إعداد: وائل علام
توجد العديد من الأساليب والفنيات لإدارة السلوك ودعم السلوك الإيجابي لدى الأطفال والتي يمكن تبينها بواسطة المعلمين والأسرة ، وهناك بعض المواقف الطارئة التي يمكن النظر إليها كأزمة حادة تحتاج إلى تدخلات إسعافية
وفي هذه المواقف يمكن أن تتواجد درجة من الخطورة على الطفل أو على الآخرين من حوله (أخ، أخت، أو قريب آخر)، وتحتوي الأسطر التالية مقترحات للتعامل مع هذه المواقف بصورة خاصة، وبالطبع لا تغني هذه المقترحات عن أساليب إدارة السلوك والتدخل بصورة استباقية لخفض التصعيد ومنع تصاعد الموقف إلى مستوى الأزمة، كما لا تتعارض مع المساعدة الوجدانية للطفل وترسيخ علاقة تفاعل إيجابي غير مشروط.
بينما يعد كل موقف حدثاً فريداً، فإن السلوك يحدث في نمط متكرر بداية من وقت حدوث العامل المحفز الذي يطلق نوبة الغضب وحتى وقت انتهاء الأزمة ودخول الطفل في مرحلة التعافي وفي ذروة نوبة الغضب يمكن للطفل أن يقوم بالعدوان الجسدي وأن يكون خطراً.
إن أهم ما يجب تذكره خلال هذه المراحل هو أن تبقى هادئاً وأن تستخدم صوتاً ليناً وثابتاً وبالنسبة لبعض الأطفال فالتهيج المفرط يرتبط بالخوف والقلق. وإذا كان الطفل منزعجاً ولكنه مازال قادراً على معالجة المعلومات اللفظية البسيطة، يمكنك تجربة ما يسمى سيناريو السلامة.
مثال:
” هذا مكان آمن ولن أسمح لأحد أن يؤذيك أو يلقي عليك شيئاً أو يؤلمك ……..لا يمكن أن أتركك تؤذي أختك أو تقذفها بالأشياء أو ……. إلخ لأن هذا مكان آمن “
يعمل الجزء الأول على تهدئة الطفل إن كان يتصرف بسبب القلق أو الخوف أو الارتياب، ويمكن ذلك الطفل من الهدوء بصورة كافية لسماع بقية السيناريو، والطمأنينة في النهاية سوف تهدئ المخاوف بصورة إضافية.
ماذا تفعل في ذروة الأزمة؟
- أبعد الآخرين عن المكان
- اطلب المساعدة (من أحد أفراد الأسرة الذين يمكنهم المساعدة، أو من السلطات)
- أبعد الأشياء الخطيرة، أو اصطحب الطفل إلى غرفة أكثر أماناً
- لا تحاول التأديب ولا تستخدم الكلمات ولا تحاول المناقشة والتفسير
- قف على مسافة ساق واحدة على الأقل من طفلك، وبدلاً من الوقوف وجهاً لوجه، قف إلى الجانب على شكل حرف (L)، هذه الوضعية تعد بعيدة عن المواجهة والتهديد.
- حافظ على قدرتك على التحكم، وابق هادئاً وساكناً واسمح لنفسك بالانفصال انفعالياً ولا تأخذ السلوك بصورة شخصية.
- كن مرناَ ، فطفلك لا يستطيع ذلك
- استخدم وسادة أو ما شابه ذلك لحماية نفسك إذا قام الطفل بالهجوم أو الضرب.
- تنفس بعمق لمساعدتك على البقاء هادئاً
- لا تحاول استخدام الضبط البدني Restraint إلا إذا شكل السلوك خطراً واضحاً عليك أو على الطفل فالتدخلات الجسدية تزيد من السلوك العدواني وقد تسبب الإصابة لك أو لطفلك دون قصد
ماذا تفعل مباشرة بعد الأزمة؟
عندما تنحسر ذروة الأزمة سيكون الطفل في حالة التعافي وفي هذه المرحلة يغدو الطفل منهكاً جسدياً ومستنزفاً انفعالياً وهشاً ويمكن لنوبة غضب أخرى أن تحدث بسهولة خلال هذا الوقت.
- حافظ على صوت ونبرة ناعمين وتصرف هادئ
- وفر مساحة للطفل وأعد توجيهه (غير توجهه) إلى نشاط ممتع
- لا تؤدب الطفل أو تتحدث عن السلوك الغاضب
- تأكد من أن أي مهمة يكلف بها هي ضمن مستوى أدائه الوظيفي أو أقل، وإذا أراد الطفل الانسحاب أو النوم فلا بأس في ذلك.
- خلال نوبة الغضب يميل الجزء المفكر من المخ إلى الانغلاق، وقبل أو بعد الأزمة يمكنك المساعدة في إعادة تنشيط ذلك الجزء وإعادة الطفل مرة أخرى إلى عقله المفكر ليؤدي مهاماً أخرى.
وكمثال اطلب منه أو منها تصنيف مجموعة من أوراق اللعب حسب اللون، بعد ذلك، وحسب العمر ومستوى الأداء، اطلب فرزها حسب النقش أو الأرقام… مثل هذه المهام تحفز العقل على الانتقال من رد الفعل إلى التفكير، كما تؤدي الخبرة الهادئة ولمس الكروت والعمليات المتكررة إلى تهدئة بعض الأطفال.
إن ذلك النوع من الأنشطة ( الهادئة والبسيطة ثم المتزايدة التعقيد ) يمكنه أيضاً المساعدة في نزع فتيل التوتر المتصاعد قبل حدوث نوبة الغضب
س : ما هي أسباب السلوك العدواني والخطير لدى طفلك ؟
ج : إذا كان لديك طفل من ذوي الإعاقات النمائية فقد تكون هناك أسباب عديدة لسلوكه الخطر والعنف ويشمل ذلك :
- اضطرابات النوم
- الآثار الجانبية للأدوية
- الحالات الطبية بما فيها الآلام المزمنة
- الأمراض النفسية
ويستدعي ذلك الفحص من قبل الطبيب فقد يكون طفلك في حاجة إلى أكثر من مجرد التدخلات السلوكية
المراجع
- Ohio department of education (2012).what to do when your child exhibits dangerous behavior .Retrieved February 21/2022 from https://ocali.org/up_doc/dangerous_behavior_guide.pdf.
مدير ادارة الخدمات التعليمية و التأهيلية بمدينة الشارقة للخدمات الانسانية
عضو الفريق البحثي -عضو اللجنة العلمية للمؤتمر
متخرج في قسم علم النفس بجامعة عين شمس بالقاهرة
حاصل على ماجيستير علم النفس (مجال الاعاقة الذهنية) عام 2002 من نفس الجامعة .
تدرج في العديد من الوظائف في مجال الاعاقة كالتدريس و التقييم النفسي و الاشراف الفني و الادارة الفنية و تقديم الاستشارات في مؤسسات مختلفة خاصة و غير هادفة للربح .
لديه خبرة تزيد عن 25 عاما من العمل مع الاشخاص ذوي الاعاقة و أسرهم و مع فرق العمل في مؤسسات و هيئات متنوعة في كل من مصر و السعودية و الامارات.