كشف مجاني ومحاضرات توعوية للحد من الإعاقة
ودمج الأطفال المعاقين مع أقرانهم
تحت شعار (نلتقي ليرتقي) احتفل مركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بأسبوع التدخل المبكر الذي انطلقت فعالياته صباح يوم الأحد 25 نوفمبر2012، بهدف الارتقاء بقدرات الأطفال من ذوي الإعاقة ودمجهم في مجتمعهم وإظهار قدراتهم ومواهبهم ليعلم الجميع أن هذه الفئة جزء لا يتجزأ من المجتمع، وقد ساهم المركز منذ بداية عمله عام 1992 إلى هذا اليوم في تخفيض نفقات واسعة على الدولة حيث يعمل مركز التدخل المبكر بأقسامه وكوادره في جميع تخصصات التربية الخاصة على التدخل المبكر وإيجاد الحلول الملائمة لمنع الإعاقة والتي قد يكلف علاجها نفقات عالية على الدولة، والمركز له دور بارز في هذا الجانب خاصة بتطبيق المسح الذي يساعد في كشف الحالات بشكل مبكر وتطبيق الحلول للحد من الإعاقة، كما يعتمد المركز على تطوير الكفاءات المهنية ومواكبة كافة التطورات الحاصلة في هذا المجال لتقديم خدمة تتميز بالجودة والكفاءة وتحقيق أفضل النتائج والأهداف التي تخدم فئة الأطفال خدمة صحيحة ودقيقة تضمن سلامتهم باعتبارهم جيل المستقبل.
فعاليات وأنشطة متميزة
وفي هذا الإطار أكد الأستاذ محمد فوزي مدير مركز التدخل المبكر بالإنابة أن الفعاليات انطلقت بعد الانتهاء من كافة التجهيزات والحملات الإعلانية والدعائية للأسبوع في محيط المركز وداخله، بداية بتنظيم جلسة استرخاء لموظفي المركز أشرف عليها اختصاصيو العلاج الطبيعي والوظيفي، كما تم تنظيم حملة الكشف الطبي في مجالات (الأسنان ـ الأطفال ـ الطب الطبيعي)، بإشراف مجموعة من الأطباء الذين يشاركون المركز في إحياء أسبوع التدخل المبكر، وأضاف أن فعاليات اليوم لم تقتصر على ذلك وحسب، بل تضمنت برنامج الكشف المجاني للموظفين في مجال العلاج الطبيعي التي يشرف عليها أيضاً اختصاصيو المركز، وفي الفترة المسائية سيتم تنظيم برنامج ثقافي توعوي في مركز السيتي سينتر ( الشارقة) بالتعاون مع أخوة الأطفال الملتحقين بالمركز ومجلس الأمهات.
وتوجه الاستاذ محمد فوزي بالشكر والتقدير لشركة OTB على رعايتها أسبوع التدخل المبكر، متمنياً استمرار التعاون والتنسيق بينها وبين مركز التدخل المبكر.
حملة للمسح عن الإعاقات في المدارس
وضمن فعاليات اليوم الأول من الاسبوع قامت مجموعتان من فرق المسح التابعة لمركز التدخل المبكر بزيارة مدرستي (الإبداع والشعلة) للقيام بمسح لطلبة المدرستين واكتشاف إية مشكلة قد يعانون منها ـ وجدير بالذكر أن هذه الزيارات المسحية تواصلت طيلة الأسبوع وإلى مختلف المدارس، كما استقبل المركز مجموعة من طالبات روضة الخان (حلقة أولى) تحت إشراف الأستاذة سهام عبد المنعم بكري محمد معلمة التربية الخاصة والتي أكدت أن من أهم أهداف هذه الزيارة هو دمج الطلبة من ذوي الإعاقة مع أقرانهم من غير المعاقين ومشاركتهم حصصهم الدرسية في فصولهم بالمركز والاستمتاع فيما بعد باللعب سوية.
وأشارت الأستاذة سهام إلى أن مدرسة الخان فيها العديد من حالات دمج الأشخاص من ذوي الإعاقة وهم يتفاعلون مع زملائهم وينهلون العلم بصحبتهم، مؤكدة أن تنظيم الزيارات لطلبة الروضة كي يتعرفوا على زملائهم من ذوي الإعاقة يؤسس لمستقبل مشرق في مجال الدمج حيث يكبر هؤلاء الأطفال وهم يعرفون كيف يتم التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة بعيداً عن المبالغة بالعطف والشفقة أو الإساءة، ولفتت معلمة التربية الخاصة إلى أن مدرسة الخان استقبلن أيضا فريق المسح المكون من اختصاصيي المركز قاموا بالكشف على الطلبة والتأكد من صحتهم على أحسن وجه ممكن.
