إعداد: مجلس النطق واللغة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
تُعرف الجمعية العالمية لعسر القراءة (الديسلكسيا) على أنه صعوبة تعلم محددة ذات أساس عصبي، تتمثل في صعوبات مرتبطة بالتمييز الدقيق و/أو السريع للكلمة وضعف التهجئة والقدرات التحليلية. وعادة ما تنجم هذه الصعوبات عن ضعفٍ كبير في المكون “الفونولوجي” للغة. والمكون الفونولوجي للغة هو الذي يُعنى بالقواعد التي تحدد الأصوات وتسلسلها ويتضمن وصف طبيعة الأصوات والخصائص اللغوية المكونة لها.
أسباب عسر القراءة
تنقسم الأسباب إلى : أسباب خارجية و أسباب داخلية .
الأسباب الخارجية
- الخبرة القرائية والكتابية المبكرة: الأطفال الذين استمعوا إلى قراءة والديهم قبل دخول المدرسة أقل عرضة لمشاكل القراءة من الأطفال الذين دخلوا المدرسة دون هذه الخبرة.
- تدريس القراءة: لأن القراءة مهارة تُكتسب في معظمها من خلال التدريس، فإن الاختلافات في كمية التدريس و/أو جودته تؤثر بشكل واضح على تطور القراءة.
الأسباب الداخلية
- الأساس الجيني: بيّنت الدراسات أن احتمال وجود صعوبات قراءة لدى الأخ أو الأخت لطفل لديه عسر قراءة هو 40% تقريباً، كما أن احتمال وجود تاريخ صعوبات القراءة لدى والد طفل من ذوي صعوبات القراءة، يتراوح بين 30-40%.
- الأساس العصبي: هناك اختلافات كثيرة في بنية الدماغ ووظيفته لدى الأفراد ذوي صعوبات القراءة مقارنة بالأفراد من غير ذوي صعوبات القراءة.
- التحديات البصرية: قد ترتبط صعوبات القراءة بمشاكل بصرية، مثل: أخطاء عكس الحروف أو الاتجاه، مشاكل الذاكرة البصرية، عدم انتظام حركة العين، الحساسية للضوء.
- التحديات السمعية: التحديات في المعالجة السمعية وخاصة صعوبة إدراك الأصوات الصادرة و المتغيرة بسرعة تؤدي إلى تمثيل “فونولوجي” ضعيف وبالتالي صعوبة في الوعي “الفونولوجي” والقراءة .
- تحديات الانتباه: وقد تسهم في ظهور صعوبات القراءة لكنها ليست السبب الرئيس كما هو شائع، حيث أنهما اضطرابين مختلفين ولكل منهما أسباب خاصة.
- التحديات اللغوية: أشارت الأبحاث إلى أن 50% أو أكثر من الأطفال ذوي اضطرابات اللغة في مرحلة ما قبل المدرسة أو الروضة سيواجهون صعوبات القراءة.
هل مشاكل اللغة سبب أم نتيجة لعسر القراءة ؟
رغم أن مشاكل اللغة تلعب دوراً مسبباً في صعوبات القراءة، إلا أنها قد تكون نتيجة لهذه الصعوبات، لأن من يواجهون التحديات في القراءة، لا يقرأون بكثرة، ومع مرور الوقت يمكن أن تقود هذه الخبرة المحدودة إلى قدرات لغوية أقل تطوراً. فعلى سبيل المثال، من المتوقع أن يتراجع أداء الأشخاص ذوي التحديات القرائية مقارنة بأقرانهم فيما يتعلق بمعرفتهم بالمفردات واستخدام القواعد المتقدمة، فجوانب اللغة هذه تعتمد على خبرات القراءة والكتابة الغنية التي من النادر أن يكتسبها الأشخاص من ذوي التحديات القرائية خلال سنوات الدراسة.
غالبًا ما يواجه الأطفال من ذوي عسر القراءة المشكلات التالية مع المكون الفونولوجي للغة:
- الوعي الفونولوجي (الإدراك الصريح لأصوات اللغة)
- الذاكرة الفونولوجية (ذاكرة أصوات الكلام في نطق التسميات (على سبيل المثال ، أسماء الحروف) ، أو أجزاء من الكلمات ، أو كلمات كاملة)
- الاسترجاع الفونولوجي (استرجاع كلمة واسم)
- الإنتاج الصوتي (نطق الكلمات متعددة المقاطع والمعقدة صوتيًا ، على سبيل المثال: مستشفى)
قد يواجه الأفراد من ذوي عُسر القراءة مشكلات في اللغة تمتد إلى تطوير المفردات والقواعد.
وبغض النظر إن كانت مشاكل اللغة سبباً أم نتيجة، لا بد من التعرض لها أثناء العلاج، حيث تحتاج مشاكل مهارات اللغة الفونولوجية وغير الفونولوجية معالجة لضمان بداية جيدة للأطفال المعرضين لخطر صعوبات القراءة.
المراجع :
- Alan G.kamhi , Hugh W.Catts.(2012). Language and reading disabilities
- www.dyslexiaida.org