بقلم : أماني عطية محمد عطية
تعتبر صعوبات التعلم من المواضيع الحديثة نسبياً ضمن ميدان التربية الخاصة، وفي نهاية القرن الماضي بدأ الاهتمام بشكل واضح بحوالي 3% من طلبة المدارس الابتدائية الذين يواجهون صعوبات التعلم، حيث أن هذه الفئة تواجه مشكلات أكاديمية في المدرسة.
تعددت التعريفات الخاصة بصعوبات التعلم، وهذا التعدد جعل خصائص الأطفال من ذوي صعوبات التعلم متنوعة، مما أدى إلى مواجهة الباحثين والمؤسسات التربوية في بادئ الأمر صعوبة في تحديد فئة واحدة من الخصائص لوصف هؤلاء الأطفال. لكن، منذ عام 1999 تعتبر قضية الاختلاف والتنوع في مفاهيم صعوبات التعلم من القضايا المحسومة.
تعريفات صعوبات التعلم :
تعريف كيرك ” مفهوم صعوبات التعلم يشير إلى التأخر أو الاضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات الخاصة بالكلام أو التحدث أو اللغة أو القراءة أو الكتابة أو الحساب أو أية مواد دراسية أخرى، نتيجة وجود خلل مخي وظيفي و / أو اضطرابات انفعالية أو سلوكية، ولا يرجع هذا التأخر الأكاديمي إلى الإعاقة الذهنية، أو الحرمان الحسي أو إلى العوامل الثقافية، أو التعليمية”
في عام 1968 صدر تعريف الهيئة الاستشارية الوطنية للأطفال المعاقين والتي كانت مستندة فيه على تعريف كيرك ” هم فئة من الأطفال يظهرون اضطراباً في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية المتضمنة في فهم و/أو استخدام اللغة المنطوقة أو المكتوبة، والتي تظهر في اضطراب الاستماع ، أو التفكير، أو الكلام، أو القراءة، أو الكتابة، أو التهجي، أو الحساب، ويتضمن هذا المفهوم حالات : الإعاقة الإدراكية ، الإصابة الدماغية ، عدم القدرة على القراءة، الأفيزيا النمائية ، الخلل المخي الوظيفي البسيط ، ولا يتضمن هذا المفهوم الحالات الخاصة بالأطفال ذوي مشكلات التعلم والتي ترجع إلى الإعاقات الحسية البصرية أو السمعية أو الإعاقات البدنية ، كما لا يتضمن هذا المفهوم حالات : الإعاقة الذهنية ، أو الاضطراب الانفعالي ، أو ذوي العيوب البيئية “
تم نقد هذا التعريف من قبل الكثير من الاختصاصيين لاستخدامه بعض العبارات التي يصعب وصفها إجرائياً مثل العمليات النفسية والاضطرابات في الإدراك والخلل الوظيفي في الدماغ والبعض انتقد إغفاله تحديد درجة شدة الاضطراب أو التأخر.
تعريف لجنة صعوبات التعلم ومجلس الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة 1971: “هو مفهوم يشير إلى طفل عادي من ناحية القدرة العقلية العامة والعمليات الحسية والثبات الانفعالي، توجد لديه عيوب نوعية أو محددة في الإدراك أو التكاملية أو العمليات التعبيرية التي تعوق تعلمه بكفاءة، ومفهوم صعوبات التعلم يشمل الحالات لدى الأطفال ذوي الخلل في وظائف الجهاز العصبي المركزي والذي يؤدي إلى إعاقة في كفاءتهم في التعلم “
تعريف مجلس الوكالة الدولية لصعوبات التعلم 1987 : مفهوم صعوبات التعلم مفهوم عام يشير إلى مجموعة غير متجانسة من الاضطرابات التي تتضح من خلال الصعوبات الواضحة في الاكتساب ، أو الاستماع، أو الكلام، أو القراءة، أو الكتابة، أو الاستدلال أو قدرات الحساب، أو المهارات الاجتماعية، وهذه الاضطرابات ترجع إلى خلل في الجهاز العصبي المركزي، لذا فإن صعوبة التعلم قد تحدث متصاحبة مع ظروف الإعاقة الأخرى مثل الإعاقات الحسية، الإعاقة الذهنية، الاضطراب الانفعالي، أو الاجتماعي، وكذلك التأثيرات البيئية الاجتماعية مثل : الفروق الثقافية والتعليم غير المناسب أو العوامل النفس-جينية ، وخصوصاً العيوب الخاصة بالإدراك وكل هذه الحالات من الممكن أن تسبب مشكلات تعلم ولكن صعوبة التعلم ليست نتيجة لهذه الحالات أو تأثيرات هذه الظروف “
فنجد أن تعريف صعوبات التعلم: هو مصطلح عام يشير إلى مجموعة غير متجانسة من الاضطرابات التي تظهر على هيئة صعوبات ذات دلالة في اكتساب واستخدام القدرة على الاستماع أو التحدث أو القراءة أو الكتابة أو التفكير أو القدرة الرياضية أي القدرة على إجراء العمليات الحسابية المختلفة، وتحدث هذه الاضطرابات بسبب خلل في الأداء الوظيفي للجهاز العصبي المركزي، كما أنها قد تحدث في أي فترة من فترات حياته، وقد تحدث مشكلات في السلوكيات الدالة على التنظيم الذاتي ، والإدراك الاجتماعي ، والتفاعل الاجتماعي ، إلى جانب صعوبات التعلم، ولكن مثل هذه المشكلات لاتعد صعوبة من صعوبات التعلم.
