منقول: هشام محمد كتامي
تطرقنا في العدد السابق للاتفاقيات الأربع لحكمة حضارة التولتك، ونستعرض نقض حضارة التولتك للاتفاقيات القديمة
يتحدث الجميع عن الحرية, لكن الحرية هي أن نكون على طبيعتنا, فالإنسان مخلوق بريء كما نلاحظ في الأطفال أنهم دائمًا: يستمتعون بأوقاتهم, يستكشفون العالم من حولهم, ولا يتعلقون بشيء من الماضي, ولا يهتمون بالمستقبل, بل يعيشون اللحظة الحالية, ولا يخشون من التعبير عن عما يشعرون به, يحبون بكامل طاقتهم, هذا هو الوصف الصحي للإنسان الطبيعي, هذا هو التوجه البشري الطبيعي, لكن عندما حصلنا على كتاب القانون في حياتنا لم نعد أحرارًا, فالقاضي والضحية ونظام المعتقدات لا يسمح لنا بأن نكون على طبيعتنا لأننا برمجنا عقولنا بهذا الهراء, فاختفت السعادة من حياتنا.
نفسك الحقيقية لازالت طفولية لن تكبر, وأحيانًا تظهر عندما تمرح وتلعب وتشعر بالسعادة, عندما ترسم وتكتب شعرًا وتعبر عن نفسك بطريقة ما, فعندما تظهر على طبيعتك تكون اسعد اللحظات في حياتك.
إن الخطوة الأولى نحو حريتنا الشخصية هي ” الوعي ” بأننا لسنا أحرارًا, فعلينا أن نعي المشكلة لنتمكن من العلاج, وبمساعدة الوعي عليك أن تبحث عن طريقة لعلاج حلمك الشخصي وتحدي معتقداتك لان نظامها الذي تم وضعه داخل عقلك مليء بالأكاذيب, هذا هو السبب في أهمية التحكم في أحلامك كما يفعل ” التولتك” البارعين في التحكم في أحلامهم, فحياتك ما هي إلا تّجل لأحلامك, حيث يمكنك أن تغير حياتك في أي وقت ترغبه بمجرد أن تشعر بأنك لا تستمتع بالحلم.
هناك ثلاثة أمور يجب على المرء أن يبرع فيها حتى يصبح من التولتك هي أن يكون بارعًا في الوعي بإدراك طبيعة البشر, ثم البراعة في التغيير حتى التحرر من الاستئناس, والثالثة النية فهي من وجهة نظر التولتك الجزء من الحياة الذي يجعل تغيير الطاقة ممكنًا.
من وجهة نظر التولتك فإن جميع البشر المقيدين مرضى, لان هناك طفيل يتحكم بعقولهم هو ” نظام القاضي والضحية والمعتقد ” وغذاء هذا الطفيل هو المشاعر السلبية التي تنتج عن الخوف فهو يمتص الطاقة دون أن يفيد شيئًا, فهو يتحكم في أحلامنا الشخصية, ويحلم من خلال عقولنا, ويحيا من خلال أجسامنا, حيث يتغذى على العواطف الناتجة من خوفنا, وينمو على حزننا ومعاناتنا, ولدينا خيارين إما أن نواصل حياتنا كما هي و أن نشن الحرب على هذا الطفيل حرب على نظام القاضي والضحية من أجل استقلالنا وحقنا في استخدام عقولنا.
من الطرق التي يُمكن استخدامها لتغيير معتقداتنا هي تركيز انتباهنا على جميع الاتفاقيات والمعتقدات بتغييرها داخلنا, وعندما تفعل ذلك تنشئ حلم الانتباه الثاني أو حلمك الجديد, لقد أصبح الأمر بيدك تختار ما تعتقد به ومالا تعتقد, أي شيء, ويشمل ذلك الإيمان بنفسك.
عليك أن تدرك أولًا أنك تحلم طوال الوقت, ومن خلال الإدراك يمكنك أن تغير من أحلامك, فإذا أدركت أن كل ما يغلف حياتك ناتج عما تؤمن به وهو ليس حقيقيًا سيمكنك حينها تغييره.
ثم عليك أن تطور وعيك بجميع المعتقدات والاتفاقيات المقيدة لذاتك القائمة على الخوف, مما يجعلك حزينًا, حيث يمكنك البدء بتغييرها, وتعيد برمجة عقلك بطريقتك الخاصة, ومن بين ذلك اعتناقك لمعتقدات بديلة مثل الاتفاقيات الأربع, أن اعتناقك لها هو إعلانك للحرب لتستعيد حريتك من الطفيل.
