ملخص رسالة الدكتوراة ” فعالية برنامج إرشادي سلوكي جدلي وبرنامج لتنمية المهارات الاجتماعية لتخفيف السلوك الفوضوي لدى المراهقين ضعاف السمع. ج1
رسالة لنيل درجة الدكتوراة في التربية تخصص الصحة النفسية
إعداد الاختصاصي النفسي في مدرسة الأمل للصم
الدكتورة أماني شعبان محمد شكر
الإشراف:
- أ.د/ أمال عبد السميع باظه أستاذ الصحة النفسية والعميد الأسبق في قسم الصحة النفسية / كلية التربية جامعة كفر الشيخ
- أ.م.د/ محمود مغازي العطار أستاذ الصحة النفسية المساعد في قسم الصحة النفسية / كلية التربية جامعة كفر الشيخ
أولاً: المقدمة
تعد مرحلة المراهقة من أهم مراحل النمو وأخطرها فهي فترة انفعالات عنيفة، ومرحلة عدم الاستقرار، وهي فترة متقلبة وصعبة تمر على الإنسان، وتكون بمثابة الاختبار الأول في حياته، حيث أن مستقبل الإنسان وحضارة الأمم تتأثر بمراهقة أفرادها.
اقرأ ايضا: أول أصم عربي ينال الدكتوراه!
ويتعرض المراهقون بوجه عام إلى العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية, كما يتعرض المراهقون ضعاف السمع إلى العديد من الاضطرابات السلوكية نظراً لإعاقتهم السمعية, حيث تعد حاسة السمع من أهم الحواس التي أنعم الله بها على الانسان فهي التي يستطيع الفرد من خلالها استقبال أغلب المثيرات والخبرات الخارجية ومن خلالها يستطيع الفرد التعايش مع الآخرين والتفاعل معهم أثناء المواقف المختلفة, لذا تعد الإعاقة السمعية من أشد أنواع الإعاقات تأثيراً على الفرد, حيث يعاني ضعاف السمع من مشاكل في فهم كلام الآخرين وطرق التواصل معهم مما يترتب على ذلك شعور بالإحباط والحرمان من العديد من اللحظات اليومية, لذا تطورت حركة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية من مرحلة التجاهل والإهمال إلى طور الرعاية الإنسانية وتعليمهم وتدريبهم في مؤسسات ومدارس خاصة بهم نظراً لما يعانيه الأشخاص ذوو الإعاقة السمعية من العديد من المشكلات و السلوكيات الفوضوية التي تؤدي إلى ضعف مشاركتهم الاجتماعية أو المشاركة بصورة غير مناسبة.
وتتزايد السلوكيات الفوضوية ويزداد الأمر صعوبة بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية خلال مرحلة المراهقة, ويعني ذلك أن المراهقين ضعاف السمع يواجهون العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية والسلوكية التي تفرضها عليهم مرحلة المراهقة بالإضافة إلى المشكلات الناجمة عن الإعاقة السمعية, لذا تعد رعايتهم ضرورة اجتماعية وسمة إنسانية لأنها تمكنهم من استثمار قدراتهم وتؤهلهم للاندماج في المجتمع, وتخفف من الاضطرابات السلوكية لديهم.
كما تعد الإعاقة السمعية في حد ذاتها أزمة تمر عبر مراحل العجز واليأس والاستسلام للأمر الواقع فضلاً عن كونها عاملاً مؤثراً في شعور المراهق ذي الإعاقة السمعية بأزمة المراهقة نفسها التي تفرض مطالبها الإنمائية ومتطلباتها الاجتماعية فالمراهقون ضعاف السمع عانوا ومازالوا يكابدون الحرمان من التمتع بالحياة مع السامعين, وقصور المهارات الاجتماعية, حيث لا يدركون العالم كما هو عليه بل يكون مفهومهم مختلفاً عما هو عليه في الواقع, فيشعرون بالإحباط عند مواجهة المواقف المختلفة مما يؤدي إلى العديد من الاضطرابات السلوكية.
و تعد الاضطرابات السلوكية مشكلة كبيرة في تكيف الفرد، وترتبط بضغوط نفسية شديدة نسبياً منها صعوبة القدرة على التعلم , وصعوبة في القدرة على إقامة علاقات اجتماعية والاحتفاظ بها, وظهور أنماط غير ملائمة من السلوك في الظروف العادية, وشعور عام بعدم السعادة والاكتئاب, وإظهار أعراض جسمية و مرضية ومخاوف شخصية ومدرسية, كما تعرف هذه الاضطرابات بأنها مجموعة معقدة من المشاكل الانفعالية والسلوكية التي يمر بها الكثيرون، خاصةً المراهقون إذ يواجهون الكثير من الصعوبات في اتباع القواعد والأسس المتفق عليها عائلياً واجتماعياً وأخلاقياً.
ويعد اضطراب السلوك الفوضوي من الاضطرابات السلوكية التي يعاني منها الأطفال والمراهقون ويؤثر على النمو النفسي والاجتماعي والمعرفي والأخلاقي, ويتصف بعدد من السلوكيات المضطربة كالعناد المتحدي والتخريب والتعدي على الممتلكات والنشاط الزائد المصحوب بنقص الانتباه والسلوكيات المضادة للمجتمع وهو نمط من السلوك الثابت الذي ينتهك فيه الفرد الحقوق الأساسية للآخرين أو الخروج عن القوانين المقبولة أو المعايير السلوكية الملائمة.
وتعد نوبات الغضب المزمن والعدوان الجسدي و مهاجمة الآخرين والإفراط في الجدال والسرقة والعناد وغير ذلك من أشكال السلوكيات الفوضوية التي تميز فئة كبيرة من المراهقين ضعاف السمع( Katherine , 2019,1).
كما يعد السلوك الفوضوي من الاضطرابات الشائعة للمراهقين ويؤثر هذا الاضطراب سلبياً على أدائهم الوظيفي اليومي فيمنعهم من اكتساب المهارات اللازمة للتوافق مع البيئة التي يعيشون فيها وهذا ما أشار إليه كل من (Wang, et al.,2012), (frick, 2012,86 ),(scott, 2008, 62)
كما يعد اضطراب السلوك الفوضوي من الاضطرابات السلوكية التي تنتشر بين ضعاف السمع بشكل ملحوظ في مختلف المراحل العمرية خاصة في مرحلة المراهقة فنجد أن المراهقين ضعاف السمع الذين يعانون من اضطراب السلوك الفوضوي يظهرون العناد المتحدي والتعدي على حقوق الآخرين وخرق القواعد الاجتماعية. ويميل اضطراب السلوك الفوضوي إلى الظهور مع العديد من المشاكل الأخرى مثل خلل في تنظيم المزاج وصعوبات اجتماعية ونوبات غضب (Braenden,et,al,2023,1 )
وتشير نتائج بعض الدراسات مثل (Barnett,Labellart,2002),(Barton,2003) ,(Dorn et al.,2009) إلى أن اضطراب السلوك الفوضوي إذا لم يتم تشخيصه جيداً فإنه يتحول إلى سلوك مضاد للمجتمع وفي مراجعة بشأن انتشار اضطراب السلوك الفوضوي وجد أن نصف الأفراد الذين يعانون من اضطراب السلوك الفوضوي لديهم مشكلات تعليمية مشتركة تشتمل على اضطراب الانتباه المصحوب بنقص الانتباه (ADHD), وصعوبات التعلم LD)) كما أن نسبة انتشار اضطراب السلوك الفوضوي تتزايد بين المراهقين ضعاف السمع إلى جانب الآثار النفسية والاجتماعية التي يسببها الاضطراب الأمر الذي لا ينبغي السكوت عنه.ويتوقف انتشار اضطراب السلوك الفوضوي على عدة عوامل منها العمر الزمني, النوع, الظروف الاقتصادية والاجتماعية.
