إعداد : أ.علا محمود محمد
ما هو المقصود بالوظائف العليا؟
هل هي الوظائف المعرفية فقط؟
أم أن هناك وظائف أخرى تندرج تحت هذا المسمى؟
وهل هذه الوظائف من صميم دراسة علم النفس العصبي أم لا؟
الإجابة تتلخص في أن الوظائف العليا تشمل العمليات العقلية التي تضم الانتباه والذاكرة واللغة والسلوك المكاني والتفكير والوظائف التنفيذية كالتخطيط والتصنيف وتكوين المفاهيم. وبالتالي فهي عمليات معرفية في معظمها وإن كانت بالإضافة إلى ذلك تشمل تلك الخاصية الارتقائية التي تميز الإنسان وهي العواطف والانفعالات، والتي يدرسها علم النفسي العصبي ويدرس ما يطرأ على هذه الوظائف من تغيرات مرضية.
وعلى الرغم من أن هذه الوظائف ذات علاقة ببعضها البعض من الناحية الوظيفية إلا أنها من الناحية التشريحية تحت سيطرة وتحكم العديد من أجزاء المخ المختلفة في مواقعها، الأمر الذي يجعلنا نقول إنه على الرغم من وجود تباعد تشريحي، هناك تقارب وظيفي بين هذه العمليات. ومع ذلك فهي عمليات يمكن قياس كل منها على حدة.
إن تحديد العمليات المعرفية المضطربة والمتأثرة بالإصابة المخية يسمح للاختصاصي النفسي العصبي أن يحدد ما تركته الإصابة من آثار على قدرات المريض المطلوبة للقيام بأنشطته اليومية، بل وتحديد مدى إمكانيات المريض للشفاء أو التأهيل الناجح بعد زوال الحالة الحادة.
وفيما يلي سوف نستعرض الوظائف العليا للمخ باعتبار أن هذه الوظائف تمثل قمة العلاقة بين المخ والسلوك بشكل عام.
السلوك المكاني
يعد السلوك المكاني من الوظائف العليا التي تشمل العمليات المعرفية والتي تضم العديد من الوظائف كالانتباه والذاكرة واللغة والانفعال والتفكير والوظائف التنفيذية كالتخطيط والتصنيف وتكوين المفاهيم، وما يطرأ على هذه الوظائف من تغيرات مرضية.
وعلى الرغم من أن هذه الوظائف لها علاقة ببعضها البعض من الناحية الوظيفية إلا أنها من الناحية التشريحية تحت سيطرة العديد من أجزاء المخ المختلفة في مواقعها.
وتحديد العمليات المعرفية المضطربة والمتأثرة بالإصابة المخية يسمح للاختصاصي النفسي العصبي أن يحدد مدى ما تركته الإصابة من آثار على قدرات المريض المطلوبة للقيام بأنشطته اليومية بل وتحديد مدى إمكانيات المريض للشفاء أو التأهيل الناجح.
لمفهوم المكان العديد من التفسيرات المتضاربة، حيث يشغل جسمنا حيزاً في المكان ويتحرك فيه ويتعامل مع الأشياء الموجودة في الفراغ. وتتطلب الأنشطة اليومية إدراكاً بصرياً وإدراكاً مكانياً كافيين للقيام بمثل هذه الأنشطة بصورة فعالة.
فنحن نحتاج إلى هذين النوعين من الإدراك في العديد من الأنشطة كارتداء الملابس وتناول الطعام والقراءة والكتابة والرسم والمشي واكتساب المهارات الحركية الجديدة.
فالإدراك البصري المكاني يعتبر عنصراً مُهمَّاً في تحديد مكان الفرد في عالمه المحيط وفي علاقته بالأشياء ضمن هذا العالم بل وفي علاقة هذه الأشياء ببعضها البعض.
ويتم تمثيل الفراغ في المخ على ثلاثة أشكال هي:
- الفراغ الجسمي أو الشخصي. وهو الفراغ الملاصق أو المتعلق بالجسم.
- فراغ تناول اليد أو الفراغ المحيطي. وهو الفراغ الذي يحيط بالفرد ويمكن أن يصل إليه مستخدماً يده.
- الفراغ القريب من الجسم. ويسمى أيضاً بفراغ ما قبل الشخص.
- الفراغ البعيد: وهو الفراغ الذي نتحرك فيه أثناء المشي. ويسمي أيضاً بالفراغ ما بعد الشخصي.
ويرى بروشان وزملاؤه 1985 أن مساحة الفراغ التي نقصد استخدامها في حركتنا تؤثر بشكل كبير في اختيارنا للمهدئات البصرية والإدراكية التي سنستخدمها في هذه الحركة التي تتضمن وصولنا إلى الأشياء أو الإشارة إليها أو الكتابة أو رمي الأشياء.
الاضطرابات المكانية:
ثمة نوعان من الاضطرابات المكانية:
- الأول اضطراب التوجه الحركي: يتميز باضطرابات حركة العين والأطراف.
- الثاني خاص بالتوجه المكاني.
وفيما يلي سنتناول هذين النوعين:
اضطراب التوجه الحركي:
يتعلق هذا النوع بإصابة المسارات الموجودة في النصف الأيمن من المخ، والتي تربط بين القشرة الحسية البصرية في الفص الخلفي وكل من الفص الجداري والفص الجبهي، فحصان البحر.
ومن أكثر الاضطرابات في هذا النوع متلازمة “بالينت” التي وصفها “بادال” أول مرة عام 1889 حيث أنه أول من قدم وصفاً لأعراضها فعلى الرغم من احتفاظ المريض بقدراته البصرية من حيث حركة العين، والتعرف على الأشياء البصرية وتسميتها، إلا أنه يجد صعوبة في تحريك ذراعه نحو الأشياء في الفراغ.
فإذا طلبنا منه أن يمسك زجاجة مملوءة بالماء وأن يسكب منها في كوب أمامه نجده ينظر إلى الكوب ولكنه يسكب الماء خارجه.
وتعني هذه الأعراض أن لدى المريض اضطراب في توجيه الحركة مع عدم تقدير المسافة وهو اضطراب قريب من اضطراب المخيخ وإن كان يختلف عنه ويسمى بالرنح البصري أو صعوبة الوصول إلى الهدف.
يتبع في العدد القادم عن اضطرابات التوجه المكاني
المراجع:
- سامي عبد القوي (2017): علم النفس العصبي – الأسس وطرق التقييم، القاهرة، مكتبة الانجلو المصرية.
- السيد علي السيد (1999): مقياس اضطراب ضعف الانتباه المصحوب بزيادة النشاط الحركي لدى الأطفال، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية
علا محمود محمد ـ السيرة الذاتية
- اسمي علا محمود محمد، ولدت في مصر وتخرجت من كلية الآداب في جامعة عين شمس سنة 1999 وحصلت على ليسانس في علم النفس واجتزت دورة التأهيل التخاطبي بوحدة أمراض التخاطب بقسم الأذن والأنف والحنجرة بكلية الطب جامعة عين شمس من 1-9-2007 وحتى 1-11-2010.
- أعمل بوظيفة اختصاصي تخاطب في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- عضو في مجلس التخاطب في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- لدي العديد من النشاطات العلمية على مستوى مجلس التخاطب وعلى مستوى تدريب الأسر على فنيات العمل مع الأبناء.
- شاركت في التنسيق والمتابعة لعقد جلسات العلاج بالموسيقي للاختصاصيات من جامعة ايوا من كوريا الجنوبية خلال الفترة من 19 يناير إلى 15 ابريل 2015.