عرض للتجارب الناجحة وطرح للحلول والأدلة التوجيهية
بقلم : حازم ضاحي شحادة
بالتزامن مع اليوم العالمي للصحة النفسية 2021، وتحت شعار” الصحة النفسية في عالم غير متكافئ ” نظمت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية صباح الأحد 10 أكتوبر 2021 ندوة “الصحة النفسية للعاملين في المجالِ التربوي والتأهيلي” انطلاقاً من أهدافها الاستراتيجية التي تؤكدُ على توفير بيئة عمل مُحفزة وداعمة، مع اتباع معايير التميّز والجودة والكفاءة، وانطلاقاً من نهجها في دعم المساواة والتنوع ورفاهية الإنسان.
جاءت الندوة بهدف تسليط الضوء على أهمية الصحة النفسية للعاملين في المجال التربوي والتأهيلي، وعرض وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة للمؤسسات في مجال تعزيز ورفاه فريق العمل، بالإضافة إلى طرح حلول وأدلة توجيهية للمنظمات نحو تطوير استراتيجية لتعزيز الصحة النفسية في مجال العمل، وتعزيز جودة الحياة المهنية للأشخاص ذوي الإعاقة في بيئات العمل.
محمد عبد المنعم قشطة مقرر مجلس الاختصاصيين النفسيين في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومنسق الندوة أكد حرص المدينة من خلال الندوة على توفير مزيد من المعلومات وتبادل الخبرات واقتراح الحلول والسياسات التي تدعم الصحة النفسية للعاملين في مجال التعليم والتأهيل بصورة خاصة وفي أماكن العمل بصورة عامة.
(سياسات وبرامج الصحة النفسية في بيئة العمل)
ضمن المحور الأول للندوة وتحت عنوان (سياسات وبرامج الصحة النفسية في بيئة العمل) قدمت أربعة عروض استهلت الأول منها الدكتورة فاطمة المنصور المدرب والمستشار في مؤسسة التنمية الأسرية.
تحدثت الدكتورة فاطمة عن دليل الصفاء الذهني في بيئة العمل الصادر عن إدارة التثقيف الصحي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة وتعريف الصفاء الذهني والحاجة إلى ممارسة تقنياته ضمن بيئة العمل وفوائد استخدام آلياته لتحقيق أفضل النتائج.
العرض الثاني جاء بعنوان (أهمية الصحة النفسية للموظفين)
قدمته الأستاذة هبة عيسى الحمراني مدير الشؤون المالية والإدارية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وناقشت فيه جهود مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لضمان الصحة النفسية للعاملين ودور الصحة النفسية وأهميتها في زيادة الإنتاجية وجودة العمل وخلق بيئة عمل جاذبة للموظفين تحفزهم على مزيد من العمل والتقدم.
الأستاذة هبة تحدثت عن رأس المال البشري في المدينة حيث بلغ عدد موظفيها 638 موظفاً منهم (59) موظفاً من الأشخاص ذوي الإعاقة.
وأشارت إلى دراسة حديثة أجرتها جامعة بليموث University of Plymouth على عينة من 427 شخصاً عاملاً في مجال العمل الاجتماعي ضمن بريطانيا ومعظمهم من العاملين مع الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث أفضت نتائج هذه الأبحاث إلى وجود مستويات كبيرة من الإجهاد المزمن والأكل العاطفي كآلية للتعامل مع الإجهاد المرتبط بالعمل.
وجاءت بعض النتائج على النحو التالي:
75% يعانون من اضطرابات في الأكل ( الأكل العاطفي).
63% يعانون من اضطرابات في النوم.
56% مرهقون عاطفياً.
15% حصلوا على وصفات لتناول أدوية مضادة للاكتئاب.
35% من الأشخاص يشعرون بأنهم غير قادرين على التعامل مع صعوبات العمل أكثر من ذلك.
وتحدثت عن نوعين من الضغوط التي تواجه الموظفين هما (الضغوط المهنية) و (الضغوط الشخصية).
كما تحدثت عن كيفية تعامل المدينة مع مختلف ضغوط الموظفين من خلال سياسات العمل والإجراءات الإدارية وبيئة العمل والمبادرات الاجتماعية مما ساهم إلى حد كبير في تحقيق الأمان الوظيفي وتقليل عدد الاستقالات وبالتالي الوصول إلى درجة انتماء أعلى وتطور وظيفي ملحوظ.
وختمت الأستاذة هبة عرضها باقتباس مقولة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة الذي قال:
“كان وما زال اهتمامنا الأول في الشارقة، هو بناء الإنسان”
المساعدة الذاتية والصحة النفسية
في العرض الثالث تحدثت الدكتورة مريم عبد الله الاختصاصية النفسية في مركز اسحق بن عمران عن المساعدة الذاتية والصحة النفسية ومفهوم الاهتمام بالذات وكيفية الاعتناء بالصحة النفسية وطلب المساعدة من الاختصاصيين وأهم التحديات والضغوط التي يتعرض لها الموظف ضمن بيئة العمل وكيفية التعامل معها.