كما أشارت نتائج بعض الدراسات إلى أن المراهقين ضعاف السمع يواجهون العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية التي تفرضها عليهم مرحلة المراهقة بالإضافة إلى المشكلات الناتجة عن إعاقتهم السمعية, وتبدأ هذه المشكلات من إدراكهم طبيعة التحدي الذي يجابهونه, وكذلك المرحلة التي يمرون فيها فهي مرحلة ميلاد جديدة يشعر فيها المراهق ضعيف السمع بطبيعة وجوده السيكولوجي, فإما أن يلقى الرعاية والتأهيل اللذين يساعدان في تنمية مهاراته النفسية والاجتماعية وبالتالي مساعدته على تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي مع الوسط المحيط به, فيصبح مواطناً صالحاً ومنتجاً وقادراً على تحقيق ذاته وإشباع حاجاته وإما أنيعاني من الانطواء والعزلة عن الآخرين ومن ثم تتزايد مشاعر العدوانية والعنف لديه.
كما أشارت نتائج دراسة ((Hatamizadeh,et al ,2020 إلى أن المراهقين ضعاف السمع يعانون من مشكلات نفسية ومشاكل داخل البيئة الصفية, وضعف علاقات الصداقة, واضطرابات سلوكية, مثل العدوان, وفرط النشاط الزائد ونقص الانتباه وصعوبات اجتماعية, وأشارت نتائج الدراسة إلى أهمية تنمية المهارات الاجتماعية في المساعدة على التخفيف من مشكلاتهم النفسية والسلوكية. وتنوعت التفسيرات النظرية للمشكلات النفسية لضعاف السمع إلا أنها تتمركز بصفة عامة حول افتقارهم إلى التواصل الاجتماعي مع الآخرين وضعف المهارات الاجتماعية.
كما تعد فئة ضعاف السمع من أصعب الفئات من حيث التشخيص واستخدام وسائل القياس معها (آمال عبد السميع باظه, 2005, 92)
ويترتب على الإعاقة السمعية عدم قدرة الفرد على المشاركة الاجتماعية مما يؤثر على النمو المعرفي والعقلي الأمر الذي يحد من عملية تعلمه واكتسابه الخبرات (أمال عبدالسميع باظه,2015 ,68).
وقد أشارت نتائج بعض الدراسات مثل دراسة دعاء محمد درويش (2011) و سحر منصور(2013) سري محمد رشدي (2015) وحنان السيد سليمان (2012) إلى انخفاض تقدير الذات لديهم, كما أشارت نتائج بعض الدراسات مثل دراسة كل من سميحة منصور(2012), جابر مبارك الهبيدة (2013), ونهى محمد عبد الله (2015 ) ودعاء محمد درويش (2016), وأحمد أمين محمد (2017) إلى معاناة الأشخاص ضعاف السمع من النشاط الزائد والعدوان وهي أبعاد للسلوك الفوضوي, بالإضافة إلى وجود المشاعر السلبية مثل دراسة (Tsou el al,2021) كما أن لديهم العديد من الضغوط والقلق الاجتماعي مثل دراسة ( Romo et al,2022) والعديد من المشكلات السلوكية مثل دراسة (Bigler,et al,2019 ), آمال عبد السميع باظه, وآخرون,2022(Cohen,et al,2023) (shek,et al,2023) , قطب خليل حنور, وآخرون ,2023.
وأسفرت نتائج بعض الدراسات إلى أن المراهقين ضعاف السمع يعانون من اضطراب السلوك الفوضوي وشعورهم بالعجز والعدوانية, والنشاط الزائد المصحوب بنقص الانتباه مثل دراسة (Baruc,et al, (2011, حنان السيد سليمان (2012), محسن صالح الزهيري (2016) آمال عبدالسميع باظه, وآخرون (2022)
وتعد المهارات الاجتماعية من أهم العناصر التي تحدد طبيعة التفاعلات اليومية للفرد, ولها أهمية كبيرة في الحياة فالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية السريعة التي يمر بها المجتمع تتطلب من الأفراد أن يكونوا مزودين بالمهارات التي تمكنهم من التكيف مع المواقف فهي ضرورية في مناحي الحياة المختلفة, وتعد من ركائز التوافق النفسي والاجتماعي السوي, كما أن ارتفاع مستوى المهارات الاجتماعية مؤشر على اتزان الشخصية, لذا فإن تنمية المهارات الاجتماعية عند الأشخاص ضعاف السمع من المحتمل أن تخفف السلوك الفوضوي لديهم.
