بقلم : الدكتور علي صابر محمد
نتلقى نحن أطباء المخ والأعصاب والأمراض النفسية، تساؤلات من أهالي الأبناء ذوي اضطراب طيف التوحد، عن بعض الأدوية والتدخلات المتداولة كعلاج لاضطراب طيف التوحد أو بعض أعراضه، ويشرفني جداً، عبر رسائلكم المتعلقة بمقالاتي في مجلة المنال، أن توجهوا الأسئلة، وسوف
أقوم بالرد عليها ضمن المقالات اللاحقة كي تعم الفائدة وتتعمق المعلومات من خلال المناقشة وعرض التجارب العملية للأهالي والاختصاصيين.
وكبداية نطرح موضوع جلسات الأوكسجين تحت الضغط، التي جربها الكثير من الأهالي عبر السنوات الـ 15 الأخيرة.
أنا شخصياً لم أقرأ بحثاً واحداً محكماً يفضي إلى أن جلسات الأوكسجين تحت ضغط تعتبر مفيدة في معالجة أي عرض من أعراض اضطراب طيف التوحد، ومع ذلك، كثرٌ جربوها، ومازالوا يجربونها، ونصيحتي المهنية البحتة هي أن، لا داعي لهذا الإجراء، ليس لضرر فيه، ولكن لأنه غير مجدٍ، وفي ذات الوقت، هو مكلف جداً، فعلى سبيل المثال، أعرف أسرة تلجأ إلى هذا الإجراء، واضطرت إلى بيع منزلها وإنفاق الأموال الطائلة، دون جدوى تذكر.
في حين، أكدت الأبحاث، والتجارب بالنسبة لي وللأهالي، أن استخدام مادة الميلاتونين لعلاج أعراض اضرابات النوم وصعوبته لدى الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، كان فعالاً بدرجة مقبولة لدى البعض، وآمناً دون أعراض جانبية، بسعرٍ معقول عموماً. وهنا لا بد من التأكيد أنني أنصح باستخدامها لهذا العرض المصاحب للتوحد تحديداً، وليس لكل حالات اضطراب طيف التوحد.
إلى اللقاء في العدد المقبل
أخصائى الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى آل سليمان وشركة كهرباء مصر
طبيب جمعية ومركز التأهيل الشامل للمعاقين بمحافظة بورسعيد
مستشار إعاقات الطفولة لجمعية نور الرحمن
صاحب مدونة ( إطلالة على التوحد ),
كاتب ومؤلف بمجلة وكتاب المنال الصادر عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
كاتب بمجلة أكاديمية التربية الخاصة السعودية