مرحلة الطفولة المبكرة المعلومات المناسبة وطرق التعليم ج1

إعداد: د/ سامية محمد صالح

[email protected]

ماهي الطفولة؟

 وما هو مفهومها الطبي وتعريف اليونيسيف لها؟

ما هو وضع الطفل في الشريعة الإسلامية؟ وكيف يتم تصنيف المراحل النمائية لمرحلة الطفولة؟

 تساؤلات عدّة تجدون أجوبة وافية عنها في مقالنا الذي نقدمه لكم في مجلة المنال الإلكترونية على أجزاء..

ما هي الطفولة؟

الطفولة لغة:

تبدو معاجم اللغة مُتّفقةً في تعريفها لمفهوم الطفولة، إذ تُشير في مُعظمها إلى تعريف مُشترك يرمز إلى مرحلة زمنيّة من حياة الإنسان، فأقرّت في تعريفها للطفولة بأنّها فترة أو مرحلة بين ميلادِ الإنسانِ وبلوغه.

تعريف الطفولة اصطلاحاً

يشترك المعنيان اللغويّ والاصطلاحيّ للطفولة بالإشارة إلى كونها مرحلة زمنيّة من عمر الإنسان، تبدأ بولادته وتظهر فيها خصائص مُعيّنة تمتدّ لفترة من الزّمن، ليدخل الكائن البشريّ بعدها مرحلةً أخرى. والطفولة اصطلاحاً هي المرحلة الزمنيّة من عمر الطّفل التي تمتدّ منذ ولادته حتَّى بلوغه، وتعتبر الطّفولة أولى مراحل حياة الإنسان بعد ولادته، وهي مرحلة النشأة البدنيَّة وتكوين الشخصيّة، غير أنّها مُختلفة الحدود النهائيّة لمرحلتها، فلا اتّفاق يؤطّر نهايتها بشكل واضح.

 ويمكن الاستدلال على الفترة الزمنيّة أو المرحلة العمريّة التي تُحدّد مرحلة الطفولة من خلال تعريف الاتفاقيّة الدوليّة لحقوق الطفل التي عرّفت الطّفل بأنّه (كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المُطبق عليه).

 ويُحدّد هذا التعريف انتهاء مرحلة الطفولة واقعاً ببلوغ الرشد، وقد يمتدّ ذلك حتى السنة الثامنة عشرة من عمر الإنسان

ويرى البعض أن مرحلة الطفولة قد تمتدّ إلى ما بعد العام العشرين من العمر؛ إذ هو السن الذي يكتمل فيه النموّ البدنيّ عند معظم الأفراد ليبلغوا بذلك نضجهم، وقد يتفاوت سنّ الطفولة من جيل إلى جيل أو من شعب لآخر؛ إذ هي مُقترنة بالنّضج البدنيّ والاعتماد على الذّات في أداء المَهمّات باستقلاليّة الفرد عن بيئته الخاصّة.

التعريف الاجتماعي :

مرحلة الطفولة هي الفترة الزمنيّة من عمر الإنسان التي تبدأ بولادته وتمتدّ حتى رشده، مع اختلافها من ثقافة لأخرى)، ويُحدّد القاموس نهايتها بالرشد أو البلوغ أو الزواج.

المفهوم الطبي للطفولة :

تُعرّف الطفولة من الناحية الطبية على أنّها تلك الفترة التي يعيش فيها المواليد الذكور والإناث منذ ولادتهم وصولاً إلى بداية فترة البلوغ، حيث يترتب على الآباء والأمهات أن يعتنوا بأبنائهم خلال تلك الفترة، من خلال تقديم كافة الإمكانيات اللازمة لإعداد شخصيةٍ إنسانيةٍ مناسبةٍ لهؤلاء الأطفال .

تعريف اليونيسيف للطفولة :

إنّ الطفولة من وجهة نظر اليونيسيف هي تلك الفترة التي يحصل فيها الأطفال على التعليم المناسب لهذه المرحلة، ويمارسون فيها اللعب، في ظل بيئةٍ مفعمةٍ بالحب والدعم من البالغين بما في ذلك كلّ من عائلاتهم ومجتمعاتهم، بعيداً كل البعد عن مشاعر الخوف الناتجة عن الإيذاء والاستغلال والعنف وغيره، ومن هنا نجد أنّ هذه المنظمة تنظر إلى مفهوم الطفولة على أنّه مفهوم أعمق بكثيرٍ من المرحلة التي يعيش فيها الإنسان بين لحظة الولادة وصولاً للبلوغ، حيث تركز على الوضع المعيشي الذي يعيش فيه الطفل، وعلى نوعية الحياة التي يمارسها خلال تلك السنوات.

تعريف الطفل في الشريعة الإسلامية

جعلت الشريعة الإسلامية من “البلوغ الحلم” نهاية لمرحلة الطفولة والحلم يعني الاحتلام: هو دليل البلوغ، والبلوغ في الشريعة هو سن التكليف لمعظم الأحكام الشرعية سواء في العبادات أو المعاملات والبلوغ في الفقه الإسلامي هو البلوغ الطبيعي ببلوغ النكاح، بأن تظهر في الغلام مظاهر الرجولة، والقدرة على النكاح وفي الأنثى مظاهر كمال الأنوثة بالحيض.

ويقدر البلوغ الطبيعي بسن بلوغ خمسة عشر عاماً عند جمهور الفقهاء للصغير، والصغيرة على السواء.

