بقلم : محمد النابلسي
فمن هي عائشة وما قصتها ؟
تظهر عائشة على شاشة التلفزيون الكويتي بنظارتها السوداء لتخفي إعاقتها البصرية بشكل كلاسيكي، مع تسريحة شعرها المرتفعة وثوبها التراثي المطرز بخيوط ذهبية، تجلس بين أعضاء فرقتها وتصدح بصوتها الشجي، تغني بشكل عذب وترسخ للأغنية الكويتية الشعبية مكانة حقيقية.
إنها عائشة المرطة التي ولدت في الكويت عام 1934، توفي والدها عندما كانت في السادسة من عمرها، فعاشت في كنف خالها “النهام”* المعروف “سالم المرطة”، وبعد أشهر من وفاة والدها أصيبت بمرض الجدري، الذي أصابها بإعاقتها البصرية.
التحقت عائشة بمعهد النور للمكفوفين وهو من أوائل المدارس الخاصة بالمكفوفين في منطقة الخليج العربي، ولعل نشأتها في بيت خالها “النهام”، وحفظها المتقن لآيات القرآن الكريم، جعلها تحب الغناء فتغني بين صديقاتها وأفرادِ أسرتها، لتظل في خانة الهواية والغناء بين الأهل والمعارف، ثم تزوجت عام 1984 من “راشد جمعة بوفتين”، والذي منعها من الغناء تماماً.
حلم الغناء عاد مجدداً بعد أن توطدت صداقتها بالمطربة الكبيرة “أم كلثوم” التي تعرفت عليها عن طريق الشيخة “منيرة الصباح” حرم الشيخ “دعيج السلمان الصباح”، وهي صديقة “أم كلثوم”. وقد شجعتها “أم كلثوم” على الغناء، وسعت عائشة إلى إقناع زوجها حتى وافق، ثمّ تحول إلى داعم حقيقي لها.
بدأت الغناء كمطربة شعبية مع فرقة “عودة المهنا” لسنوات طويلة، ولكن النقلة التي حققتها كانت باعتبارها الفنانة الكويتية الأولى التي غنت بمرافقة فرقة موسيقية وليس مجرد الدفوف التقليدية، فقدمت مجموعة من الألحان المُطوَّرة إلى أن غنت للمرة الأولى لحناً غنائياً مُطوَّراً بعنوان «حكم الهوى» من تلحين الفنان “خالد الزايد” وكلمات “ماجد سلطان”، فشقت طريقها الفني واشتهرت كصوت نسائي خليجي مميز.
تعاونت خلال مسيرتها مع الكثير من الأسماء الفنية المهمة منها الفنان “عوض الدوخي”، لكنها رحلت بعد رحلة أليمة مع المرض في العام 1979، ليواري جثمانها الثرى بجنازة مهيبة شهدت تمثيلاً رسمياً وفنياً وشعبياً.
وعلى الرغم من المكانة والشهرة الواسعة التي حققتها “عائشة المرطة” إلا أن محبيها لا يرون أنها قد نالت التكريم المناسب من الجهات الرسمية.
انتهى
• كاتب أردني مقيم في الشارقة
• . مسؤول العمليات الفنية في مدينة الشارقة للخدمات الفنية
• يعمل في مجال الإعاقة والمؤسسات غير الربحية منذ أكثر من عشرين عاماً، شغوف بتعزيز حق القراءة للأشخاص من ذوي الإعاقة، وترسيخ الصورة الحقوقية عنهم في كتب الأطفال واليافعين.
• لديه العديد من المفالات منشورة في عدد من الدوريات العربية الالكترونية والورقية تحمل مراجعات نقدية للكتب، والسينما والحقوق الثقافية لللأشخاص ذوي الإعاقة.
• لديه خبرة في المسرح مع الأطفال والأشخاص من ذوي الإعاقة لديه مشاركات عديدة في مؤتمرات ثقافية ومتخصصة في مجال الكتب والمسرح.
صدر له:
• عن رواية تمر ومسالا – لليافعين عام – 2019 – دار (و) للنشر والوسائل التعليمية – دولة الإمارات العربية المتحدة. –
• قصة خياط الطوارئ – للأطفال عام 2020 ( تحت الطبع) – دار (و) للنشر والوسائل التعليمية – دولة الإمارات العربية المتحدة. –
• حاصل على المركز الأول في جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال سنة 2020 عن قصته “غول المكتبة”