وبرغم اختلاف التعريفات الخاصة بصعوبات التعلم إلا أنه يجمع بين هذه التعريفات عناصر مشتركة يتفق عليها جميع الاختصاصيون وهي:
- أن تكون مشكلة التعلم موضوع البحث مشكلة ذات طبيعة خاصة وليست ناتجة عن حالة إعاقة عامة كالإعاقة الذهنية والإعاقات الحسية، أو الاضطرابات الانفعالية، أو المشكلات البيئية.
- أن يظهر الطفل شكلاً ما من أشكال التباين أو الانحراف بين قدراته العقلية وتحصيله الأكاديمي.
- أن تكون صعوبة التعلم التي يواجهها الطفل ذات طبيعة سلوكية كالتفكير، أو الكتابة أو التهجئة أو الحساب، وما قد يرتبط بها من مهارات.
البعد الطبي: يركز البعد الطبي في تعريفات صعوبات التعلم على الأسباب الفسيولوجية الوظيفية والتي تتمثل في الخلل الوظيفي العصبي أو التلف الدماغي البسيط، بحيث أن هذه التعريفات تركز على الجهاز العصبي المركزي والانحرافات التي قد تحدث فيه والتي قد تحدث في أي سن، بشرط ألا تكون هذه الانحرافات من الإعاقة الذهنية، أو الإعاقات الحسية، وقد تكون ناتجة عن الحوادث، الإصابة بالأمراض، أو جراء سبب نمائي.
البعد التربوي: يركز هذا البعد على السبب الرئيسي لصعوبات التعلم ويكون ناتجاً عن عدم نمو القدرات العقلية بطريقة منتظمة، يصاحب ذلك ضعف أكاديمي خاص وشديد في المهارات عند الطفل، بشرط ألا يكون هذا العجز بسبب أكاديمي، أو عقلي، أو حسي، وبالتالي يظهر لدى هؤلاء الطلاب تباين في التحصيل الأكاديمي بين المواد المختلفة وداخل المادة الواحدة أيضًاً.
أسباب صعوبات التعلم
أولا ً: الأسباب العضوية والفسيولوجية
يعتقد البعض أن الأطفال من ذوي صعوبات التعلم لديهم تلف دماغي بسيط يؤثر على بعض جوانب النمو العقلي وليس جميعها وأن التخطيط الدماغي لمعظم حالات صعوبات التعلم لا يظهر مثل ذلك الاضطراب في الموجات الدماغية مما يعني عدم وجود التلف الدماغي.
إن ضعف سند العلاقة السببية بين التلف الدماغي وصعوبات التعلم قاد بعض الاختصاصيين في المجال الطبي إلى تفضيل استخدام مصطلح خلل وظيفي بسيط في الدماغ بدلاً من مصطلح التلف الدماغي البسيط. ويشار في هذا المجال إلى ثلاثة مؤشرات سلوكية وعصبية هي: الضعف في التآزر البصري الحركي، الإفراط في النشاط، وعدم انتظام النشاط الكهربائي في الدماغ.
