إعداد : أ.خديجة أحمد بامخرمة
فازت هذه الدراسة بجائزة خليفة التربوية فئة البحوث التربوية على مستوى الوطن العربي 2014، وتم إصدارها في كتاب من قبل جائزة خليفة التربوية.
تناولت الدراسة تسليط الضوء على بعض الأمور الهامة التي لا تلقى اهتماماً لدى الطلبة وقد يهملها الكثيرون منهم وتؤثر تأثيراً كبيراً على مجرى حياتهم.
السؤال المطروح هنا هو ” لماذا ينجح بعض الطلبة بينما يفشل آخرون؟
لماذا يوجد إنسان سعيد وآخر شقي حزيـن؟
ولماذا يوجد إنسان فرح مسرور وآخر بائس كئيب؟ ولماذا هناك إنسان خائف وقلق، وآخر مليء بالثقة والإيمـان؟
بناءً عليه فنحن نرى أن ثمة ارتباطاً وثيقاً بين إدارة الذات والثقة بالنفس، إذا ما فهم الإنسان نفسه وتمكن من إدارة ذاته و الثقة بنفسه فهو في طريق التوفيق والنجاح خلال حياته، أما الوقوع تحت وطأة الشعور بالسلبية والتردد وعدم الاطمئنان للإمكانات هو بداية الفشل، فكثير من الطاقات أهدرت وضاعت بسبب عدم إدراك أصحابها ما يتمتعون به من إمكانات أنعم الله بها عليهم لو استغلوها لاستطاعوا بها أن يفعلوا الكثير في حياتهم.
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على تنمية الإدارة الذاتية والثقة بالنفس لدى عينة من الطلبة في مؤسسات التعليم العام والعالي ( الحكومي والخاص ) في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلاقة ذلك بكل من متغيرات الجنس والجنسية والمستوى التعليمي ونوع الإنتساب للمراكز المعنية بتأهيل النشء ، وقد تألفت عينة الدراسة من ( 341 ) طالباً وطالبة، بلغ عدد الذكور ( 147 ) والإناث (194 ) تم اختيارهم بالطريقة العشوائية الطبقية من مختلف مؤسسات التعليم العام الحكومي والخاص والتعليم العالي (الجامعات ) على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة .
أهداف الدراسة
هدفت هذه الدراسة إلى :
- تحديد الوضع الراهن لمجال تنمية الإدارة الذاتية والثقة بالنفس لدى عينة من الطلبة المواطنين والمقيمين في مؤسسات التعليم العام والعالي (الحكومي والخاص ) في دولة الإمارات العربية المتحدة.
- التعرف على آثار ونتائج الإدارة الذاتية والثقة بالنفس في حياة الإنسان .
- تحديد أوجه الدعم التي تقدمها وزارة التربية والتعليم ومؤسسات التعليم العالي والمراكز التي تعنى بشؤون النشء والشباب.
- تحديد كفاية وأثر التنشئة و التدريب الذي يحصل عليه الفرد على تنمية الإدارة الذاتية والثقة بالنفس لديه .
أهمية الدراسة
تنبع أهمية هذه الدراسة من الآتي:
تعتبر هذه الدراسة من الدراسات الوصفية (المسحية) والأولى من نوعها على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة والوطن العربي حسب علم الباحثة والتي تركز على اتجاهات تنمية الإدارة الذاتية والثقة بالنفس لدى عينة من الطلبة في دولة الإمارات العربية المتحدة .
وتتوقع الباحثة أن تساهم هذه الدراسة في التعرف على الواقع الحقيقي لتنمية الإدارة الذاتية والثقة بالنفس لدى طلبة العينة والتي تعطي مجموعة من الدلائل على الاهتمام بتنمية الذات والثقة بالنفس لديهم وارتباط ذلك بالعديد من المتغيرات.
في ضوء ما سبق يتضح ما يلي:
- إن موضوع تنمية الإدارة الذاتية والثقة بالنفس عند الطلبة يكتسب أهمية خاصة لانعكاسه على ترسيخ الوعي بأهمية دور الفرد ونجاحه على المستوى الشخصي والعلمي والمهني في تطوير عجلة التنمية المجتمعية.