أشارت نتائج بعض الدراسات إلى أن تنمية المهارات الاجتماعية من البرامج الفعالة في التخفيف من اضطراب السلوك الفوضوي مثل دراسة كل من حميدة زموري (2017) نعمات حسين محمد(2018) أحمد ضرار تلاحمه (2019) , دينا نجيب عبد الباسط ( 2019) ياسمين عاطف عبد العزير(2021 ) Palacios et al,2022, Jitaru et al,2023), فتنمية المهارات الاجتماعية من المرجح أن تؤدي إلى انخفاض ملحوظ في اضطراب السلوك الفوضوي خلال مرحلة المراهقة (منظمة الصحة النفسية ,2005, 47)
وتعد البرامج القائمة على الإرشاد السلوكي الجدلي من البرامج الهامة التي أشارت إلى فعالية كبيرة في التخفيف من العديد من الاضطرابات النفسية والسلوكية, فهي من البرامج الفعالة في تغيير السلوكيات المدمرة والفوضوية والاندفاعية, وتعمل على تنظيم المشاعر ومساعدة الأفراد على تحسين سلوكهم من خلال الدعم النفسي واكتساب المهارات اللازمة.
وتعد البرامج الإرشادية السلوكية من أفضل البرامج التي تتناسب مع عينة الدراسة وهم المراهقون ضعاف السمع, حيث تقوم البرامج السلوكية بتعديل السلوكيات غير التوافقية وتسهم في التخفيف من هذه السلوكيات, أما العادات التوافقية فتتم تقويتها إذ دلت على ذلك دراسة كل من محمود مندوه محمد(2017) دراسة فارس ياسين, نسيمة علي (2015) .
المبرر الأساسي لاستخدام برنامج إرشادي سلوكي جدلي رغم أنه مشتق من العلاج المعرفي السلوكي يأتي انطلاقاً من المزج بالتوجه النظري له ما بين كل من نظريات السلوك ونظريات التدخل في الأزمات مع التأكيد على التقبل والتحمل المأخوذين من التأمل الغربي وممارسات التأمل الشرقية, وموازنة هذه التأكيدات المناظرة الخاصة بالتغير و يتحقق ذلك في إطار عمل الموقف الجدلي (صفوت فرج ,2015, 964) .
ومن هنا جاءت فكرة الدراسة الحالية في محاولة لتقديم برنامج إرشادي سلوكي جدلي وبرنامج لتنمية المهارات الاجتماعية لتخفيف السلوك الفوضوي لدى المراهقين ضعاف السمع. وتختلف هذه الدراسة عن الدراسات السابقة في أنها استخدمت برنامجين (برنامج إرشادي سلوكي جدلي وبرنامج لتنمية المهارات الاجتماعية) لتخفيف السلوك الفوضوي لدى المراهقين ضعاف السمع.
ثانياً: مشكلة الدراسة:
تولّد الإحساس بمشكلة هذه الدراسة من روافد عدة لعل أهمها الرافد البحثي, حيث تم حصر الدراسات المعنية بالمراهقين ضعاف السمع, وما يعانون من اضطرابات سلوكية ونفسية, ومن خلال البحث تبين للباحثة ما يعانيه المراهقون ضعاف السمع من اضطراب السلوك الفوضوي حيث يعد اضطراب السلوك الفوضوي من الاضطرابات التي شغلت الآباء والمعلمين والباحثين في التربية الخاصة, وعلم النفس لما يسببه من مشكلات تعيق التوافق في البيئة.