ثانياً : الأسباب الوراثية
على الرغم من أن أهم الصعوبات التي تواجه الباحثين في هذا المجال هي صعوبة التفريق بين أثر العوامل الوراثية وأثر العوامل البيئية، فإن نتائج الدراسات في هذا المجال تشير إلى وجود أسباب وراثية، حيث وجد أن 25 إلى 40% من الأطفال اليافعين ذوي صعوبات تعلم انتقلت إليهم عن طريق عامل الوراثة، فقد يواجه الأخوة والأخوات داخل العائلة صعوبات متماثلة.
ثالثاً: الأسباب البيئية :
وتتضمن الأسباب البيئية قائمة طويلة من العوامل المختلفة التي توردها المراجع العلمية في هذا الخصوص.
من أهم تلك العوامل: سوء التغذية، والمواد المضافة للمنتجات الغذائية كمواد النكهة الصناعية والمواد الملونة الحافظة، وتدخين الأم الحامل أو تعاطيها الكحول أو المخدرات. حتى أن البعض يضيف أثر إشعاعات شاشة التلفزيون.
ولا تزال هذه العوامل كغيرها من الأسباب المحتملة لصعوبات التعلم موضع البحث العلمي في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة.
محكات التعرف على صعوبات التعلم:
أولاً – محك التباعد:
ويقصد به تباعد المستوى التحصيلي للطالب في مادة عن المستوى المتوقع منه حسب حالته وله مظهران:
المظهر الأول: التفاوت بين القدرات العقلية للطالب والمستوى التحصيلي.
المظهر الثاني: تفاوت مظاهر النمو التحصيلي للطالب في المقررات أو المواد الدراسية.
قد يكون الطالب متفوقاً في الرياضيات وغير متفوق في اللغات ويواجه صعوبات تعلم في العلوم أو الدراسات الاجتماعية وقد يكون التفاوت في التحصيل بين أجزاء مقرر دراسي واحد ففي اللغة العربية مثلاً قد يكون طلق اللسان قراءة جيداً في التعبير ولكنه يواجه صعوبات في استيعاب دروس النحو أو حفظ النصوص الأدبية
ثانياً – محك الاستبعاد :
حيث تستبعد عند التشخيص وتحديد فئة صعوبات التعلم الحالات الآتية (الإعاقة الذهنية، الإعاقات الحسية ـ الإعاقة البصرية ـ الإعاقة السمعية ـ الاضطرابات الانفعالية الشديدة مثل الاندفاعية والنشاط الزائد ـ حالات نقص فرص التعلم أو الحرمان الثقافي).
ثالثاً – محك التربية الخاصة:
ويرتبط بالمحك السابق ويرى أن طرق التدريس المتبعة مع الطلاب من غير ذوي صعوبات التعلم لا تصلح مع الأشخاص ذوي صعوبات التعلم فضلاً عن عدم صلاحية الطرق المتبعة مع الأشخاص ذوي الإعاقة وإنما يتعين توفير نوع من التربية الخاصة من حيث (التشخيص والتصنيف والتعليم) يختلف عن الفئات السابقة.
رابعاً – محك المشكلات المرتبطة بالنضج:
حيث نجد معدلات النمو تختلف من طالب إلى آخر مما يؤدي إلى صعوبة تهيئته لعمليات التعلم فما هو معروف أن الطلاب الذكور يتقدم نموهم بمعدل أبطأ من الإناث مما يجعلهم في حوالي الخامسة أو السادسة من العمر غير مستعدين أو مهيئين من الناحية الإدراكية لتعلم التمييز بين الحروف الهجائية قراءة وكتابة مما يعوق تعلمهم اللغة ومن ثم يتعين تقديم برامج تربوية تصحح قصور النمو الذي يعوق عمليات التعلم سواءً كان هذا القصور يرجع لعوامل وراثية أو تكوينية أو بيئية ومن ثم يعكس هذا المحك الفروق الفردية بين الجنسية في القدرة على التحصيل.
خامساً – محك العلامات الفيورولوجية ( التلف العضوي البسيط في المخ ) :
حيث يمكن الاستدلال على صعوبات التعلم من خلال التلف العضوي البسيط في المخ الذي يمكن فحصه من خلال رسم المخ الكهربائي وينعكس الاضطراب البسيط في وظائف المخ Minimal Dysfunction في الاضطرابات الإدراكية (البصري والسمعي والمكاني ، النشاط الزائد والاضطرابات العقلية، صعوبة الأداء الوظيفي).
ومن الجدير بالذكر أن الاضطرابات في وظائف المخ تنعكس سلبياً على العمليات العقلية مما يعرقل اكتساب الخبرات التربوية وتطبيقها والاستفادة منها بل يؤدي إلى قصور في النمو الانفعالي والاجتماعي ونمو الشخصية العامة.
أنواع صعوبات التعلم:
صعوبات التعلم النمائية:
هي القصور في العمليات والقدرات الداخلية التي تمثل متطلباً سابقاً للأداء الأكاديمي في المادة الدراسية أو المهمة الأكاديمية التي يواجه فيها الفرد صعوبة في التعلم. مثال (القصور في الإدراك المكاني، الذاكرة المكانية، الذاكرة البصرية، جميعها تعد من المتطلبات المسبقة لتعلم الحساب).
صعوبات التعلم الأكاديمية:
تتمثل في القصور الدراسي ضمن بعض المواد الدراسية، أو مهاراتها الفرعية الرئيسة. كالقراءة ، أو الحساب أو أية مادة دراسية كنتاج طبيعي للصعوبات النمائية ، ويستدل على وجودها من خلال حساب التباعد بين التحصيل الفعلي والتحصيل المتوقع .
يعد الخلل في وظائف الجهاز العصبي المركزي متغيراً وسيطاً بين الصعوبات النمائية والصعوبات الأكاديمية.
إن كانت الصعوبات النمائية هي التي تسبب الصعوبة الأكاديمية فما الذي يسبب الصعوبة النمائية؟
أجمع العلماء باختلاف توجهاتهم أن الجهاز العصبي المركزي الذي يعد جزءاً من الجهاز العصبي هو المسيطر على العمليات العقلية العليا، وأن الجهاز العصبي المركزي بمكونيه الرئيسين (المخ، الحبل الشوكي) وملايين الخلايا العصبية والنواقل العصبية عندما يحدث تلف في خلايا المخ، أو يصيب الجهاز العصبي تأخر في النمو أو خلل في أي من النواقل العصبية، فإن ذلك يؤدي إلى خلل في أداء العمليات العقلية العليا، ومن ثم تحدث الصعوبة النمائية.
فئات صعوبات التعلم:
صعوبات عامة في التعلم: فئة ذوي الصعوبات العامة في التعلم، يظهرون تباعداً بين تحصيلهم الفعلي والمتوقع في أكثر من مادة دراسية وليس في كل المواد الدراسية مع اتسامهم بكل الخصائص المميزة للأشخاص ذوي صعوبات التعلم.
صعوبات خاصة في التعلم: فئة الأشخاص ذوي الصعوبات الخاصة في التعلم، هم أولئك الذين يظهرون تباعداً بين تحصيلهم الفعلي والمتوقع في مادة دراسية واحدة مع اتسامهم بكل الخصائص المميزة للأشخاص ذوي صعوبات التعلم .
متفوقون ذوو صعوبات تعلم: هذه الفئة من الأشخاص ذوي صعوبات التعلم لديهم ذكاء مرتفع عن المتوسط، وقد تزيد نسبة ذكائهم عن 130 نقطة وفق أي اختبار ذكاء متوسط الأداء وانحراف معياري 15، مع تحصيل دراسي ليس منخفضاً، ولكن تحصيلهم لا يتناسب مع ما يمتلكونه من قدرات عقليه ومستوى ذكاء.
تشخيص صعوبات التعلم:
توجد مجموعة من الخطوات قبل البدء في تشخيص صعوبات التعلم:
- إعداد تقرير حول حالة الطفل العقلية عن طريق اختبارات الذكاء المقننة على البيئة المحلية.
- إعداد تقرير حول مهارات الكتابة والحساب لدى الطفل.
- إعداد تقرير حول جوانب القوة والضعف في عملية التعلم لدى الطفل ومعرفة الأسباب الكامنة خلف صعوبات التعلم
- وضع الفرضيات التشخيصية على ضوء جمع المعلومات الخاصة بالحالة .
- تطوير خطة تدريبية فردية على ضوء الفرضيات التشخيصية .
أدوات القياس المستخدمة لقياس صعوبات التعلم متعددة ومنها:
الاختبارات المقننة: تساعد هذه الاختبارات في تقييم مستوى الأداء الحالي لمظاهر صعوبات التعلم، كما تحدد تلك الاختبارات البرنامج العلاجي المناسب لجوانب الضعف التي تم تقيمها وهي:
اختبارات القدرات العقلية: مثل (اختبار ستانفورد – بينيه، اختبار وكسلر، اختبار ريفن، وجميعها تحدد المستوى العقلي للطفل.
