بقلم ألاء قاسم ( موهبة صاعدة في الكتابة )
أول تجربة كتابية للطالبة
كنت جالسة أتأمل التلفاز وهو مطفىء، أنظر إلى سواده الشديد الغامض فحاورته وقلت له: يا لك من عجيب! كم أنت مُضِّيع للوقت! أنت تجعل بعض البشر متعلقين بك!
التلفاز: ماذا؟! لماذا تقولين هذا الكلام المؤلم لي؟
لأنك تلفاز مُضِّيع للوقت وبرامجك سيئة.
التلفاز: ماذا تقولين؟ أنا فقط أعرض طيفاً واسعاً من الأفلام والمسلسلات والبرامج لكم! أنتم المضيعون للوقت، يجب أن تلقي باللوم على البشر وليس عليّ.
اقرا ايضا: قائمة الأجهزة والوسائل المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية واستخداماتها
البشر هم الذين يفعلون بأنفسهم هذا، يرمون بأنفسهم إلى الهلاك وهم فرحون بذلك.
نعم صحيح أنا تلفاز سيء ومضيّع للوقت، لكن أعرض بعض البرامج الجيدة لكم وأحسّن مزاجكم السيء… لكن البشر….
لا عليك، أنا أيضاً لا أجيد التعامل مع البشر.
التلفاز: ماذا؟ ما هذا الذي خرج من فمك؟ هل الذي سمعته صحيح؟ قبل قليل كنت تتشاجرين معي من أجل البشر، ماذا حل بك الآن؟
يا لك من ساذج..
التلفاز: ماذا؟ أنا ساذج؟ لا أفهم ماذا تقولين؟ كما أنك لم تجيبي عن سؤالي بعد!
-أيها التلفاز الساذج، أحب أن أتشاجر ولكنني لم أجد أحداً أتشاجر معه، فعندما نظرت نحوك قلت في نفسي: ها هو التلفاز الأحمق.
التلفاز: كفي عن مناداتي بالأحمق! إنك تزعجينني.
وهذا هو المطلوب، لم أخترك عبثاً.
التلفاز: ولماذا أنا من بين الجميع اخترتني؟ ما هو السر وراء ذلك؟
يا لك من مزعج أزعجتني بكلمة “لماذا” تلك، لقد قلتها أكثر من مائة مرة!
التلفاز: أجيبي!
قلت لك لم أرَ سواك.
التلفاز: حسنا، سأفَعِّل وضعية الاسترخاء الآن وداعاً…
في اليوم الثاني…
أيها الساذج استيقظ! قلت لك استيقظ ألا تسمعني؟
التلفاز: يا إلهي ماذا تريدين مني الآن؟
أريد أن تعرض بعض الأخبار..
التلفاز: لن أعرض أي شيء الآن اغربي عن وجهي.
لماذا يا ساذج؟
التلفاز: سمعتك وأنتِ تتحدثين إلى جارتك الدكتورة نورا!
ماذا؟ ماذا تقول وكيف عرفت بهذا؟
التلفاز: أخي قال لي.
أخوك؟
التلفاز: نعم أخي.
عن ماذا تتحدث يا هذا؟ وكيف لديك أخ؟
التلفاز: ألم تنظري اليه؟ ألم تلاحظيه؟
نعم لاحظته ولكن..
التلفاز: لكن ماذا؟
لم أعلم انه أخوك! كما أنه كان ينظر إلي نظرة غريبة جداً ومخيفة وكان يصدر أصواتاً مزعجة مثلك تماماً، يا لكما من مزعجين.
التلفاز: ه ه ه (ضحك ساخراً)
لا تضحك… والآن قل لي ما هو اسم أخيك؟
التلفاز: اسمه (لاب توب sharp) كما أنه كبير في العمر كثيراً… تجاوز تقريبا العشرين عاماً.
يا إلهي كم هو سيء، لكن لديه بعض المزايا والمميزات أكثر منك بكثير… لديه برامج مفيدة للدراسة، أما أنتَ فيا لك من عديم الفائدة.
التلفاز: كم أنتِ فجّة، أليس لديك بعض الرحمة؟
لا، فأنا استمتع وبشدة، وأحب أن أراكَ على هذه الحال.
التلفاز: أتمنى أن يأتي أحد ما ويعاملك بنفس الطريقة..
بلا بلا بلا.. لا أحد يتجرأ أن يفعل ذلك معي.
التلفاز: سنرى ذلك..
صحيح لماذا ليس لديك اسم؟
التلفاز: لدي! ولن أخبرك به أبداً.
على كل حال لا يهمني ولكن سأسأل أخاك عن اسمك عندما أزور جارتي.
التلفاز: حسناً، بالتوفيق إذاً (مع ضحكة ساخرة)
سأخلد إلى النوم، وغداً سيكون لنا حوار آخر..
في اليوم الثالث..
التلفاز: استيقظي يا ساذجة لديك إنجازات يجب أن تقومي بها كما أخبرتك جارتك الدكتورة!
ماذا؟ أنت تصيبني بالجنون كيف ذلك؟ كيف عرفت بماذا أخبرتني به جارتي؟
التلفاز: يا لك من ساذجة أخبرتك من قبل أن أخي هناك وحدثني عما جرى بينكما..
عن ماذا حدثك أيضاً؟
التلفاز: قال لي كثيراً عنك كما قال إن جارتك قد تعبت وهي تنصحك تارة تلو الأخرى وإنها مهتمة بمستقبلك وبمستقبل أختك التائهة أيضاً.
كم أنتما مخيبتان للآمال! كم هي مهتمة بكما وتفكر كيف تجعلكما تمسكان النجوم بأيديكما وتبذل جهدها كي تصبحا فوق الجميع وتمتلكا العلم والمعرفة، بينما أنتما حمقاوتان، تضيعان الفرص الذهبية من أيديكما، ولم تدركا حتى الآن أهمية هذه الفرص؛ كم أنتما مثيرتان للشفقة!
أنا أعلم.. لكنني أحاول بكل جهد أن أغير نظام حياتي الممل هذا وأن أبدأ من جديد وبشكل مختلف تماماً. أنتَ لا تعلم كم أصبو إلى أن أمسك النجوم بين يدي وأن أحلق عالياً في السماء. أنا أعرف تماماً ما أريد لكنني أواجه صعوبة في تحقيقه، وأعلم أن هذا ليس سهلاً وأني يجب أن أتألم كثيراً لكي أصل إلى مرادي، وأنا متيقنة تماماً بأني سأصل إلى القمة يوماً ما فقط إن غيرت نظام حياتي عما هو الآن، لكن أريد بعض الوقت لكي أحسن من نفسي وأبهركم….
لكن مهلاً! لماذا أنت مهتم لأمري إلى هذا الحد؟
التلفاز: لا أعلم، لكنني شعرت بأن لديك مواهب في داخلك وأنتِ لستِ على علم بها ويجب أن تكتشفيها وتظهريها وتظهري إبداعك الذي لم يخرج بعد، وأنا متيقن بأن لديك شيئاً ما لكن لا أعلم ما هو، لذلك انطلقي الآن وحرري نفسك وما بداخلك، لأن ما بداخلك شيء غريب أعجز عن وصفه.
يا لك من ماكر…أعجبتني… هذه المرة لم أتوقع سماع ذلك منك يا ساذج.
التلفاز: أرجوكِ لا، ليس مجدداً…
حسناً أيها التلفاز الناصح، أحببتك اليوم لذا سأتوقف قليلاً عن مناداتك بهذه الألفاظ.
التلفاز: لو كنت أعلم بأن حديثي سيعجبك لكنت حدثتك عن هذا الأمر من أول مرة كي تتوقفي عن منادتي بهذه الألفاظ المزعجة.
اصمت يا ساذج! حتى لو حاولت تارة تلو الأخرى أن تجذبني بحديثك فسأبقى كما كنت سابقاً ولن أتراجع عن إزعاجك.
التلفاز: يا لكِ من شرسة…أرجو أن يتحملكِ زوجكِ المستقلبي!
أرجوك لا تكترث لأمري فهذا ليس من شأنك!
التلفاز: لعلي فقط…
أزعجتني كثيرا سأُفَعّل وضع الاسترخاء خاصتك.
التلفاز: لا تنسي الحوار الذي خضته معك يا ساذجة.
آلاء قاسم
- جامعة الوصل – قسم اللغة العربية- سنة أولى- دبي- الإمارات 2024
- من الصف التاسع إلى الثاني عشر مدرسة التسامح الدانة، أبوظبي، الإمارات. 2019-2023
- من الصف السادس إلى الثامن مدرسة الرؤية، أبوظبي، الإمارات. 2017-2019
- من الصف الرابع إلى الصف الخامس مدرسة المزار، طرابلس، لبنان. 2015-2016
- من الصف الأول إلى الصف الثالث مدرسة الإخلاص. أبوظبي، الإمارات. 2011-2015
مهاراتي ” الخطابة والقراءة والكتابة و التقديم الإعلامي.
آلاء قاسم
- جامعة الوصل – قسم اللغة العربية- سنة أولى- دبي- الإمارات 2024
- من الصف التاسع إلى الثاني عشر مدرسة التسامح الدانة، أبوظبي، الإمارات. 2019-2023
- من الصف السادس إلى الثامن مدرسة الرؤية، أبوظبي، الإمارات. 2017-2019
- من الصف الرابع إلى الصف الخامس مدرسة المزار، طرابلس، لبنان. 2015-2016
- من الصف الأول إلى الصف الثالث مدرسة الإخلاص. أبوظبي، الإمارات. 2011-2015
- مهاراتي ” الخطابة والقراءة والكتابة و التقديم الإعلامي.