إعداد : أ.بسمه الثبيتي
تعتبر الاضطرابات الخاصة بعملية الانتباه أكثر الاضطرابات شيوعاً لدى الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية ونسعى في هذه المقالة إلى التعريف باضطرابات الانتباه وكيفية التشخيص والعلاج.
يعتبر اضطراب نقص الانتباه من أبرز المشكلات النفسية والسلوكية المصاحبة للأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية، وتحتاج عملية تقييم وتشخيص اضطراب نقص الانتباه إلى أدوات متعددة، كما تختلف هذه الاضطرابات من طفل إلى آخر إذ أنها تعتمد على مجموعة عوامل منها شخصية الطفل وشدة ودرجة نوع الإصابة حيث أن ثلث الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية لديهم تحديات معرفية كبيرة بالإضافة إلى مشاكل في العمليات المعرفية التي تتمثل في الانتباه والإدراك واللغة والذاكرة وصعوبات في الانتباه البصري الانتقائي للأشكال والألوان.
ونود الإشارة هنا إلى أن تقييم الوظائف المعرفية لدى الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية من أكثر الصعوبات التي باتت تواجه الاختصاصيين في المجال نظراً لتشخيصها في عمر متأخر الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم صعوبات اكتساب المعارف المدرسية خاصة في ظل غياب أدوات التشخيص والقياس المكيفة لهذه الفئة.
ومن جانب اَخر، تشير القوانين والتشريعات والمبادئ الأخلاقية المتعلقة بالتقييم والتشخيص إلى أهمية أن تتمتع تلك الأدوات بالصدق والثبات وضرورة أن تكون مناسبة لغرض القياس والتقييم إدراكاً لأهمية التقييم الصحيح لاضطراب تشتت الانتباه لدى الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية.
قامت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بوضع إرشادات لتقييم وتشخيص حالات اضطراب تشتت الانتباه حيث أكدت على وجوب توظيف معايير اضطراب تشتت الانتباه الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات الذهنية عند التعرف على الأطفال ذوي الاضطراب وتشخيصهم.
فعملية التشخيص ليست بالعملية السهلة إذ بناءً عليها سيحدد الطفل من ذوي الإعاقة الذهنية وتشخيصه وهل يعاني من اضطراب تشتت الانتباه أم لا، لذا فإن هذه العملية مهمة ودقيقة ولا بد من التأكد من الأدوات المستخدمة في التقييم والتشخيص.
وقد ذكر فكري (2015) ست خطوات أساسية لتشخيص تلك الاضطرابات:
الخطوة الأولى: المقابلة الشخصية مع الوالدين وتتضمن تلك الخطوة عرض المشكلات والتاريخ المتعلق بالنمو والتاريخ الأسري.
الخطوة الثانية: إجراء مقابلة مع الطفل ذي الإعاقة الذهنية للتعرف على سلوكه في المنزل والمدرسة وبالتالي التعرف على أدائه الوظيفي والاجتماعي
الخطوة الثالثة: تطبيق مجموعة من المقاييس التي تقدر ذلك السلوك في المنزل والمدرسة وكذلك أدائه الوظيفي والاجتماعي
الخطوة الرابعة: الحصول على البيانات من المدرسة والتي تتضمن طبيعة سلوك الطفل ذي الإعاقة الذهنية في المدرسة ودرجات الاختبارات التحصيلية وغيرها من المعلومات الهامة.
الخطوة الخامسة: العمل على إجراء مجموعة من الاختبارات النفسية والعقلية مثل اختبارات الذكاء بهدف قياس نسبة الذكاء واختبارات للتأكد من عدم وجود صعوبات في التعلم
الخطوة السادسة: تتضمن مجموعة من الإجراءات التي تختص بالفحوص البدنية والعصبية بواسطة الأطباء النفسيين والمتخصصين في علم النفس والصحة النفسية وأطباء الأطفال كما يقدم الوالدان معلومات مهمة تساعد في عملية التشخيص.
كما يتمم تطبيق مقياس تقدير اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه للأطفال الصورة الخامسة وهو عبارة عن مقياس تم بناؤه وتطويره وتتم تعبئته من قبل والدي الطفل بهدف التعرف على الأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة أو تشتت الانتباه بناء على المعايير التشخيصية لاضطراب فرط الحركة أو تشتت الانتباه الواردة في النسخة الخامسة من الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات الذهنية ويحتوي على نسختين واحدة للأطفال من سن 5 إلى 10 سنوات وأخرى للمراهقين من سن 11 إلى 17 سنة ومقننة في السعودية من قبل “الحسين وبخيت” عام 2017.
ومن خلال الاطلاع على دراسة ليلية (2018) سوف نتطرق لبعض المقترحات التي تمت الاستفادة منها:
- لا بد من تدريب الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية على التركيز والانتباه والتحدث كي يتمكنوا من التواصل مع الآخرين بصورة إيجابية من خلال برامج علاجية وتدريبية خاصة بهم.
- ضرورة تقديم برامج التدخل العلاجي المبكر لفئة الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية سواء كانت معرفية او لغوية او اجتماعية والاعتماد على الذات وما يلزم ذلك من خدمات تدريبية وإرشادية وتربوية وعلاجية وغيرها.
- تزويد المؤسسات التربوية والمراكز العلاجية التي تتعامل مع الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية ببرامج تدريبية وإرشادية تقوم على أساس علمي وتربوي في تدريب وتعليم هؤلاء الأطفال وتدريب العاملين مع هذه الجهات على كيفية تطبيقها وتوظيفها بطريقة بسيطة والاستفادة منها.
ختاماً
إن التشخيص بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية ليس بالعملية السهلة ويختلف بناءً على اختلاف الاضطرابات والصعوبات التي تواجه الطفل ذي الإعاقة الذهنية، لذا فإن هذه العملية تتطلب مزيداً من الجهد والدقة لتحقيق الهدف المنشود ورسم خطة علاجية مناسبة للطفل.
المراجع:
- فكري، متولي (2015). الإعاقة العقلية (المدخل -النظريات المفسرة -طرق الرعاية). مكتبة الرشد ناشرون.
- عبد العظيم، عبد العظيم وحامد، أسامة (2015) . اضطرابات ضعف الانتباه والإدراك التشخيص والعلاج. المجموعة العربية للتدريب والنشر.
- عبد الرازق، شيماء (2011). تصميم بيئة تعلم إلكترونية مدمجة بتكنولوجيا الواقع المعزز لتنمية الانتباه البصري لدى التلاميذ المعاقين عقلياً. دار الفكر للنشر والتوزيع.
- ليلية، غزال (2018). تقييم وتشخيص الانتباه البصري لدى الأطفال المصابين بالإعاقة الحركية الدماغية. مجلة الباحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية.