسياقات الحياة التي يعيش فيها الأطفال، ويتعلمون، ويلعبون، ويكتسبون المهارات المختلفة من حركة وتواصل أو مهارات اجتماعية ومعرفية.
- المنزل والمجتمع المحلي المحيط بالطفل هو أمر طبيعي ونموذجي لجميع الأطفال من نفس العمر أو الأعمار المتشابهة ولأُسرهم.
- الإعدادات التي يشارك فيها الطفل والأُسرة ومقدمو الرعاية ضمن الأنشطة الروتينية اليومية التي تهمهم وتشكل جزءً من حياتهم اليومية وتعتبر بمثابة فرص تعلم مهمة ورئيسية.
- الإعدادات التي تتضمن الحياة الأُسرية وأنشطة الحياة المجتمعية والأحداث و التي قد تشمل:
الحياة الأُسرية:
وتتمثل بالروتين اليومي، وأنشطة اللعب، والأعمال المنزلية، والترفيهية، والطقوس أو العادات، والاحتفالات، والأنشطة الاجتماعية المختلفة للأُسرة، ومن الأمثلة على بيئات الحياة الأُسرية: المطابخ والحمامات وغرف اللّعب وغرف النوم والجلوس والساحات الخلفية أو حديقة المنزل … الخ.
ومن الأمثلة على أنشطة الحياة الأُسرية: الأكل، الاستحمام، تغيير الملابس، اللعب، القراءة، المشي، صعود الدرج ونزوله، البستنة أو قطف الأزهار، حفلات أعياد الميلاد، زيارة العائلات والأصدقاء وغيرها.
الحياة المجتمعية:
الأنشطة المتنوعة والرحلات الأُسرية، والذهاب في المهمات، وأنشطة اللعب، والأحداث المجتمعية، كذلك الأنشطة في الهواء الطلق، والمشاركة في الصلاة، الطقوس الدينية، أو المنظمات المجتمعية، والأنشطة الرياضية/ الأحداث.
أمثلة على بيئات الحياة المجتمعية: ملاعب، ومتنزهات، ومكتبات، وأماكن للعبادة، ومرافق رعاية الأطفال، والأحياء، ومخازن، ومطاعم، ووسائل نقل من وإلى الأنشطة (ركوب السيارات، والحافلات … إلخ).
ومن الأمثلة على الأنشطة المجتمعية: اللعب مع الأقران، المشاركة الاجتماعية واللعب الحر، التسوق، الألعاب الجماعية، تلاوة القرآن، زيارة الأقارب التنقل في وسائل النقل، تسلق الأشجار.
حيث تعتبر الأنشطة الحياتية بيئة خصبة جداً في تعلم مهارات جديدة متنوعة ومن ضمن هذه المهارات الحركية من منطلق الحاجة فعلى سبيل المثال: تسلق الأشجار أو اللعب مع الحيوان الأليف أو الذهاب الى التسوق مع الأم أو حتى أخذ جولة في السيارة أو نزهة مع الأخ على الدراجة الهوائية كلها فيها كم كبير من المهارات الحركية الكبيرة والدقيقة واللغوية والمعرفية والاجتماعية والتي يمكن الجمع بينها بهذه المهارات البسيطة من وجهة نظرنا وهي محببة جداً بالنسبة للأطفال الصغار.
لماذا تعتبر البيئات الطبيعية مهمة؟ تعتبر البيئات الطبيعية مهمة لأنها:
- دعم الأُسر في تعزيز نمو أطفالها وتعلمهم ومشاركتهم في الحياة الأُسرية والمجتمعية بشكل فاعل وملائم.
- التأكيد على قدرات الأطفال والأُسر ومقدمي الرعاية أثناء الأنشطة اليومية، بدلاً من تعليم المهارات خارج السياق.
- التركيز على الوظيفة والتنشئة الاجتماعية مع إمكانية الاستفادة غير المباشرة من التوعية بالإعاقة، والتعاطف، وتعزيز الصداقات.
- تشجيع التعلم في نفس المواقع التي يستخدم فيها الطفل المهارات الجديدة.
- تمكين الأُسر والمعالجين من تحديد الميسرين، والحواجز، والقيود التي تحول دون اكتساب المهارات في السياق النموذجي الذي يتوقع من الطفل أن يستخدم فيه هذه المهارة.
- تمكين الأطفال من التعلم من خلال التقليد والنمذجة للإخوة والأقران وغيرهم من الأشخاص المحيطين بهم.
- توفير فرص للأطفال لممارسة المهارات المكتسبة طوال يومهم.
- تعزيز وتطوير الدعم الطبيعي مدى الحياة للأطفال والأُسر.
- الاعتراف بأفراد الأُسرة ومقدمي الرعاية باعتبارهم أصحاب التأثير الرئيسي لرعاية النمو والتنمية والتعلم، ودائماً الأفراد يقدمون كل الجهود من أجل انجاح القضايا المهمة في حياتهم أكثر من غيرها.
- تقلل من شعور الأُسر بالعجز تجاه دعم أطفالهم حيث يقلل توتر البيئات المتخصصة، غالباً ما يمتلك الوالدين فكرة اننا لسنا متخصصين في المجال وبالتالي لا يمكن لنا مساعدة الطفل.
كيف يمكنني التأكد من استخدام البيئات الطبيعية للتدخل المبكر في المجال الحركي؟
- إقامة علاقات طيبة مع الأُسر يسودها المهنية والاحترافية في التعامل مبنية على التعاطف والاهتمام.
- اسأل الأُسر ومقدمي الرعاية عن الأنشطة والروتين اليومي والأشخاص المهمين الذين هم جزء من حياتهم اليومية.