أهمية الطبي التكميلي
من جانبه أكد الدكتور هيمن النحال مدير عام مركز الشارقة العالمي للطب الشمولي وأخصائي التشخيص الحدقي والطب التكميلي سفير المنظمة الدولية للطب الطبيعي في الإمارات أن مشاركته في أسبوع التدخل المبكر ليست الأولى من نوعها فقد سبق لمركز الشارقة العالمي للطب الشمولي أن شارك في فعاليات أسبوع التدخل المبكر مرتين من قبل، وهذه هي المرة الثالثة موضحا أن هذه المشاركة تأتي بهدف توعية أهالي الأطفال من ذوي الإعاقة بأهمية الطب التكميلي والبديل ( الحجامة، العلاج بالأوزون، العلاج بالأعشاب إلخ..) بالإضافة إلى إجراء فحوصات للأطفال وتقييم حاجتهم لهذا النوع من العلاج، كما لفت مدير عام مركز الشارقة العالمي للطب الشمولي إلى أن الأطفال الذين تتبين حاجتهم لذلك سيتم تحويلهم للعلاج في المركز ومجاناً انطلاقاً من إدراك المركز والقائمين عليه البعد الإنساني وأهمية التكاتف المجتمعي في تقديم الخدمات للأطفال من ذوي الإعاقة وأسرهم.
وقال الدكتور هيمن: "إن أهالي الأطفال من ذوي الإعاقة يحتاجون بشكل متواصل للتوعية والدعم النفسي نظراً لحجم الضغوط الملقاة على كاهلهم وهذا ما نقوم به خلال أسبوع التدخل المبكر، متمنياً أن يستمر التعاون مع مركز التدخل المبكر لكل ما فيه خير وصالح الأطفال من ذوي الإعاقة".
فحوصات لأسنان الأطفال
طبيب الأسنان يوسف عمر الرحال أكد أنها المرة الأولى التي يتعاون فيها مع مركز التدخل المبكر وبإذن الله لن تكون الأخيرة، وقد تم إجراء فحوصات مبدئية لأسنان الأطفال من ذوي الإعاقة وعلاج الأطفال الذين يستجيبون للعلاج مباشرة ضمن المركز حيث تم إحضار المعدات الضرورية لذلك، أما الأطفال الذين لم يتجاوبوا فقد تمت إحالتهم إلى مشفى القاسمي لإجراء العلاج لأسنانهم هناك، وتضمن برنامج الكشف عن الأسنان توعية أهالي الأطفال من ذوي الإعاقة بأهمية المحافظة على أسنان أبنائهم واستخدام أفضل أنواع معاجين الأسنان، والحرص على تنظيف الأسنان قبل النوم منعاً للتسوس وغيرها من المشاكل.
الداعية عمر عبد الكافي:
على أولياء الأمور مسؤولية كبيرة تبدأ من إيمانهم وصبرهم وعملهم على تعزيز مكانة ابنائهم من ذوي الإعاقة في المجتمع
وفي السياق نفسه ألقى الشيخ الدكتور عمر عبد الكافي صباح الاثنين 26 فبراير 2012 في النادي الثقافي العربي محاضرة تثقيفية توعوية بعنوان (حقوق الأطفال ذوي الإعاقة في الشريعة الإسلامية) حضرها عدد من أولياء الأمور والاختصاصيين في المركز والمهتمين، وقد أكد المحاضر أنه لا يوافق البتة على تسمية (المعاقين) حتى لو جاءت من خلال القوانين لأن فيها انتقاصاً مسبقاً للإنسان الذي تشير إليه ويفضل على هذه التسمية (الأشخاص ذوي القدرة) أو ( أصحاب التحدي)، فالمعاق هو من أعاق نفسه عن طاعة الله وليس من جاء إلى هذه الدنيا بأمر من رب العالمين مع مشاكل جسدية أو ذهنية.
وقال المحاضر:" إن على أهل الأشخاص من أصحاب التحدي مسؤولية كبيرة تبدأ من إيمانهم وصبرهم وعملهم على تعزيز مكانة ابنهم في المجتمع، ولكن ذلك لا يعني أن يتخلى المجتمع عن مسؤولياته تجاه هذه الفئة إذ وجب على الجميع أن ينظر إليها نظرة احترام وتقدير بعيداً عن نظرات الإساءة والشفقة المبالغ بها، فالأشخاص من ذوي القدرات والتحدي قد يمتلكون من المواهب والقدرات ما لا يتمتع به أقرانهم وهذه حقيقة أثبتها التاريخ والواقع ولنا أسوة حسنة بالرسول الأكرم حين قال له أحدهم وهو يشير إلى قدوم شخص من ذوي التحدي: ها قد جاء المجنون، فقال رسول الله لا تقل مجنون بل قل مصاب".
