حق الأشخاص من ذوي متلازمة الشلل الدماغي في العيش بأمن وأمان أسوة بأخوتهم وأقرانهم من غير المعاقين
مطالب إنسانية هامة وضرورية لخصها شعار مخيم الأمل الثالث والعشرين بالشارقة “بيئتي … أمني وأماني” تعني الكثير لكل أصحاب الإعاقات وذويهم والمجتمع بأسره.. بل وأكثر من هذا بكثير فإن مفردات هذا الشعار القليلة ومعانيه الكبيرة تمس حياة كل إنسان معاق أو غير معاق… فمن منا لا يحلم بالأمن والأمان والسلم والسلام في بيته ومدرسته والأماكن العامة ضمن بيئة متكاملة وآمنة تسهم في تحقيق الاستقرار الدافع لتكوين أفراد فاعلين.. ومن منا لم يلحظ هذه الدعة والسلاسة التي تتوالى فيها حروف هذه الكلمات فتترك في النفس طمأنينة وراحة بال.
… ولكن وفي كل مرة وعند كل قضية تتعلق بحقوق أبنائنا من ذوي الإعاقة فإن الحاجة تتضاعف للتأكيد على هذه الحقوق والمطالبة بها بقوة خصوصاً وأن هذه الحقوق تمس وجودهم في هذه الحياة والعيش فيها بكرامة وأمان ضمن بيئة توفر متطلباتهم الأساسية وتعمل على تمكينهم في مجتمعاتهم، فضلاً عن حقهم في الترويح والترفيه واكتساب المعارف وخوض التجارب والاحتكاك بالآخرين.. وهي الأهداف التي حرص عليها مخيم الأمل بالشارقة منذ انطلاقته في يناير 1986.
لقد أرتأت اللجنة العليا المنظمة لمخيم الأمل بالشارقة أن تقتصر المشاركة هذه السنة على الأطفال والأشخاص من ذوي الشلل الدماغي بمختلف درجاته دون غيرهم من باقي الإعاقات ــ ليس فقط كسابقة في تاريخ سلسلة مخيمات الأمل ــ بل لقناعتنا الأكيدة والثابتة بحقهم في الاستفادة من هذه المناسبة والترويح عن أنفسهم وتنمية مهاراتهم الاجتماعية وزيادة اعتمادهم وثقتهم بأنفسهم ورسم البسمة على وجوههم، وفي الوقت ذاته توفير أفضل الظروف لاستضافتهم وتلبية احتياجاتهم.
إننا في الوقت الذي نرحب فيه دائماً بكل أبنائنا على تنوع إعاقاتهم،.. من دول الخليج والدولة العربية الضيف الجمهورية الجزائرية،.. نتطلع بأمل إلى تقديم أفضل ما لدينا وكل ما بوسعنا لكي تكون فترة انعقاد المخيم أجمل وأسعد أيامنا وأكثرها متعة وفائدة لا يميزها عن باقي أيامنا في خدمة الأشخاص من ذوي الاعاقة سوى هذه الوجوه الطيبة التي أطلت علينا هذه السنة.
نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا في إسعاد أبنائنا من ذوي متلازمة الشلل الدماغي وتوفير كل احتياجاتهم في بيئة يتحقق لهم فيها الأمن والأمان ويستطيعون من خلالها ايصال رسالتهم واسماع صوتهم والمطالبة بحقوقهم كاملة كما كفلتها لهم كل القوانين والتشريعات.
صاحب السمو حاكم الشارقة يفتتح فعاليات مخيم الأمل الثالث والعشرين
في التفاصيل افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة والرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية صباح يوم الأحد 16 ديسمبر الماضي (2012) مخيم الأمل الثالث والعشرين الذي نظمته المدينة لغاية 20 ديسمبر2012 تحت شعار (بيئتي… أمني وأماني) على أرضها في منطقة اليرموك بمشاركة واسعة من وفود دول مجلس التعاون الخليجي ووفد ضيف من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.
وحضر حفل الإفتتاح سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد ونائب حاكم الشارقة، الشيخ عصام بن صقر بن حميد القاسمي رئيس مكتب صاحب السمو حاكم الشارقة، الشيخ صقر بن محمد بن خالد القاسمي رئيس دائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف، الشيخ محمد بن صقر القاسمي وكيل وزارة الصحة المساعد مدير منطقة الشارقة الطبية، الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام،سعادة محمد جمعة بن هندي رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، سعادة راشد أحمد بن الشيخ رئيس الديوان الأميري، سعادة جمال سالم الطريفي المستشار في مكتب سمو الحاكم، سعادة سالم عبيد الحصان الشامسي رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة، اللواء حميد محمد الهديدي القائد العام للقيادة العامة لشرطة الشارقة، سعادة أحمد ناصر الفردان أمين عام مجلس الشارقة الرياضي، المستشار محمد ذياب الموسى المستشار في الديوان الأميري، سعادة طارق بن خادم رئيس دائرة الموارد البشرية في حكومة الشارقة رئيس مجلس إدارة نادي الثقة للمعاقين، سعادة مروان جاسم السركال المدير التنفيذي لشروق وعدد كبير من مديري الدوائر المحلية والجامعات والهيئات والجهات الداعمة والمشاركة في مخيم الأمل الثالث والعشرين بالشارقة.
وقائع حفل الافتتاح
استهل حفل الإفتتاح بالسلام الوطني وتلاوة من آيات الذكر الحكيم تلاها الطالب خالد علي الصفي من وفد المملكة العربية السعودية بعدها قدم عريف الحفل المتطوع عبد الرحمن الحمادي كلمة المخيم رحب فيها بالحضور وقال:” إن مخيم الأمل بالشارقة فرصة مواتية وفريدة أتاحتها الشارقة منذ إنطلاقة أول مخيم في يناير 1986 واستمرت بثبات والمزيد من النضج والتطور، مؤكدا أن الهدف من المخيمات هو الترويح عن الأطفال من ذوي الإعاقات وتنمية مهاراتهم الإجتماعية وتطوير قدراتهم ومعارفهم وزيادة خبراتهم واعتمادهم وثقتهم بأنفسهم وفي الوقت ذاته توطيد الصلات فيما بينهم وتبادل الخبرات بين العاملين في المجال من مختلف الدول العربية.