اختبارات التكيف الاجتماعي: مثل (اختبار فاينلاند للنضج الاجتماعي، اختبار الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي والخاص بالسلوك التكيفي) وهذه الاختبارات تهدف إلى التعرف على مظاهر النمو والتكيف الاجتماعي للطفل للكشف عن المظاهر السلبية في تكيفه الاجتماعي.
اختبار الينوي للقدرات السيكو لغوية: ويتم استخدامه للكشف عن مظاهر الاستقبال والتعبير اللغوي وخاصة عند الأشخاص ذوي صعوبات التعلم.
اختبارات التحصيل المقننة في مجال القراءة والكتابة والحساب: وتعد من أكثر الأساليب المستخدمة في الكشف عن صعوبات التعلم لأن انخفاض المستوى التحصيلي يعد السمة الرئيسية التي يمكن ملاحظتها عند الطلاب من ذوي صعوبات التعلم وتستخدم نتائج هذه الاختبارات في تحديد جوانب الضعف العام في التحصيل الدراسي.
الاختبارات المسحية السريعة: وتهدف إلى التعرف السريع على الطلاب ذوي صعوبات التعلم والتعرف على مهارات القراءة وأنواع الأخطاء القرائية لديهم، ومدى قدرة الطالب على التعامل مع العمليات الحسابية الأساسية.
القياس اليومي المباشر: يشمل ملاحظة وتسجيل أداء الطفل في المهارات المحددة التي تعلمها وذلك بشكل يومي مثل تحديد نسبة النجاح، معدل الخطأ أو نسبته والفائدة من هذه الطريقة هي تزويد المعلم بمعلومات عن المهارات التي يتعلمها، والمرونة في تغيير البرنامج من قبل المعلم بناءً على المعلومات المتوفرة بشكل مستمر.
الخصائص العامة للأشخاص ذوي صعوبات التعلم:
إن الأطفال من ذوي صعوبات التعلم ليسوا مجموعة متجانسة، وبالتالي من الصعب الحديث عن مجموعة من الخصائص يتصف بها كل طفل من ذوي صعوبات التعلم.
وعلى الرغم من محاولات تصنيف صعوبات التعلم إلى مجموعات فرعية سواءً حسب درجة الشدة، أو طبيعة الصعوبة (صعوبات القراءة، صعوبات الكتابة، صعوبات الحساب، الصعوبات الخاصة بالانتباه، الصعوبات الخاصة بالذاكرة، الصعوبات الخاصة بالتفكير، والصعوبات الخاصة بالإدراك… إلخ) فإن درجة عالية من التنوع والاختلاف تُلاحَظُ ضمن المجموعة الواحدة.
وتتفق معظم المصادر على الخصائص التالية باعتبارها الأكثر شيوعاً لدى الأشخاص من ذوي صعوبات التعلم.
الخصائص المعرفية:
تتمثل في انخفاض التحصيل الواضح في واحدة أو أكثر من المهارات الأكاديمية الأساسية المتمثلة بالقراءة والكتابة والحساب.
مظاهر الصعوبات الخاصة بالقراءة:
- إبدال بعض الكلمات المقروءة في الجملة.
- إعادة قراءة بعض الكلمات أكثر من مرة.
- السرعة الكبيرة أو البطء المبالغ به في القراءة.
- قلب وتبديل الحروف وقراءة الكلمة بطريقة عكسية.
مظاهر الصعوبات الخاصة بالكتابة:
- كتابة الجملة أو الكلمات أو الحروف بطريقة معكوسة من اليسار إلى اليمين.
- الخلط في الكتابة بين الحروف المتشابهة.
- عدم الالتزام بالكتابة على الخط بشكل مستقيم وتشتت الخط وعدم تجانسه في الحجم والشكل.
- كتابة حروف الكلمات بترتيب غير صحيح حتى عند نسخها.
مظاهر الصعوبات الخاصة بالحساب:
- الصعوبة في التمييز بين الأرقام ذات الاتجاهات المتعاكسة.
- عكس الأرقام الموجودة في الخانات المختلفة.
- صعوبة في استيعاب المفاهيم الخاصة الأساسية في الحساب كالجمع والطرح والضرب والقسمة.
- الحاجة إلى وقت كبير لتنظيم الأفكار.
