إعداد : الياس طباع
تنمو خبرات الطفل نتيجة تفاعله مع البيئة المحيطة به وكلما كانت البيئة غنية بالحوافز التي تدفع الطفل للتعبير والكلام والعمل والاستكشاف كلما تفتحت قدراته وانطلق لسانه ونمت لغته فمن الضروري إعطاء الطفل الفرص الكثيرة كي يتعرف على البيئة من خلال الرحلات والنزهات والزيارات ومن خلال الحوار والتحدث وسماع القصص والأناشيد ومعرفة الكتب والمجلات والتأمل في الصور الترتيب وإكمال الصور والتعرف على المفاهيم العلمية في الأحجام والكميات والأوزان والفك والتركيب والتشكيل عبر نشاط ذاتي يقوم به عن طريق اللعب.
وعليكم أعزائي أولياء الأمور أن تعملوا مع أطفالكم التالي:
- إغناء بيئة الطفل بالألعاب والمثيرات التي تدفع الطفل إلى التجريب واللعب.
- تدريب الطفل على القيام بعمليات التصنيف والترتيب وإكمال الصور والتمييز بين الألوان والاتجاهات وغيرها
- تنمية المحصول اللغوي للطفل من خلال الحوار والمناقشة وتنمية الاستعداد لتعلم القراءة والكتابة.
وطالما أن الجمل التامة لدى الطفل تتسع من جهة الكم والكيف وتنمو لديه مفاهيم الدلالة والتعليل والزمان والمكان وتتطور اللغة لديه من لغة متمركزة حول الأنا إلى لغة مستأنسة واجتماعية بحيث يوظف هذه اللغة للتواصل مع الناس وتبادل الأفكار والمشاعر معهم، لا بد من التالي:
- إغناء بيئة الطفل بالألعاب والمثيرات التي تدفع الطفل إلى زيادة محصوله اللغوي
- إشراك الطفل مع أقرانه وأصحابه لتنمية كلامه الاجتماعي
- الابتعاد عن الضيق والتأفف عندما نتحاور مع الطفل
ونظراً لأثر الاستماع الكبير في تطور لغة الطفل وكلامه، لا بد من توظيف الاستماع بشكل منظم بهدف تطوير القاموس اللفظي للطفل، بالإضافة إلى تطوير جمله وتراكيبه اللغوية من خلال:
- الاستماع للقصص المصورة والأناشيد المبهجة والألحان العذبة والحكايات الخيالية ومسرح الدمى والعرائس للاستفادة من لغتها وأسلوبها ومحاوراتها
- تنظيم أنشطة صوتية ولغوية مثيرة وتدريب الطفل على الاستماع إليها وتمييز الفروق بينها
- تمييز الكلمات المتقاربة في النغم والإيقاع والتعرف عليها
- توظيف برامج الإذاعة والتلفزيون وتسجيلها والاستماع إليها في الأوقات المناسبة
ومن هنا علينا جميعا العمل على:
- إشراك الأطفال في الاستماع والحوار
- إجراء المناقشة بعد الاستماع لمعرفة مدى الاستفادة من الحوار
- تدريب الطفل على آداب الاستماع والحوار
- التعرف على الأسباب الحقيقية لعدم مشاركة الطفل في الاستماع والتحدث فقد تكون نفسية أو عضوية أو اجتماعية وغيرها
- يجب أن نعرف أن التدريب على الحوار والمحادثة يحقق نوعين من التهيئة الهامة للطفل وهي التهيئة الصوتية وتتمثل في تذليل صعوبات النطق والتهيئة النفسية بكسر حواجز الخوف والخجل
ومن هنا أعزائي أولياء الأمور يجب أن نحقق الأهداف التالية:
- حثّ الطفل على الكلام لأطول فترة ممكنة
- أن يتكلم بلغة كلية وتامة وعن الموضوعات المحيطة في بيئته
- أن يتكلم الطفل بطريقة صحيحة وعلى الوجه الأفضل وعندما نريد التدخل لتصحيح كلامه يجب أن يكون تدخلاً غير مباشر