- دعوة وتشجيع الأُسر ومقدمي الرعاية على تحديد أولوياتهم ونتائجهم كخطوة أولى في عملية التخطيط.
- مراقبة الأطفال الذين يشاركون في أنشطة واقعية مع الأُسر ومقدمي الرعاية عبر البيئات الطبيعية.
- تزويد الأُسر بالموارد والمعلومات والمواد لدعم تحقيق نتائج الخطة الفردية لخدمات الأُسرة
- توفير العلاج الطبيعي في سياق إجراءات وأنشطة الأُسرة والطفل
- أن تكون موردا للأُسر للتواصل مع الأُسر الأخرى في المجتمع
- تعرف على مجتمعك، وخاصة الأنشطة الرسمية وغير الرسمية للأطفال الصغار
- البحث عن موارد إضافية، ووسائل دعم، وشبكات ومصادر للمعلومات وتحديثها بشكل مستمر حيث يتوفر العديد من المصادر والافكار الداعمة لهذا التوجه في الجمعيات المهنية والمتخصصة في مجال العلاج الطبيعي.
يمكن استخدام بيئات أخرى (وليس البيئة الطبيعية) لخدمات التدخل المبكر وذلك عندما:
- تم استخدام خيارات بديلة ومتعددة لخدمات التدخل في بيئات التعلم الطبيعية ولكن لم تكن ناجحة أو ممكنة
- يمكن لفريق عمل الخطة الفردية لخدمات الأُسرة تبرير أن نتائج الخطة الفردية لا يمكن تحقيقها بشكل مرض في بيئة تعلم طبيعية
- يشمل التبرير شرحاً لكيفية تعميم النتائج المرجوة في روتين يومي نموذجي للطفل والأُسرة ومقدمي الرعاية. التبرير يركز على الطفل وليس من أجل راحة البرنامج أو مقدم الخدمة
- هناك حاجة إلى الجمع بين الأُسر معا في شبكة أو لتقديم الدعم الأُسري الأخرى على النحو المحدد في الخطة الفردية لخدمات الأُسرة
وينبغي أن يكون الاستثناء من استخدام البيئات الطبيعية قصير الأجل، وعلينا مواصلة استكشاف الخيارات البديلة لتقديم الخدمات في بيئات التعلم الطبيعية. ينبغي أن يتضمن التبرير خطة تتضمن معايير للنتائج وجدولاً زمنياً لمواصلة استكشاف تقديم الخدمات في بيئات التعلم الطبيعية
المصدر
www.pediatricapta.org
- الشارقة، الإمارات العربية المتحدة
- هاتف : 00971 6 5535364 Fax: 00971 6 5665665
- هاتف متحرك : 00971 50 9763650
- البريد الإلكتروني : [email protected]
- تويتر : @mohammadfawzi
- صفحة الفيس بوك : facebook.com/pages/Mohammad-Fawzi-Yousef/132496393462718
- حساب الفيس بوك : Mohammad Fawzi Yousef
- انستغرام: mohammadfawzi1
- أنهى دراسة العلاج الطبيعي عام 1992 في الأردن وكان الأول على مستوى المملكة في مجال التخصص في ذاك العام، عمل بعدها مع الأطفال من ذوي الإعاقة ، ثم التحق بفريق عمل مركز التدخل المبكر بالشارقة كمتخصص في العلاج الطبيعي في العام 1994 ثم تسلم مسؤولية قسم العلاج الطبيعي والوظيفي التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنة 1999 ثم مديراً لإدارة لعلاج الطبيعي والوظيفي في العام2008 أما في العام 2010 فإلى جانب مهامه في العلاج الطبيعي استلم مديراً ادارياً بالإنابة لمركز التدخل المبكر وحالياً هو مدير مركز التدخل المبكر الشارقة التابع للمدينة منذ عام 2014.
- أكمل مشواره التعليمي بحصوله على شهادة متخصصة في مجال التدخل المبكر من جامعة جورج تاون في واشنطن – الولايات المتحدة ودبلوم مهني في التربية الخاصة في العام 2015.
- التحق بعدد كبير من الدورات وورش العمل المتخصصة في مجال العلاج الطبيعي للأطفال والطرق العلاجية ومجالات التعامل مع الآخرين والادارة والبرمجة العصبية اللغوية والتدخل المبكر والتربية.
- عضو في عدد من الجمعيات المتخصصة في الأردن والإمارات، ومجموعات الدعم للمعاقين مثل جمعية الامارات لمتلازمة داون وجمعية الإمارات الطبية، جمعية العلاج الطبيعي الأردنية والجمعية العالمية للتدخل المبكر، مجلس الأطفال الاستثنائيين.
- له عدة كتابات متخصصة ونشرات تثقيفية منها ما نشر في مجلة المنال ومجلة عالمي ومجلة الصحة والطب ومجلة منار الاسلام وله كذلك عدة مؤلفات منشورة في مجال التخصص:
- كتاب متلازمة داون: حقائق وإرشاد
- كتيب أهمية العلاج الطبيعي في مجال التربية الخاصة
- كتاب متلازمة الشلل الدماغي
- سلسلة الإرشادات المنزلية لتنمية المهارات الحركية / وهي سلسلة مصورة مكونة من 5 أجزاء.
- حاصل على عدة جوائز محلية ودولية (جائزة الموظف المتميز للعام 2007 في حكومة الشارقة وجائزة أحسن كتاب مؤلف للعام 2008 من جامعة فيلادلفيا الاردن عن كتاب متلازمة الشلل الدماغي وحاصل على جائزة الاميرة هيا للتربية الخاصة / أخصائي العلاج الطبيعي المتميز 2010، وحصل على جائزة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الانسانية 2010).