أعاود الترحيب بقراء المنال الغراء وأرجو أن يكون المقال مفيدا لهم ومحفزا على مزيد من البحث وأن يكون سببا فى إهتمام أكبر بالتوحد.
http://www.sciencedirect.com/science…13935112002885
دراسة رائدة وهامة عن نسبة إنتشار 3 كيماويات معروفة بأذى الجهاز العصبى والنمو وذلك فى أجساد السيدات اللآتى فى سن الإنجاب
فقد أجريت التحليلات على من يبلغن 16 ـ 49 سنة فى الولايات المتحدة الأمريكية فوجد أن 23% منهن يحملن فى أجسادهن نسبة تفوق المتوسط الآمن أو المسموح به فى الطب الوقائى من 3 كيماويات ضارة نعرفها جميعا: الرصاص والزئبق وPCBs
وكان الملاحظ أنه كلما تقدم السن كانت النسبة أكبر، بما يعنى أن تلك النسوة عاشوا أيام قلت فيها الرقابة أو المحاذير على المنتجات أو البيئات التى تحتوى تلوثا بتلك المواد ، ولهذا ومع تزايد الوعى البيئى قل تعرض السيدات لتلك المواد الضارة.أو أن التراكم فى الجسم يتزايد مع مرور السنين.
ولوحظ أن من يكثرن من أكل الأسماك وشرب الكحوليات لديهن النسبة أكبر ، حيث أنه من المعروف أن الأسماك فى المياه الملوثة تراكم هذه المواد ومن ثم يضار آكلها.
المدهش أن نسبة تلك المواد لدى من أرضعن أبنائهن طبيعى قلت ( لأن تلك المواد إنتقلت عبر اللبن للطفل.
أهمية الدراسة تتمثل فى أن ذلك يشير للأثر الضار على الجنين الذى تصله تلك المواد من المشيمة والرضيع الذى تصله فى اللبن ، وبالتالى نضع هذه المعلومات فى سياق بحوثنا وتفسيراتنا لأسباب وجود بعض الأمراض والعيوب الخلقية لدى حديثى والولادة والأطفال الصغار ، ومن ثم طرق التوعية والوقاية من تلك المشكلات.
http://pubs.acs.org/doi/abs/10.1021/es1021922
ولنستكمل معا مناقشة أثر الرضاعة الطبيعية فى تقليل نسبة المواد الضارة فى جسم الأم ، فإننا نشير لهذه الدراسة التى أجريت فى النرويج.
ذلك أن الأمهات فى النرويج يعتبرن من أكثر نساء العالم إهتماما وحرصا على الرضاعة الطبيعية.
فمن خلال تحليل عينات من لبن الأمهات عبر 12 شهر من الرضاعة الطبيعية وجد أن نسبة الواد الضارة فى أجسادهن ومن ثم فى اللبن قلت بنسبة حوالى 94%.
وبربط هذه المعلومة بالدراسة السابق ذكرها نستطيع تقدير أهمية تجنب السيدة التى تنوى الحمل ومن ثم الرضاعة لأى ملوثات بيئية ( من الأكل أو الوسط والجو المحيط ) قد تخزن فى جسمها ثم تنتقل للجنين والرضيع.
http://www.nature.com/nature/journal…ture11737.html
بحث مهم جدا
فمن المعلوم أن متلازمة كروموسوم إكس الهش هى إضطراب ناتج عن خلل فى جين واحد يؤدى لضعف أو عدم إنتاج بروتين FMRP وأنها متلازمة مصحوبة بأعراض التوحد بنسبة الثلث تقريبا. ومن ثم فالدراسة المفصلة لمسارات وأسباب حدوث الأعراض المرضية فى هذه المتلازمة ستؤدى بدرجة ما لفهم كيفية حدوث أعراض التوحد ومن ثم فعلاجيات المرضين قد تتوافق فى حالات كثيرة.
ولهذا فالبحث الجديد يعتبر علامة مهمة ، فقد إكتشفوا أن البروتين الناقص لدى ذوى متلازمة كروموسوم إكس الهش مرتبط بحوالى 93 جين معلوم صلتهم بالتوحد من دراسات مستقلة أخرى…والأكثر أهمية أن المسار الذى يرتبط به هذا البروتين الناقص يعتمد على نوع من الجاذبية والهدفية يؤدى الخلل فيها لإضطرابات كبيرة فى تكوين بروتينات وموصلات فى أعضاء كثيرة من جسم المصاب.
الباحثون متفائلون كما تقرأون لهم
http://www.biologicalpsychiatryjourn…419-2/abstract
مجال جديد وعمق جديد فى دراسة سبب خلل جهاز المناعة وكذلك آلية حدوث التغيرات الباثولوجية فى التوحد. تقدمه لنا هذه الدراسة التى أجريت على أطفال بين 2-4 سنوات من ذوى التوحد والعاديين وذلك بقياس مستوى جزيئات الإلتصاق adhesion molecules فى الدم.
وهنا يبرز السؤال : وما هى جزيئات الإتصال ؟. هى مكونات تساعد على إلتصاق الخلايا فى الأنسجة المختلفة ومنها الحاجز الفاصل بين الدم والمخ وأنسجة الجهاز الهضمى وغيرها من أنسجة الجسم. وبالتالى فالخلل فى وجودها يؤدى لعواقب فى أعضاء مختلفة من الجسم.
أثبتت الدراسة قلة وجود جزيئات الإتصال فى دم ذوى التوحد ومن ثم فإن ذلك يؤثر على تماسك الحاجز بين الدم والمخ فيؤدى إلى إضطراب مناعى كبير وملاحظة أخرى هامة أثبتها البحث من خلال قياس محيط الجمجمة لبيان مدى تأثير هذه الجزيئات على نمو المخ ، والذى أثبت تلك العلاقة أيضا.
هذه هى المرة الأولى التى يتعرض فيها بحث فى مجال التوحد لدراسة هذه الجزيئات ومن ثم نفهم لأول مرة لماذا توجد أعراض فى جهاز المناعة والجهاز الهضمى والمخ وغيرها لدى ذوى التوحد
القراء الأعزاء ، ألتقيكم بخير فى الأعداد القادمة من المنال..
أخصائى الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى آل سليمان وشركة كهرباء مصر
طبيب جمعية ومركز التأهيل الشامل للمعاقين بمحافظة بورسعيد
مستشار إعاقات الطفولة لجمعية نور الرحمن
صاحب مدونة ( إطلالة على التوحد ),
كاتب ومؤلف بمجلة وكتاب المنال الصادر عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
كاتب بمجلة أكاديمية التربية الخاصة السعودية