التطوع عطاء بدون مقابل

إعداد : هشام محمد كتامي

[email protected]

  يوم التطوع الدولي هو احتفال سنوي كبير يقام في الخامس من ديسمبر من كل عام ويسمى اليوم الدولي للمتطوعين واختصاره بالإنجليزية هو (IVD).

  وبهذه المناسبة يحتفل العالم باليوم العالمي للمتطوعين الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1985، تقديراً لجهودهم التي يبذلونها دون انتظار مكافأة مالية من شخص آخر.

 وفي هذا اليوم تُعقد الندوات للمساعدة في رفع مستوى وعي الناس بالعمل التطوعي حيث تنظم العديد من الشركات العالمية وتشرف على يوم المتطوعين العالمي ومنها: الصليب الأحمر الدولي، المنظمة الكشفية، والأمم المتحدة.

 أول حالة تطوع تم تسجيلها عام 1755 من قبلM.Fr.Voluntaire  ، وهو شخص كان يقدم خدمات عسكرية آنذاك، فيما تم تسجيل أول حالة تطوع في المجال غير العسكري خلال الثلاثينيات من القرن السادس عشر.

 أصبح لكلمة (التطوع) مؤخرًا استخدام جديد مطابقٌ لمصطلح “خدمة المجتمع” والجيش المتطوع في السياق العسكري هو جيشٌ يختار جنوده أداء الخدمة بعكس الذين تم تجنيدهم، ولا يعمل هؤلاء المتطوعون “بلا مقابلٍ” بل يأخذون راتبًا منتظمًا.

يحث الإسلام على التطوع ويجازي من يفعل الخير مهما قلّ ثوابًا عظيمًا.

 يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم (وما تقدموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند الله هو خيرًا وأعظم أجرًا).

 ويقول أيضًا: (فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيرًا يره).

 وهناك الكثير من الأحاديث التي تحث على التطوع ومساعدة الناس، ومنها أن رجلًا جاء إلى الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال:(أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل، سرورٌ يدخله على مسلمٍ، أو يكشف عنه كربةً، أو يقضي عنه دينًا، أو يطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخٍ لي في حاجةٍ أحبُّ إليّ من أن اعتكف في هذا المسجد (أي مسجد المدينة) شهرًا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق يفسد العمل.. كما يفسد الخل العسل).

يعرف التطوع بأنه “الجهد الذي يبذله أي إنسانٍ بلا مقابلٍ لمجتمعه، بدافعٍ منه للإسهام في تحمل مسؤولية المؤسسة التي تعمل على تقديم الرعاية الاجتماعية” (اللحياني، 1984: 29)، كما يعرفه العلي (1416هـ: 760): بأنه بذل مالي أو عيني أو بدني أو فكري يقدمه المسلم عن رضا وقناعة، بدافع من دينه، بدون مقابل بقصد الإسهام في مصالح معتبرة شرعاً، يحتاج إليها قطاع من المسلمين.

وهو كذلك خدمةٌ إنسانيةٌ وطنيةٌ تهدف إلى تعزيز المسؤولية المجتمعية لدى الانسان.

 وفي بعض الدول كسويسرا مثلاً يعتبر التطوع إلزامياً للذين لا تنطبق عليهم شروط الخدمة العسكرية ممن تتراوح أعمارهم بين الـعشرين والستين سنة.  

والمتطوع هو الشخص الذي يسخّر نفسه طواعيةً ودون إكراهٍ أو ضغوطٍ خارجيةٍ لمساعدة ومؤازرة الآخرين، بقصد القيام بعملٍ يتطلب الجهد وتعدد القِوى في اتجاهٍ واحدٍ، ويسعى العمل التطوعي لخلق روحٍ إنسانيةٍ تعاونيةٍ بين أفراد المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة.

وعلى امتداد مسيرتها المهنية تسعى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية إلى تعزيز المسؤولية المجتمعية لدى موظفيها وطلبتها من ذوي الإعاقة وأسرهم وكافة شرائح المجتمع من خلال خلق مجالات عدة للتطوع إيماناً منها بأهمية ودور الأفراد في النهوض والارتقاء بجودة العمل ومن إحساس الفرد بمسؤوليته المجتمعية ودوره الفعال.

وتهدف المدينة من خلال هذا التوجه إلى:

 الاستفادة من الكفاءات والمواهب، خلق بيئة دامجة للأشخاص ذوي الإعاقة، نشر الوعي بالمسؤولية المجتمعية، تعزيز الانتماء، تعزيز الوعي الحقوقي، اكتساب مهارات جديدة، الإسهام الفعال في التنمية المجتمعية، رفع مستوى الوعي المجتمعي واستثمار الوقت باعتباره ثروة وطنية.

وفي هذا الصدد، أطلقت المدينة صفحة مخصصة للتطوع على موقعها الإلكتروني لتلقي طلبات الراغبين، كما أنها تفسح المجال لطلبة الجامعات والمؤسسات للتطوع في الأنشطة والفعاليات المقامة طيلة العام ومن أبرزها مهرجان الكتاب المستعمل، سنابل المحبة، الحملات التوعوية بالإعاقة …الخ.

كما أصدرت المدينة في هذا الشأن دليلاً إرشادياً للمتطوع ووثيقة للتطوع لتعريف المتطوع  بواجباته وحقوقه حيث تُوقع المدينة مع المتطوع اتفاقية تعاون توضح شروط وأحكام العمل التطوعي وتشمل بنوداً حول تفاصيل النشاط التطوعي مثل مسمى الدور التطوعي، مدة التطوع، عدد ساعات التطوع المطلوبة، المحافظة على سرية البيانات والمعلومات ، آلية تسجيل الحضور والغياب ، إجراءات الأمن والصحة والسلامة، آلية ترك العمل التطوعي ، ميثاق العمل الأخلاقي.

تتمثل واجبات المتطوع فيما يلي:

• تحقيق أهداف المدينة والعمل وفق مبادئها ورسالتها، وحفظ أسرارها وعدم الإساءة إليها سواءً بالقول أو بالفعل.
• أداء الواجبات دون تمييز بسبب الجنسية أو العرق أو الآراء السياسية أو المعتقدات الدينية.
• احترام الأشخاص ذوي الإعاقة وخصوصيتهم والمساهمة في تلبية احتياجاتهم.
• المبادرة بمشاركة المعرفة والمعلومات والابتكار في الخدمة التطوعية.
• التحلي بالأخلاق الحميدة واحترام العادات والتقاليد.
• الالتزام بروح الفريق في العمل والمهمة الموكلة إليه.
• الالتزام بتعليمات الأمن والصحة والسلامة.
• المحافظة على أصول الجهة في حال استخدامها للقيام بالعمل التطوعي المطلوب.
• عدم عرض أو تقديم أو الترويج أو الإعلان عن أي سلع وخدمات تعود بالمنفعة المادية على المتطوع أو تحقق له مكاسب شخصية أثناء ممارسة العمل التطوعي.

في المقابل، تضمن المدينة للمتطوع مجموعة من الحقوق أهمها:  

التعريف بأهداف النشاط التطوعي والنتائج المرجوة.

• التعامل مع المتطوع باحترام ومنحه الثقة للقيام بالمهام والمسؤوليات التطوعية المتفق عليها.
• الالتزام بالخطة الزمنية للنشاط التطوعي حرصاً على عدم ضياع وقت المتطوع.
• التأهيل والتدريب على أداء النشاط التطوعي المطلوب.
• توفير الموارد اللازمة لإنجاز العمل التطوعي
• توفير الدعم الإشرافي اللازم للمتطوع واطلاعه على الإجراءات المتعلقة برفع المقترحات / الملاحظات.
• المحافظة على سرية البيانات الشخصية للمتطوع.
• المحافظة على أمن وصحة وسلامة المتطوع في موقع التطوع. 
• شهادة تطوع معتمدة من المدينة.
• خصم 5 % على دورات لغة الإشارة
• خصم 5% على منتجات مركز مسارات للتطوير والتمكين لمدة عام.
• الحق في استعارة الكتب من مكتبة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.

باختصار عن العمل التطوعي

• يشير العمل التطوعي إلى درجة مسؤولية الشخص تجاه إنسانيته.
• يقيس العمل التطوعي درجة أخلاق الشخص فمن نبل الأخلاق أن يساعد الإنسان دون مقابل.
• يقاس وعي الشخص بدرجة استعداده لعمل أشياء عظيمة.
• العمل التطوعي فرصة واضحة لتطوير المستقبل.
• العمل التطوعي يعني أننا نتعاون ونتشارك ونعطي ونثق ونتبرع.

المراجع :

• الدليل الإجرائي للتطوع في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية / صادر عام 2019
• موقع ويكيبيديا
• موقع موضوع الإلكتروني

https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%A7_%D9%87%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%B9%D9%8A