إعداد: أرجوان حسين السالمي
أصبح استخدام الحاسب الآلي في العملية التعليمية مهماً جداً سواء أكان مع الأشخاص من غير ذوي الإعاقة أو أقرانهم من ذوي الإعاقة، فاستخدام الحاسب في تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة مهم جداً لأن تعليمهم يحتاج أسلوباً مشوقاً وجذاباً وهو ما نستطيع أن نفعله عن طريق الحاسب الذي يقدم العملية التعليمية عبر طرق مختلفة وهذا ما يحتاجه معلم التربية الخاصة في العملية التعليمية للطلبة ذوي الإعاقة.
وتتمثل أهم مزايا استخدام الحاسب الآلي ضمن مجال التربية الخاصة في الطبيعة الفردية للتعليم عبر الحاسوب. وكما هو معروف، التعليم الفردي يشكّل أهم أساس تقوم عليه التربية الخاصة.
ولأن من المتوقع أن يلعب معلم التربية الخاصة أدواراً مهنية متعددة، فقد لا يجد الوقت الكافي لتفريد التعليم، لذا، فإن الأدوات التي توفر له إمكانية الدعم لتنفيذ التدريس الفردي تشكّل مصدر نجاح كبير، والحاسب هو أحد أكثر تلك الأدوات فاعلية في تحقيق ذلك.
من فوائد استخدام التعليم الإلكتروني مع الأشخاص ذوي الإعاقة دعم التواصل الاجتماعي عن طريق الحاسب الآلي والكم الهائل من المعلومات المقدمة لهم.
أيضاً الحاسب الآلي يمكننا من توفير طريقة جذابة وسريعة ومتحركة قادرة على جذب انتباه الأطفال ذوي الإعاقة، كما انه أداة تقنية تلائم معظم الأشخاص ذوي الإعاقة حيث يضمن لهم التعلم المستمر طوال الحياة.
ومن التطبيقات المهمة للحاسوب في مجال التربية الخاصة معالجة المعلومات، التعلم التفاعلي، التخطيط للتدريس، تفريد التعليم بما يلائم قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، إمكانية تطبيق بعض المقاييس في التربية الخاصة، التواصل، تدريب كوادر التربية الخاصة، الأدوات الاصطناعية المساندة، إدارة التربية الخاصة، والترويح والتسلية.
من جانب آخر، ساهم تدريب الطلبة ذوي الإعاقة على وسائل تكنولوجيا التعليم المختلفة، كأجهزة الحاسوب أو الأجهزة اللوحية وغيرها، في تحقيق الكثير من الإيجابيات، نفسياً وأكاديمياً واجتماعياً واقتصادياً.
حيث ذكرت دراسات عدة أن استخدام الوسائل التعليمية كالحاسب الآلي مثلاً له دور كبير في خفض التوتر. حيث تتوفر فيها كثير من البرامج المسلية والألعاب الجميلة التي تدخل البهجة والسرور إلى نفوس الأشخاص ذوي الاعاقة، وبالتالي تخفف كثيرًا من حدة التوتر والقلق النفسي لديهم، وبذلك يستخدم العديد من المعلمين هذه الوسيلة كمعزز إيجابي في تعديل السلوك.
أيضاً هناك إمكانية تدريب مختلف فئات الأشخاص ذوي الإعاقة على ما يلائم قدراتهم مثل الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية حيث توجد برامج خاصة بسهولة الوصول تقوم بتحويل كل ما على الجهاز إلى أصوات منطوقة كي يسهل التعامل معها.
لكن من جانب آخر، يلاحظ نقص البرامج الملائمة لخصائص الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية؛ لذا، لابد من وجود برامج تساعد هذه الفئة، ولابد من زيادة التوسع في إيجاد برامج تدريبية تمكنهم من استخدامها بطريقة سهلة وميسرة بهدف تحفيز ملكات التفكير لديهم والارتقاء بقدراتهم إلى مستوى أعلى.
ختاماً، ظهرت الحاجة الماسة لتطوير برامج الحاسب الآلي بما يناسب مختلف فئات التربية الخاصة خلال جائحة كورونا حيث تم التحول الكلي إلى التعلم عن بعد باستخدام أجهزة الحاسب الآلي لضمان استمرارية التعليم لكافة الطلبة على كل المستويات وذلك يشمل الطلبة ذوي الإعاقة حيث ظهر نقص واضح في البرامج المعدة لهم مسبقاً.
أرجوان حسين السالمي
طالبة في قسم الدراسات العليا بجامعة الطائف – قسم التربية الخاصة.
حاصلة على بكالوريوس تربية خاصة – مسار إعاقة فكرية