وأشار عريف الحفل إلى أن مخيم الأمل هذه السنة مميز بإستضافته أطفال وأشخاص من ذوي الشلل الدماغي من دول مجلس التعاون الخليجي والوفد الضيف من الجزائر ويحمل رسالة مضمونها (بيئتي… أمني وأماني) وهو شعار يعكس حق الأشخاص من ذوي الإعاقة وخصوصا ذوي الشلل الدماغي في العيش بأمن وأمان في بيوتهم ومدارسهم ومراكزهم الخاصة وفي جميع الأماكن على اختلافها أسوة بأخوتهم وأقرانهم من غير المعاقين وهي مسؤولية لا تقتصر على فرد بعينه أو مركز محدد وإنما مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق الجميع ومن واجب كل فرد في المجتمع أن يبذل ما باستطاعته ليساهم في تفعيل رسالة المخيم في حفظ حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة وحمايتهم من الإستغلال والإساءة والعنف وتهيئة بيئة آمنة ومستقرة للجميع.
وجدد عريف الحفل الترحيب بالضيوف المشاركين من دول الخليج وخص بالذكر الوفد العربي الضيف من الجمهورية الجزائرية على أمل تحقيق الأهداف السامية للمخيم الحالي في دعم وتمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة وتأهيلهم لتمكينهم من المطالبة بحقوقهم وايصال رسالتهم وإسماع صوتهم وإقرار حقوقهم كما كفلتها لهم كافة القوانين والتشريعات.
بعد ذلك تم عرض فيلم عن المخيم الثاني والعشرين الذي أقيم عام 2011 تحت شعار (قراري اختياري) يحاكي أجمل اللحظات والأوقات الرائعة التي عاشها الأطفال من ذوي الإعاقة على أرض الإمارات الطيبة والتي تركت في نفوسهم ذكريات محفورة في قلوبهم ووجدانهم لا يطويها النسيان.
كلمة الوفود المشاركة
وفي السياق ذاته ألقت الأستاذة جواهر السويدي من دولة قطر كلمة الوفود المشاركة أوضحت فيها أهمية الإلتقاء في مخيم الأمل 23 لتوحيد الجهود والتكاتف بهدف تمكين الأشخاص من ذوي الشلل الدماغي وإسعادهم وزرع الأمل في نفوسهم والعمل على مناصرتهم وتمكينهم وتطوير قدراتهم وإمكاناتهم من خلال الأنشطة والبرامج والورش المخطط لها بعناية ودقة من أجل تطبيق الشعار وتوضيح مضامينه واشراك جميع قوى المجتمع الفاعلة في تطبيقه والعمل بمضمونه.
صور تذكارية
بعدها قدم طلبة مدرسة الأمل للصم عرضا مسرحيا إيمائيا بعنوان صور تذكارية بمشاركة الفنان رامي مجدي واخراج محمد بكر يعكس الإبداعات والقدرات والمهارات التي يتمتع بها الطلبة الصم والتي برهنوا عليها بجدارة في الكثير من المجالات والفن والتمثيل جزء يسير منها.
وميز حفل الإفتتاح كلمة المتطوع سلطان محمد وهو اسم لامع في مخيم الأمل مشاركا ومتطوعا للعمل فيه منذ عدة سنوات استطاع بإرادته القوية أن يحقق النجاح في حياته الإجتماعية والمهنية وجدد العهد في الكلمة التي ألقاها على الحضور بإبداء استعداداته للمشاركة والعمل على إنجاح مخيم الأمل ودعم ومساندة الأشخاص من ذوي الإعاقة وضمان حقوقهم الإنسانية والمجتمعية.
تكريم حملة وسام المدينة ورواد العطاء والرعاة
وخلال حفل الإفتتاح كرم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة نخبة ممن دعموا مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومخيم الأمل من الرعاة والداعمين والمساهمين من الجهات الحكومية والخاصة، ورواد العطاء والحائزين على وسام المدينة، وهي مبادرة من الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي لمنح وسام المدينة لشخصيات متميزة تقديرا لخدماتهم الجليلة وعطائهم المتميز ودعمهم المتواصل لبرامج مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وأهدافها ورؤيتها في مناصرة واحتواء وتمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة في دولة الإمارات والوطن العربي.
وقد حصل على وسام المدينة كل من القائد عبد الله الخميس رئيس اللجنة الأمنية لمخيم الأمل وعبد اللطيف القاضي نائب القائد في اللجنة الأمنية للمخيم.
بعدها كرم صاحب السمو حاكم الشارقة نخبة من رواد العطاء الذين قدموا دعمهم المتواصل لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وهم:(جمعية الشارقة التعاونية وتسلم التكريم وليد علي بن فلاح نائب رئيس مجلس الإدارة، خليفة جمعة النابودة رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات النابودة، مبارك عبد العزيز الحساوي وتسلم التكريم جمال العلمي الوكيل المفوض للمركز التجاري الكويتي، محمد عبد الرحمن البحر واستلم التكريم عبد الرحمن البحر، مؤسسة دبي الإسلامي الإنسانية وتسلم التكريم عبد الرزاق العبد الله الرئيس التنفيذي للمؤسسة، شركة الشارقة للأسمنت والتنمية الصناعية، مصرف الشارقة الإسلامي وتسلم التكريم سعادة محمد عبد الله الرئيس التنفيذي للمصرف).
كما كرم سمو رعاة المخيم والشركاء وهم: الأمانة العامة للأوقاف وتسلم التكريم الشيخ صقر بن محمد القاسمي الأمين العام رئيس دائرة الشؤون الإسلامية، بلدية الشارقة وتسلم التكريم المهندس سلطان عبد الله المعلا مدير عام البلدية، شرطة الشارقة وتسلم التكريم اللواء حميد محمد الهديدي قائد عام شرطة الشارقة، غرفة تجارة وصناعة الشارقة وتسلم التكريم سعادة سعيد عبيد الجروان النائب الثاني لرئيس مجلس الإدارة، مجلس الشارقة الرياضي وتسلم التكريم سعادة أحمد ناصر الفردان أمين عام المجلس، مواصلات الشارقة وتسلم التكريم سعادة عبد الله محمد الزري المدير العام، بنك الاستثمار وتسلم التكريم زياد النصولي نائب مدير البنك، مجموعة شركات جيبكا وتسلم التكريم الشيخ صقر بن خالد القاسمي المدير في المجموعة، شركة سوبرة وتسلم التكريم سعادة زياد سوبرة مالك ومؤسس الشركة، ومؤسسة الشارقة لتسييل الغاز (شالكو) وتسلم التكريم سعادة صالح علي العلي مدير عام المؤسسة.