ولاحظت الباحثة أن الأشخاص ذوي اضطراب السلوك الفوضوي ضعاف السمع من الفئات التي تحتاج إلى مد يد العون للتفاعل في المجتمع, والتخفيف من مشكلاتهم النفسية والاجتماعية, حيث أشارت نتائج بعض الدراسات إلى أن المراهقين ضعاف السمع يعانون من العنف والعدوان والجنوح الكامن والنشاط الزائد ونقص الانتباه مثل دراسة جابر مبارك هبيده (2013), دعاء محمد درويش (2011), أحمد أمين العزب(2017),(محمود مندوه محمد,2017),(آمال عبد السميع باظه, وآخرون ,2022), (Cohen, et,al,2023)(shek,et al,2023).وهذه المشكلات تعتبر أبعاداً لاضطراب السلوك الفوضوي. فبعد اطلاع الباحثة على الدراسات التي تناولت المراهقين ضعاف السمع لاحظت أن المراهقين ضعاف السمع يعانون من اضطراب السلوك الفوضوي.
وبالاطلاع على إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء تبين أن نسبة انتشار ضعف السمع في مصر لعام 2019هو (15.3) للمرحلة العمرية من (5: 14) سنة بينما في المرحلة العمرية (15: 29) كانت نسبة الانتشار لضعاف السمع هو (20.1) (الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء,2019, 88) وهي نسبة ليست بقليلة في المجتمع المصري فكان ذلك من مبررات الاهتمام بهذه الفئة ومد يد العون لها.
كما تبين أن اضطراب السلوك الفوضوي من الاضطرابات الشائعة بين المراهقين بصفة عامة والمراهقين ضعاف السمع بصفة خاصة وتزيد نسبة الاضطراب عند الذكور, حيث يقدر معدل انتشار اضطراب السلوك الفوضوي بين المراهقين 2-10 % وغالباً ما تشيع هذه الاضطرابات بين الذكور أكثر من الإناث (منظمة الصحة العالمية ,2005, 47)
كما أشارت نتائج بعض الدراسات إلى أن معدل انتشار اضطراب السلوك الفوضوي في المرحلة العمرية 12- 16عاماً 7% (canino et al,2010) ويزداد انتشاره بين الذكور أكثر من الإناث فيما بين 6-16%عند الأولاد ومابين 2- 9% عند البنات (عبدالله عسكر ,2005, 62)
كما أشارت الدراسة الحالية إلى نسبة انتشار للسلوك الفوضوي لدى المراهقين ضعاف السمع ضمن الفئة العمرية من (13- 17) عاماً 28.3%, ويزداد انتشاره بين الذكور أكثر من الإناث حيث يبلغ انتشاره عند الذكور 20% بينما لدى الإناث 8.3%.
وجاء اهتمام الباحثة بتلك المشكلة من خلال الزيارات الميدانية لمدرسة الأمل للصم وضعاف السمع “بكفر حجازي مركز المحلة”, والتعامل مع المعلمين والاختصاصيين الاجتماعيين وأيضاً عمل الباحثة مع هذه الفئة خلال إعداد الماجستير فتبين للباحثة مدى معاناة هذه الفئة بسبب العديد من المشكلات ونقص المهارات الاجتماعية لديهم.
كما لاحظت الباحثة ندرة الدراسات العربية التي تناولت التخفيف من اضطراب السلوك الفوضوي لدى المراهقين ضعاف السمع في حدود قراءة الباحثة, فجاءت فكرة الدراسة التي تدور حول كيفية التخفيف من اضطراب السلوك الفوضوي باستخدام برنامج إرشادي سلوكي جدلي, وبرنامج لتنمية المهارات الاجتماعية للمساعدة في التخفيف من اضطراب السلوك الفوضوي حيث يقوم الإرشاد السلوكي الجدلي بتعديل وتغيير السلوكيات غير المرغوبة بفعالية واستبدالها بسلوكيات مرغوبة.
