مجلس النطق واللغة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
اقرا ايضا: الاضطرابات اللغوية لدى الأطفال ج1
انخفاض القدرات العقلية:
هناك علاقة وثيقة جداً بين الإصابة بضعف القدرات العقلية أو الإعاقة الذهنية وبين الاضطرابات اللغوية، ومن المُسلَّم به لدى جميع المختصين باضطراب اللغة والكلام أن الطفل ذا القدرات الذهنية المنخفضة لابد أن يواجه اضطراباً في اللغة والعكس ليس صحيحاً.
الملاحظ هنا أن شدة الاضطراب اللغوي تكون أقوى من شدة الإعاقة الذهنية أي أن يكون لدى الطفل إعاقة ذهنية بسيطة ولكن اضطراب اللغة يكون متوسط الشدة بينما الطفل الذي يعاني من تأخر ذهني متوسط تكون مشكلة اللغة من الدرجة الشديدة.
مظاهر اللغة عند الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية تختلف في شدتها من طفل إلى آخر اعتماداً على شدة الإعاقة الذهنية كما ذكرنا سابقاً، وعلى فعالية التدخل المبكر ومدى إشراك الأسرة في عمليات التدريب والتحفيز اللغوي، وبشكل عام نلاحظ المظاهر اللغوية التالية عند الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية:
- غياب كامل للغة أو أي وسيلة تواصل ونجد هذا الاضطراب عند الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية الشديدة.
- اقتصار اللغة على بضع أصوات بسيطة يصدرها الطفل للتعبير عن حاجاته.
- ضعف واضح في القدرات اللغوية التعبيرية والاستقبالية .
- التأخر في اكتساب اللغة والكلام .
- البطء الواضح في اكتساب مظاهر معينة في اللغة .
- البطء في مراحل التطور اللغوي .
الازدواجية اللغوية أو الثنائية اللغوية:
يختلف الباحثون حول موضوع ازدواجية اللغة، بمعنى وجود أكثر من لغة في البيت، كأن يستخدم الأب لغة تختلف عن التي تستخدمها الأم، وتأثير ذلك على نشوء اضطراب في اللغة عند الطفل، فهناك كثير من الدراسات تؤكدعدم تأثر لغة الطفل عند وجود أكثر من لغة في المنزل، في المقابل هناك دراسات تؤكد أن وجود أكثر من لغة في محيط الطفل سوف يؤثر سلباً على تطور و اكتساب اللغة تبعاً لوجود اختلاف بين الأنظمة اللغوية المستخدمة في كل لغة مثل بناء الجملة والقواعد الفونولوجية وغير ذلك من المظاهر اللغوية، وهذا الاختلاف سوف يشوش قدرة الطفل على اكتساب اللغة أو يتسبب في حدوث خلط بين اللغتين عند الطفل وبالتالي فقدانه القدرة على اكتساب اللغة.
ونحن بدورنا نشير إلى أن وجود أكثر من لغة في محيط الطفل سوف يؤثر بالتأكيد على الطفل الذي لديه استعداد لحدوث الاضطراب اللغوي، وواقع الخبرة العملية يؤكد أن أطفالاً تأخروا في اكتساب اللغة أو اكتسبوها بشكل غير سليم بسبب وجود أكثر من لغة داخل البيت أو اختلاف اللغة المستخدمة في الروضة الملتحق بها الطفل عن اللغة المستخدمة في البيت.
العوامل الوراثية والتأخر اللغوي
للعوامل الوراثية دور كبير في ظهور الاضطرابات اللغوية فقد لوحظ أن هذه الاضطرابات تظهر بشكل أكثر عند الأطفال الذين واجه أحد والديهم اضطراباً لغوياً أو كلامياً في أعوامِ الطفولة المبكرة، كما تظهر في الأسر التي تضم أفراداً من ذوي اضطرابات اللغة والكلام. وفي الوقت الحالي ثمة دراسات حول اكتساب الجينات المرتبطة بالتأخر اللغوي عند الأطفال.
الولادة المبكرة والتأخر في اكتساب اللغة
هناك عدد كبير من الدراسات التي تشير إلى أن نسبة حدوث التأخر اللغوي عند الأطفال الخدج أو المولودين قبل الوقت المناسب أعلى بكثير من هذه النسبة لدى الأطفال في الموعد المناسب.
البيئة التي يعيش فيها الطفل واضطراب اللغة.
من المعروف أن الاستعداد الفطري وحده لا يُمكِّنُ الطفل من تعلم اكتساب اللغة فهناك حاجة لبيئة محفزة تساعد الطفل على اكتساب اللغة. فالطفل الذي يعيش ضمن بيئة تساعده على اكتساب اللغة وتزوده بالمعارف والخبرات اللغوية سيكتسب اللغة والكلام بشكل أسرع وأفضل بكثير من الطفل الذي لا يتعرض للخبرات اللغوية بدرجة كافية.
عوامل وظروف أخرى
إضافة إلى ما سبق ذكره هناك عوامل وأسباب أخرى متعلقة بالاضطرابات اللغوية عند الأطفال أو تسبّبُ تأخر الطفل في اكتساب اللغة إلا أن آلية عمل وتأثير هذه العوامل غير واضح على وجه التحديد، فعلى سبيل المثال، لاحظت بعض الدراسات وجود تأخر في اكتساب اللغة لدى التوائم المتشابهة أكثر من وجوده لدى التوائم غير المتشابهة، وأرجعت هذه الدراسات السبب في ذلك إلى أن الوالدين يتكلمان مع طفل واحد فقط بينما الطفل الآخر لا يحصل على الخبرات اللغوية الكافية.
المراجع
- مقتبس من كتاب اضطرابات النطق واللغة للدكتور فيصل العفيف
- مقتبس من كتاب اضطراب النطق والكلام للدكتورعبد العزيز الشخص