إعداد : اختصاصية العلاج الوظيفي / أسيل عاطف تايه
إمساك القلم بقبضة وظيفية يسمح للطفل بالكتابة بدقة وبسرعة دون أن يتعب بسهولة.
إن الإمساك الضعيف بقلم الرصاص لا يبدو غير ملائم فحسب، ولكنه إشارة إلى أن الطفل لا يستخدم عضلات يده بكفاءة مما قد يؤدي إلى إرهاق الطفل بسهولة وعدم قدرته على الكتابة بشكل جيد
كيف تتطور مسكة القلم؟
عندما ينضج جسم الطفل ويقوى، فإن الطريقة التي يمسك بها القلم سوف تتطور وتنضج. فلا نتوقع من طفل بعمر الثلاث سنوات مثلاً أن يمسك القلم ويتحكم به بشكل جيد مثل طفل في عمر السابعة فالمهارة تتطور تدريجياً مع الوقت. فإذا تعرض الطفل لفرص جيدة من اللعب الحر خلال نموه فغالباً ستكون مسكة القلم الصحيحة اللازمة للكتابة اليدوية متطورة بشكل جيد بعمر 5-6 سنوات.
ولكن إذا أجبرنا الطفل على استخدام “المسكة الصحيحة” قبل أن تصبح العضلات جاهزة للتطور للسيطرة على القلم، فإننا نخاطر بظهور مسكات غير ملائمة أو مسكات ضعيفة.
لذلك من المهم حقًا أن نفهم مراحل النمو الأساسية لحمل القلم وألا نجبر الطفل على استخدام مسكة ليست جاهزة له بعد.
ما هي مسكة القلم المناسبة؟
أظهرت الدراسات أن القدرة على استخدام عضلات اليد والأصابع تلعب دورًا كبيرًا في خط الطفل، لذلك فإن مسكة القلم الصحيحة يجب أن تسمح بحركات الأصابع الدقيقة.
إن مسكة القلم غير الناضجة أو الضعيفة تكون حركة الأصابع بها محدودة، مما يؤدي إلى دفع الحركة وتوجيهها من الرسغ أو الذراع من أجل الكتابة.
اعتبر المعلمون تقليديًا أن الإمساك الصحيح بالقلم هو باستخدام المسكة الثلاثية الديناميكية، حيث يستخدم الطفل الإبهام والسبابة والوسطى للإمساك بالقلم. ومع ذلك، هناك بعض المسكات المختلفة التي وجد الباحثون أنها فعالة بنفس القدر تقريبًا خلال التجارب السريرية المحدودة.
التطور الطبيعي لمسكة القلم
ما هي مسكة القلم الضعيفة؟
إذا كان الطفل يمسك القلم بطريقة تمنع حركات الأصابع، فقد يتسبب ذلك في إجهاد إضافي وعدم الراحة أثناء الكتابة، وهذا بدوره قد يؤثر على كفاءة خط اليد، لأن الطفل سيستخدم عضلات الرسغ والذراع لتحريك القلم وتشكيل الحروف.
قد تكون مسكة القلم هي المؤشر الأساسي والواضح الذي يستند عليه المعلم لإرسال الطفل لتقييم العلاج الوظيفي، ولكن اختصاصي العلاج الوظيفي الجيد سيقوم بعمل تقييم شامل لجميع العوامل المختلفة التي قد تؤثر على الكتابة. في الغالب ليست مسكة القلم وحدها سبب ضعف كفاءة خط الطفل.
كما يمكن أن تكون مسكة القلم الضعيفة مع الكتابة اليدوية غير المرتبة من أعراض عسر القراءة.
مسكة القلم والكتابة اليدوية
أظهرت الدراسات أن مهارة عضلات اليد والأصابع لها تأثير كبير على قدرة الطفل في الكتابة اليدوية (جنبًا إلى جنب مع مهارات التكامل البصري-الحركي الجيد).
عندما يكون خط يد الطفل غير مرتب، قد تكون مسكة القلم هي أول ما يلاحظه المعلم، ومع ذلك، هناك العديد من العوامل المختلفة التي تؤثر على خط اليد، وقد تكون مسكة القلم الضعيفة مجرد أحد العوامل التي تؤثر على كفاءة خط يد الطفل. لذلك فإن مسكة القلم مهمة بقدر ما تسمح للطفل باستخدام أصابعه بحرية أم لا.
عرض عوامل الكتابة اليدوية
عندما تتمكن الأصابع من التحرك بحرية بالقدر الصحيح من التحكم، يمكن قلب القلم والتلاعب به لتشكيل الحروف المختلفة بدقة.
إذا كان لدى الطفل قدرة معقولة على الإمساك بالقلم، ولكنه لا يزال يعاني من الكتابة اليدوية، فربما يمكنك العمل على تحسين مهارات التكامل البصري الحركي للمساعدة في تحسين تكوين الحروف ووضوحها.
كيف يمكنني مساعدة طفلي؟
على عكس الرأي السائد، فإن أنشطة القلم والورق ليست أفضل طريقة لمساعدة طفلك على تطوير جيد لمسكة القلم!
من المهم أن يحصل طفلك على الكثير من الفرص للرسم بحرية. هناك العديد من الفوائد للرسم، بما في ذلك المساعدة في تطوير وممارسة مهارة الإمساك الجيد. هناك أكثر من طريقة للتحكم الفعال في أداة الكتابة لتشكيل الحروف.
لكن مع بعض المسكات التي يحاول الأطفال القيام بها، فإنهم يفتقرون إلى السيطرة، أو تتعب أيديهم وأذرعهم بسهولة. في هذه الحالات، يمكنك اقتراح تعديلات صغيرة تسهل الكتابة:
- تأكد من إدخال الخنصر والبنصر في راحة اليد، على سبيل المثال.
- بدلاً من الإشارة إلى السقف، يجب توجيه الممحاة الموجودة أعلى القلم نحو الجسم.
- يجب أن تشكل إصبع السبابة والإبهام شكلاً دائرياً.
كما يمكن أن تقدم الكتابة على الأسطح العمودية تدريبًا مفيدًا أيضًا.
تتوفر المنتجات لمساعدة الأطفال على الإمساك الجيد باستخدام المسكة الثلاثية، مثل أقلام التلوين والأقلام التي تكون على شكل مثلث (مثل الصورة المرفقة) أو استخدام المسكات المختلفة مع الأقلام العادية (مرفق بالصورة)
ومن المهم جداً التركيز على بناء المهارات الحركية الكبرى والدقيقة لما له من فائدة في تطوير مسكة القلم.
بناء المهارات الحركية الكبرى
يحتاج الأطفال إلى القوة في أذرعهم وأكتافهم للمساعدة على التحكم بأيديهم للكتابة. تعتبر الأنشطة والألعاب الخارجية أو الداخلية التي تتضمن القفز وركوب الدراجات والرقص والزحف والمشي والجري جيدة لتمرين عضلات الجسم الكبيرة.
بناء المهارات الحركية الدقيقة
عضلات اليدين الصغيرة القوية ضرورية للكتابة الفعالة. تشمل الأنشطة التي تساعد على تقوية هذه العضلات الرسم والطلاء وألعاب البناء والتركيب والفك وغيرها من الأنشطة التي تستخدم الأصابع
قد يكون قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات مشكلة، حيث يستخدم الأطفال أصابعهم بشكل أقل من الأجيال السابقة.
إليك بعض الأفكار البسيطة لأنشطة خاصة لتطوير مسكة القلم:
1. الرسم باستخدام أقلام التلوين القصيرة
بدلاً من التخلص من تلك الأقلام القصيرة، قدمها لطفلك فهي تساعد في تشكيل مسكة ثلاثية بشكل طبيعي، مع إراحة الإصبع الصغير على الورقة للتحكم يمكن استعمال قطع الطباشير المكسورة أيضًا.
2. اللعب بالعجينة
علم طفلك كيفية دحرجة العجين باستخدام راحة يده، وكيفية تشكيل الكرة. وكذلك تشكيل مختلف الأشكال هذا يساعد بشكل خاص في المرونة في مفصل الإبهام.
3. الفرز بالملاقط
قدم لطفلك مجموعة متنوعة من الأشياء الصغيرة والملاقط للفرز حسب اللون أو الخصائص الأخرى.
4. وضع العملات في حصالة النقود
انشر مجموعة متنوعة من العملات المعدنية على السطح واطلب من طفلك التقاطها واحدة تلو الأخرى ووضعها في حصالة النقود. يمكن لطفلك أن يتعلم عن المال في نفس الوقت.
5. الرش بزجاجات المياه
املأ زجاجة الرذاذ بالماء وانتقل إلى الخارج للاستمتاع بالرش. يمكن أن يؤدي تشغيل آلية الرش إلى تقوية عضلات يدي طفلك. رش جانب المنزل والممر والرصيف بالحروف والأرقام والصور والتصاميم المختلفة.
6. الدفع في لوحة الوتد
شجع طفلك على تشكيل تصميمات بأوتاد على لوح مشابك. كنشاط بديل، قدم مصاصات بلاستيكية من علب العصير لدفعها في الفتحات.
7. الرسم بالإسفنج
قطع إسفنجة إلى مربعات صغيرة واطلب من طفلك أن يستخدم واحدة لكل لون من الألوان. ستستخدم بشكل طبيعي قبضة مواتية جدًا للمسكة الثلاثية.
إذا كنت قلقًا بشأن خط طفلك، فإنني أوصي بالحصول على تقييم علاج وظيفي للمساعدة في تحديد الأسباب الكامنة وراء مشاكل الكتابة اليدوية لدى طفلك.
المراجع:
https://www.ot-mom-learning-activities.com/pencil-grasp.html