إعداد: عبد الله الحملاوي
خلال مسيرتها الحافلة بالعطاء والإنجاز لم تركن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية إلى الجانب الخدمي في علاقتها مع الأشخاص ذوي الإعاقة والمجتمع بل عملت منذ التأسيس وحتى يومنا هذا على الجانب التوعوي والتثقيفي وبذلت جهوداً كبيرة في تطويره ومواكبة أحدث ما توصل إليه العالم من ممارسات في هذا المجال.
ومن نافل القول إن هذا النهج ليس حكراً على إدارة المدينة أو جهة معينة فقط بل هو خارطة طريق تسير عليها جميع فروع وأقسام المدينة ومن بينها مركز العلاج الطبيعي والوظيفي.
بدأ المركز بتقديم خدماتــــه مع بداية الثمانينات كجزء من مدرسة الوفاء لتنمية القدرات، ثم بدأ عمله بشكل مستقل مع بداية شهر سبتمبر من العام 1999 واستمر بتقديــــم خدماته على شكل خدمتين أساسيتين في الوقت الحالي هما خدمــــة العلاج الطبيعي و خدمــــة العــلاج الوظيفي، و يتطلع القسم إلى إضافــــــة خدمة أساسية ثالثة هي التزويد بالأجهزة و الجبائـــــــر.
وفي هذا الإطار أصدرت المدينة عام 2018 سلسلة (60 ثانية) المُكونة من 20 بطاقةٍ تُعرِّفُ بأسباب العديد من المشكلات الحركية وطرق الوقاية والعلاج كما تحتوي البطاقاتُ على رموزٍ تقودُ إلى مقاطع الفيديو الخاصة بالعلاجِ على شبكة الإنترنت.
نستهل رحلتنا معكم في العدد الجديد من المنال بالبطاقة الأولى وهي:
العلاج بركوب الخيل، وسيلة جديدة انضمت للعلاج الطبيعي تستخدم في علاج الكثير من حالات الإعاقة مثل: الشلل الدماغي، متلازمة داون، الصلب المفتوح، حالات إصابة العمود الفقري، حالات فقدان الأطراف وحالات الضعف الحسي والبصري. وغيرها الكثير من الاضطرابات الحركية والحسية التي قد تصيب الأطفال والبالغين.
آلية العلاج بركوب الخيل
يتساءل البعض لم تم استخدام الخيل في العلاج؟
يعود السبب إلى الحركة الأمامية الخلفية التي تصدر عن ظهر الحصان والتي تتوافق مع ديناميكية الجسم البشري.
وقد يتساءل آخرون، لماذا يتم استخدام الخيل الحقيقي وبذل جهد كبير في حين أن هناك جهاز الهيبوثيرابي والذي يقدم الحركة الديناميكية المطلوبة للجسم؟
لقد أثبتت الدراسات العديد من الفوائد لركوب الخيل منها:
أولاً: إن الحرارة المنبعثة من جسم الحصان أثناء امتطائه لها تأثير قوي على تقليل توتر عضلات الراكب مما يؤدي إلى ارتخائها.
ثانياً: التحفيز الحسي المكتسب من شعيرات الحصان أثناء الركوب على ظهره.
ثالثاً: تعديل وضعية الجسم نتيجة لجهد عضلات الراكب في الحفاظ على التوازن والثبات على الوضعية الصحيحة خوفاً من السقوط.
تتم مراقبة الراكب طوال فترة التمرين وتوجيهه من الاختصاصيين يدوياً أو شفهياً لأداء التمرين بالشكل السليم عن طريق تطوير الحركة المطلوبة بمجموعة من عضلات الجسم مثل عضلات البطن، عضلات الظهر، وغيرها وتقويتها ليمتد تأثيرها إلى مفاصل الجسم.
إن تمارين العلاج بالخيل لا تقتصر على الجلوس فقط بل هناك العديد منها مثل: تمارين الاستلقاء على الظهر أو البطن، الوقوف على ظهر الحصان بعد تحسن الطفل وغيرها..
إن إمكانية تطبيق العديد من التمارين وبوضعيات مختلفة تجعل العلاج بالخيل مناسباً للأطفال ذوي الإعاقة.
كما نود ذكر الأثر الإيجابي للعلاج بالخيل على الخصائص الاجتماعية والنفسية للراكب، حيث أن العلاج بالخيل يعزز من ثقة الراكب بنفسه ويزيد من الإحساس بالحيطة خشية الوقوع كما ذكرنا سابقاً، كما يسهم في دمج الأطفال اجتماعياً لأن التمارين تتم تحت إشراف الاختصاصيين وتحتاج إلى عمل جماعي.
فوائد العلاج بركوب الخيل:
- تحسين التوازن وتقوية العضلات على مستوى الجسم.
- تنمية الإحساس بأبعاد الجسم مما يسهم في تحسين السيطرة على وضعية الجسم الصحيحة.
- تخفيف التشنجات والنغمة العضلية.
- يزيد من سلاسة ومرونة الحركة في مفاصل الجسم.
- يزيد من مستوى القدرة والتحمل.
- تحسين مجال الرؤية وتناسقها مع حركة الجسم.
- تنمية الإحساس عن طريق تحفيز المستقبلات الحسية على مستوى الجسم.
موانع العلاج بركوب الخيل:
قبل البدء ببرنامج العلاج يتم إجراء تقييم طبي يشمل الجوانب الحركية والنفسية للتعرف على مدى ملائمة البرنامج للشخص.
لا يتلقى البرنامج من لديه المشاكل التالية:
- وجود تشوهات معينة في العمود الفقري.
- اضطرابات حسية أو عصبية أو عضلية خاصة.
- بعض أنواع العمليات الجراحية التي قد تتأثر بركوب الخيل.
- الأطفال غير القادرين تماماً على التوازن أثناء الجلوس وأيضاً الذين لا يوجد لديهم ثبات في عضلات الرقبة نهائياً.
- الحالات التي تعاني من خلع في مفصل الورك.
- التشنجات العضلية الشديدة.
- حالات التحسس الخارجي مثل الأمراض الجلدية أو التحسسات الداخلية مثل تحسس العينين والأنف وغيرها.
لذلك، من المهم جداً بالنسبة لمن يقوم بتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة أن يكون ممن تلقوا تدريبات خاصة بالعلاج بالخيل، ويفضل أن يكون اختصاصياً في العلاج الطبيعي أو الوظيفي لأنه يشرف على التمارين مع ملاحظة أية تغييرات مفاجئة لدى الراكب سواء أكانت عصبية، عضلية، عضوية، أو نفسية.
عبد الله محمد الحملاوي
- مواليد أكتوبر 1984
- اخصائي علاج طبيعي
- حاصل على بكالوريوس علاج طبيعي من جامعة 6 أكتوبر بالقاهرة
- ماجستير إدارة أعمال جامعة نورثامبتون ببريطانيا
- خبرة12 سنة كأخصائي علاج طبيعي
- حاصل على العديد من الدورات المعتمدة مثل: تطبيق اللاصق الطبي للإصابات، أحدث الأساليب في التدخل المبكر، العلاج بركوب الخيل، العلاج المائي، طرق الإجلاس السليم عن طريق أحدث الوسائل الحديثة، وغيرها من الدورات.