إعداد المشرف التربوي الأول نانا عبد الله منصور
تمثل الروبوتات الاجتماعية تقدمًا مهمًا في مجال تعليم وتدريب الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد. من خلال توفير بيئة تفاعلية وآمنة، يمكن لهذه الروبوتات أن تسهم بشكل كبير في تطوير المهارات الاجتماعية والتواصلية. فهي تتميز بقدرتها على التفاعل البشري المحاكي، مما يجعلها أدوات فعالة في البيئات التعليمية والعلاجية.
اقرأ ايضا: الأشخاص الصم مصدر إلهام للإبداع والتميز في مسابقات الليجو للروبوت
دور الروبوتات الاجتماعية في تطوير المهارات الاجتماعية:
توفير بيئة تفاعلية وآمنة:
- بيئة خالية من الحكم: تساعد الروبوتات الاجتماعية الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد على التفاعل دون خوف من الانتقاد أو الرفض.
- ردود فعل متسقة: تقدم الروبوتات ردود فعل متوقعة، مما يسهل عملية التعلم والتواصل.
تعزيز التواصل اللفظي وغير اللفظي:
- تطوير مهارات النطق: تساعد الروبوتات في تحسين القدرات اللغوية من خلال المحادثات التفاعلية.
- تعزيز التعبير الجسدي: تشجع على استخدام الإيماءات والتعابير الوجه المناسبة.
تحسين التعرف على العواطف:
- تمثيل العواطف: تعرض الروبوتات تعابير وجه مبسطة تساعد في فهم المشاعر المختلفة.
- تدريب الاستجابة العاطفية: تمكّن الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد من ممارسة كيفية الاستجابة لمشاعر الآخرين بشكل مناسب.
تشجيع التفاعل الاجتماعي:
- التدريب على الأدوار الاجتماعية: تتيح الروبوتات محاكاة مواقف اجتماعية مختلفة للتدريب على السلوكيات المناسبة.
- تعزيز المشاركة والتعاون: تشجع على الانخراط في أنشطة جماعية وتطوير مهارات العمل الجماعي.
أمثلة على الروبوتات الاجتماعية:
روبوت “ناو” (NAO):
- يُستخدم في الأبحاث والتطبيقات العلاجية مع الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
- يتميز بقدرته على التحدث، والتحرك، والتفاعل من خلال التعرف على الصوت والصورة.
روبوت “بيبر” (Pepper):
- مصمم للتفاعل الاجتماعي، ويمكنه قراءة التعابير الوجه والاستجابة لها.
- يُستخدم لتعزيز المهارات الاجتماعية والتواصلية في البيئات التعليمية.
دراسات وبحوث حديثة:
دراسة في مجلة “Autism Research” (2020):
أشارت هذه الدراسة إلى أن التفاعل مع الروبوتات الاجتماعية يحسن التواصل البصري والانتباه المشترك لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
بحث في “Journal of Human-Robot Interaction” (2021):
أظهر هذا البحث أن الروبوتات يمكن أن تكون أدوات فعالة في تعليم التعرف على العواطف والتعبير عنها.
التحديات والاعتبارات:
التكلفة والتوفر:
- تكلفة مرتفعة: قد تكون الروبوتات الاجتماعية مكلفة، مما يحد من إمكانية الوصول إليها.
- تفاوت إمكانية الحصول عليها: قد لا تتوفر في جميع البيئات التعليمية أو العلاجية.
التخصيص والملاءمة:
- احتياجات فردية: ضرورة تكييف البرامج لتلبية احتياجات كل فرد على حدة.
- التحديث المستمر: الحاجة إلى تحديث البرامج والأنشطة باستمرار لمواكبة تطور الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد.
التفاعل البشري مقابل التفاعل الروبوتي:
- لا بديل عن البشر: يجب ألا تحل الروبوتات محل التفاعل البشري الكامل.
- دور تكميلي: ينبغي استخدامها كأدوات مساعدة لتعزيز العملية التعليمية.
الاعتبارات الأخلاقية:
- الخصوصية والأمان: ضمان حماية بيانات وخصوصية الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد أثناء استخدام التكنولوجيا.
- الموافقة: الحصول على موافقة الأهل أو الأوصياء قبل استخدام الروبوتات مع الأفراد.
المراجع:
- Autism Research (2020). The Role of Social Robots in Enhancing Social Skills in Children with Autism Spectrum Disorder.
- Journal of Human-Robot Interaction (2021). Human-Robot Interaction in Special Education: Enhancing Emotional Recognition and Expression.
رابط المقال
نانا عبد الله منصور محمد
[email protected]
بلد الإقامة: دولة الإمارات العربية المتحدة ـ الشارقة
ماجستير تربية خاصة بعنوان “فاعلية برنامج إرشادي تدريبي لأسر الأطفال من ذوي التوحد على تحسين مهارات التواصل لديهم (دراسة تجريبية على أسر الأطفال من ذوي التوحد في إمارة الشارقة)”، جامعة أم درمان الإسلامية، معهد بحوث ودراسات العالم الإسلامي، 2009 – 2011.
شهادة: (IC3 Internet & Computing Course Certificate).
مشرفة تربوية بمركز الشارقة للتوحد، مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية 2013 – الآن.
معلمة صف بمركز الشارقة للتوحد، مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية 2001 – 2012
معلمة متطوعة بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية – العام الدراسي 2000-2001 في الفترة من 15/11/2000 حتى 30/5/2001.
عضو الفريق البحثي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
عضو مجلس الاختصاصيين النفسيين والمشرفين التربويين لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية