إعداد : الفريق البحثي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
أ.محمد صلاح عبد الرزاق، و د. يسرية عبد العزيز علي
[email protected]; [email protected]
أضرار الألعاب الإلكترونية
الأضرار الصحية والذهنية
هناك العديد من التأثيرات السلبية على الصحة بسبب الألعاب الإلكترونية المختلفة، بما في ذلك نوبات الصرع، والقصور العصبي، والعدوان أو العنف الجسدي، والأداء الدراسي الضعيف. وللألعاب الإلكترونية تأثير سلبي أيضاً على التركيز العميق، وقد يكون من الصعب صرف انتباه الطفل عن اللعبة كلما طالت مدة اللعب، بما يتسبب ذلك في القصور العصبي. ونلاحظ أن حركة العينين تكون سريعة جداً أثناء ممارسة الألعاب الإلكترونية، مما يزيد من إجهادها، كما أن مجالات الأشعة الكهرومغناطيسية المنبعثة من الشاشات تؤدي إلى احمرار العين وجفافها، وكذلك الزغللة، وكلها أعراض تعطي الإحساس بالصداع والشعور بالإجهاد البدني وأحياناً القلق والاكتئاب، والخمول والكسل وانحناء الكتفين، وتوفر بيئة مثالية لزيادة الوزن والسمنة.
الأضرار النفسية والسلوكية
يتأثر الطفل سلباً بما يشاهده من الألعاب الإلكترونية، فهي تعمل على توليد نزعة الجُبن لدى الأطفال، أو تولّد العنف والتقليد والكسل والخمول، كما تقودهم إلى اكتساب سلوكيات وحالات مرضية نتيجة للالتصاق الشديد بهذه الألعاب الخطرة، بالإضافة إلى تأسيس نزعة الشر والعدوانية والجريمة في نفوسهم بسبب المشاهد المتنوعة والمثيرة، ويتفاوت هذا التأثير بين الأطفال حسب واقعهم وظروفهم الاجتماعية.
وقد تصنع الألعاب الإلكترونية طفلاً عنيفاً لما تحتويه من مشاهد عنف يرتبط بها الطفل، كما سيغلب العنف على أسلوبه في مواجهة المشاكل التي تصادفه، كما تُختزن مشاهد العنف في العقل الباطن وتخرج حينما تتاح لها الظروف الخارجية من خلال مثيرٍ يشجع العنف المُختزن.
الأضرار الدينية والثقافية
إن محتويات ومضامين بعض الألعاب الإلكترونية، بما تحمله من سلبيات وطقوس دينية معادية ومسيئة للديانات، قد تؤثر سلباً على اللاعب أو المشاهد، كما أن تعلق الأطفال والمراهقين بالألعاب الإلكترونية قد يلهيهم عن أداء بعض العبادات الشرعية، وبالذات أداء الصلوات، كما أنها قد تلهيهم عن طاعة الوالدين والاستجابة لهما وتلبية طلباتهما، بالإضافة إلى إلهائهم عن صلة الأرحام وزيارة الأقارب.
وتتجسد الأضرار الثقافية في تعليم الأطفال الثقافات الغريبة الدخيلة على ثقافتنا العربية المسلمة، والعادات السيئة كأنواع السب والشتم ولعب القمار، بالإضافة إلى تجسيد الثقافات الجنسية كالألعاب التي تحتوي على صور خليعة وعلى حركات ومشاهد وصور غير أخلاقية، تتنافى مع مبادئنا وأخلاقنا الإسلامية.
الأضرار الاجتماعية والدراسية
تتمثل بزيادة مساحة انفصال الطفل عن الواقع، وخطورة استخدام شخصيات إلكترونية خيالية، فهذه الشخصيات تنمي خيال الطفل لكن في الوقت ذاته تنمي مساحة الانفصال عن الواقع، وكي يندمج في الواقع فإنه يتعامل بمنطق هذه الشخصيات الخيالية، وهو ما يفجر طاقات العنف والتوتر، والتحدي، والخصومة الدائمة مع المجتمع المحيط به، كما تعَدُّ وسيلة للهروب من التواصل والجلسات العائلية. إن ممارسة الألعاب الإلكترونية دون ضوابط يؤثر سلباً على التحصيل الدراسي، ويؤدي إلى إهمال الواجبات المدرسية والهروب من المدرسة أثناء الدوام المدرسي، ويؤدي إلى اضطرابات في التعلم، كما أن الطفل الصغير عندما يتعلق بهذه الألعاب فإن ذلك يؤثر سلباً على دراسته ومجال تفكيره، كما أن سهر الأطفال والمراهقين طوال الليل وهم يلعبون يؤثر بشكل مباشر على نشاطهم في اليوم التالي.
الأضرار المادية الاقتصادية
يتمثل ذلك في إهدار وتبذير الأموال لشراء تلك الأجهزة الإلكترونية والرقمية الحديثة الخاصة باللعب الباهظة الثمن، فالأطفال وبفعل التحريض من أصدقائهم والتنافس فيما بينهم، يدفعون أولياء أمورهم ويجبرونهم على شراء آخر إصدارات هذه الألعاب الالكترونية الرقمية، ثم إهدار المدخول المادي في صيانة وتصليح هذه الأجهزة، لأنها كثيراً ما تتعرض للتلف بسبب سوء الاستخدام وكثرته.
وكي تتفادى أضرار الألعاب الإلكترونية على أطفالك يمكنك القيام بالآتي:
- تحدث معهم حول التفاصيل التي تتعلق بالألعاب الواجب حذفها. (عن المعايير الاجتماعية للأسرة – ما تحتويه الألعاب من أمور سيئة – مناقشة الأبناء عن الأمور السيئة التي يمكن تواجههم أثناء اللعب، وضع حدود زمنية للعب ووضع قواعد أثناء اللعب مثل منع المبالغة خلال التفاعل مع الألعاب كرفع الصوت……)
- يجب أن يفهموا تصنيفات الألعاب ومدى ملاءمتها لفئتهم العمرية.
- جعل معظم الألعاب جماعية: اشتر ألعاباً متعددة اللاعبين واجعل الكثير من وحدات التحكم في متناول الأيدي. (تم التوضيح )
- شارك أبناءك اللعب كي تكون قريباً منهم ولديك الخبرة الكافية بمحتوى الألعاب.
أعراض إدمان الألعاب الإلكترونية
- غياب الرغبة في التواصل مع الآخرين، واللعب مع الأطفال، ورفض الخروج من المنزل.
- التوتر المستمر في حال عدم وجود الأجهزة الإلكترونية التي اعتاد اللعب بها.
- فقدان التركيز وعدم القدرة على الكتابة والدراسة بشكل صحيح.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة الأخرى وعدم الرغبة في فعل أي شيء آخر.
- تدني المستوى الدراسي.
- تعلق الطفل بالأجهزة الإلكترونية بغرض اللعب.
استمالة الأطفال عبر الألعاب الإلكترونية
هي عملية استدراج ومصاحبة شخص بالغ لطفل بقصد استغلاله جنسياً وإقامة علاقة غير مشروعة معه، وقد يكون ذلك لأغراض تتعلق بالإتجار بالأطفال، أو بقصد إنتاج مواد إباحية، وفي جميع الأحوال يعتبر ذلك جريمة جنائية وصورة من صور الإساءة للأطفال.
الأمور التي تبين استمالة الطفل
- تطلب منه صور.
- تطلب منه مقاطع فيديو.
- تطلب منه المقابلة وجهاً لوجه.
- تقديم الدعم أو الهدايا.
- جعل الطفل يشعر بالخصوصية.
- يطلب من الطفل دعمه.
- يُطلب من الطفل رقم هاتفه.
- يُسأل عن مكان إقامته.
- يُسأل الطفل إن كان لوحده.
- العثور على أشياء مشتركة مع الطفل.
- تهديد الطفل أو التلاعب به لفعل أشياء معينة.
العلامات التي تدل على أن الطفل قد يكون في خطر
- هدايا غير مفسرة أو أرصدة لعبة أو أموال.
- التكتم والسرية حول من يتحدث إليه عبر اللعبة.
- موقف دفاعي عندما يُسأل الابن عن الأنشطة أو سلوكه خلال اللعب.
- تغيرات ملحوظة في المعرفة الجنسية أو اللغة أو السلوكيات لدى الطفل.
الذي يجب عمله في مثل هذه الحالات
إذا كنت قلقاً من تعرض ابنك للخطر، فإليك ما يمكنك القيام به:
- تحدث مع ابنك عن مخاوفك.
- أخبره أنك هنا للمساعدة وتريد أن يكون في أمان.
- أكّد على أنه ليس مخطئاً إذا كان في ورطة.
- الإبلاغ عن السلوك المشبوه للشرطة، أو جهات الاتصال المعتمدة في بلدك.
- ساعده في التحقق من إعدادات الخصوصية الخاصة به.
- ساعده في حظر أو إلغاء الأشخاص المريبين.
- علّمه عدم مشاركة كلمات المرور أو الحسابات الشخصية مع اللاعبين.
- أخبره أن عليه أخذ الإذن قبل قبول مقابلة شخص تعرّف عليه أثناء اللعب والمحادثات الفورية.
- تعلّم أكثر عن الرقابة الأبوية على الأجهزة، والتطبيقات المساعدة.
الدراسات التي دعمت استخدام الألعاب الإلكترونية
دراسة نجلاء أحمد (2020) إن من أهم النتائج التي توصل إليها البحث تأكيد فاعلية الألعاب الإلكترونية التعميمية في تنمية مهارات التفكير وحل المشكلات وتوفير جو من المتعة والمساهمة في زيادة المعرفة بسبب خروج التلاميذ من التكرار والممل.
وأيضا تنوع أشكال وأنماط الألعاب الإلكترونية التعميمية: كالصور والرسوم، والفيديوهات المعززة بتفاصيل وأساليب مساعدة مختلفة يساعد على استيعاب أهداف المحتوى. وتبين من خلال النتائج فاعلية الألعاب التعميمية الإلكترونية في تنمية مهارات التفكير وحل المشكلات، والتأكيد على ضرورة تقديم الألعاب التعميمية في المحتوى التعليمي؛ للمساهمة في تمهيد التعليم والعمل على زيادة حب وشعف التلاميذ للتعلم والتفكير وحل المشكلات، وإبراز أهمية الألعاب الإلكترونية التعليمية في المحتوى التعليمي والعمل على تهيئة التعليم بصورة بسيطة وأسهل وبطريقة جديدة ومتطورة.
ودراسة بسمة الشيخي، إيمان الزوي (2022) حيث كانت من أهم النتائج التيتوصلت إليها الدراسة:
تبين من خلال بيانات الدراسة أن الألعاب الإلكترونية ليست مقتصرة على الذكور فقط بل إن الإناث أيضاً يلعبن الألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت؛ ففي هذه الدراسة مثلت فئة الإناث أكثر من ثلث العينة، هذا وأوضحت الدراسة أن مستخدمي الألعاب الإلكترونية تنوعت أعمارهم فليس هناك فئة عمرية محددة للعب؛ فقد شملت العينة فئات عمرية متنوعة
- تبين من خلال بيانات الدراسة أنهم يمارسون الألعاب الإلكترونية عن طريق هواتفهم النقالة كم أنهم يمارسونها لأكثر من 5 ساعات يومياً، وهدفهم من اللعب بهذه اللعبة هو الترفيه والتسلية.
- تبين من خلال بيانات الدراسة أن العلاقات الأسرية الاجتماعية تأثرت نوعاً ما بالألعاب الإلكترونية كفترات الجلوس مع الأهل ومشاركتهم مشاكلهم، ومبادلتهم أطراف الحديث، فقد حدث لهذه السلوكيات شيء من الركود نتيجة الانشغال باللعب.