بعدها تقدم أعضاء مجموعة لجنة أمن المخيم، بقيادة عبد اللطيف القاضي نائب قائد المجموعة،لرفع أعلام الدول المشاركة في المخيم وفق المراسم المتبعة مصحوبة بأنغام الفرقة الموسيقية لمدرسة الشرطة الإتحادية، ثم قام صاحب السمو حاكم الشارقة بجولة للإطلاع على الورش المصاحبة لحفل الإفتتاح والتعرف على الوفود المشاركة في المخيم وتحفيزهم وتشجيعهم على العطاء والإستمرار في خدمة هذه الفئة التي تستحق الدعم والمساندة والعمل على ضمان حقوقهم الإنسانية والمجتمعية وحرص سموه على إلتقاط صورة تذكارية مع المشاركين قبيل مغادرته أرض المخيم مودعا من كبار الحضور وجموع المشاركين.
الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي…
الأمن والأمان حق لكل معاق
وبهذه المناسبة قالت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي:”(بيئتي أمني وأماني) شعار تم اختياره عنواناً لمخيم الأمل الثالث والعشرين، يأتي لرفع الصوت بأن من حق الشخص المعاق أن يحيا في بيئة آمنة، وأن لا ينتهك الآخرون حقوقه، خاصة في هذه الآونة التي كثر الحديث فيها عن الاعتداءات على المعاقين، من عنف أو تحرش جنسي في حافلات المدارس أو المصاعد أو دكاكين الحي أو حتى من الأقارب، وهو واقع موجود، وتتداوله وسائل الإعلام، الأمر الذي لم يكن موجوداً من قبل، لعدم تقبل المجتمع الإعلان عنه لاعتبارات اجتماعية وغيرها، من هنا اخترنا هذا الشعار، لنؤكد حقهم في الحصول على بيئة آمنة من النواحي كافة”.
وأضافت أن مخيم الأمل ومنذ انطلاقته وهو يحمل رسائل إلى المجتمعات العربية وليس إلى المجتمع المحلي فحسب، وهذا يستدعي بالضرورة وجود قانون يحمي الأطفال بشكل عام والطفل المعاق بشكل خاص، يكفل له حقه في الحياة الآمنة، وقالت:” قد سعدنا كثيراً بصدور قانون حماية الطفل بالدولة، والذي عرف ب (قانون وديمة)، ولكن المطلوب الآن أن يتم تنفيذه على أرض الواقع، في المجالات كافة، وعلينا أن نعمل على تمكين الشخص المعاق، وعلى احتوائه ومناصرته، وهذه الجوانب الثلاثة، تعد الرسالة التي تتبناها المدينة، ولسنا بحاجة إلى رفع سقف التوقعات التي يمكن أن يقوم بها الشخص المعاق، لأننا نحن من يضع هذا السقف، والأصح هو التأكيد على حقوق الأطفال المعاقين شأنهم في موضوع الحقوق شأن بقية الأطفال وأفراد المجتمع”.
وأشارت سعادة الشيخة جميلة القاسمي إلى انطلاقة أول مخيم التي كانت في يناير 1986 أي قبل أكثر من 25 سنة، قائلة:” في كل عام تزداد الحماسة لتنظيم مخيم الأمل ويزداد الإصرار على المحافظة على تنظيمه سنوياً، لما لهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا من آثار ايجابية أهمها توثيق العرى ما بين الأشخاص المعاقين من مختلف الدول العربية، ونشر المعرفة بواقع هذه الفئة وحقها في الحياة في بيئة آمنة صحياً واجتماعياً وبيئياً، وسوف نركز في الأيام القليلة التي يتيحها مخيم الأمل بالشارقة على منح المشاركين مساحة من التعبير، والاعتماد على النفس والاستقلالية والتعارف وتعلم المهارات المختلفة كل بحسب ميوله، وهي مناسبة طيبة أتوجه فيها بالشكر إلى جميع الشابات والشباب المتطوعين من المعاقين ومن غير المعاقين الذين يحرصون على المشاركة باستمرار في المخيم ولا يبخلون لا بجهدهم ولا حتى مالهم.. همهم في المقام الأول إسعاد الأطفال المشاركين وتقديم أرقى الخدمات لهم”.
المتطوعة أمل الخميس
وأشادت المتطوعة أمل الخميس نائب اللجنة العليا للمخيم، بالرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة وحرصه الدائم وتواجده ودعمه المستمر لإنجاح هذه الفعالية ومتابعة كافة البرامج والأنشطة التي تخدم فئة الأشخاص المعاقين وقالت :” نسعى هذه السنة إلى إدخال البهجة على قلوب أطفال الشلل الدماغي المشاركين من دول الخليج والجزائر ورسم البهجة على وجوههم كما سنركز على تمكينهم لأخذ قراراتهم باستقلاليتهم الذاتية وتوفير بيئة مثالية لهم معززة بالأمن والأمان ونقل هذه الرسالة لكافة أفراد المجتمع والأسر لضمان راحتهم والحد من التجاوزات ومظاهر العنف والمخاطر التي تلحق الأذى بهم وذلك بالتوجيه الصحيح وفق عاداتنا وثقافتنا وديننا والقوانين التشريعية التي نصت عليها الإتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة “.
وفي نفس السياق أشاد الأستاذ عبد الله بوخالفة رئيس الوفد الجزائري وممثل الجمعية الوطنية لمساندة الأشخاص المعاقين في جمعية البركة، بحسن الاستقبال والضيافة الأصيلة المتعارف عليها لدى دولة الإمارات الشقيقة وبالتنظيم المميز لمخيم الأمل وما قدمه من ترحيب وتنظيم للأطفال من ذوي الشلل الدماغي منذ وصولهم أرض الإمارات الطيبة وقال:” إن مشاركتنا في المخيم للمرة الأولى هي فرصة كبيرة لنا للتلاقي بإخواننا من دول مجلس التعاون الخليجي وتبادل الخبرات والمعلومات في كل مايخدم فئة ذوي الإعاقة، وأيضا هي فرصة للإطلاع على خدمات المدينة باعتبارها صرحا متميزا وفريدا من نوعه على مستوى الوطن العربي للأشخاص من ذوي الإعاقة والإستفادة من خبراتها الواسعة وهي بداية لتعزيز اواصر التعاون مستقبلا خاصة أن دولة الجزائر تولي عناية كبيرة للأشخاص من ذوي الإعاقة، وذلك استنادا للقانون الذي أصدره فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية عام 2002 والذي ينص على إعطاء الأهمية الكاملة لفئة المعاقين في مختلف المجالات المجتمعية والوطنية وتفعيل قوانين حمايتهم وضمان حقوقهم الإنسانية والحياتية “.
رئيس وفد الجزائر
كما وجه رئيس الوفد الجزائري شكره لسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي على اهتماماتها القيمة بالمعاقين ولكل من يساهم في انجاح مخيم الأمل معربا عن سعادته وسعادة مرافقيه من أعضاء الوفد بهذه المشاركة مؤكدا أنها فرصة لتعزيز العلاقة بين البلدين وبحث التعاون في خدمة فئة ذوي الإعاقة، راجيا استمرارها بعقد شراكات متينة مع دول مجلس التعاون الخليجي والجزائر للارتقاء بخدمة الأشخاص المعاقين.
رئيسة الوفد القطري
ومن جهتها أضافت الأستاذة جواهر السويدي رئيسة الوفد القطري أن مخيم الأمل مبادرة انسانية جليلة نظرا لما يحققه من نتائج وأهداف إيجابية، خاصة استفادة الأطفال المعاقين من الورش في تنمية قدراتهم وصقل مهاراتهم وقالت:”إن الأطفال ذوي الشلل الدماغي سعداء بمشاركتهم ومندمجين ومتحمسين لمفاجآت المخيم من خلال البرامج والأنشطة التي ستقام خلال الأسبوع وهي مناسبة لضمان حقوقهم وتوفير الحماية والأمان لهم وتشجيعهم على الإندماج المجتمعي بالإعتماد على الذات بعيدا عن التمييز بنشر ثقافة تقبلهم ودعمهم ومساندتهم للعيش بأمان”.
ورش العمل
وفي أجواء من السعادة والبهجة جمعت الوفود المشاركة تحت راية موحدة لمخيم الأمل حيث شارك الأطفال من ذوي الشلل الدماغي بكل حماس في الورش المختلفة التي خصصت لتنمية مهاراتهم الذاتية في استخدام مختلف الأدوات والتعرف على الإمكانيات المتوفرة في الورش بالإضافة إلى إحساسهم بالمتعة والترويح من خلال أجواء المشاركة، وما يقدمه مخيم الأمل من فعاليات وأنشطة تساهم في كسر الروتين وتخفيف الضغوطات التي يتعرض لها الأشخاص من ذوي الإعاقة خاصة أطفال الشلل الدماغي، كما يمنحهم أوقات مفعمة بالمرح والمتعة تجدد من حيويتهم وتقوي عزيمتهم لتحدي الإعاقة ما يساعدهم على الاندماج في الحياة المجتمعية بكل ثقة.
واجهة المجاز وفعاليات مهرجان الشارقة المائي
وكانت قافلة الأمل قد انطلقت عصر الأحد 16 ديسمبر 2012 بعد حفل الافتتاح الناجح في أولى رحلاتها صوب واجهة المجاز وفعاليات مهرجان الشارقة المائي بقيادة عبد الله الخميس رئيس لجنة الأمن وتحت إشراف أعضائها الذين كانوا أشد الحرص وقبل الانطلاق من أرض المخيم على اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير المتعلقة بالأمن والسلامة بالتنسيق مع شرطة الشارقة التي أخذت على عاتقها تأمين الطريق حتى الوصول إلى واجهة المجاز فكان كل ذلك مبعث أمن وطمأنينة وسعادة لأشبال المخيم ومرافقيهم.
وبعد الوصول اتجه الجميع مباشرة إلى خيمة (السيرك المائي) واتخذوا مقاعدهم للاستمتاع بالعروض الشيقة والمثيرة التي تم استهلالها بعرض غنائي مصحوب بفقرات فنية على سفينة معلقة يقابلها بالأسفل مسبح استعرضت فيه مجموعة السيرك باقة من أفضل العروض الإكروباتية التي أدخلت البهجة والسرور إلى نفوس الأطفال من ذوي الشلل الدماغي ومرافقيهم.
وقد تضمنت العروض فقرات لبعض المهرجين مع كلابهم الذكية، وفقرات للسحر المثير والشيق بالإضافة إلى عروض رائعة من اللياقة البدنية المذهلة والحركات الرياضية الفائقة الإتقان التي أبحرت بأشبال المخيم إلى عوالم غنية بالمتعة والسعادة.
ولم يفت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيسة اللجان العليا المنظمة للمخيم أن تواكب رحلة الأطفال من ذوي الشلل الدماغي وتحرص على سيرها كأحسن ما يرام، فكانت معهم خلال الرحلة تطمئن على سير الأمور ورضا أشبال المخيم عنها.
وبعد انتهاء عروض (السرك المائي) والتقاط الصور التذكارية مع أعضائه الرائعين، انتقلت قافلة الأمل صوب مسرح (جزيرة الموج) لمتابعة المسرحية العالمية (بيتر بان) التي حرص القائمون عليها أن تكون حواراتها مزيجاً بين اللغتين العربية والإنكليزية ليتسنى لجميع الأطفال المعاقين وغير المعاقين فهم الأحداث الدائرة فيها.