- استخدام طرق التصحيح العامة من تدريبات دون أن يشعر الطفل أنه المقصود بالذات
يجب أن نعلم أن مرحلة الروضة هي مرحلة تنمية الاستعداد للقراءة والكتابة وليست لتعلم القراءة والكتابة ولهذا لا بد من تدريب الطفل على الآتي:
- تدريب الطفل على التمييز البصري بين الكلمات والمقاطع والحروف
- تدريب الأطفال على التمييز السمعي من خلال الأصوات والكلمات المتشابهة
- أن يتحدث الطفل عن القصص المشوقة
- أن يتحدث الطفل عن الكلمات التي تبدأ بحرف معين
- تدريبه على المترادفات والأضداد والمقارنات
- تدريب الطفل على الحوار والمحادثة والجرأة في الكلام
- تدريب الطفل على الإمساك بالقلم بصورة صحيحة
إفساح المجال أمام الطفل للرسم والتلوين وعمل أشكال الحروف وكتابة اسمه وأسماء أخوته، ومن هنا يجب القيام بالتالي:
- عدم إجبار الطفل على تعلم القراءة والكتابة إن لم يكن مستعداً لها
- إجراء تدريبات متنوعة سمعية وبصرية حول الصور والقصص والأحرف لتحفيز الطفل على القراءة والكتابة
- إغناء بيئة الطفل بالقصص الملونة والمناسبة والمجسمات وغيرها
- اصطحاب الأطفال في رحلات وزيارات من أجل تنمية محصولهم اللغوي
- أن نشكل القدوة الحسنة أمام الطفل في كلامنا وتصرفاتنا لأن عامل النمذجة من أهم العوامل المحفزة على اكتساب اللغة
- لا بد من تهيئة أجواء الأمن والأمان والثقة والمحبة كي تكون عاملاً محفزاً على تنمية لغته وكلامه
- توفير الكتب والقصص والمجلات المصورة التي تساعد على تنمية الخيال المبدع لديهم
- إشعار الطفل بأنه محبوب ولا تمييز بينه وبين الآخرين إطلاقاً
- من الأهمية بمكان الاعتدال في التربية أي لا قسوة ولا دلال بل الوسطية وتقديم الدعم المادي والمعنوي الذي يرغبه عندما يبدي سلوكاً مطلوباً
- إحاطة الطفل بالأجواء الهادئة في البيت والروضة والابتعاد عن العصبية والصراخ
- تشجيع الطفل على الاندماج مع الأطفال الآخرين واللعب معهم سواءً في البيت أو المدرسة
- تشجيع الطفل على الكلام وتقديم التعزيز المناسب له وامتداحه أمام الآخرين على أدائه وحسن كلامه
- تأكيد الثقة بالنفس من خلال التعزيز والنجاح ولا بد من إحاطته بأجواء المحبة والحنان والابتعاد عن العقاب البدني والتسلط والتنمر والقسوة
- إبعاد الطفل عن مصادر الخوف والقلق والمشاجرات والنزاعات نهائياً
- الاهتمام بصحة الطفل النفسية والجسدية نظراً لانعكاس ذلك على نموه العقلي واللغوي بشكل كبير
- التدريب على الإيقاع والتنغيم المناسبين للكلام واللفظ السليم
- إغناء بيئة الطفل بالمثيرات السمعية والبصرية والأفلام الموجهة والفيديوهات العلمية المناسبة والعمل على مسرحة الأنشطة بكافة أشكالها
وأخيراً أرجو لهذا المشروع أن يحقق الفائدة المنشودة في تقدم الأطفال ذوي الإعاقة في مجالات النمو عامة وفي نموهم وتقدمهم اللغوي خاصة.
المراجع
- نمو الطفل من إصدارات منظمة الأمم المتحدة للطفولة
- المدخل إلى التربية الخاصة. د جمال الخطيب مكتبة الفلاح
- مقدمة في اضطرابات التواصل. د ياسر الناطور