الخصائص اللغوية :
من الممكن أن تظهر لمن لديهم صعوبات تعلم مشكلات في كل من اللغة الاستقبالية واللغة التعبيرية. ويقصد باللغة الاستقبالية القدرة على استقبال وفهم اللغة. أما اللغة التعبيرية فهي القدرة على أن يعبر الفرد عن نفسه لفظياً.
الخصائص الحركية:
ومن أبرز المشكلات الحركية الكبيرة التي يمكن أن تلاحظ لدى الأشخاص ذوي صعوبات التعلم مشكلات التوازن العام، وتظهر على شكل مشكلات في المشي والحجل والرمي والإمساك أو القفز أو مشي التوازن.
أما مشكلات الحركات الدقيقة فتظهر على شكل ضعف في الرسم والكتابة واستخدام المقص.
الخصائص الاجتماعية والسلوكية :
- النشاط الحركي الزائد .
- الانسحاب الاجتماعي .
- سلوك غير اجتماعي .
- التغيرات الانفعالية السريعة .
ختاماً:
أهمية الكشف المبكر عن صعوبات التعلم:
- وجدت بعض الدراسات أن نسبة التقدم واجتياز صعوبات التعلم تصل إلى 85 ٪ في الصف الثاني الابتدائي، بينما تتراجع إلى 16- 8 ٪ في الصف السادس الابتدائي.
- للكشف المبكر تأثير إيجابي على فعالية البرامج والأنشطة المقدمة لهم.
- هذه الصعوبات تستهلك جزءاً كبيراً من طاقات الطفل العقلية والانفعالية، حيث تبدو عليه مظاهر سوء التكيف الشخصي والاجتماعي والانفعالي، ويكون أميل للانسحاب والانطواء وتكوين صورة سلبية عن نفسه ويشعر بأنه غير مقبول من أقرانه في المدرسة.
المراجع :
- الكوافحة ، تيسير مفلح الكوافحة ( 2008 ) . صعوبات التعلم والخطة العلاجية المقترحة دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة
- الروسان ، فاروق الروسان ( 2001 ) . سيكولوجية الأطفال غير العاديين ، دار الفكر للنشر ، عمان
- سليمان . السيد عبد الحميد سليمان ( 2015 ) . فقه صعوبات التعلم .دار الفكر العربي ، القاهرة .
- الزيات ، فتحي مصطفي الزيات . صعوبات التعلم الأسس النظرية والتشخيصية والعلاجية .
- سليمان ، السيد عبد الحميد سليمان ( 2013 ). صعوبات التعلم النمائية ، عالم الكتب ، القاهرة .
- سليمان ، السيد عبد الحميد سليمان ( 2010 ) ، تشخيص صعوبات التعلم ، الإجراءات والأدوات ، دار الفكر العربي ، القاهرة .
- Hallahan , D.P. & Kauffman J.M. ) 2000 ) . Exceptional learners : introduction to special education (8th ed ) . Boston ;Allyan & Bacon
معلمة تربية خاصة في مركز الشارقة للتوحد التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
- خبرة ٨ سنوات في مجال التربية الخاصة والعاديين في مصر ودولة الامارات العربية المتحدة .
- حاصلة على بكالوريوس تربية خاصة إنجليزي – جامعة حلوان 2010 .
- حاصلة على دبلوم مهني تخصص صعوبات تعلم – جامعة حلوان 2017 .
- حاصلة على الدبلوم الخاص في التربية تخصص علم نفس تربوي – جامعة حلوان 2018 .
- حاصلة على الماجستير في التربية تخصص علم النفس التربوي – جامعة حلوان 2019 ( عنوان الرسالة ” فاعلية برنامج تدريبي قائم على الحساب الذهني باستخدام المعداد لتنمية المهارات الحسابية الأساسية لدي الأطفال ذوي الإعاقة العقلية البسيطة” ) .
- حاصلة على شهادة مدرب معتمد من مجموعة IMA التعليمية في ماليزيا المرخصة من منظمة WAMMA العالمية للحساب الذهني والمعداد .
النشاطات العلمية :
- المشاركة في تدريب الطلاب المشاركين في مسابقة الحساب الذهني العالمية التي أقيمت في ماليزيا عام 2012 والحصول على العديد من المراكز منهم المركز الأول .
- تدريب فريق العمل القائمين على تدريب الطلاب والتدريب الطلاب المشاركين في مسابقة الحساب الذهني العالمية التي أقيمت في سنغافورة 2014