وبالفعل فقد كان اندماج أطفال المخيم من ذوي الشلل الدماغي مع أقرانهم الأطفال من غير المعاقين عل مقاعد مسرح (جزيرة الموج) في الهواء الطلق فرصة طيبة للتفاعل والتعارف وتكوين الصداقات وهو ما يهدف جميع العاملين مع الأشخاص من ذوي الإعاقة على تحقيقه في مختلف الأنشطة والفعاليات والمناسبات.
علي فالح الرشيدي من وفد دولة الكويت
ولم يكن التفاعل الذي أبداه أشبال مخيم الأمل مع أحداث مسرحية (بيتر بان) سوى مزيد من التأكيد على أن هذه الشريحة من أبناء المجتمع قادرة على التعلم والتفاعل والاندماج مع أقرانها من غير المعاقين، وبعد انتهاء العرض توجه الجميع إلى تناول طعام العشاء ثم عادوا أدراجهم إلى مخيم الأمل واسمتعوا بفعاليات حفل السمر المليء بالألعاب والمسابقات، لينعموا بعد ذلك بالرقاد استعداداً لنشاط جديد.
الشبل علي فالح الرشيدي (شلل دماغي) من وفد دولة الكويت عبر عن سعادته بهذه الرحلة التي نظمها القائمون على مخيم الأمل إلى واجهة المجاز ومهرجان الشارقة المائي، مؤكداً أن المتعة والفائدة كانتا كبيرتين من خلال التعرف أكثر على زملاء المخيم وغيرهم من غير المعاقين الذين يزورون المهرجان للاستمتاع بعروضه.
رنيم علي رزق الله رنيم من وفد الجزائر
من جانبها أشارت الشبلة رنيم علي رزق الله رنيم من وفد الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية إلى مقدار الحبور والسعادة التي اعتمرت داخل نفسها ونفوس زملائها بعد العروض الشيقة والممتعة التي شاهدوها في السيرك المائي، متوجهة بجزيل الشكر والتقدير إلى جميع القائمين على المخيم ومثمنة حرصهم على إسعاد ضيوفه قدر الإمكان.
عبلة عقاقبة من الوفد الجزائري
المساعدة الاجتماعية عبلة عقاقبة من الوفد الجزائري أيضاً قالت: على الرغم من أن المخيم ما زال في بدايته إلا أنه وكما يقال (المكتوب يعرف من عنوانه) وعنوان المخيم الرئيسي كما يبدو هو إدخال البهجة والسرور إلى نفوس جميع المشاركين فيها، وهذا ليس بجديد على مخيم الأمل الذي سبق وأن ذاع صيته في شتى أرجاء الوطن العربي وجميع من شارك فيه عاد بأجمل الذكريات منه.
هزاع عبد الله العلوي من مؤسسة زايد العليا (مركز العين لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة) ومرافقه معلم الرياضة فوزي عاشور أكدا أن الرحلة إلى واجهة المجاز ومهرجان الشارقة المائي فاقت التوقعات بجمالها وروعتها، متوجهين بالشكر والتقدير إلى جميع العاملين والمتطوعين في مخيم الأمل الثالث والعشرين (بيئتي أمني وأماني).
برامج ترفيهية وترويحية هادفة
في اليوم الثاني الاثنين 17 ديسمبر 2012 تواصلت فعاليات المخيم الذي أقيم بمشاركة وفود دول مجلس التعاون الخليجي ووفد ضيف من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وصل عددهم إلى 89 مشاركا بالإضافة إلى 136 متطوعا من مختلف الفئات العمرية، وعلى نفس الوتيرة نظمت لجنة البرامج والأنشطة في مخيم الأمل 23، يوما ترفيهيا للمشاركين في فندق راديسون بلو بإمارة الشارقة لقضاء أوقات ممتعة ومبهرة على شاطئ البحر والاستمتاع بالألعاب والأنشطة الرياضية المخصصة لهم، وتم ذلك بعد الطابور الصباحي ومراسيم رفع الأعلام وتوجيه الأطفال المشاركين من ذوي متلازمة الشلل الدماغي وإعدادهم لقضاء يوم حافل بالبرامج الهادفة والمفيدة والممتعة.
المتطوع محمد هديان
وأكد المتطوع محمد هديان من لجنة الأنشطة والبرامج، أنه تم إعداد برنامج ترفيهي متنوع يتناسب مع قدرات وإمكانيات الأطفال من ذوي متلازمة الشلل الدماغي المشاركين في مخيم الأمل وقال:” إن لجنة الأنشطة والبرامج حرصت على إختيار الأنشطة المناسبة لقدرات الأطفال المشاركين في المخيم خاصة أن إعاقة الشللل الدماغي تتطلب الكثير من العناية، وبمساعدة لجنة الدعم التخصصي والمشرفين الرياضيين في المدينة، تم تنسيق المسابقات والأنشطة الترفيهية والرياضية الهادفة بحيث يستطيع الأطفال من ذوي الشللل الدماغي من خلالها المشاركة وابراز قدراتهم وأيضا الترويح والإستمتاع بشاطئ فندق راديسون بلو الذي يضفي المزيد من المتعة والمرح من خلال التجهيزات والإمكانيات التي حرصت اللجنة على توفيرها لهم”.
وأضاف محمد هديان أن شعار المخيم هذه السنة يحمل رسالة مهمة للمجتمع ومؤسساته وذلك في توفير الأمن والأمان للأشخاص من ذوي الإعاقة في مجتمعهم ووطنهم، كما ناشد كافة الجهات الحكومية والخاصة وأصحاب المنتزهات والمرافق العامة على اختلافها بواجب الإهتمام بهذه الفئة وتوفير الإمكانيات اللازمة لهم والإحتياجات التي تسهل عليهم العيش والإستمتاع بالمرافق العامة، وإلغاء كافة الحواجز التي تحد من مشاركتهم المجتمعية ليكونوا قادرين على ممارسة حياتهم كغيرهم من أفراد المجتمع غير المعاقين وهو واجب إلزامي إتجاههم وحق من حقوقهم الإنسانية.
نشاط حافل في فندق راديسون بلو
وقد انطلقت المسابقات الترفيهية على الواجهة البحرية لفندق راديسون بلو، بألعاب مسلية تساعد على تنمية مهاراتهم الحركية وأظهر الأطفال من ذوي الشلل الدماغي بهجتهم العارمة خلال المنافسة الرياضية وتفاعلوا مع تشجيع الحضور والمشرفين والمرافقين لهم في أجواء رائعة أدخلت على قلوبهم الكثير من الفرح والسعادة، كما وزعت عليهم الهدايا والمعصائر وتلاشت عندهم حواجز الخجل وأظهروا قدراتهم وامكانياتهم على العطاء والمشاركة بكل ثقة.
قائد أمن المخيم عبد الله الخميس
وأوضح الأستاذ عبد الله محمد الخميس قائد لجنة أمن المخيم، أن افتتاح المخيم وإنطلاقه كان مبهرا بأجوائه العائلية التي جمعت كافة المشاركين ووحدتهم بحب ومودة وتعاون تحت شعار يعكس في مضمونه حق العيش بأمن وأمان وقال: “إن مخيم الأمل الثالث والعشرين حقق أهدافه من أول يوم حيث أظهر الأطفال حماسهم وتفاعلهم في كافة الأمور والبرامج التي قدمت لهم، كما تحققت معاني الدمج والتآلف وهو الهدف الأساسي من خلال تجاوبهم الفعال مع اللجنة المنظمة وكافة الأعضاء المشاركين، وقال:” إن لجنة أمن المخيم تحرص على توفير البيئة المثالية للمشاركين في المخيم بالتعامل الصحيح مع الأشخاص ذوي الإعاقة واستخدام الكراسي المتحركة وحماية الطريق ومتابعة سير الموكب من أرض المخيم إلى المكان المخصص للزيارة وإلى عودتهم إلى أرض المخيم وهي مناسبة أوجه فيها جزيل الشكر لشرطة الشارقة على تعاونهم في توفير الأجهزة الأمنية وسيارات الشرطة المرافقين وسيارة الإسعاف وتسخير كافة الإمكانيات والإحتياجات اللازمة للحفاظ على الأمن وتوفير بيئة آمنة ومشرفة للوفود المشاركين في مخيم الأمل”.
وأضاف قائد لجنة أمن المخيم أنه قبل الإنطلاق لأي رحلة خارجية يتم معاينة المكان واستكشاف الطريق وتأمين المنطقة التي يقع فيها النشاط الخارجي للتأكد من سلامة وأمن المكان المراد زيارته وتأمين وتوفير الإحتياجات اللازمة حرصا على راحة المشاركين وذلك لتفعيل وتجسيد شعار المخيم (بيئتي أمني وأماني) الذي يتطلب جهودا مجتمعية مشتركة وإعادة النظر وبإيجابية في المطالب الحقوقية للأشخاص من ذوي الإعاقة ومساعدتهم ومساندتهم في قضايا الإعاقة التي تخصهم لضمان دمجهم وتعايشهم المجتمعي بأمن وأمان.
وبعد نهاية النشاطات الترفيهية دعي الجميع إلى وجبة غذاء والإستمتاع بإطلالة خلابة تمزج بين أصالة الضيافة الإماراتية وجمال بحر الخليج العربي برماله الذهبية ضمن أجواء وأوقات ممتعة تبقى راسخة بكل ما تتضمنه من ذكريات لا تنسى.
صلاح الكندري رئيس الوفد الكويتي
وقال الأستاذ صلاح الكندري، رئيس الوفد الكويتي من وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل إدارة رعاية المعاقين:” إن اختيار شعار المخيم لهذا العام موفق جدا، وقد تميز المخيم بحسن التنظيم والتحضير لإستقبال الوفود المشاركة، وجاء انطلاق المخيم رائعا بكل ما تضمنه من فعاليات وبرامج وورش مفيدة وهادفة مخصصة لأطفال الشلل الدماغي وما يزيد في أهمية المشاركة هي تبادل الخبرات مع الدول الشقيقة واحتكاك وتواصل الأطفال مع مجتمع أوسع وبحث أواصر التعاون في كل ما يخدم ويرتقي بفئة الأشخاص من ذوي الإعاقة”.
وتوجه رئيس الوفد الكويتي بالشكر والتقدير إلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيسة اللجنة العليا المنظمة للمخيم وإلى جميع العاملين فيه على الجهد الكبير والمقدر من قبل جميع أعضاء الوفود متمنياً أن يكون النجاح والتوفيق حليفاً دائماً لهم.
هزاع العلوي من مركز العين للمعاقين
ومن جهته أكد المشارك هزاع العلوي من مركز العين للمعاقين، أن أطفال الشلل الدماغي جدا سعداء بمشاركتهم في مخيم الأمل الثالث والعشرين وأشاد بجهود إدارة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على خدماتها المتميزة للأشخاص من ذوي الإعاقة وأشار إلى أن ما يقدمه المخيم من برامج وأنشطة هادفة وترويحية وترفيهية لها أثر إيجابي على شخصية الشخص المعاق، حيث تعزز ثقته في نفسه وتنمي لديه مهارات التواصل المجتمعي وتحمسه على الدمج والإنخراط في الحياة المجتمعية متجاوزا بذلك ضغوطات الإعاقة وصولا إلى إثبات وجوده وقدرته على العطاء بإستقلالية وهو حق من حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة وواجب على المجتمع تفعيله بكافة جوانبه.
وقدم المشارك هزاع العلوي قصيدة شعرية يمدح ويشكر فيها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة والرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية نصير المعاقين على إهتمامه المتواصل الذي يوليه لفئة المعاقين، معبرا في أبيات قصيدته عن حبه وإخلاصه وامتنانه لكل ما يقدمه صاحب السمو حاكم الشارقة من اهتمام ودعم كبير هو الحافز الأكبر والأقوى للأشخاص من ذوي الإعاقة في تجاوز مصاعب إعاقتهم وبلوغ أعلى مستويات النجاح.
رحلة متميزة إلى حديقة النوف بالشارقة
أشبال مخيم الأمل يظهرون مواهبهم ويتألقون
وبعد تناول وجبة الغداء، توجهت قافلة الأمل إلى حديقة (النوف) بالشارقة وشاركوا في فعاليات (ضواحي) التي تنظمها دائرة شؤون الضواحي والقرى بالتعاون مع بلدية الشارقة، حيث تضمنت هذه الفعاليات عروضاً تراثية تعرف بماضي دولة الإمارات وأبرز العادات والتقاليد التي كانت متبعة، بالإضافة إلى التعرف على أهم المأكولات الشعبية والمشاركة في المسابقات الترفيهية بصحبة أقرانهم من غير المعاقين.
وقد استهل أشبال المخيم زيارتهم بمشاهدة مسرحية (عرائس) تحدثت عن حب الوطن وأهمية الأمن والأمان بالنسبة لجميع شرائح المجتمع، كما عرفت جميع الحاضرين بدلالات ألوان العلم الوطني المشتقة من الشعر العربي الذي يقول: بيض صنائعنا…خضر مرابعنا… سود وقائعنا…حمر مواضينا… فالأبيض يرمز لنبل ما نقوم به من صنائع، أما المرابع الخضراء فهي الأراضي المكسوة بالخير والشجر، والوقائع هي المعارك أي أننا عندما نحارب تكون حروبنا سوداء على رؤوس الظالمين، والمواضي هي السيوف المخضبة بدماء الأعداء.
وبعد الاستمتاع بالمسرحية قام المشرفون عليها بإنزال (العرائس) ليلتقطوا الصور التذكارية مع أطفال الشلل الدماغي الذين غمرتهم السعادة وهم يتمايلون على وقع الأغاني المبهجة وسط تصفيق زملائهم من غير المعاقين فكانت هذه الفعالية بحق نموذجاً للدمج السليم والبناء القائم على المحبة والاحترام المتبادلين بين الأشخاص ذوي الإعاقة وغير المعاقين.
ولتكتمل بهجة الدمج والتفاعل بين الأطفال من ذوي الإعاقة وغير المعاقين من زوار الحديقة شارك أشبال المخيم في المسابقات الترفيهية وكان من بينها مسابقة رمي الكرة، واختيار الهدية وغيرها من المسابقات التي ساعد حماس الأطفال فيها والجو الجميل والمكان الأخضر الفسيح على المشاركة أكثر من قبل أطفال الشلل الدماغي الذين لاقوا من زملائهم غير المعاقين كل التشجيع والترحيب، بعدها حضر أشبال المخيم مشهداً تمثيلياً للعرس الإماراتي التراثي (زهبة العروس)، واستمتعوا بعروض الروله والتقاط الصور التذكارية عند أكشاك المنتجات التراثية، ثم عادوا أدراجهم بعد مغيب الشمس إلى أرض المخيم للاستمتاع بحفل السمر وأجوائه المسلية والمفيدة والممتعة.
إبراهيم خليل إبراهيم من وفد مملكة البحرين
الشبل إبراهيم خليل إبراهيم من وفد دولة البحرين عبر عن عميق سعادته بهذه الزيارة إلى حديقة النوف والتي تضمنت العديد من الفعاليات والمسابقات الترفيهية التي أدخلت السعادة والبهجة إلى نفوس الجميع، وقد كان التفاعل مع الزملاء من غير المعاقين رائعأً جدأً وشعرنا وكأننا بين أهلنا وأصدقائنا، وتوجه إبراهيم بالشكر والتقدير إلى جميع العاملين والمتطوعين في المخيم الذين لا يدخرون جهداً في سبيل إسعاد الأطفال من ذوي الشلل الدماغي والترويح عنهم.
… وأحمد سلمان
الأستاذ أحمد سلمان عباس من المرافقين ضمن وفد دولة البحرين أكد أن إطلاق العنان لمرح الأطفال من ذوي الشلل الدماغي والترويح عنهم مسعى جميع العاملين في مخيم الأمل وهدفهم الرئيسي، فالمخيم فرصة لا تعوض بالنسبة لهم وعلى ما يبدو أن الجميع يعمل أقصى ما باستطاعته كي تبقى هذه الذكرى راسخة في أذهانهم متى ما استدعوها ارتسمت على محياهم أمارات البهجة والسرور، وركز الأستاذ أحمد على دور هذه الفعاليات في إظهار مواهب وإبداعات الأطفال من ذوي الشلل الدماغي حيث تكون الأضواء مركزة عليهم وتشجيع الأصدقاء يحثهم على إظهار ما يمتلكونه من مواهب وطاقات فنية وإبداعية تؤكد أحقية هذه الشريحة بالدعم والمساندة من جميع أبناء المجتمع بلا استثناء.
عبد العزيز علي حمد من وفد دولة الكويت
الشبل عبد العزيز علي حمد من وفد دولة الكويت أشاد بالتنظيم المدهش لفعاليات مخيم الأمل والتفاعل الجميل بين المتطوعين والأطفال من ذوي الشلل الدماغي، وهذا إن دل فإنما يدل على حرص إدارة المخيم على توفير كافة مستلزمات المشاركين والسهر على راحتهم واستمتاعهم بكافة فعاليات المخيم.
رحلات سياحية واستكشافية في إمارة الشارقة
وفي السياق نفسه إنطلق موكب مخيم الأمل صباح يوم الثلاثاء 18 ديسمبر 2012 إلى المربى المائي والمتحف البحري بالشارقة بعد مراسم الطابور الصباحي ورفع الأعلام بنشاط وحيوية واستعداد كامل لقضاء يوم مميز وحافل بالمفاجآت وكان في إستقبال الوفود المشاركين لدى وصولهم المربى المائي بالشارقة السيد راشد الشامسي رئيس قسم عمليات متاحف الشارقة وأمين مربى الشارقة بالإنابة وسط أجواء ترحيبية مميزة.
وتضمن النشاط السياحي والثقافي جولات استطلاعية داخل مبنى المربى المائي،حيث اطلع الأطفال من ذوي الشلل الدماغي ومرافقوهم والمشاركون في المخيم على مختلف المخلوقات البحرية عن قرب، وأيضا تعرفوا على تاريخ الصيد البحري ومستلزماته التاريخية والأدوات التي كانت تستخدم للصيد وجلب اللؤلؤ في دولة الإمارات والشارقة خاصة، واستمتع أطفال مخيم الأمل 23 بأوقات مميزة وشد انتباههم أنواع الأسماك بألوانها وأشكالها المتنوعة العائمة في الأحواض الزجاجية وهي تجربة فريدة بالنسبة لهم أدخلت الفرح والبهجة في نفوسهم ورفعت من معنوياتهم وكانت حافزا لمتابعة باقي جولتهم الإستكشافية للتعرف على المفجآت المخصصة لهم ضمن برنامج متنوع وهادف من الأنشطة السياحية والترويحية في مخيم الأمن والأمان.
راشد الشامسي… نتشرف باستقبال المشاركين في المخيم
وبهذه المناسبة قال السيد راشد الشامسي:” يشرفنا إستقبال الوفود المشاركة في مخيم الأمل 23 وهو واجب وطني اتجاه فئة الأشخاص من ذوي الإعاقة وحرصنا بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للإتحاد حاكم الشارقة على تجهيز وتسخير الإمكانيات اللازمة لإستقبال فئة ذوي الإعاقة وتسهيل تنقلاتهم داخل مبنى المربى المائي والمتحف البحري ايمانا بحقوقهم الإنسانية والمجتمعية وأيضا لتعزيز الوعي المجتمعي بتقبلهم ودمجهم في المجتمع”.
وأضاف أن رسالة مخيم الأمل إنسانية وهادفة في حفظ حقوق الأطفال من ذوي الشلل الدماغي ورسم الإبتسامة على وجوههم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم على التواصل والإندماج المجتمعي، وترسيح ثقافة حضارية في الحفاظ على سلامتهم وأمنهم في مختلف الأماكن والمرافق العامة وفي البيئة التي يتواجدون فيها وأكد أنها مسؤولية تقع على عاتق الجميع لتعزيز الجهود والمشاركة في ضمان حماية الطفل المعاق وتوفير كافة الإمكانيات له ليكون عنصرا فاعلا وقادرا على العيش باستقلالية وكرامة كغيره من أقرانه الأطفال غير المعاقين.
محمد خلفان
وفي ختام الزيارة قدم الطالب محمد خلفان من ذوي الشلل الدماغي شهادة شكر وتقدير من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تسلمها رئيس قسم عمليات متاحف الشارقة وأمين مربى الشارقة بالإنابة، تقديرا لجهود القائمين في مربى الشارقة للأحياء المائية على تنظيم هذه الزيارة الهادفة والترحيب المتميز بالوفود المشاركة وتوفير كافة التسهيلات لهم تعبيرا عن تعزيز أواصر المحبة والتعاون في كل ما يهم شؤون الأشخاص من ذوي الإعاقة.
بدر بن مبارك من سلطنة عمان
بعدها تواصلت الزيارة السياحية إلى السوق المركزي بالشارقة للتعرف واكتشاف كنوزه الفريدة بدءا من الحلي الذهبية والفضية إلى منتجات الحرف اليدوية والفنون والتحف والأقمشة والملابس وغيرها، وقال المرافق بدر بن مبارك من سلطنة عمان جمعية رعاية الأطفال المعاقين:”إن الزيارات السياحية تعكس أهمية المشاركة المجتمعية الفعالة لدعم الأشخاص من ذوي الإعاقة، حيث ساهمت برامج المخيم منذ إنطلاقه في إدخال البهجة على الأطفال المشاركين من ذوي الشلل الدماغي، وما شاهدناه على أرض الواقع يستدعي الفخر لما تقدمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بتوجهها الإنساني في خدمة فئة المعاقين”.
يوسف بن علي المطيري من المملكة العربية السعودية
ومن جهته أشار المرافق يوسف بن علي المطيري من وزارة الشؤون الإجتماعية بالمملكة العربية السعودية، إلى أن برامج الأنشطة والورش كلها تساهم في رفع الوعي الثقافي والمعرفي والفكري للأطفال المشاركين والأنشطة الخارجية تبعث المرح في نفوسهم وترفع من معنوياتهم وأيضا تعزز من تواصلهم الاجتماعي خاصة أنهم كونوا صداقات واسعة وأظهروا انسجامهم وتفاعلهم مع بعضهم البعض، وأكد أن أهمية تنظيم المخيم تكمن في تحسيس الأطفال من ذوي الشلل الدماغي بأهمية وجودهم وانتمائهم المجتمعي كعناصر فاعلة وقادرة بدون تمييز.
محمد فوزي رئيس لجنة الدعم التخصصي في المخيم
وأوضح الأستاذ محمد فوزي رئيس لجنة الدعم التخصصي دور اللجنة في تقديم البرامج المناسبة لأطفال الشلل الدماغي وقال:” حرصنا خلال التحضيرات الأولية للمخيم على تقييم قدرات الأطفال المشاركين لتخطيط برامج وأنشطة هادفة كما حرصنا على توفير كافة التجهيزات والتسهيلات في السكن الداخلي وعلى أرضية المخيم حفاظا على راحة وسلامة الأطفال”.
وأكد أن مشاركتهم في هذه الفعاليات هي جزء كبر من علاجهم النفسي والمعنوي، وناشد رئيس لجنة الدعم التخصصي أفراد المجتمع والأسر وأولياء الأطفال من ذوي الإعاقة بأهمية وضرورة إدماج أطفالهم المعاقين في المجتمع وإشراكهم في الأنشطة الترفيهية والترويحية مع الحرص على سلامتهم لتصحيح الأفكار الخاطئة تجاههم حيث أنهم قادرون على المشاركة ويجب ترك مساحة وحرية الإختيار لهم.
المشاركون يشيدون بجهود مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
وبهذه التجربة الفريدة أثبت أطفال الشلل الدماغي أن إعاقتهم لا تحد من مشاركتهم في جميع الأنشطة والفعاليات وأعربوا عن سعادتهم بتواجدهم ومشاركتهم في مخيم الأمل 23، ومنذ وصولهم كانت فرحتهم عارمة بكل ما شاهدوه من معالم سياحية وضيافة مثالية في إمارة ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي وفرت لهم كافة الإمكانيات لقضاء أوقات رائعة تبقى ذكرياتها راسخة في نفوسهم.
ووجه رؤساء الوفود من دول مجلس التعاون الخليجي والجزائر الشكر الجزيل لسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي ر