إعداد اختصاصية النطق واللغة
حنان علي حسن سيف الكندي
مهارات ما قبل اللغة هي المهارات التي يتم تعلمها أو تظهر الحاجة إليها قبل أن يبدأ الطفل الكلام، ويبدأ التواصل عند الأطفال قبل أن يكتسب الطفل لغته الأم.
اقرأ ايضا: عوامل ومبادئ تحفيز اللغة
هناك مهارات يتعلمها الطفل بشكل تلقائي تساعده على اكتساب اللغة. وهذه المهارات تساعده على ربط الأصوات والكلمات بالأشياء التي يراها في محيطه، لذلك يجب أن يكون تركيزنا على هذه المهارات مع التحفيز اللغوي قبل أن يُجبر الطفل على ترديد كلمات لا يفهم معناها.
وتوجد مهارات ما قبل الكلام عند الطفل مثل الابتسامة، الترقب، التقليد، الاهتمام المشترك، أخذ الدور، ويتعلم الطفل التمييز بين الوجوه البشرية والتعرف على تلك الأكثر أهمية حيث أن القدرة على التواصل البصري مع هذه المهارات سوف يساعد الطفل في الحصول على معلومات حول اللغة من الفم والوجه، والأمر نفسه ينطبق على الاستماع: فالطفل يتعلم التعرف على الأصوات البشرية وتحديدها منذ حوالي ستة أسابيع قبل أن يبدأ الطفل الابتسام وهذا يعزز التفاعل الاجتماعي لأنه أكثر فائدة للتفاعل عند الحصول على استجابة.
يتطور تبادل الأدوار منذ الأسابيع الأولى عندما يفسر الوالدان أصوات الطفل وابتساماته والأفعال والكلمات.
يبدأ الوالدان بترك فجوات للطفل ليتمكن من الاستجابة. في النهاية يأخذ الطفل ووالداه ويتحول بالأصوات والأفعال وبعد ذلك بالكلمات، يكون الترقب في عمر 3 أشهر، حيث يُظهر الطفل الإثارة تجاه الأصوات المرتبطة بمواقف مختلفة (مثل مياه الاستحمام الجارية، والأصوات القريبة)، ويُظهر فهمًا متطورًا للمواقف ووعيًا بالإيماءات وتعابير الوجه منذ الولادة، يبني الأطفال فهمًا لذلك بالإيماءات وتعابير الوجه تحمل معنى , وبحلول عمر 9 شهور يصبح الطفل قادرًا على تقليد التصفيق باليدين والأصوات المرحة (مثل ضرب الشفاه )، في الشهور الـ 12 الأولى، يعتمد الفهم على الإشارات الموجودة في البيئة مثل: (اتجاه نظرة العين، تعابير الوجه، الإشارة والإيماءات)، سوف يتطور لدى الطفل فهم لكلمة “لا” و “وداعاً” بحلول عمر 12 شهرًا.
هناك أنشطة لتحسين مهارات ما قبل الكلام عند الأطفال مثل:
نظرة خاطفة: العب ألعاب النظرة الخاطفة لتطوير التواصل البصري، ضع الألعاب/ الأشياء بجانب وجهك عند تسميتها أو اللعب بها لتشجيعك.
ممارسة ألعاب ممتعة مثل ارتداء القبعات أو النظارات أو الأوشحة أو دمى العرائس لتشجيع الطفل على النظر إليك.
الأغاني التفاعلية مثل أغاني الأطفال منذ سن مبكرة، فالأغاني التي تحتوي على موسيقى تساعد الطفل على تقليد الحركات التفاعلية مثل (أجزاء الوجه – أجزاء الجسم – التصفيق).
تبادل الأدوار: العب ألعابًا بسيطة لتبادل الأدوار مع الطفل، مثل دحرجة الكرة ذهابًا وإيابًا، والتناوب في بناء برج، أو اللعب بالسيارة.
خصص وقتًا للعب مع الطفل وتحدث مع الطفل كثيرًا طوال اليوم وعلق على كافة الأشياء التي يفعلها.
قم بإيقاف تشغيل الضوضاء الأرضية الخلفية في المنزل (مثل التلفزيون والراديو والموسيقى) للسماح للطفل أن يركز ويميز صوت الشخص بشكل أفضل.
كن وجهاً لوجه: واجه الطفل وجهاً لوجه عند التحدث حتى يتمكن من معرفة كيفية تكوين الكلمات التي تقولها من خلال مراقبة فمك ثم تعرف أيضًا على تعابير الوجه.
قم بتبسيط اللغة التي تستخدمها مع الطفل وكون اهتماماً مشتركاً من خلال متابعة نظرة الطفل أو اهتمامه والتحدث عما يريده.
النغمة الصوتية: قم بتنويع صوتك ونبرة صوتك عند التحدث للمساعدة في اكتساب الصوت و تعزيزه للتفاعل بشكل أكبر .
على الأهل و مقدمي الرعاية أن يعتنوا بتطوير مهارات ما قبل اللغة لدى الأطفال من خلال اللعب والتفاعل والأنشطة التعليمية المناسبة. هذا سيسهم في تعزيز التطور اللغوي والاجتماعي للأطفال وتجهيزهم للنجاح في الحياة اليومية. وقد يواجه الأطفال الذين لديهم صعوبة في تطوير مهارات ما قبل اللغة صعوبات في اللغة والتفاعل. وهذا يعني أن عملية تحديد أي خلل في هذه المهارات والتدخل المبكر لتطويرها سيقلل من الصعوبات التي سيواجهها الطفل في تعلم اللغة.
المراجع
- 23 Aljunied & Frederkson , 2011.Current and Future Perspectives on Sensory -Motor Functioning in infants ,and Children with Asperger .Physiological Therapy:1(9).
- 24-Dawn Smith,(2010):From the Classroom to the Family Room : Using ABA for Best Behavior, EP Magazine, pp 21-22