رائعة تلك الجهود المخلصة التي تتوجه للاهتمام بالأشخاص المعاقين وتشجيعهم وحثهم على بذل الجهد والكشف عن إمكاناتهم وقدراتهم وتقديرها وتقويمها بشكل يدفع بهذه الفئة للإنتاج والمشاركة الإيجابية في البناء ثم الوصول بهؤلاء إلى الثقة بإمكاناتهم وذواتهم حتى يكونوا أعضاء صالحين ومنتجين في المجتمع، ورائعة تلك الجهود من غير شك وبخاصة التوجه لتقويم إبداعات الأشخاص المعاقين ومساعدتهم لمعرفة أنفسهم ووضع قدراتهم الذاتية أمامهم من أجل تطويرها والارتقاء بها وتوظيفها بصورة صحيحة في الحياة.
ولعل الوصول إلى أهمية تنظيم مسابقة وجائزة لهذا الغرض هو عمل نبيل بكل ما تحمله الكلمة من معان سامية فوق ما لهذا من أهمية ودور إنساني متميز يعمق من النظرة إلى المجتمع وعناصره كافة، والأشخاص المعاقون جزء مهم من هذا المجتمع وهم بحاجة متتابعة لوضع الخطط والبرامج التي يحرص فيها مخططوها ومنفذوها على الأخذ بأفراد هذه الفئة إلى بر الأمان، حيث الإحساس بقيمة الحياة والتشبث بالأمل والإيمان بالقدرة الذاتية والصمود في وجه أية عراقيل والدعوة الصادقة لأن يتبوأ كل مكانه في سلم البناء الاجتماعي.
هذه هي قيمة مثل هذا العمل الإنساني والمجتمعي الواعي والشامل فهو يجسد النظرة الواعية المثقفة بشكل العمل الحقيقي والدور الفاعل الذي يتحتم أداؤه في واقع السرعة الحضارية المعاصرة وهذا في حقيقة الأمر يضع كثيراً من الجهات أمام مسؤولياتها بهذا الصدد حتى يحس المعاق بأنه مدعو إلى الحقيقة والواقع لأداء دور ما.
إن مثل هذا الأمر يفتح أمامنا ملفاً مهماً هو ملف الإعلام الخاص بالأشخاص المعاقين والقضية مطروحة دوماً سواء في لقاءات حوارية أو ندوات أو مؤتمرات، وفي مجملها تطرح بعض جوانب مهمة تؤكد في الإجمال على أهمية تفاعلية دور الإعلام في مجال خدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة وتهيئة المناخ التربوي والعلمي والإبداعي والنفسي والاجتماعي المناسب لهم وهذا ما يفتح المجال لحديث متشعب الأركان والموضوعات، ذلك أن مسؤولية مثل هذا النمو الشمولي للإعلام لا يمكن أن يتحقق حتى تتبنى جهات مجتمعية متعددة ذلك الدور لأن لكل من تلك الجهات جانباً مهماً من جوانب ذلك المستهدف الرئيسي من هذا الدور.
العالم في كثير من دوله المتحضرة يعطي هذا الجانب الكثير من الاهتمام وتتفاعل الأدوار الفكرية والتربوية والثقافية مع الأدوار الإعلامية في كل متكامل من أجل برمجة أطر متكاملة تخدم فئة الأشخاص من ذوي الإعاقة خدمة ترتكز على أسس من العلم والموضوعية والوعي بالمتطلبات وكيفية توظيفها وإدراك المستهدف وكنه الدور الذي يهيء للوصول إليه.