-ويرى أبو حنيفة بلوغ الفتى ببلوغ ثمانية عشر عاماً، والصغيرة سبعة عشرة عاماً ويذهب ابن رشد، الفقيه المالكي إلى القول بأن ((البلوغ يكون بالاحتلام والسن بلا خلاف في مقداره، فأقصاه ثمانية عشر عاماً، وأقله خمسة عشر عاماً ولهذا الرأي قال الإمام الشافعي.

ويحتج جمهور الفقهاء في تقدير السن بخمس عشرة سنة بما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني.

 فالرسول عليه الصلاة والسلام رأى في سن الخامسة عشر حدّ البلوغ في المقاتل، ودل ذلك على أنه ببلوغ هذه السن فإن الصبي يبلغ مبلغ الرجال.

تصنيف المراحل النمائية لمرحلة الطفولة

اعتبر العالم ((الكونين)) أن مرحلة الطفولة تمتد من الولادة حتى نهاية مرحلة التعليم المدرسي أي من سن صفر إلى 17 سنة وقد اعتمد في تصنيفه معيار التطور في العمليات المعرفية ويسمى تصنيفه بالتصنيف الفيزيقي وعليه تقسم عملية النمو لمرحلة الطفولة حسب هذا التصنيف إلى:

1. مرحلة الوليد من سن ((صفر إلى السنة الأولى من العمر)).
2. مرحلة الطفولة المبكرة من سن (1إلى3).
3. مرحلة ما قبل التعليم المدرسي المبكرة والمتوسطة من سن (3إلى4إلى5 سنوات).
4. مرحلة ما قبل التعليم المدرسي المتأخرة من سن (4، 5 سنوات إلى 7،6 سنوات)
5. مرحلة التعليم المدرسي المبكرة من سن (6، 7 سنوات إلى 10، 11 سنة)
6. مرحلة المراهقة من سن (10 إلى 13، 14 سنة)
7. مرحلة الشبيبة المبكرة من سن (13 ، 14 – 16، 17 سنة)

وعليه يمكن تقسيم عملية نمو الطفولة إلى ثلاث مراحل نمائية هي:

1. مرحلة الطفولة ما قبل التعليم المدرسي من (صفر إلى سن 6، 7 سنوات)
2. مرحلة التعليم المدرسي المبكر من سن (6، 7 سنوات إلى 10، 11 سنة)

أي من الصف الأول الأساسي وحتى الصفين الرابع والخامس الأساسيين.

• مرحلة التعليم المدرسي المتوسطة والمتأخرة من سن (10، 11 سنة إلى 16، 17 سنة).

أي من الصف الخامس الأساسي وحتى الصف الثاني عشر.

أما تصنيف العالم ((فيلدشتين)) فقد اعتمد على نمو الشخصية كمعيار في التصنيف. وعليه، صنف النمو إلى طورين هما:

• الطور الأول: من ((الولادة حتى العاشرة)) – الطور الثاني: من سن “العاشرة حتى سن 17 سنة”.

وقد صنف هذين الطورين إلى ثلاث مراحل هي:

• من (صفر- 3 سنوات )
• من (3 – 10 سنوات)
• من (10 – 17 سنة)

أما الطور الأول فيتفرع إلى أربع فترات هي:

• الفترة الأولى من (صفر – 1 سنة)
• الفترة الثانية من (1 – 3 سنوات )
• الفترة الثالثة من (3 – 6 سنوات)
• الفترة الرابعة (6 -10 سنوات)

بينما الطور الثاني يتفرع إلى فترتين هما:

• الفترة الأولى من (10 – 15 سنة)
• الفترة الثانية من (15 -17 سنة)

مرحلة الطفولة المبكرة

تمتد هذه المرحلة من سن (3) أعوام إلى نهاية سن (5) أعوام ، وعند دخول هذه المرحلة يصل الطفل إلى طول (87) سنتمتراً تقريباً، ويصبح وزنه حوالي (13) كيلو غراماً، ويتضاعف وزن دماغه حوالي (3) مرات، ويؤهله نموه اللغوي للتعبير عن حاجاته وانفعالاته بلغة طفولية قد لا يفهمها إلا أمه وأفراد أسرته والمقربون منه، كما يؤهله نموه العقلي إلى تركيز الانتباه وإدراك العمق والمسافة وازدياد معرفته بالتفاصيل، وحل المشكلات البسيطة، والتذكر البسيط، والاستكشاف، ويؤهله نموه الحركي لأداء العديد من المهارات مثل المشي وصعود الدرج ونزوله.

أطلق أريكسون على هذه المرحلة مرحلة المبادرة مقابل الشعور بالذنب، وأطلق عليها بياجيه اسم مرحلة ما قبل العمليات، وتبعاً للنمو الأخلاقي أطلق عليها كولبرج اسم مرحلة المصالح المتبادلة (الولد الطيب مقابل البنت الطيبة)، وانطلاقاً من الأساس التربوي سميت هذه المرحلة بطفل ما قبل المدرسة، ومن الأساس البيولوجي النمائي أطلق عليها اسم مرحلة الطفولة المبكرة، (Cronk, 1993)

يتبع في العدد القادم عن مظاهر النمو خلال مرحلة الطفولة المبكرة

المرجع:

• كتاب – سيكولوجية الطفولة المبكرة  ، نحو الاستثمار الأمثل في تربية الطفولة المبكرة ، الدكتور – محمد محمود بني يونس ، دكتوراه الفلسفة في علم النفس -علم النفس الفسيولوجي ، كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية- قسم علم النفس، الجامعة الأردنية ، دار الثقافة للنشر والتوزيع 2005، ص 16 وص 17 ، مكتبة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ، رقم الورود:7706 ، تاريخ الورود: السبت 11-2-2006