- تعتبر هذه الدراسة من الدراسات النادرة في موضوع تنمية الإدارة الذاتية والثقة بالنفس والتي بالتأكيد سوف تسهم في ميدان المعرفة ضمن هذا المجال.
- يتوقع أن يستفيد من هذه الدراسة الاختصاصيون والمهتمون بهذا المجال من وزارة التربية والتعليم ومؤسسات التعليم العالي.
- (الجامعات) والمؤسسات ذات العلاقة من أجل تقديم الخدمات الإرشادية والنفسية لزيادة تنمية الإدارة الذاتية لدى الطلبة وهم جيل المستقبل وبناة الغد.
- إثارة انتباه أولياء الأمور والمعلمين إلى أهمية دافعية الإنجاز والثقة بالنفس في حياة الفرد العملية والعلمية، ودورها في ميدان الحياة العامة والحياة المدرسية لبلوغ معايير الامتياز والنجاح.
- فتح المجال أمام الباحثين لدراسة سمة الثقة بالنفس كواحدة من أهم المتغيرات الانفعالية في المجالات المختلفة ولكافة الفئات العمرية، فهي إحدى المحاولات الفريدة من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة على حد علم الباحثة من حيث التعامل مع هذه السمة في المجال التربوي.
- قد تساهم هذه الدراسة في بناء برامج تدريبية وجلسات إرشادية لرفع مستوى الثقة بالنفس ودافع الإنجاز للطلبة وخاصة لمن يحتاجون مثل هذه البرامج.
- سوف تساهم هذه الدراسة وبناءً على النتائج التي سيتم التوصل إليها في صياغة اقتراحات وتوصيات تساعد على تنمية الذات والثقة بالنفس لدى الطلبة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
المنهج
ولتحقيق أهداف الدراسة تم تصميم استبانة لقياس تنمية الإدارة الذاتية والثقة بالنفس لدى أفراد العينة وقد تم التوصل إلى دلالات صدق وثبات مقبولة لأداة الدراسة.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أنه بالنسبة لبعد تنمية الإدارة الذاتية فإنه لا توجد مشكلة على هذا البعد لكن لوحظ أن ثمة إشكالية عند عينة الدراسة فيما يتعلق ببعد الثقة بالنفس على بعض الفقرات، أما بالنسبة للفروق بين الجنسين فقد أشارت النتائج أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في بعد تنمية الإدارة الذاتية بين الذكور والإناث، بينما توجد فروق ذات دلالة إحصائية في بعد الثقة بالنفس تعزى لصالح الإناث.
كما أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في بعدي تنمية الإدارة الذاتية والثقة بالنفس تعزى لمتغير الجنسية، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية في بعدي تنمية الإدارة الذاتية والثقة بالنفس تعزى لمتغير المستوى التعليمي ولصالح المرحلة الجامعية.
وبالنسبة لبعدي تنمية الإدارة الذاتية والثقة بالنفس وعلاقتهما بمتغير الانتساب للمراكز أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في بعد تنمية الإدارة الذاتية بين منتسب وغير منتسب، بينما توجد فروق ذات دلالة إحصائية في بعد الثقة بالنفس ومتغير الانتساب للمراكز تعزى لصالح غير منتسب.
كما أشارت الإجابة عن السؤال المفتوح: “ما هي مقترحاتكم وآراؤكم التي يمكن أن تفيد في تطوير الإدارة الذاتية والثقة بالنفس ؟
فقدمت العديد من الآراء والمقترحات من قبل عينة الدراسة ( دور المؤسسات التعليمية) ، (دور المسؤولين ) ،(دور الأسرة )
وأشارت نتائج الآراء إلى أن تنمية إدارة الذات والثقة بالنفس تبدأ من مراحل التربية الأولى للطفل في المنزل ومن ثم تتشارك فيها أطرف عدة منها البيئة التعليمية والأسرية والمجتمع بصفة عامة، وتعزى النتيجة إلى وعي الطلبة لهذه الجوانب المهة لنجاحهم ، لكنهم بحاجة لدعم ومساندة من قبل الأطراف المعنية كافة، وبناءً عليه يتطلب ذلك إضافة برامج صقل وتنمية الذات لدى النشء منذ الصغر في المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى توعية أولياء الأمور لما لهذه الجوانب من دور هام وهادف في تكون الشخصية الناجحة. أما بالنسبة لمراكز النشء فلا بد من التطوير والتحديث في البرامج المقدمة لتأهيل النشء فيكون لها الدور المؤثر في صقل شخصيات النشء ليصبحوا فاعلين في مجتمعاتهم وبالتالي تطور وتقدم المجتمع.
