ازدادت فئة «العمر الثالث» أو «المرحلة الذهبية» من العمر في جميع أنحاء العالم، وقد أفادت الدراسات الاحصائية للسكان في البلدان العربية شأن باقي البلدان النامية أن فئة السكان فوق الستين سنة من العمر تتراوح بين 3 ـ 9% من مجموع السكان، أما البلدان الصناعية المتطورة في كل من أوروبا واليابان وأمريكا فقد تراوحت نسبة فئة المسنين فيها بين 12 ـ 18%، وهي آخذة في الازدياد والنمو، ومن المتوقع أن تصل إلى نسبة 20 ـ 15% من السكان بحلول العام 2020 وهذا الارتفاع في نسبة فئة المسنين في جميع المجتمعات بشكل عام يعرف بظاهرة «تشيخ المجتمع»، وهذه الظاهرة ترجع بدورها إلى عدة عوامل تقع على رأسها المعدلات المرتفعة لزيادة المواليد في الماضي مقارنة مع الحاضر، هذا بالإضافة إلى زيادة معدلات البقاء وارتفاع العمر الوسطي المتوقع والذي بدوره يرجع إلى انتشار وتطور خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية في المجتمع وزيادة الوعي الصحي لدى الفرد والأسرة.
لقد شهدت البلدان الصناعية تطوراً ملحوظاً ومنذ عدة عقود تناول مختلف أشكال الخدمات الصحية والاجتماعية التي تحتاجها هذه الفئة المتزايدة من السكان، وقد شهد العالم أيضاً العديد من الانجازات والتحضيرات في هذا الإطار إلى أن توج هذا الاهتمام والتوجه العالمي عندما اعتمدت الجمعية العام للأمم المتحدة عام 1999 عاماً دولياً للأشخاص المسنين، تلقى فيه الأضواء على حقوقهم وواجباتهم وانجازاتهم، وتدعى فيه جميع الجهات المعنية من حكومية وأهلية ودولية وغيرها إلى بذل المزيد من الجهود تحت الشعار الذي اختير لهذا العام الدولي وهو: «نحو مجتمع واحد لجميع الأعمار».
لقد أضحت الرعاية الصحية والاجتماعية للأشخاص المسنين جزءاً أساسياً من برامج الرعاية الصحية الأولية، والبرامج الاجتماعية المختلفة في عدد كبير من بلدان العالم، وهذا بدوره يدعو إلى تضافر الجهود الحكومية والأهلية مع جهود عائلات المسنين والمسنين أنفسهم من أجل المساهمة في تأمين حياة أكثر صحة وسعادة لهذه الفئة الجليلة التي تحمل كنوز المجتمع الثقافية.
لا بد لنا ونحن نتحدث عن الشيخوخة أن نذكر بعض النصائح الذهبية التي تهم الفرد والأسرة والمجتمع والتي تساهم وإلى حد كبير في تأمين حياة أكثر صحة وسعادة لهذه الفئة من أبناء المجتمع:
- إن الإعداد الجيد لصحة المسنين يبدأ باكراً في مرحلتي الطفولة والشباب.
- إجراء الفحص الدوري الشامل للأشخاص المسنين لكشف أي حالة مرضية وتقديم العلاج الباكر لها.
- الالتزام بالعادات الصحية الحميدة والامتناع عن التدخين والمشروبات الكحولية.
- الغذاء المتوازن أساس الصحة الجيدة، وبشكل خاص الفيتامينات والأملاح التي تتوفر في الخضار والفواكه.
- الاهتمام بصحة الفم والأسنان وتقديم التعويضات السنية المناسبة.
- تجنب البدانة.
- عدم استعمال الأدوية إلا وفق استشارة الطبيب.
- الممارسة المنتظمة للرياضة البدنية غير المجهدة كالمشي والتمارين الرياضية.
- تقديم الوسائل التأهيلية اللازمة لبعض المسنين كالنظارات الطبية، المعينات السمعية، والوسائل المساعدة على الحركة والتنقل وغيرها.
- تشجيع المسنين على مزاولة العمل الملائم لهم لما له من أهمية صحية واجتماعية واقتصادية.
- تشجيع وتسهيل مشاركة الأشخاص المسنين في المناشط الاجتماعية والدينية والترويحية للأسرة والمجتمع.
المصدر:
نشرة «المسنون»، لجنة صحة الكبار،
إعداد الدكتور غسان شحرور
طبيب بشري حائز على شهادة الماجستير في طب الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها، والبورد السوري، بالإضافة إلى الدراسات العليا من جامعة برمنجهام في المملكة المتحدةBirmingham, UK، وهو من الناشطين في المجتمع المدني العربي والدولي، له إسهامات طبية وثقافية وإنسانية عديدة، إلى جانب الكتابة باللغتين العربية والإنجليزية.
له عدة إصدارات في مجال الإعاقة السمعية، والبصرية، كما نشر المئات من المقالات والأبحاث في الصحة، والإعاقة، والعمل الإنساني والحقوقي وجوانب ثقافية متعددة.
شارك في تأسيس وإدارة وعضوية (الهيئة الفلسطينية للمعوقين)، (الرابطة السورية للمعلوماتية الطبية)، (الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم)، اللجنة العلمية لنقابة أطباء دمشق، وهيئة تحرير (المجلة الطبية العربي)، ولجنة الإعاقة بولاية كارولينا الشمالية للسلامة العامة، قسم إدارة الطوارئ، وعضو جمعية نقص السمع في منطقة ويك، ولاية كارولينا الشمالية، وعضو لجنة العضوية في تحالف الأطباء الأمريكي، ومستشار مؤقت لمنظمة الصحة العالمية إقليم المتوسط في القاهرة للمؤتمر الإقليمي (أفضل الممارسات في خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للأشخاص المعوقين)، القاهرة، مصر (نوفمبر 2007)، كما شارك في كتاب (مواضيع الشيخوخة والإعاقة)، منظور عالمي، إصدار لجنة الأمم المتحدة غير الحكومية للشيخوخة، نيويورك 2009.
(http://www.ngocoa-ny.org/issues-of-ageing-and-disabi.html)
وقد حاز الدكتور غسان شحرور خلال مسيرته على:
- درع الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم، 2000.
- جائزة الإمارات العالمية التي يرعاها الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعمل الطبي الإنساني عام 2002.
- درع الأولمبياد الخاص، بمناسبة تشكيل الأولمبياد الخاص الإقليمي، 1993.
- براءات التقدير والشكر من منظمات الإعاقة والتأهيل في مصر، الإمارات، قطر، تونس، والكويت وغيرها.
- منظم ومدرب (مهارات التقديم المتطورة للعاملين الصحيين والأطباء)، رابطة المعلوماتية 2006.
- جائزة نجم الأمل العالمية، للإنجازات في مجال الإعاقة، مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة اتفاقية أوتاوا، كارتاجنا، كولومبيا 32 ديسمبر / كانون الأول 2009.
- أختير ضمن رواد المعلوماتية الطبية في العالم وفق موسوعة (ليكسيكون) الدولية 2015،
Biographical Lexicon of Medical Informatics ،
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4584086/