بقلم : الدكتور علي صابر محمد
أعزائي قراء المنال الموقرة، لعل منكم من تابع مقالاتي تحت نفس العنوان قبل سنوات، ولعل منكم من تابع مداخلاتي ضمن منتديات المنال وتحدي الإعاقة العُماني، ولهذا تشرفني العودة إليكم عبر صفحات المنال، من خلال مقال شهري بعون الله وتوفيقه.
تشمل التحديات التي نواجهها كثيراً عند رعاية ومتابعة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، ما يلي:
العنف تجاه الآخرين، سلوكيات تؤدي إلى الإصابة وإيذاء الذات، نوبات الغضب الشديدة التي تتسم بالعناد والبكاء والصراخ والغضب الأهوج ومقاومة محاولات التهدئة والعنف الذي يصل أحياناً حد تكسير الأشياء.
ولا يقتصر السلوك على حالة معينة، بل قد يصل إلى نسبة 40٪ من الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، فيلاحظ عليهم أكثر من سلوك صعب، ومثال ذلك ما نجده في سلوك العنف، من خربشة الجلد، وعض الآخرين، وتوجيه اللكمات، والركل، وشد ونزع الشعر، وضرب الرأس، وعض اليد، ولطم الوجه.
ومن أهم الملاحظات أن تلك السلوكيات العنيفة تختلف من حيث التكرارية والفترة الزمنية والشدة عبر التاريخ المرضي للشخص ذي اضطراب طيف التوحد.
وجدير بالذكر أن علاج تلك السلوكيات لا ينجح بنسبة 100٪ حتى الآن، حيث توصلت بعض البحوث إلى أن تلك السلوكيات قد تستمر بشكل أو آخر لمدة عشر سنوات.
وفي هذا المجال لجأ المعالجون لعملية تعديل السلوك أو تكييفه من خلال دعمه وتقويته في حالات معينة، وإضعافه في حالات أخرى بواسطة التعزيز الإيجابي أو السلبي في كل مرة يظهر فيها هذا السلوك كاستجابة لتنبيه ما، حتى أن الشخص يصبح قادرًا على ربط سلوكه بمستوى الرضى الذي ينجم عنه، وبالتالي يمكنه تحديد طبيعة سلوكه عند التعرض لتنبيه مماثل.
و منذ فترة وجيزة، صدر بحث جديد منشور في مجلة personalized medicine ، يطرح ويناقش نموذجاً و إطاراً جديداً لتناول فهم وعلاج هذه الظواهر لدى الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، وسوف أقوم بعرض هذا البحث في لقائنا القادم.
أخصائى الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى آل سليمان وشركة كهرباء مصر
طبيب جمعية ومركز التأهيل الشامل للمعاقين بمحافظة بورسعيد
مستشار إعاقات الطفولة لجمعية نور الرحمن
صاحب مدونة ( إطلالة على التوحد ),
كاتب ومؤلف بمجلة وكتاب المنال الصادر عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
كاتب بمجلة أكاديمية التربية الخاصة السعودية