بقلم : محمد فوزي يوسف
مشروع التدخل المبكر من مشاريع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية المهمة والملهمة. بدأ في شهر يناير 1992 من خلال عقد ندوة ريادية متخصصة للأطباء يومي 4و5 يناير هدفت إلى تجميع الآراء وبناء قاعدة علاقات في المجتمع بالإضافة إلى ترسيخ أهمية وفاعلية برامج الكشف المبكر عن مظاهر الإعاقة والعمل على التقليل من مخاطرها وتحولها إلى مظاهر العجز.
وفي العام ذاته، تحديداً في شهر أكتوبر تم توقيع اتفاقية تعاون فني بين مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومنظمة اليونيسيف للطفولة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبعد عام من الاتفاقية ظهر إلى حيز الوجود مبنى مركز التدخل المبكر بمساحة بناء قدرها 2000 م2 ليبدأ العمل الفعلي في المركز وتقديم الخدمات اعتباراً من شهر أكتوبر 1993، والسعي إلى تحقيق الهدف الإستراتيجي عبر تقديم خدمات وبرامج التدخل المبكر بصورة نموذجية للأطفال ذوي الإعاقة أو الأطفال ذوي التأخر النمائي أو من هم تحت خطر الإعاقة والتأخر في النمو/ التطور منذ الولادة أو لحظة اكتشاف الحالة وحتى عمر 5 سنوات، من خلال مركز متطور ومجهز بأحدث وأفضل المعدات يضم نخبة من الكفاءات المتميزة، ويطبق أحدث وأفضل الممارسات العالمية والاستراتيجيات الحديثة في المجال.
شاءت الأقدار أن يكون التحاقي كمتخصص في العلاج الطبيعي في مركز التدخل المبكر بالشارقة متزامناً مع انطلاقة العمل فيه، حيث كانت البداية في منتصف عام 1994، وكان لي شرف حضور حفل الافتتاح الرسمي للمركز المصادف يوم السبت 26/11/1994 والذي أُعلن من خلاله رسمياً عن افتتاح أول مركز من نوعه في المنطقة بغية تقديم خدمات نوعية للأطفال دون عمر الخمس سنوات.
تم الافتتاح الرسمي من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة وصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية، بهدف توجيه الاهتمام إلى مرحلة الطفولة المبكرة وترجمة مفهوم التدخل المبكر إلى عملية ثنائية تتضمن: الوقاية من الإعاقة من جهة وبذل الجهود للحيلولة دون تطور حالة الضعف إلى إعاقة أو حالة الإعاقة إلى عجز.
لم تكن بدايات العمل في المركز سهلة حيث واجهت تحديات كثيرة ضمن المجتمع المحلي لإمارة الشارقة إذ كانت تجربة المركز جديدة كلياً لكنها طموحة ذات رؤية ثاقبة طويلة الأمد، لقد كانت تجربة فريدة من نوعها وكان العالم في بداية تقديم هذا النوع من الخدمات.
عدم التقبل والنكران من قبل الأسر الملتحقة بخدمات المركز أو المرشحة لخدماته كانا سيدا الموقف بالإضافة إلى عدم المشاركة الفاعلة من طرف الأُسر في مسألة تقديم الخدمات بسبب عدد كبير من المعتقدات والصور الذهنية الخاطئة لديهم آنذاك، كما كان المجتمع المحيط بالأطفال غير متقبل، أو بتعبير آخر، يفضل عزل فئة الأطفال كفئة ضعيفة بحاجة دائمة إلى المساعدة والعطف، وما زالت تتردد في مخيلتي صور لأُسرٍ كانت تُحضر أطفالها لتلقي خدمات العلاج الطبيعي وترحل ثم تعود فقط لاصطحاب الأطفال بعد انتهاء الجلسات، أو مرافقة أطفالهم الآخرين للّعب خارج المبنى والاستمتاع بما يوفره من ألعاب مميزة وبيئة آمنة للأطفال، بالإضافة إلى صور أخرى لأُسر ترفض أن تأتي حافلة المركز إلى أمام منزلها بحجة الخجل الاجتماعي من المحيطين، وصور متعددة لرفض أُسرٍ الاعتراف بوجود حالة من الإعاقة أو التأخر لدى أطفالها.