كما أثبت العلاج السلوكي الجدلي فعاليته مع فئة المراهقين ضعاف السمع و في التخفيف من الاضطرابات السلوكية عند عينات مختلفة مثل دراسة كل من فارس ياسين القعدان, ونسيمة علي داوود(2015), حسن محمد جمال (2018), كما أن للبرامج الإرشادية العلاجية دور في الحد من الاضطرابات السلوكية و تعمل على تحسين الأداء الوظيفي اليومي, وتقليل الأنماط السلوكية غير الملائمة الناتجة عن هذا الاضطراب, كما يعتبر الإرشاد السلوكي الجدلي واعداً للحد من الغضب والسلوك العنيف, كما يعمل على تعليم الأفراد كيفية التكيف من خلال تعليمهم تنظيم المشاعر وتحمل الضيق والفعالية البين الشخصية, والوعي الأساسي بمهارات الإدارة الذاتية (Savannah,et al,2014,163)
لذا جاءت أهمية تنمية المهارات الاجتماعية لديهم حيث أشارت العديد من الدراسات إلى أهمية التدريب على تنمية المهارات الاجتماعية في التخفيف من السلوكيات الفوضوية مثل دراسة (ماهر يوسف سواعد ,2011),( سهير ممدوح التل, وآخرون ,2012),(فيوليت فؤاد ابراهيم ,2014), (Movallali,et al,2014)), (رضا إبراهيم الأشرم,2016),(أماني شعبان شكر ,2018), (ولاء حنفي عبد الفتاح,2020),(ياسمين عاطف عبد العزيز ,2021),(Palacios,et al 2022) ولخطورة ما يعانيه المراهقون ضعاف السمع من سلوكيات فوضوية, وما يواجهون من تحديات تفرضها عليهم مرحلة النمو التي يمرون فيها حيناً, وإعاقتهم حينا ً آخر, فضلاً عن المجتمع العام بكل ما يزخر به من صراعات وتحديات, تظهر أهمية مساعدتهم في التخفيف من السلوكيات الفوضوية, وتنمية مهاراتهم الاجتماعية حتى يكونوا مشاركين في المجتمع, وقادرين على التواصل مع الآخرين, ومن هنا ترى الباحثة أن هناك حاجة ملحة لرعاية هذه الفئة من خلال تصميم برنامج إرشادي سلوكي جدلي وبرنامج لتنمية المهارات الاجتماعية للتخفيف من السلوك الفوضوي لديهم, فقد جاءت مشكلة الدراسة لتحاول الإجابة عن الأسئلة التالية :
- ما مقدار فعالية برنامج إرشادي سلوكي جدلي في تخفيف اضطراب السلوك الفوضوي لدى المراهقين ضعاف السمع؟
- ما مقدار فعالية برامج تنمية المهارات الاجتماعية في تخفيف اضطراب السلوك الفوضوي لدى المراهقين ضعاف السمع؟
- ما مدى استمرارية فعالية برنامج إرشادي سلوكي جدلي في تخفيف اضطراب السلوك الفوضوي لدى المراهقين ضعاف السمع؟
- ما مدى استمرارية برنامج لتنمية المهارات الاجتماعية في تخفيف اضطراب السلوك الفوضوي لدى المراهقين ضعاف السمع؟
- ما مقدار فعالية دمج البرنامجين معاً في التخفيف من السلوك الفوضوي لدى المراهقين ضعاف السمع.
ثالثاً: أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة إلى :
- الكشف عن فعالية برنامج إرشادي سلوكي جدلي للتخفيف من اضطراب السلوك الفوضوي لدى المراهقين ضعاف السمع.
- الكشف عن فعالية برنامج لتنمية المهارات الاجتماعية للتخفيف من اضطراب السلوك الفوضوي لدى المراهقين ضعاف السمع.
- الكشف عن استمرارية برنامج إرشادي سلوكي للتخفيف من اضطراب السلوك الفوضوي لدى المراهقين ضعاف السمع
- الكشف عن استمرارية برنامج لتنمية المهارات الاجتماعية للتخفيف من اضطراب السلوك الفوضوي لدى المراهقين ضعاف السمع.
- التحقق من فعالية الدمج بين البرنامجين في التخفيف من السلوك الفوضوي لدى المراهقين ضعاف السمع.
يتبع ………………….