بقلم أ . د. زيد بن محمد الرماني ــــ المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
إن الطريقة التي سيختارها الشخص لاستخدام قواعد معينة، هي التي تحدِّد أخلاقه. ومن ثم، فإن هذه القواعد المذكورة تتابعاً لا تُعلِّم الشخص الخطأ والصواب، ولكنها تدله على الوسيلة التي تحقق له ما يريد.
يقول روبرت جرين: إن هذه القواعد تمنح الشخص رؤية عميقة لفهم العلاقات الإنسانية. ومن المؤكد أن لا شيء قد يعلمك مثل التجارب والحياة.
اقرأ ايضا: فهم نفسية الأشخاص ذوي الإعاقة ودور الدعم في تعزيز الرفاهية الشخصية والاجتماعية
القاعدة الأولى: اقتصد دائماً في كلامك
كثرة الكلام تضيع هيبة الشخص وتظهره أقل عزماً. وكلما تكلم الشخص أكثر زاد احتمال أن يقول شيئاً تافهاً أو غبياً.
القاعدة الثانية: استفد من جهود الآخرين
استخدم حكمة الآخرين ومعارفهم لتحقيق أهدافك، فذلك لن يوِّفر وقتك وجهدك فحسب، ولكن سيضفي عليك هالة عجيبة من الكفاءة.
القاعدة الثالثة: احذر من البائسين
خالط السعداء والمجتهدين وابتعد عن البؤساء التعساء والكسالى، فالمشاعر معدية كالمرض. قد تظن أنهم غرقى وأنك تساعدهم، بينما أنت بذلك تدفع نفسك إلى المشاكل. إذ أنَّ البائسين أحياناً يجلبون العُسْر لأنفسهم وقد يجلبونه إليك أيضاً.
القاعدة الرابعة: اتقن فن الغياب
السلعة التي تروج بين الناس يقلّ سعرها، وكلما زاد حضورك وكلامك تبتذل مكانتك وتقلَّ هيبتك. فبمجرد أن يتكون لدى مجموعة من الناس رأي حسن عنك يكون عليك الانسحاب حتى يزيد حديثهم عنك وإعجابهم بك. إذن عليك أن تتعلم متى تغيب حتى ترتفع قيمتك بندرة حضورك.
القاعدة الخامسة: اصنع لنفسك الهوية
لا تقبل بالأدوار التي يفرضها عليك مجتمعك، بل حقق لنفسك كياناً جديداً بابتكار هوية تجذب إليك اهتمام الناس. واحرص ألا تجعل أحداً يمل منك. تحكم بصورتك وهويتك ولا تترك للآخرين أن يحددوا هويتك وتصورك عن نفسك.
القاعدة السادسة: خطط لكل شيء من البداية
تؤخذ الأمور بخواتيمها، إذن عليك أن تخطط بوضوح للطريق الذي يوصلك لتحقيق أهدافك، آخذاً في الاعتبار العقبات والعوائق والصعوبات التي قد تبعدك عن تحقيق أهدافك. فالتخطيط للأمور يحميك بإذن الله من إنهاك التفكير فيما يواجهك من الأحداث، ويجعلك توجه الدفة في الاتجاه الذي يحقق لك أكبر قدر من أهدافك.
القاعدة السابعة: لا تبالغ في إظهار تفوقك
إذ من الخطر أن يراك مَنْ حولك متميزاً عليهم، والأخطر هو أن تظهر لهم خالياً من العيوب ونقاط الضعف. فالحسد يولّد في قلوبهم العداوة، ومن الذكاء أن تظهر من أن لآخر عيباً لا يضرك في شخصيتك أو إمكاناتك حتى تدفع عنك غائلة الحسد وتجعل الآخرين يرونك واحداً منهم، أي إنساناً له وفيه نقائص.
القاعدة الثامنة: نفذ مخططاتك بجرأة ودون تردد
لا تبدأ مساراً معيناً دون أن تكون واثقاً من نتائجه. الشك والتردد يضعفان أداءك، والاستسلام للخوف يدمرك. فالأفضل لك أن تتقدم بجرأة، لأن الأخطاء التي تتولد أحياناً من الإقدام، يمكنك معالجتها بمزيد من الإقدام. إذ أن الناس يحترمون الشجعان الواثقين من أنفسهم ولا أحد يوقر الجبناء.
القاعدة التاسعة: خاطب في الناس آمالهم وأحلامهم
فأغلب الناس يحبون تجاهل الحقائق والوقائع؛ لأنها مؤلمة، وينظرون لمن يصنع لهم الخيال كأنه واحة وسط صحراء يتدافعون إليها أفواجاً. إذن تعلم أن تحرك في الناس آمالهم وليس واقعهم.
القاعدة العاشرة: لا تناشد في الناس رد الجميل
إن احتجت من أحد المساعدة لا تذكره بما قدمت له من هبات أو مساعدات؛ لأن ذلك سيجعله يختلق الأعذار للتهرب منك. أظهر له شيئاً يعود عليه بالفائدة من تعاونه معك. وإذا أقنعته بذلك ستجده يلبي مطالبك ويتعاون معك بحماس.
ختاماً يمكن القول إنه من المؤكد أن لا شيء قد يعلمك مثل التجارب والحياة، لكن لا أحد سيعيش بما يكفي ليتعلم كل هذه القواعد بنفسه. بَيْدَ أن مثل هذه القواعد سوف تساعدنا وتعلمنا البراعة في التعامل مع الناس والأحداث.