ترجمة: هاشم كاطع لازم
تتبوأ الجامعات البريطانية مكانة مرموقة بين أفضل الجامعات في العالم لما تحظى به من سمعة طيبة مما يجعل الحفاظ على أرفع درجات الجودة والمعايير الأكاديمية الرصينة من الأمور الحاسمة لديمومة تلك السمعة.
ولا شك أن هذا الأمر يستند إلى احترام دولي قوامه خصائص عدة يمكن إيجازها بالنقاط التالية:
استخدام الجامعات البريطانية على وجه العموم أدوات وطنية تتمثل في (البنية الارتكازية الوطنية) التي تشمل أطر المؤهلات التربوية العليا Frameworks for Higher Education Qualifications وبيانات مؤشر المقررات الدراسية Subject Benchmark Statements وقانون الممارسة لضمان الجودة والمعايير الأكاديمية في التعليم العالي Code of Practice for the Assurance of Academic Quality and Standards in Higher Education.
الأنظمة التي تعتمدها الجامعات ذاتها لضمان معاييرها ينبغي أن تكون صحيحة مع الحفاظ على الجودة مثل الإجراءات التي يتم اتخاذها بهدف وضع المقررات الدراسية والاستعانة بالممتحنين الخارجيين.
قيام وكالة ضمان الجودة في التعليم العالي QAA بإجراء مراجعة تقييمية خارجية مستقلة لكل جامعة على أن تكون التقييمات بصيغة تقارير منشورة.
التفاعل المثمر مع الطلبة وأرباب العمل على أن يشمل ذلك الهيئات المهنية والقانونية والتنظيمية الأمر الذي يُعين الجامعات على تحديد توجهاتها.
اعتماد آليات هدفها تحسين الجودة منها على سبيل المثال التعلم من خبرات الآخرين والمشاركة المطلوبة لتحقيق التطبيق العملي المثمر وكذلك السبل الكفيلة بدعم التدريس الجامعي الرصين.
اتخاذ الإجراءات والخطوات اللازمة للتعاطي مع الشكاوى المطروحة.
وتتحمل كل جامعة مسؤولية مباشرة في الحفاظ على جودة التعليم رغم أن سائر الجامعات البريطانية تعتمد أنظمة مشتركة تدعم جهودها في المحافظة على الجودة والمعايير الأكاديمية. أما القوانين المتعلقة بضمان الجودة الأكاديمية والمعايير في التعليم العالي فتتيح مختلف الإجراءات ابتداءً من الممتحن الخارجي وانتهاءً بمتعلقات المسيرة الدراسية للطلبة.
مواصفات البرنامج التدريسي: تقديم معلومات مفصلة عن كل مقرر دراسي مع بيان ما ينبغي على الطلبة تعلمه وكيفية تحقيق النتائج المرجوة.
تقوم الجامعات وبشكل متواصل بتقييم أنظمتها ومقرراتها الدراسية للتيقن من أنها تلبي المعايير المعتمدة وكذلك ضمان تقديم العون المناسب للطلبة مع التأكد من أن المقررات الدراسية مناسبة للطلبة وعصرية في مادتها.
ويمكن التحقق من ذلك من خلال:
التيقن من أن المقررات الدراسية الجديدة تلبي المعايير الصحيحة مع ضرورة استخدام طرق التدريس ذات الجودة العالية. هنا لابد أن تتأكد (الهيئات المكلفة بإقرار البرنامج) Programme Approval Panels، التي تتألف في العادة من الخبراء من خارج الجامعة، أن هذه المقررات الدراسية الجديدة تنسجم مع (أطر مؤهلات التعليم العالي) و (بيانات مؤشر المقررات الدراسية).
المراقبة المنتظمة والمراجعة: تقوم الجامعات البريطانية على الدوام برصد المقررات الدراسية ومراقبتها للتأكد من أنها مناسبة للأهداف التي وضعت من أجلها. وتجري هذه العملية سنوياً من خلال دراسة التقارير التي يرفعها الخبراء الخارجيون وكذلك تقييم أداء الطلبة ودراسة المعلومات التي يدلون بها.
كما يتم استقاء المعلومات من (المراجعات الدورية) التي تجري كل خمس أو ست سنوات والتي يشارك فيها الأساتذة والطلبة والخريجون الجدد. أضف إلى ذلك، تقوم الجامعات بإجراء مراجعاتها الخاصة للمقررات الدراسية على نطاق واسع كما تقوم بفحص دقيق ومنتظم لمستوى المقررات الدراسية الفردية.
التقييم: للجامعات البريطانية قوانينها الخاصة بكيفية تقييم أداء الطلبة ليتسنى ضمان الحفاظ على المعايير في المستوى اللائق الأمر الذي يسهل تبني الحكم المناسب على مايؤديه الطلبة من واجبات.
الاستعانة بالممتحنين الخارجيين: يقوم الخبراء الخارجيون من جامعات أخرى بإسداء النصح للجامعات بخصوص المعايير المعتمدة وأداء الطلبة معتمدين في ذلك على خبراتهم بالمعايير المعتمدة في الجامعات الأخرى.
توفير المعلومات العامة: تقوم الجامعات بنشر المعلومات الخاصة بكل مقرر دراسي (مواصفات البرنامج الدراسي) كما يتم نشر آراء الطلبة المستمدة من نتائج استطلاع الرأي الطلابي الوطني المنشور في الموقع الإلكتروني الموسوم Unistats مع معلومات أخرى حول ما تم إحرازه من تقدم ونسب إكمال المنهج الدراسي فضلاً عن توظيف خريجي الجامعة.
