استقبلت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الاثنين 12 نوفمبر 2012، السيدة أحلام مستغانمي الكاتبة الروائية الجزائرية بمناسبة تواجدها في إمارة الشارقة ومشاركتها في معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث كان في استقبالها لدى وصولها مبنى إدارة المدينة كل من الأستاذة منى عبد الكريم مديرة مدرسة الوفاء لتنمية القدرات وأحمد الحمادي ضابط علاقات عامة في المدينة.
وجاءت هذه الزيارة بهدف التعرف على المدينة والإطلاع على الخدمات الواسعة التي تقدمها للأشخاص من ذوي الإعاقة، وأيضا لرغبة الكاتبة في بحث أواصر التعاون مع المدينة والمشاركة في العمل التطوعي وتقديم المساعدات والمساهمات في كل ما يدعم ويساند فئة المعاقين.
وفي هذا السياق، رحبت الأستاذة منى عبد الكريم بالسيدة أحلام مستغانمي، وقدمت لها تعريفا شاملا عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أوضحت فيه طبيعة عمل المراكز والأقسام التابعة للمدينة والبرامج والأنشطة وآليات التعليم والإستراتيجيات التي تطبقها المدينة على مختلف مستويات التعليم والتأهيل بداية من التدخل المبكر للإرتقاء بالأشخاص من ذوي الإعاقة إلى مستويات أفضل وتمكينهم ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع.
كما تحدثت مديرة مدرسة الوفاء لتنمية القدرات عن الجهود الفعالة التي تحرص المدينة على إبرازها للإرتقاء بمستويات الأشخاص المعاقين وتطرقت إلى الأهداف والإنجازات التي تحققت في هذا الجانب من حيث العلاج والتعليم والتأهيل وتوظيف الأشخاص المعاقين مع الحرص على تعزيز دمجهم في المجتمع وضمان حقوقهم الإنسانية.
بعدها قامت الأديبة أحلام مستغانمي بجولة إستطلاعية في المدينة وأقسامها، بداية بمدرسة الوفاء لتنمية القدرات حيث وقفت عند فصول المدرسة وتعرفت على تخصصاتها والإمكانيات والبرامج المقدمة للطلبة من ذوي الإعاقة الذهنية، وانبهرت أحلام مستغانمي بقدرات الطلبة من ذوي الإعاقة الذهنية وتجاوبهم الفعال وبمستوياتهم وبالإمكانيات المتوفرة لهم، كما تفاعلت مع الطلبة من ذوي الإعاقة الذهنية بالكثير من المودة والمشاعر الصادقة وشاركتهم أنشطتهم الدراسية في أجواء مفعمة بالبهجة والسرور، وأدخلت بحسها الإنساني الفرح على قلوبهم وبادلتهم بعباراتها وكلماتها الحانية مشاعر المحبة الصادقة عبرت من خلالها عن سعادتها بهذه الزيارة التي فاقت توقعاتها.
بعدها تواصلت زيارة الكاتبة الجزائرية مستغانمي إلى قسم التأهيل المهني، حيث استقبلها الأستاذ أمجد الطواهية مسؤول قسم التأهيل المهني والتدريب والتشغيل في المدينة للتعرف على مختلف تخصصات التأهيل، وشد انتباهها في ورشة الخزف القدرات والمهارات المهنية للطلبة من ذوي الإعاقة ومايقدمونه من منتجات السيراميك والخزفيات التي تعكس طاقاتهم الإبداعية، وأعربت عن إعجابها بمستوى التأهيل والتمكين الذي يتلقاه الطلبة من ذوي الإعاقة، والتي تدل على حسهم الفني والإبداعي من خلال ما يقدمونه من أعمال متميزة تستحق التقدير.
وفي مدرسة الأمل للصم تعرفت الكاتبة على الخدمات والأنشطة التي تقدمها المدرسة للطلبة الصم من حيث التعليم لمختلف المراحل العمرية من الحضانة إلى التعليم الثانوي، كما وقفت في جولتها عند أقسام المدرسة وأثنت على التقنيات التعليمية الحديثة المستعملة في المنظومة التعليمية بمدرسة وروضة الأمل للصم، وأشادت بمهارات وكفاءات هيئة التعليم والتدريس وبالمعاملة الجيدة في التعامل مع الطلبة الصم والتي تؤكد على الحس الإنساني والأخلاقي والإيماني لكافة العاملين في المدينة.
وقالت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي: «لم أتوقع أن تكون مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بهذا المستوى المبهر في خدمة فئة المعاقين وهذا الإنجاز أخذ سنوات وقرارات لترسيم هذا المشروع وهو يحاكي البعد الإنساني والإيماني لسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي التي شعرت بحضورها في كل زاوية زرتها في المدينة، وبدوري أهنئ سعادتها على صبرها الجميل وجهودها النبيلة وإن لم أجتمع بها فيكفيني ما سمعته عن شخصها لأحبها، وإنجازاتها واضحة من خلال ملامح السعادة والبهجة التي تشع من قلوب أطفال المدينة».
وأضافت إن المدينة مثالية من خلال التخصصات المتكاملة التي توفرها في مكان واحد وبكوادر متخصصة للإهتمام بفئة ذوي الإعاقة والحرص على دمجهم المجتمعي، مؤكدة أن المدينة نموذج يحتذى به خاصة أنه لا توجد مراكز بهذا المستوى في الكثير من الدول العربية وقالت: «أتمنى أن تفتح هذه الزيارة آفاقا لأشارك وأساهم في دعم ومساندة الأشخاص من ذوي الإعاقة خاصة أن التعامل مع هذه الفئة يتطلب الكثير من الصبر وقوة الإيمان وهذا ما يميز كافة العاملين في المدينة بما تحويه قلوبهم البيضاء من إيمان وحب الخير، ولا يكفي أن أوجه جزيل الشكر والتقدير للشيخة جميلة القاسمي ولكل العاملين في المدينة، وانما يستحقون وقفة تقدير وثناء على تعاملهم الإنساني وجهودهم الفعالة في خدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة لضمان استقلاليتهم الذاتية وانتمائهم المجتمعي».
وفي نفس السياق أعربت الأستاذة منى عبد الكريم عن سعادتها بهذه الزيارة وقالت: «يشرفنا أن تزور كاتبة قديرة وكبيرة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وتتعرف على الخدمات خاصة أنها لأول مرة تزور مركز يعنى بفئة المعاقين والطابع الإيجابي الذي أخدته عن المدينة يزيد من مسؤوليتنا للإرتقاء بالخدمات التي نقدمها نحو الأفضل»، وأضافت أن هذه الزيارة هي فاتحة للتعاون المستقبلي مع الكاتبة أحلام مستغانمي لنشر ثقافة الإعاقة من خلال كتاباتها الإبداعية، خاصة أنها أكدت على إستعدادها للتعاون والمساهمة في أي مشروع أو نشاط تقدمه المدينة ويعود بالمنفعة على الأشخاص من ذوي الإعاقة ليكونوا سعداء كغيرهم من أفراد المجتمع.