من حيث التعريف، الأبعاد، المهارات والاستراتيجيات والنظريات المفسرة- ج 2
إعداد الدكتورة: أماني شعبان محمد شكر
أبعاد إدارة الذات
مراقبة الذاتSelf- monitoring
تحتل مراقبة الذات أهمية خاصة بالنسبة للطلاب ذوي الإعاقة لأنها تجعلهم على وعي بسلوكهم, وتدفعهم إلى تركيز انتباههم على جوانب معينة في السلوك (عبد العزيز السيد الشخص, وآخرون 2000 , 270).
اقرا ايضا: إدارة الذات ج1
وتعتبر إستراتيجية مراقبة الذات إحدى الفنيات السلوكية المعرفية التي تشير إلى مجموعة من الإجراءات التي يستخدمها الفرد بهدف مساعدته على الوعي بسلوكه أو أخطائه ومحاولة تصحيح هذه الأخطاء وصولاً إلى التحكم ذاتي في السلوك الشخصي أو الأداء المهاري في المواقف المختلفة.
كما تتطلب أن يقوم الطلاب بملاحظة حدوث سلوكيات معينة يمارسونها وذلك بوضع علامة على قائمة الشطب, أو بطاقة ملاحظة, أو قائمة حصر .
ويؤكد كوفر وميرفي(Cover &Murphy, 2017) أن مراقبة الذات تحقق إدراكاً رصيناً للمشاعر المضطربة والمتقدمة, في صورة ظاهرية وبسيطة, وهي مجرى يوازي الوعي, ومن خلاله يتم إدراك الحدث الجاري والتأقلم مع المشاعر, عبر الفكر التأملي والتمييز المنطقي, إضافة إلى أن إدراك الفرد لانفعالاته ومراقبتها حين الحدوث يحقق وعياً للأحاسيس والرغبات المعقدة, والقدرة على فهم المشاعر من وقت إلى آخر تُعدُّ أمراً مهماً في فهم النفس ومتابعة رغباتها, ليتجنب الفرد ما تؤول إليه نتائجها السلبية, فالأفراد الذين يتمتعون بهذه المهارة لديهم نظرة واعية واضحة بما يتعلق بانفعالاتهم, ويمتلكون سيطرة تامة فيما يخص أمور الظروف المعقدة التي يمرون بها .
وأشار (Rock,2006) إلى استخدام التعليمات المباشرة والنمذجة في تعليم الأفراد إستراتيجية مراقبة الذات من خلال تدريبهم على كيفية تسجيل سلوكهم والصعوبات التي تواجههم والتقييم الذاتي لهذه السلوكيات. وتتكون إستراتيجية مراقبة الذات بصفة عامة من عاملين رئيسين هما:
ملاحظة الذات Self Observation:
وهذه العملية تتطلب أن يكون الفرد واعياً أو قادراً على التمييز بين حدوث السلوك المستهدف المطلوب التحكم به, ومصداقية هذا التمييز يعتمد على وضوح المثير المراد ملاحظته, وأيضاً على خبرة الفرد في التمييز.
التسجيل الذاتي والتقارير الذاتية Self –Reports/ Recording:
قدرة الفرد على تسجيل بعض أبعاد الاستجابة المستهدفة مثل تكرارها أو دوامها وبقائها, وعادة ما يتم تسجيل سلوك الفرد الذاتي باستخدام سجل يدوي لتوثيق البيانات أو باستخدام أداة ميكانيكية للتسجيل, وعادة ما يُدرَّبُ الفرد على استخدام سجل يدوي لتسجيل البيانات أو باستخدام أداة ميكانيكية للتسجيل, كما يُدرَّبُ عادة على استخدام طرق مُقنَّنة لقياس السلوك بهدف دقة المراقبة الذاتية.
ويرى (Hammer et al, 2009 ) أن مراقبة الذات هي الدرجة التي يكون الفرد عندها منتبهاً ومتحكماً بما يصدر عنه تجاه الآخرين .
تقييم الذاتSelf- Evaluation
عملية يقوم من خلالها الفرد بإصدار الأحكام على الطريقة التي يفكر بها والسلوك الذي يسلكه أثناء التعلم بهدف تحديد العلاقة بين الأداء الحالي والأداء المرغوب من أجل تحسين الأداء.
وهي إحدى الإستراتيجيات المعرفية التي تهدف إلى تهذيب وتنقية السلوك من خلال تقييمه مع المعايير السلوكية المعروفة أو التي تم تحديدها, وتقتضي عملية التقييم أو القياس الذاتي أن يقوم الطلاب بمقارنة سلوكياتهم بمعيار ذاتي بعد أن يكونوا قد تعلموا مراقبة الذات أولاً, ويستطيع بعض الطلاب القيام بعملية التقييم الذاتي باعتبارها أسلوباً مبدئياً لإدارة الذات إن كانوا على وعي بسلوكياتهم بالفعل (عبد العزيز الشخص وآخرون, 2000 , 271)
وعملية التقويم تشمل ثلاث خطوات:
- الخطوة الأولى: مراقبة الذات، وهي أمر ضروري من أجل إحداث التقييم الفعال وتقوم هذه الخطوة على تركيز الانتباه المعتمد على بعض نواحي السلوك أو التفكير في ضوء بعض المعايير الخارجية التي تم وضعها مسبقاً.