نستيقظ كل يوم ولدينا قدرًا معينًا من الطاقة العقلية والعاطفية والبدنية حيث نستنفذها طوال اليوم, فإذا سمحنا لعواطفنا باستنفاذها فلن نملك بعدها أي طاقة لنغير حياتنا أو نغير من حولنا, فالطريقة التي نرى بها العالم من حولنا تعتمد على مشاعرنا, وعندما نشعر بالغضب سنرى كل ما حولنا خاطئ وسنُلقي اللوم على كل شيء حتى الطقس, وعندما نشعر بالحزن فسيكون كل ما حولنا حزينًا, وإذا شعرت بالضعف وبحاجتك لحماية نفسك لأنك لا تعرف متى سيكون الهجوم عليك ممن حولك لن تشعر بالثقة في شيء أو شخص, هذا لأنك تنظر للعالم بمنظار الخوف.
كل إنسان يمتلك كيانًا من المشاعر لديه كثير من الجروح المصابة بالسموم العاطفية التي تجعله يعاني من الكراهية والغضب والحسد والحزن, والعقل المنطوي على الظلم يفتح أحد هذه الجروح ويكون ردة الفعل نابعة من السموم العاطفية بسبب المفاهيم والمعتقدات التي نمتلكها عن الظلم والعدل.
البشر مصابون بداء الخوف وأعراضه هي جميع المشاعر التي تجعل البشر يعانون مثل الكراهية والغضب والخيانة والحسد والحزن, وعندما يكون هذا الخوف متفاقمًا يفشل المنطق, وندعو هذا بالمرض العقلي, فالسلوك الذهاني يحدث عندما يخاف العقل بدرجة كبيرة لدرجة كسر اتصاله بالعالم الخارجي.
نحن بحاجة إلى الحقيقة من أجل فتح جروحنا العاطفية, وإخراج السم منها لعلاجها تمامًا, لهذا علينا أن نصفح إذا شعرنا بإساءة الآخرين معاملتنا ليس لأنهم يستحقون الصفح, بل لأننا نحب أنفسنا لدرجة تمنعنا من ظلم أي شخص, فعلينا أن نصفح عن أنفسنا وعن الآخرين, وإذا غفرت لنفسك سينتهي رفضك لذاتك ويبدأ تقبلك لها كما هي, هذه هي بداية الإنسان الحر, فالغفران هو الحل. انتهى
المرجع:
- كتاب من الاتفاقيات الأربع، للمؤلف: دون ميجيل ريز. مكتبة جرير، الرياض 2014. التلخيص بواسطة ماجد علي المزين
هشام محمد كتامي،
الجنسية: مغربي ،
الإقامة: الشارقة ،
الإمارات العربية المتحدة المتحرك:00971503078161،
البريد الالكتروني: [email protected]،
حاصل على دبلوم معهد خاص إشراف فرنسي في مجال التربية الخاصة بالمملكة المغربية سنة 1999.
دراسة جامعية علوم اقتصادية، قانونية وإنسانية في جامعة الحسن الثاني بالمملكة المغربية.
التحق ببرنامج تدريبي لتأهيل الفريق البحثي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في جامعة الشارقة (من 7 سبتمبر 2010 إلى 4 مايو 2011).
سكرتير تنفيذي في الإدارة العامة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ 2006 حتى تاريخه.
سكرتير تحرير مجلة المنال الالكترونية.
عضو الفريق البحثي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من 2011 حتى أغسطس 2020.
عضو ناشط في فريق الإعلام الاجتماعي ومهتم بمجال الإعلام والتسويق.
عضو بمنظمة الطفل العربي.
عضو متطوع بمؤسسة تكاثف.
عضو فريق الصحة والسلامة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
عضو متطوع في اكسبو 2020 الإمارات العربية المتحدة.
ملتحق بدورة تدريب مدربين وحاصل على شهادة مدرب معتمد من جامعة عجمان بالإمارات العربية المتحدة وعضوية تدريب صادرة من American east coast university
خبرة عملية سابقاً في التنسيق والاستقبال والتنظيم لمدة خمس سنوات في تلفزيون القناة الثانية بالمملكة المغربية وخبرة عملية في الاستقبال بفندق قصر المامونية بمدينة مراكش بالمملكة المغربية.
منسق عام لرابطة التوعية البيئية لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من 2008 حتى أغسطس 2020.