ومن الصور الفريدة التي تخالج ذاكرتي اعتقاد بعض الأُسر أن المركز هو مركز رعاية ومبيت للأطفال من ذوي الإعاقة “مركز إيواء” وأن المركز هو الملاذ ـ إن جاز التعبير ـ للتخلص من الطفل ووضعه فيه، ولكن الحمد لله هذه الصور كانت قليلة ولم تتكرر كثيراً نظراً للجهد الكبير الذي قامت به مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومركز التدخل المبكر على مر السنوات لتغيير عدد من الصور النمطية والتوجهات سواءً من قبل الأفراد أو المؤسسات وإرساء التوجه العام للجميع بما يخدم مصلحة الأطفال.
في المقابل كانت هناك صور مشرقة لاهتمام كبير من قبل الأُسر وحرص المركز والعاملين فيه على تعزيز توجه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ورؤيتها الثاقبة للاحتواء والمناصرة والتمكين بهدف تغيير الاتجاهات والتوجهات السلبية سواءً على صعيد الأُسر أو على صعيد المجتمع بشكل عام.
استمر عملي في المركز وتدرجت فيه وأنا أشاهد على مر الأعوام مركزنا متمثلاً بالعاملين فيه يحرص على تقديم نموذج فريد ومتطور من الخدمات وفق أحدث وأفضل الممارسات العالمية مستقطباً هذه الممارسات بشتى الطرق بغرض تحقيق الفلسفة العامة والأهداف الرئيسية التي أنشئ لأجلها وتتلخص في:
- تنفيذ البرامج الوقائية للحد من الإعاقة في المجتمع المحلي، من خلال حملات التوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة، النشرات التثقيفية، وشبكة معلومات ودعم محلية.
- الكشف المبكر عن حالات الإعاقة أو عن الحالات التي يتوقع لها أن تتطور إلى إعاقة بإجراء الفحوصات الطبية السريعة على نطاق واسع وإنشاء وحدة قياس متطورة تحتوي على الاختبارات النمائية والمقاييس التطورية المناسبة للبيئة المحلية.
- تقديم التدخل العلاجي والتدريبي والتربوي والنفسي المباشر للأطفال ذوي الإعاقة والمتأخرين نمائياً أو ممن هم عرضة للتأخر في النمو لأسباب بيولوجية أو بيئية تبعاً لاستراتيجية شمولية تشاركية التخصصات تشمل التربية الخاصة المبكرة، الإرشاد الأسري والتدريب المنزلي، علم النفس، الخدمة الاجتماعية، العلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، وعلاج النطق واللغة.
- إعداد وتنفيذ الدورات التدريبية للكوادر المحلية والخليجية على صعيد العمل مع الأطفال الصغار في السن من خلال ورش عمل ودورات منظمة يشارك فيها مهنيون ذوو خبرة واسعة.
- تدريب والديّ الطفل ذي الإعاقة وتوجيههما إلى السبل الصحيحة للتعامل مع طفلهما وتقديم الخدمات الإرشادية لهما لمساعدتهما في التغلب على الضغوط الناجمة عن الإعاقة وفقاً لاستراتيجيات متكاملة تشمل توفير الإرشاد الفردي والجمعي والنشرات التثقيفية والأدوات التدريبية والزيارات المنزلية.
- إقامة مركز معلومات ومكتبة علمية متخصصة في مجال الوقاية من الإعاقة والتدخل المبكر من خلال توفير الدوريات والمراجع العلمية، وإجراء الدراسات الميدانية، وتطوير المناهج، وتبادل المعلومات مع المراكز ذات العلاقة.
- خدمة المجتمع المحلي بوجه عام والأسر ورياض الأطفال والمدارس ومراكز تنمية الطفولة بوجه خاص عبر تقديم الخدمات الاستشارية والمحاضرات وورشات العمل وفتح قنوات التواصل مع المهنيين ذوي العلاقة.
وتجسيداً لسعي المركز في اتباع أفضل وأحدث الممارسات العالمية ضمن المجال، تبنى بشكل رئيسي نمط البرامج المركبة (Combined Program) في خدماته لما لها من مواءمة فريدة بين نموذجين رئيسيين لتقديم الخدمات في مرحلة الطفولة المبكرة ضمن البيئة الطبيعية والمركز كما يلي:
البرامج المستندة إلى البيئة الطبيعية (الخدمات المرتكزة على المنزل (Home-based Program) ) أو الخدمات في البيئة الطبيعية الأخرى (Services in Natural Environments) مثل: (الحضانة، مركز رعاية، منطقة ألعاب، ……)]، بحيث تكون موجهة بشكل رئيسي للفئة العمرية من الولادة إلى 3 سنوات، وتكون الخدمة وجهاً لوجه في منزل الطفل أو في البيئات الطبيعية الأخرى.
الخدمات المرتكزة على المركز (Center Based Program) ويتم تقديمها داخل المركز كما يلي:
- زيارة المركز، الجلسات الفردية (Center Individual Visit) وجهاً لوجه (المُختص | المعلم مع الطفل و/ أو والديه | أحد الوالدين) تتم في موقع المركز، وتُقدم الخدمة من قبل اختصاصي التدخل المُبكر والمُؤهلين لتطوير المهارات النمائية و/ أو تحقيق أهداف ومُخرجات الخطة الفردية.
- زيارة المركز الجماعية مجموعة الأطفال (Child Group Visit): يتم تصميمها لتوفير الفرص التطورية للأطفال، وهدفها تحفيز تطور الأطفال وتقديم الفرص لهم ليجتمعوا معاً في مواقع عادة ما يمضون فيها وقتاً، وتدعم مجموعة الطفل فكرة أن خدمات التدخل المبكر أكثر فاعلية حين تُقدم خلال الروتين الأُسري والأنشطة الأُسرية اليومية، وهناك نوعان من مجموعات الطفل:
- المجموعة المُجتمعية (Community Group): مجموعة من اثنين أو أكثر من الأطفال الذين يُشاركون في خدمات التدخل وغيرهم من الأقران كجزء من عملية الملاحظة والقياس الخاصة بالأطفال (برامج التعليم الدامج الجزئي والعكسي).
- مجموعة التدخل المبكر فقط (Early Intervention–Only Group): وهي مجموعة من اثنين أو أكثر من الأطفال المُؤهلين لخدمات التدخل المُبكر مع أُسرهم. ويمكن أن تشكل هذه المجموعات لغايات الملاحظة والتشابه في الاحتياجات وتقارب القدرات.
تقديم خدمات التعليم والتدريب للأطفال من عمر 3 – 5 سنوات حيث تكون هذه الخدمات داخل المركز ويكون الهدف الرئيسي تجهيز الأطفال للانتقال إلى البيئات الدامجة، أو الانتقال إلى برامج التربية الخاصة الأخرى.
وكذلك يتم التركيز في خدماتنا على الأُسرة بحيث تكون الأُسرة والطفل محوراً للخدمات ومحركاً أساسياً لعجلتها، وقد يتم الاتفاق على تقديم الخدمات على شكل حقائب أو برامج تدريبية تستهدف:
- مجموعة الوالدين: اجتماع مُباشر لمجموعة مُؤهلة من أولياء أمور الأطفال (آباء، أمهات، مقدمو رعاية) مع اختصاصي تدخل مُبكر مُؤهل لهذه الغاية من الدعم والتوجيه بغية تبادل الخبرات، ويتم تقديمها خلال فترة الجدول الزمني الاعتيادي، وقد يتم تقديم الوقت المُحدد (جلسة أو أكثر) كمجموعات والدية، أو كجلسات تبادل خبرات، ويمكن ان تتم أنشطة هذه المجموعة من خلال مجالس الأمهات، الآباء.
- مجموعة الأبناء، مجموعة من الأقارب أو الإخوة ممن لا تزيد أعمارهم عن 12 عاماً، ويمكن أن تتم أنشطة هذه المجموعة من خلال مجلس الإخوة.
- الزيارة التدريبية المُشتركة (Co‐training visit): إما أن تكون هذه الزيارة منزلية أو مركزية فردية مع اثنين أو أكثر من اختصاصيي التدخل المبكر، وغالباً ما تكون بهدف الاستشارة والتنسيق حول التخطيط للخدمات المساندة وتنفيذها، بحيث يشكل الفريق دعماً مستمراً لمقدم الخدمة الرئيسي، حيث بات المركز في الآونة الأخيرة يتبنى نمطاً حديثاً لأنماط فريق العمل وهو الفريق العابر للتخصصات – نموذج مقدم الخدمة الرئيسي.
ويسعى الجميع في المركز لتحديد عدد من الأهداف السنوية يعملون على تحقيقها يداً بيد مع الشركاء من المجتمع وبالتعاون مع الأُسر – حيث نعتبر الطفل وأُسرته هما الموجه للخدمات ومركز الاهتمام والقيادة – والتي تتركز على المفاهيم الرئيسية التالية:
- الكشف المبكر عن حالات الإعاقة، الأطفال المعرضين لخطر الإعاقة وذوي التأخر النمائي.
- دعم ومساندة وتعزيز الكفاءة والثقة للأُسرة ومقدمي الرعاية لتقديم الفائدة المرجوة لتطوير قدرات الأطفال وتمكين الأُسر من تبني أنماط تنشئة بناءة مع أطفالهم.
- التدخل التربوي والنفسي والعلاجي الملائم نمائياً للأطفال ذوي الإعاقة والمعرضين للخطر والمتأخرين نمائياً ومساعدتهم على الانخراط في المجتمع والتكيف.
- تحسين وزيادة فرص التحاق الأطفال ذوي الإعاقة ببرامج التعليم الدامج ومدارس التعليم العام (البيئات الطبيعية والأقل تقييداً).
- العمل على نشر ثقافة التدخل المبكر وفق أفضل وأحدث الممارسات العالمية.
وعاماً بعد آخر يقدم المركز هذه الخدمات لتطال شريحة كبيرة ومهمة من المجتمع. وحتى نهاية العام 2020-2021 قدم المركز خدماته لأكثر من 3447 مستفيداً، وهذا الرقم يتغير كل يوم.
شملت الخدمات الأُسر والأطفال من مواطني ومقيمي إمارات الدولة وتخطتها إلى بعض الدول المجاورة كالبحرين وعمان، ومما هو جدير بالذكر أن هذه الخدمات قد شملت عدداً كبيراً من الجنسيات نظراً لطبيعة التركيبة السكانية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ونظراً لاهتمام المركز والمدينة بترسيخ مبادئ التنوع الثقافي وسياسة عدم التمييز، وصلت خدمات المركز إلى أكثر من 50 جنسية مختلفة من دول العالم، خدم المركز هذه الجنسيات المتنوعة والمجتمع المحيط بها بكل شفافية واقتدار، وأهم ما يميز المركز أنه يقدم خدماته للأشخاص من مختلف الإعاقات والجنسيات والديانات.
وعند مراجعة آخر الإحصائيات للمركز حتى نهاية شهر مايو 2021 نجد أن النسبة الأكبر من المستفيدين تعود لقاطني إمارة الشارقة تليها إمارات عجمان ودبي فأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة، وأيضاً عمان.
بلغت نسبة الذكور المستفيدين من خدمات المركز 65% في حين بلغت نسبة المواطنين المستفيدين من الخدمات 44% و56% للمقيمين على أرض الدولة.
نلاحظ على مر الأعوام أن معدل الأطفال السنوي من المستفيدين بلغ 260 طفلاً وطفلة، ومن المجالات التي أولى المركز الاهتمام بها إعداد وتنفيذ برامج التوعية والتدريب لكافة أفراد المجتمع حيث قدم حتى نهاية العام 2020 ما مجموعه 35 ورشة متخصصة استفاد منها أكثر من 930 مشاركاً من 14 دولة عربية، ومن قصص النجاح الكثيرة التي يفخر بها المركز أنه نجح بدمج أكثر من 177 طفلاً وطفلة وسجلت على أنها تجارب ناجحة بالدمج للأطفال من ذوي الإعاقة.
واستمراراً لعملية التطوير وإيصال الخدمات لمحتاجيها في أسرع وقت ممكن بدأ المركز برنامج المسح والكشف المبكر منذ العام 2006 حيث كان من السباقين لهذه المبادرة على مستوى الدولة، لقد كانت البداية في المدارس والروضات وكنت من المشاركين في البرنامج منذ بداياته حيث استفاد من هذه الحملات أكثر من 4700 طالب وطالبة وفي العام 2015 تم توسيع خدمات المسح لتشمل الأطفال الرضع من عمر شهرين حتى عمر الـ 4 سنوات ونصف ليبلغ إجمالي عدد المستفيدين من برنامج المسح أكثر من 7200 طفل وطفلة وبذلك بدأت تتشكل صور أفضل لنظام تدخل مبكر حديث يسهم في الحد من أسباب الإعاقة ويزيد من فرص تقليل فجوات التطور النمائي لدى الأطفال وساعد في إنجاح برامج الدمج منذ بداياتها.
كذلك فقد سعى المركز منذ نشأته كي يكون مصدراً للمعلومات سواءً للأُسر أو الموظفين أو الباحثين عن المعرفة ولتحقيق هذه الغاية فإن المركز يضم مكتبة متخصصة فيها أكثر من 1330 عنواناً يتم تزويدها دورياً بأحدث الإصدارات والكتب في المجال.
الناظر إلى المركز في هذه الأيام يجده وقد اجتاز شوطاً طويلاً في مجال تمكين الأُسر وتفعيل دورهم كأُسر متماسكة تسهم في تقديم الخدمات للطفل وأحدث تغييرات جوهرية في التوجهات العامة وبات يحرص على شراكة استراتيجية مع الأُسر حيث ينظم بشكل سنوي برنامجاً احترافياً لتمكين الأُسر (برنامج ننهل التدريبي) والذي يتألف من ثلاث مراحل رئيسية هي:
(مرحلة التمكين النظري والمعلوماتي، مرحلة التطبيق العملي، وأخيراً مرحلة نقل الخبرة). ولديه العديد من البرامج التدريبية للأُسر وفق أحدث التوجهات العالمية والممارسات العلمية والعملية الفضلى المستندة على الأدلة والبراهين والعديد من المبادرات التي يؤكد من خلالها مدى الاهتمام بالطفولة مثل برامج الحماية وبرنامج أشبال المناصرة الذاتية.
ولم يغفل المركز مسألة الدعم النفسي والتعاطف مع الأُسر من خلال مبادرات مثل مبادرة “فرحة” التي تستهدف أُسر الأطفال ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة وفق أربعة محاور رئيسية هي (فريدة، راحة، حب، تفاؤل) كما بات المركز حريصاً على التفاعل المجتمعي وإيصال الخدمات إلى محتاجيها في أماكن سكناهم أو إقامتهم من خلال عدد من المبادرات النوعية مثل مبادرة مسح الضواحي ومبادرة “وياكم”، كل هذا جعل المركز الملاذ الآمن والاختيار الأول للأُسرة.
هذه الأمور انعكست بشكلٍ مباشر على الأطفال حيث تعتمد أسس تقديم الخدمات على استخدام نظام القياس والتقييم والبرمجة للأطفال دون عمر السادسة وبمواءمة فريدة مع عددٍ من البرامج والمناهج الأخرى ووسائل وأدوات التقييم والتشخيص المتطورة والحديثة التي يتم تحديثها وتجديدها بشكل دائم بما يتلاءم مع النهج العام في المركز والمدينة.
يعمل المركز حالياً ضمن آلية ممنهجة قائمة على معايير تشغيلية مستقاة من أحدث وأفضل الممارسات العالمية في المجال قائمة على الأدلة والبراهين ومستندة إلى خبرات ومعايير عالمية متميزة، ويقوم على تنفيذ العمل فريق يعمل بنظام “الفريق العابر للتخصصات /نموذج مقدم الخدمات الرئيسي” أو المتعارف عليه داخلياً في المركز بـ صديق الأُسرة حيث يحصل الطفل على الخدمات بشكل استثنائي يجمع بين كافة أشكال الدعم والخدمات (علاج طبيعي ووظيفي، نطق ولغة، فحوصات سمعية وبصرية، خدمات اجتماعية ونفسية، علاج بالموسيقى، خدمات تربوية فردية وخدمات الإرشاد الأُسري والتدريب المنزلي) وفق خطط فردية متنوعة تعكس مدى الحاجة إلى تغذية الأولويات والتفضيلات الخاصة بالأُسرة والطفل وتدعم الاحتياجات والقدرات الخاصة بالطفل وأُسرته والاستفادة من كافة المصادر المجتمعية المتاحة ومنابع القوة وتعزيز القدرات والمهارات والإمكانيات، وتدعم الخدمات ضمن البيئة الطبيعية وتعزز فرص التعلم الفطرية.
يتبادل أعضاء الفريق الواحد كافة المهارات والخبرات مع الأُسرة ومزود الخدمات ليكونوا معاً في اتجاه واحد لتحقيق الأهداف الموحدة المرجوة وكل ذلك جاء من خلال منظومة العمل المتكاملة وفق المعايير التشغيلية “السياسات والإجراءات” التي يلتزم بها العاملون في المركز ويحرصون على تطويرها وتحديثها بشكل دوري، كما أن فريق العمل دائم التطور والتطوير يتبادل أعضاؤه الخبرات فيما بينهم ومع الجهات الخارجية والداخلية.
ختاماً، ثمة العديد من الإنجازات التي حققها المركز خلال السنوات الماضية حيث تم تكريمه وحصوله على عدد من الجوائز المحلية والعربية وبات من المراكز ذات السمعة الطيبة والمعروف بتميز خدماته وجودتها ومعاصرتها، والتي تشكل مصدراً للمعرفة ونقل الخبرة والمشورة ومنارة للباحثين عن المعرفة وطلبة العلم في المجال، نحتفل كل يوم بإنجازات جديدة تتنامى معها قدرات أطفالنا الملتحقين بالخدمات، تتعالى من خلالها صيحات الأُسر فرحاً بإنجازات أطفالهم وما زال العطاء والإنجاز مستمراً.
- الشارقة، الإمارات العربية المتحدة
- هاتف : 00971 6 5535364 Fax: 00971 6 5665665
- هاتف متحرك : 00971 50 9763650
- البريد الإلكتروني : [email protected]
- تويتر : @mohammadfawzi
- صفحة الفيس بوك : facebook.com/pages/Mohammad-Fawzi-Yousef/132496393462718
- حساب الفيس بوك : Mohammad Fawzi Yousef
- انستغرام: mohammadfawzi1
- أنهى دراسة العلاج الطبيعي عام 1992 في الأردن وكان الأول على مستوى المملكة في مجال التخصص في ذاك العام، عمل بعدها مع الأطفال من ذوي الإعاقة ، ثم التحق بفريق عمل مركز التدخل المبكر بالشارقة كمتخصص في العلاج الطبيعي في العام 1994 ثم تسلم مسؤولية قسم العلاج الطبيعي والوظيفي التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنة 1999 ثم مديراً لإدارة لعلاج الطبيعي والوظيفي في العام2008 أما في العام 2010 فإلى جانب مهامه في العلاج الطبيعي استلم مديراً ادارياً بالإنابة لمركز التدخل المبكر وحالياً هو مدير مركز التدخل المبكر الشارقة التابع للمدينة منذ عام 2014.
- أكمل مشواره التعليمي بحصوله على شهادة متخصصة في مجال التدخل المبكر من جامعة جورج تاون في واشنطن – الولايات المتحدة ودبلوم مهني في التربية الخاصة في العام 2015.
- التحق بعدد كبير من الدورات وورش العمل المتخصصة في مجال العلاج الطبيعي للأطفال والطرق العلاجية ومجالات التعامل مع الآخرين والادارة والبرمجة العصبية اللغوية والتدخل المبكر والتربية.
- عضو في عدد من الجمعيات المتخصصة في الأردن والإمارات، ومجموعات الدعم للمعاقين مثل جمعية الامارات لمتلازمة داون وجمعية الإمارات الطبية، جمعية العلاج الطبيعي الأردنية والجمعية العالمية للتدخل المبكر، مجلس الأطفال الاستثنائيين.
- له عدة كتابات متخصصة ونشرات تثقيفية منها ما نشر في مجلة المنال ومجلة عالمي ومجلة الصحة والطب ومجلة منار الاسلام وله كذلك عدة مؤلفات منشورة في مجال التخصص:
- كتاب متلازمة داون: حقائق وإرشاد
- كتيب أهمية العلاج الطبيعي في مجال التربية الخاصة
- كتاب متلازمة الشلل الدماغي
- سلسلة الإرشادات المنزلية لتنمية المهارات الحركية / وهي سلسلة مصورة مكونة من 5 أجزاء.
- حاصل على عدة جوائز محلية ودولية (جائزة الموظف المتميز للعام 2007 في حكومة الشارقة وجائزة أحسن كتاب مؤلف للعام 2008 من جامعة فيلادلفيا الاردن عن كتاب متلازمة الشلل الدماغي وحاصل على جائزة الاميرة هيا للتربية الخاصة / أخصائي العلاج الطبيعي المتميز 2010، وحصل على جائزة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الانسانية 2010).