- الخطوة الثانية: إصدار الأحكام، وهي تعني تحديد التقدم نحو الأداء المستهدف، حيث تزود هذه الأحكام الفرد بمعلومات عما استطاع تعلمه، وما عليه أن يتعلمه).
- الخطوة الثالثة: استكمال أهداف التعلم التي لم يتم استكمالها بشكل كلي, ثم اختيار أهداف التعلم اللاحقة Hearn&Mcmillan, 2008,40-42)).
تعزيز الذات Self Reinforcement
يُعرِّفُ ( (stephen ,2008 تعزيز الذات بأنه مكافأة الفرد لذاته بعد الوصول إلى الأهداف التى تم وضعها. على سبيل المثال: إذا كان الهدف هو الامتناع عن سلوك ما لمدة ثلاثين دقيقة، يكافئ الفرد نفسه في حال تمكَّنَ من تحقيق هذا الهدف.
ويُعرِّفُ ( جمال محمد الخطيب, 2008 ,78) التعزيز الذاتي بأنه تغذية راجعة للسلوك الإيجابي يقوم به المسترشد بتقديم معززات ذاتية بعد قيامه بتحقيقه الأهداف المطلوبة وفق المعايير المعدة مسبقاً لتعزيز السلوك وتقويته, بحيث ينعكس ذلك على قدرته على ضبط ذاته, أي أن الفرد يعطي المعزز لنفسه, والهدف من تعزيز الذات أن يقوم الفرد بتقديم التعزيز لنفسه عند أداء أفعال معينة يتم الاتفاق عليها, ومن خلال التدريب على تعزيز الذات يمكن للفرد أن يقدم لنفسه الإثابة المتفق عليها عند القيام بسلوك صحيح أو إنجاز مهمة معينة.
وترى الباحثة أن هذه الفنية تتطلب من الأفراد أن يقوموا بتقرير ما إذا كانوا قد حصلوا على التقدير الذي يؤهلهم للحصول على التعزيز الذي سبق تحديده من قبل ويكون لذلك أطيب الأثر في زيادة دافعيتهم وقدرتهم على تحمل المسؤولية.
إدارة الوقت:
حصر الوقت وتحديده وتنظيمه, وتوزيعه توزيعاً مناسباً, والإستثمار الأمثل لكل لحظه فيه في ضوء التخطيط المناسب (حسين الشرفات, 2016 , 56 ).
ولإدارة الوقت بشكل سليم ينبغي التخطيط الجيد لما تملكه من وقت وطاقة لتحقيق ما تريد, تنظيم الإمكانيات المادية والبشرية, تنظيم جدول زمني لتحقيق أهدافك, التركيز وعلاج ضعف الذاكرة (محمد شاهين, 2010 , 105)
وضع الأهداف وتحديدها:
يعتبر وضع الأهداف وتحديدها والتخطيط لها من مقومات إدارة الذات حيث إن من مقومات الخطة الناجحة أن تكون محددة بفترة زمنية معينة سواء أكانت طويلة, أو متوسطة, أو قصيرة الأجل, ولابد من تحديد أهداف معينة تتميز بالوضوح الكمي والزمني, وخالية من أي تعارض أو تناقض, ومرنة تأخذ بالحسبان التغيرات البدائية المختلفة فضلاً عن تحديد الأولويات الخاصة بالفرد وضمن الإمكانيات المحددة في تحقيق الأهداف بكفاءة وفاعلية مختلفة (سهيل فهد سلامه, 1988, 97).
وفي هذا الصدد هناك مجموعة من القواعد التي تجب مراعاتها عند وضع الأهداف وصياغتها وهي أن يكون الهدف مكتوباً وواضحاً وقابلاً للقياس وواقعياً ومحدداً بموعد لإنجازه, ومثيراً للتحدي كي يمكن تحقيقه. (السيدة عليوه,2003 , 46).
الثقة بالنفس :
مُتغيّر من متغيرات الشخصية له دور مهم في مساعدة الفرد على مواجهة تحديات الحياة, والتكيف مع خبراتها, وإيمانه بأن لديه من القدرات والإمكانيات ما تساعده على إدارة ذاته كما تعمل الثقة بالنفس على تطوير القدرات الذاتية حيث تتناسب طردياً مع التأثير على الآخرين فكلما زادت الثقة بالنفس عند الفراد زادت قدراته الذاتية وتأثيره على الآخرين مما يزيد من الحماس والنشاط لديهم (علي حسن سالم ,2014, 3)
يتبع في العدد القادم عن النظريات المفسرة لإدارة الذات