وتقوم هيئات تعليمية في بريطانيا ومنها (وكالة ضمان الجودة المستقلة) بمتابعة الكيفية التي تتعامل بها الجامعات مع الجودة والمعايير وكيفية المحافظة عليها. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
القيام بزيارات منتظمة للجامعات للوقوف على كيفية تعاطيها مع الجودة.
نشر التقارير ذات الصلة بالثقة المتعلقة بقدرة كل جامعة من الجامعات على الحفاظ على المعايير والجودة. ومثل تلك التقارير متوفرة على الموقع الإلكتروني لـ (وكالة ضمان الجودة).
متابعة أية ملاحظات تخص البرامج تشخصها لجان المراجعة باعتبارها جديرة بالاهتمام ليتيقنوا من أن الجامعات تتخذ الإجراءات المناسبة لمعالجة السلبيات.
توفير المعلومات للجهات الممولة التي تتحمل مسؤولية قانونية حيال تقييم الجودة في التعليم العالي الذي يقومون بتمويله.
وتزداد مساهمة الطلبة البريطانيين من مختلف أرجاء البلاد في الآليات التي تعمل الجامعات من خلالها على بلورة كل من الجودة والمعايير الأكاديمية ابتداء من المراجعات الداخلية والخارجية وانتهاء بالعضوية في (مجلس وكالة ضمان الجودة).
ويقدم (مسح الطلبة الوطني) National Student Survey معلومات تفصيلية عن وجهات نظر الطلبة وتقييماتهم لجامعاتهم حيث تنشر هذه المعلومات على الموقع الإلكتروني Unistats.
كما تتعاون الجامعات أيضاً مع الهيئات المهنية والقانونية والتنظيمية وكذلك أرباب العمل للتيقن من ملاءمة مستويات الخريجين مع طبيعة الأعمال التي يمكن أن يشغلونها مستقبلاً.
وتجدر الإشارة إلى أن الهيئات والمؤسسات التي يمكن أن يعمل فيها الطلبة بعد التخرج تشارك غالباً في وضع المقررات الدراسية ومراجعتها.
أضف إلى ذلك وجود قوانين محددة تنظم عمل بعض الاختصاصات مثل الطب مما يجعل تعيين الخريجين لاحقاً مرهوناً بموافقة الجهة ذات الصلة واعترافها مثل (المجلس الطبي العام) General Medical Council.
إن الجامعات البريطانية تتعلم اعتماداً على خبراتها المتراكمة وخبرات غيرها من الجامعات لتحسين أدائها فيما يخص احتياجات الطلبة. ومثل هذا الأمر يتحقق من خلال الآتي:
الإصغاء لما يطرحه الطلبة: تزداد مشاركة الطلبة ومساهماتهم بشكل مطرد في الآليات الداخلية ذات الصلة بالجودة ومنها على سبيل المثال (المراقبة السنوية) و (المراجعة الدورية).
يقدم (مسح الطلبة السنوي) معلومات للجامعات وعموم الناس عن آراء الطلبة حول مختلف الأوجه المتعلقة بنشاط جامعاتهم ومدى رضاهم عن أدائها. ولاشك أن مثل هذا الأمر سوف يعين الجامعات على تحسين أوجه عملها المختلفة.
التعلم من المراجعة الخارجية: تستفيد الجامعات في أثراء معلوماتها من المراجعات التي تجريها مؤسساتها وما تقوم به الجامعات الأخرى بهذا الخصوص. وتقوم (وكالة ضمان الجودة) بنشر التقارير الخاصة بذلك لمساعدة الجامعات على أداء واجباتها.
تقدم (أكاديمية التعليم العالي) Higher Education Academy الدعم الخاص للارتقاء بالتدريس الجامعي من خلال التطوير الوظيفي و(إطار المعايير المهنية البريطانية) ومن خلال ما يخطط له من زمالات.
كما تدعم الأكاديمية أيضاً جهود الجامعات الحثيثة لتحسين خبرات الطلبة الجامعيين من خلال حث الأساتذة على إشاعة التبادل المعرفي فيما بينهم والتعلم من بعضهم البعض بالاستعانة بمراكز المقررات الدراسية Subject Centers والتعاون في مجال التطبيق المثمر.
يعتبر ضمان رضا الطلبة عن أداء الجامعات من الأمور ذات الأهمية البالغة في بريطانيا كما يظهر ذلك جلياً في عدد من المصادر المستقلة مثل (مسح الطلبة الوطني).
كما يتم التعامل مع شكاوى الطلبة وغيرهم بكل جدية ومتابعة الأمر مع جهات عليا في إنكلترا وويلز وإيرلندا الشمالية.
تقوم الجامعات البريطانية أيضاً باتخاذ التدابير القوية للتحقق من ضمان الجودة والحفاظ على المعايير الرصينة فيها.
وتهدف كل من العمليات الداخلية الشاملة والمراجعة الخارجية الدقيقة والالتزام بتحقيق التحسن المتواصل إلى تعزيز خبرات الطلبة.
ويحظى مثل هذا النهج بالإعجاب الشديد عالمياً وأدى بدوره إلى التأثير على تطوير أنظمة ضمان الجودة في أرجاء مختلفة من العالم.
مع ذلك لاتشعر الجامعات البريطانية بالرضا التام عن الجودة أو المعايير القائمة فنظام ضمان الجودة الذي تنتهجه يخضع على الدوام للمراجعة والتطوير في ضوء ما يتم اكتسابه من خبرات.
المرجع:
http://www.universitiesuk.ac.uk/highereducation/Documents/2008/QualityStandardsSummary.pdf
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.