وأكدت الدكتورة مريم أهمية الصحة النفسية في بيئة العمل حيث أن الصحة الجسدية والصحة النفسية مهمان للموظف كي يؤدي مهامه الوظيفية بشكل جيد.
كما أن الرغبة والراحة النفسية في العمل تدفع الموظف إلى إنجاز مهامه بسهولة ومرونة أكبر وتدفعه لتقديم المزيد، بالإضافة إلى أن الأمان الوظيفي مهم جدا لشعور الموظف براحة البال وتجنب القلق من خسارة وظيفته أو مستقبله المهني وبالتالي تركيزه بشكل أفضل على مهامه الوظيفية مع التأكيد على أن الشكر والتقدير عاملان أساسيان لتحفيز الموظف لاستمرار إنتاجيته ودعمه للإبداع والتميز في عمله.
وأشارت إلى الدراسات التي تؤكد قلة نسب التغيب في أماكن العمل التي تعزز الصحة النفسية وتدعم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مما يسهم في زيادة الإنتاجية وبالتالي الاستفادة من المكاسب الاقتصادية المرتبطة بها.
تحفيز العمل كفريق
وأكدت الدكتورة مريم وجود أدلة قوية على أن أماكن العمل ذات المستويات العالية من الرفاهية العقلية والنفسية تكون أكثر إنتاجية حيث تؤدي الرفاهية في العمل إلى زيادة الإنتاجية بنسبة تصل إلى 12-15٪
ومن أهم البنود التي ذكرتها الدكتورة مريم المرتبطة بدور المؤسسات وجهات العمل في رعاية الصحة النفسية للعاملين، تنظيم الدورات التدريبية وبرامج التطوير الوظيفي لتأهيل الموظفين في مجال عملهم وتعزيز الصحة النفسية من خلال تطوير الجوانب الإيجابية للعمل ونقاط القوة لدى الموظفين بالإضافة إلى دعم التوازن الصحي بين العمل والحياة والتحفيز المستمر ومكافأة الموظفين.
من هذه البنود أيضاً تحفيز العمل كفريق وتنمية روح التعاون والارتباط وتوفير التأمين الصحي اللازم والتعاون مع جهات مختصة لتقديم الدعم النفسي للعاملين ومساعدة ومساندة العاملين في مواجهة الاضطرابات النفسية وتشجيعهم على طلب المساعدة وقت الحاجة من دون حكم مسبق وبكل سرية.
الأستاذة فاطمة الغرباوي مساعدة باحث في جامعة الشارقة تطرقت في العرض الرابع إلى تعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل وأهم الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها من جانب الأفراد والمؤسسات لتعزيز الصحة النفسية فيها.
شهدت الندوة عرضاً قدمه قسم العلاج الطبيعي والوظيفي في المدينة بعنوان (العلاج الطبيعي والصحة النفسية) تناول أهم العوامل ذات العلاقة بين الصحة الجسمية والصحة النفسية والعديد من الأفكار التي تدعم الصحة النفسية خلال العمل.
الصحة النفسية وجودة الحياة للعاملين في المجال التربوي والتأهيلي
ضم المحور الثاني من الندوة تحت عنوان (الصحة النفسية وجودة الحياة للعاملين في المجال التربوي والتأهيلي) خمسة عروض قدمت الأول الأستاذة ثويبة الكندي (كوتش ومدرب في الاتحاد الدولي للكوتشنج) تحت عنوان السعادة وجودة الحياة للعاملين تحدثت فيه عن أهم التقنيات التي تدعم سعادة الموظف وصحته النفسية.
في العرض الثاني الذي قدمته الأستاذة إيمان علي تركي من إدارة التثقيف الصحي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة تحت عنوان (موظف صحي موظف منتج) تمت مناقشة أهمية العلاقة بين الصحة الجسدية والإنتاجية وجودة العمل.
وضمن العرض الثالث الذي قدمه الأستاذ فارس الهادي من مركز موارد لذوي الإعاقة بجامعة الشارقة تحدث عن السلامة المهنية للموظفين ذوي الإعاقة ضمن بيئة العمل.
وفي العرض الرابع الذي قدمته الدكتورة زيزت مصطفى من كلية الآداب بجامعة الشارقة تم الحديث عن الصحة النفسية في ظل الأزمات وأهم التحديات التي تواجه العاملين في المجال التربوي والتأهيلي.
الأستاذ وائل علام مدير الإدارة التربوية والتأهيلية بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ناقش في العرض الأخير أهمية تعزيز الصحة النفسية للمعلمين من خلال عرض مجموعة من التجارب والخبرات في هذا المجال.
بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
صدر له حتى الآن:
المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
(مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية).