الأشخاص ذوو الإعاقة وحلم التوظيف
المقابلة الشخصية للمرشحين من الأشخاص ذوي الإعاقة
إعداد: مجلس الاختصاصيين النفسيين والمشرفين التربويين في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
المشرف التربوي محمد عبد المنعم قشطة
[email protected] ، [email protected]
تابع للجزء الثاني في العدد 383
تتيح المقابلة الشخصية للأشخاص الفرص الممكنة لعرض مهاراتهم وخبراتهم التي يمكن أن تضيف قيمة إلى المنشأة. ولا ينبغي استخدام المقابلة الشخصية كوسيلة لصرف الناس أو تقليل عدد الأشخاص الذين سيتم اختيارهم.
وبصفة خاصة، هناك فرصة للأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ وظيفي اعتيادي كي يترجموا تجاربهم إلى كفاءات وخبرات عملية. ولا ينبغي وضع افتراضات معينة تتعلق بالفجوات في التاريخ الوظيفي، أو الخبرة العملية، أو المهارات الخاصة بالمرشحين الذين لم يتقدموا إلى المنشأة بالطرق التقليدية، مثل: وكالات التوظيف للمرشحين من الأشخاص ذوي الإعاقة. وينبغي البحث عن المهارات اللازمة، وعدم الالتفات إلى الأمور التي ليست لها علاقة بالشخص نفسه، مثل : تجربة توظيف شخص من ذوي الإعاقة لم يكتب لها النجاح في الماضي.
أساليب المقابلة الشخصية
- عدم سؤال المرشح ذي الإعاقة عن التفاصيل الطبية أو الشخصية: “كيف حدثت لك الإعاقة؟” أو “ماذا حدث لك؟”، فالذي تحتاجه المنشأة في هذه المرحلة معرفة كيفية تأثير الإعاقة على المرشح في مكان العمل.
- التركيز في الأسئلة على الكفاءات الأساسية المطلوبة للوظيفة، وليس على إعاقة الشخص: “قل لي كيف ستقوم بأداء هذا العمل؟”
- تنبيه المرشح عند عرض قدرته على تلبية معايير العمل إلى دور الخبرة العملية والعمل التطوعي في التقييم.
- عدم الإظهار للمرشح المعرفة بكيفية تأثير الإعاقة على الشخص. فلا يسأل: “ما الذي لا تستطيع عمله بسبب إعاقتك؟”، فليس مهماً ما الذي لا يستطيع الشخص ذو الإعاقة فعله، ولكن المهم هو الذي (يستطيع عمله) مع بعض الترتيبات الميسرة عند الحاجة.
- التأكد من أن الأسئلة تركز على “النتيجة”، أي النتيجة النهائية المرغوبة.
- تحديد ما تتطلبه الوظيفة من مجهود بدني /أو ذهني. فعلى سبيل المثال: لا بد من الإشارة إلى قدر المجهود البدني الذي تتطلبه وظيفة تتضمن الحمل، وكم مرة سيقوم به الشخص.
- التأكد من أن كل المسؤولين عن إجراء المقابلات الشخصية قد تلقوا تدريباً على التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة. وفي الغالب سيكون اهتمام المسؤول عن المقابلة الشخصية الذي تلقى تدريباً على التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة بغياب الاتصال بالعين بينه وبين المرشح الذي يعاني من صعوبة في السمع ويقرأ حركة الشفاه، أقل.
الترتيبات التيسيرية لإجراء المقابلة الشخصية
من المهم جداً أن تتابع الإدارة العليا للمنشأة مدى تنفيذ والتزام المنشأة بإجراء الترتيبات التيسيرية. وإخبار كل مرشح بترحيب المنشاة بمناقشة أي ترتيبات تيسيرية مطلوبة بصرف النظر عما إذا كان المرشح قد أبلغ المنشأة أنه من الأشخاص ذوي الإعاقة أو لم يبلغها بذلك.
إذا كان التقييم الذي يسبق المقابلة الشخصية هو أول مراحل عملية التوظيف في المنشأة، فلابد من التأكد من توجيه السؤال حول الترتيبات التيسيرية التي قد تكون هناك حاجة إليها، مثل: منح وقت إضافي، أو توفير طاولة مناسبة وسهلة الوصول لأداء الاختبار أو التقييم، أو برامج إلكترونية مختلفة.
التمهيد للمقابلة الشخصية
تقديم معلومات عن المقابلة الشخصية بصيغ مختلفة.
- ضمان الوصول بسهولة إلى موقع المقابلة الشخصية إن أمكن. وسؤال المرشح إن كان يفضل التنسيق لإحضار مترجم لغة إشارة أو المرافق عند الحاجة لذلك، أو أن هذا ما ينبغي على المنشأة أن تفعله، مع إيضاح أن المنشأة هي التي ستدفع تكاليف هذه الخدمة بصرف النظر عمن يقوم بترتيبها ومنح مدة ثلاثة أسابيع على الأقل لترتيب حضور مترجم لغة الإشارة.
- إجراء المقابلة بوجود شخص واحد فقط ـ بدلاً من حضور لجنة من المسؤولين عن المقابلة ـ ، وذلك تجنباً لتعرض الأشخاص ذوي الإعاقة وخاصة ذوي صعوبات النطق للضغط النفسي أو التوتر.
- التفكير في تقديم بدائل للمقابلات الشخصية المعتادة. فمثلاً يفضل لمن لديه إعاقة سمعية أن تكون المقابلة معه من خلال البريد الإلكتروني أو بالحضور الشخصي.
- تكبير حجم الخط للمطبوعات الموجودة أثناء المقابلة الشخصية.
- عدم سؤال المرشح: “كيف سيؤثر ضغط المواعيد الزمنية الضيقة على إعاقتك؟”،
وطرح السؤال على النحو التالي: ” تتطلب هذه الوظيفة العمل تحت الضغط بسبب ضيق الوقت اللازم لإنجازها، فهل من الممكن أن توضح لنا إن كنت قد تعرضت لضغط في العمل، وكيف تمكنت من تنفيذ المهام المسندة إليك في المواعيد المحددة”.
بدائل عن المقابلة الشخصية
قد تستبدل المقابلة الشخصية للأشخاص ذوي الإعاقة ببدائل أخرى، كالفترة التجريبية للعمل، وتظهر
أهميتها في :
- استفادة بعض المرشحين من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين لا تمكنهم إعاقتهم من التعبير عن قدراتهم في المقابلات الشخصية، والعمل بهذه الطريقة يعد أيضاً وسيلة جيدة لتعريف الأشخاص ذوي الإعاقة بالمنشأة.
- معرفة مقدرة الموظف على أداء وظيفته بعد إجراء الترتيبات التيسيرية السليمة. وشروط الإدارة السليمة لهذه الفترة.
- التأكد من حصول المرشحين على الوقت الكافي للتأقلم مع الترتيبات التيسيرية التي تمت.
- عدم استغلال هذه المدة كفرصة لتمديد الفترة التي يقضيها الموظفون من ذوي الإعاقة تحت التجربة مقارنة بغيرهم من الموظفين من غير ذوي الإعاقة.
كن مستعدا للقيام بما يلي :
- إجراء المقابلة الشخصية في مكان يمكن الوصول إليه، مثل الطابق الأرضي، أو في غرفة يمكن الوصول إليها بمصعد.
- إجراء الترتيبات لوجود مترجم بلغة الإشارة إذا تطلب الأمر
- السماح للشخص بأن يصطحب معه مرافق إذا رغب
- النظر في أخذ البدائل بالاعتبار بالنسبة للمقابلة الاعتيادية، بمعنى وجود شخص واحد فقط مسؤول عن إجراء المقابلة، أو إجراء المقابلة عبر الهاتف
كيف تتعرف على وجود إعاقة لدى المرشح للوظيفة؟
العديد من الإعاقات غير ظاهرة؛ فإذا أجريت عملية توظيف خالية من أية عوائق قدر الإمكان، وقامت المنشأة بسؤال كل المرشحين عما إذا كانوا بحاجة لإجراء أية ترتيبات تيسيرية، فمن المحتمل أن يشعر المرشحون الذين تتم مقابلتهم براحة أكثر لإخبار المنشأة بوجود إعاقات لديهم.
الاستبيانات الطبية والفحوصات الصحية
يجب أن تستخدم الاستبيانات الطبية والصحية فقط للمساعدة في إجراء الترتيبات التيسيرية اللازمة التي تمكن الشخص ذا الإعاقة من أداء العمل. ويجب على أطباء الصحة المهنية المشاركين في عملية التوظيف التركيز على النتائج التي تتطلبها الوظيفة والترتيبات التيسيرية المناسبة.
لا يعتبر التاريخ الطبي أو مستويات التغيب عن العمل بسبب المرض في الماضي مؤشراً معتمداً على مستوى الأداء في المستقبل، ومن الممكن أن يعود سبب الغياب عن العمل في الماضي إلى عدم استعداد صاحب العمل السابق تقديم المساندة، ومن الممكن أن يكون هذا الموظف قد أصبح الآن أكثر خبرة في التعامل مع تأثيرات إعاقته.
المصادر :
- وزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية – الدليل الإرشادي لبيئة عمل نموذجية للأشخاص ذوي الإعاقة
- عوائق توظيف الأشخاص من ذوي الإعاقة Escwa الأمم المتحدة الإسكودا
يتبع ………