إعداد : أ.علا محمود محمد
فما هو اضطراب التوجه المكاني ؟
هو اضطراب ناجم عن إصابة المسارات التي تربط بين القشرة الحسية البصرية والفص الصدغي ومنه إلى حصان البحر فالفص الجبهي وخاصة في النصف الأيمن من المخ.
وكان “بادال” عام 1888أول من وصف حالات صعوبات التعرف على جهتي اليمين واليسار من خلال عدم قدرة المريض على التعرف على أجزاء جسمه أو مخطط هذا الجسم من خلال مفهوم التفكير المكاني.
بينما أشار “هيد” عام 1926إلى أن اضطراب التعرف على جهتي اليمين واليسار هو أحد أشكال اضطراب التفكير الرمزي باعتبار أن معظم المرضى الذين يعانون من هذا الاضطراب غير قادرين على تحديد الأجزاء الجانبية من أجسامهم.
والحقيقة أن كلا التفسيرين (التفكير المكاني والتفكير الرمزي) مقبول وصحيح نظراً لأن المحددات المكانية والرمزية تدخل في الأداء الذي يتطلب التمييز بين اليمين واليسار والذي تتضمن محتوياته: التوجه نحو جسم الفرد ذاته، التوجه نحو جسم الاختصاصي، التوجه نحو كل من الفرد والاختصاصي.
وهذه العملية تتضمن خمسة مكونات هي: التعرف على أجزاء الجسم، تنفيذ أمرين متقاطعين (حيث يطلب من المريض أن يلمس بيده اليسرى أذنه اليمنى)، الإشارة إلى أحد أجزاء الجسم الجانبية، وضع اليد على أحد جانبي جسم الاختصاصي. وهذا بدوره يعني تحقيق نجاح فعلي ضمن مفهومي “اليمين واليسار” كما يتضمن العوامل الإدراكية والرمزية.
كما يتضمن هذا النوع من الاضطراب ما يلي:
اضطراب الخريطة المكانية: حيث يفشل الفرد في تحديد طريقه الذي عليه أن يسلكه خلال تحركه في البيئة، حتى بالنسبة للأماكن المألوفة لديه. كما قد يفشل في تسمية الأماكن الموجودة أمامه على الرغم من معرفته السابقة لها.
الإهمال المكاني: تشمل اضطرابات التوجه المكاني عدم القدرة على التمييز بين اليمين واليسار، وإهمال الجانب الآخر من الجسد. فنجد مريض إصابات الفص الجداري الأيمن يهمل الجانب الأيسر من العالم ومن جسمه ومن ثم يتعامل كما لو أن هذا النصف من العالم ومن جسمه غير موجود.
ومن السلوكيات التي تُلاحظ على هؤلاء المرضى ما يعرف بمتلازمة الإهمال التي وصفها “هيلمان” وزملاؤه عام 1993 لأول مرة وتعكس وجود العديد من الأعراض نتيجة اضطراب أكثر من مكان في المخ. كما أنها تشير إلى فشل المريض في التعامل مع الأشياء والأصوات الموجودة في الجانب الأيسر. بل إن هناك أنواعاً عديدة من الإهمال. فالإهمال ليس مجرد اضطراب في المجال البصري أو الضعف الحركي فهو أكثر من ذلك إذ أن العديد من سلوكيات الإهمال لا يمكن تفسيرها على أساس الاضطراب الحسي أو الحركي فبعض المرضى يعانون من اضطراب الوظائف الحسية والحركية بشكل شديد دون أن نلاحظ لديهم مشكلة الإهمال هذه، بينما نجدها شديدة لدى مرضى لا يعانون من أي فقدان حسي أو حركي.
ويمكن أن نلخص مظاهر الإهمال التي نلاحظها على سلوك المرضى فيما يلي:
- زيادة عدد الحوادث التي يصاب بها المريض أثناء حركته، أو استخدام الكرسي المتحرك.
- صعوبات في التعامل مع الهاتف أو مشاهدة التلفاز أو تناول الطعام.
- صعوبات في التعرف على الوقت بمشاهدة الساعة.
- صعوبات في حلاقة اللحية أو تصفيف الشعر أو ارتداء الملابس.
- صعوبات في عملية النسخ أو نقل الكلمات والأشكال.
- صعوبات في القراءة.
- الشكوى من فقدان الأشياء التي يتركها على يساره.
أنواع متلازمة الإهمال:
يقسم بعض الباحثين الإهمال وفقاً لأنواع الفراغ الثلاثة التي أشرنا إليها من قبل وهي كالتالي:
- إهمال الفراغ الشخصي.
ويظهر في حالة إهمال المريض للجانب الأيسر من جسمه.
- إهمال الفراغ قبل الشخصي.
حيث يجد المريض صعوبة في التعامل مع الأشياء التي تقع في المجال المحيط به أو الفراغ الذي يمكن الوصول إليه.
- إهمال الفراغ البعيد.
يظهر نتيجة اضطراب التعرف على الفراغ البعيد ويجد صعوبة في وصف الأشياء التي تقع في هذا الفراغ.
يتبع مع الوظائف العليا في المخ ( الذاكرة )
المراجع:
- سامي عبد القوي (2017): علم النفس العصبي – الأسس وطرق التقييم، القاهرة، مكتبة الانجلو المصرية.
- السيد علي السيد (1999): مقياس اضطراب ضعف الانتباه المصحوب بزيادة النشاط الحركي لدى الأطفال، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية
علا محمود محمد ـ السيرة الذاتية
- اسمي علا محمود محمد، ولدت في مصر وتخرجت من كلية الآداب في جامعة عين شمس سنة 1999 وحصلت على ليسانس في علم النفس واجتزت دورة التأهيل التخاطبي بوحدة أمراض التخاطب بقسم الأذن والأنف والحنجرة بكلية الطب جامعة عين شمس من 1-9-2007 وحتى 1-11-2010.
- أعمل بوظيفة اختصاصي تخاطب في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- عضو في مجلس التخاطب في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- لدي العديد من النشاطات العلمية على مستوى مجلس التخاطب وعلى مستوى تدريب الأسر على فنيات العمل مع الأبناء.
- شاركت في التنسيق والمتابعة لعقد جلسات العلاج بالموسيقي للاختصاصيات من جامعة ايوا من كوريا الجنوبية خلال الفترة من 19 يناير إلى 15 ابريل 2015.