التوصيات
هناك العديد من التوصيات والمقترحات التي تم الخروج بها من نتائج هذه الدراسة ومن هذه التوصيات:
- طرح مناهج متصلة بتطوير إدارة وتقدير الذات لبناء وصقل شخصية الأفراد في المؤسسات التعليمية والمؤسسات والمراكز المعنية بتأهيل النشء، بحيث تنفذ بطريقة تسهم في زيادة الوعي بأهمية تقدير الذات وتعزيز الثقة بالنفس بالإضافة إلى مساعدة الطلبة في اختيار المجالات التي تتناسب مع ميولهم وشخصيتهم وقدراتهم ومهاراتهم والتي سيكون لها تأثير إيجابي في تنمية المجتمع.
- ضرورة اهتمام المراكز والمؤسسات المعنية بتأهيل النشء من خلال الأنشطة اللامنهجية بهدف تنمية شخصية الأفراد المنتسبين وتطوير مفهوم الذات لديهم حيث أظهرت النتائج مستوى منخفض من مفهوم الذات لدى المنتسبين.
- ضرورة الاهتمام بمفهوم الذات لدى الذكور في المؤسسات التعليمية حيث أظهرت النتائج تفوق الإناث في مفهوم الذات عن الذكور.
- ضرورة اهتمام إدارة الجامعات بالتوجيه والإرشاد الأكاديمي والاجتماعي للطلبة الجدد .
- مسؤول التخطيط والمتابعة، والمشرف العام لبرنامج العلاج بالموسيقى ، والمشرف للفريق البحثي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ، ورئيس رابطة التوعية البيئية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حتى الآن
- حاصلة على بكالوريوس من جامعة بيروت العربية ، وعلى العديد من الدبلومات المهنية والتخصصية العربية الدولية في مجالات التخطيط والجودة والتميز والتقييم والتدريب
- اختصاصي في التخطيط الاستراتيجي والاستشراف في المستقبل – LMG – جنيف ، سويسرا
- مدرب دولي معتمد من الأكاديمية البريطانية للموارد البشرية والمركز العالمي الكندي للتدريب وجامعة مانشستر وبوستن
- خبير الحوكمة والتطوير المؤسسي المتعمد من كلية الإدارة الدولية المتقدمة IMNC بهولندا
- مقيم ومحكم دولي معتمد من المؤسسة الأوربية للجودة EFQM، عضوة مقيمة ومحكم في العديد من الجوائز المحلية والعربية والدولية خبيرة في إعداد تقارير الاستدامة وفق المبادرة العالمية للتقارير – GRI
- مدقق رئيسي في الجودة الإدارية أيزو 9100 IRCA السجل الدولي للمدققين المعتمدين من معهد الجودة المعتمد بلندن – CQI
- أعددت مجموعة من البحوث و الدراسات منها ما حاز على جوائز وقدم في مؤتمرات
- كاتبة و لديها العديد من المقالات المنشورة في الصحف و المجلات وبعض الإصدارات
- قدمت ونفذت العديد من البرامج والمشاريع والمبادرات الهادفة والتطوعية والمستدامة لحينه
- حاصلة على العديد من الجوائز على المستوى المحلي والعربي منها : جائزة الشارقة للعمل التطوعي ، جائزة خليفة التربوية ، الموظف المتميز ، جائزة أفضل مقال في معرض الشارقة الدولي للكتاب
- حاصلة على العديد من شهادات الشكر والتقدير على التميز في الأداء والكفاءة.
- شاركت في تقديم العديد من البرامج التدريبية في مختلف المجالات الإدارية والجودة والتميز
- عضوة في العديد من الهيئات و المنظمات التربوية والتدريبية والجودة والتميز والتطوعية داخل وخارج الدولة