وذكر فضيلة الشيخ عمر عبد الكافي أن الإمام الترمذي كان كفيفاً وجابر بن عبد الله الأنصاري كان ( أعرجاً) ومن المشاهير العالميين كان بيتهوفن الموسيقار العالمي يعاني من مشاكل سمعية وهناك العديد من الأمثلة عن أشخاص من ذوي التحدي سجلوا أسماءهم في التاريخ بما كانوا يتميزون به من قدرات وهذا ما يؤكد أن هذه الشريحة من المجتمع قادرة على التميز والإبداع ولا تستسلم لواقعها بل تتحداه وتسطر بإبداعها أفضل الأمثلة والعبر.
ودعا الدكتور عبد الكافي أولياء الأمور إلى التحلي بالصبر وإدراك أن الله سبحانه وتعالى لحكمة لا يعلمها إلا هو يبتلي الناس ويمتحنهم وذكر قصة الملك الذي كان يصحبه أفضل صديق له في رحلات صيده، وعندما فقد إصبعه في إحدى جولات الصيد قال له صديقه، لعله خير، فاغتاظ الملك وأمر بسجن صديقه، وبات يذهب للصيد وحيداً، فتمكنت إحدى العصابات أن تأسره وتقدمه أضحية للوثن الذي تعبده، فعندما وجدوه غير مكتمل الأصابع أطلقوا سراحه لأن الأضحية يجب أن تكون سليمة، فعندما عاد الملك أمر مباشرة بإطلاق سراح صديقه وقال له: أنا قد اكتشفت ما هو الخير الذي أصابني بفقدان إصبع من أصابعي، فقل لي ما هو الخير الذي أصابك من خلال سجنك، قال الرجل: أيها الملك لو كنت معك خلال هذه الرحلة لتم أسري أيضاً وكوني سليم الجسد لكان تم تقديمي أضحية عوضاً عنك"، ومن هذه القصة أراد فضيلة الشيخ عبد الكافي أن يوصل للمستمعين أن الله له حكمة في تسيير الأمور، وعدم معرفتنا بهذه الحكمة يجب ألا ينقص من إيماننا بالله عز وجل فهو الذي يدير الكون وهو الذي يعلم ما لا نعلمه، معتبراً أن من ينظر إلى الأشخاص من ذوي الإرادة والتحدي نظرة منتقصة هو المعاق وهو الذي يحتاج إلى إعادة تأهيل.
وبعد المحاضرة استمع فضيلة الدكتور الشيخ عمر عبد الكافي لأسئلة الحاضرين برحابة صدر وأجابهم عليها واحداً تلو الآخر، وفي نهاية المحاضرة قدم الأستاذ محمد فوزي مدير مركز التدخل المبكر بالإنابة درعاً تذكارية للشيخ عمر عبد الكافي تعبيراً عن الشكر والتقدير لحضوره وإلقاء هذه المحاضرة التي استفاد منها الجميع، كما تم تسليم شهادة شكر وتقدير إلى النادي الثقافي العربي على استضافتهم المحاضرة.
مسح طبي في روضة الخان
وفي الإطار ذاته تواصلت فعاليات أسبوع التدخل المبكر، ففي روضة الخان قام فريق من اختصاصيي مركز التدخل المبكر بإجراء مسح طبي على طلبة الروضة لاكتشاف أي مشاكل طبية قد يعاني منها الطلبة (لا سمح الله)، وقد ضم الفريق كلاً من: الاختصاصية النفسية خلود الجنيبي، اختصاصية النطق واللغة أنوار عبيد، اختصاصية السمعيات ديمة إكبارية، اختصاصية العلاج الوظيفي سناء عبادي، اختصاصية العلاج الطبيعي رشا أحمد واختصاصية الإعاقة البصرية هبة عبد الكريم.
وقد أكدت الأستاذة بدرية إسماعيل جمعة آل علي مديرة مدرسة الخان أن هذا التعاون بين المدرسة ومركز التدخل المبكر يصب مباشرة في مصلحة طلبة المدرسة حيث يقوم الاختصاصيون بإجراء هذا المسح الضروري والذي قد يؤدي إلى اكتشاف بعض المشاكل الصحية التي قد لا يكون الأهل قد اكتشفوها عند أبنائهم، وذكرت الأستاذة بدرية أن المدرسة تضم بعض حالات دمج الأشخاص من ذوي الإعاقة وقد قام وفد من روضة الخان بالمشاركة في انطلاق فعاليات أسبوع التدخل المبكر من خلال زيارة فصول المركز والتفاعل بين الطلبة وزملائهم من الأشخاص ذوي الإعاقة والهدف الأسمى تعريف أطفال الروضة بزملائهم من الأشخاص ذوي الإعاقة واللعب معهم، والتفاعل بشكل إيجابي يؤدي في المستقبل إلى دمج مجتمعي سليم، وكان من بين فعاليات اليوم أيضاً جلسة استرخاء لموظفي المركز أشرف عليها اختصاصيون منه، كما استقبل المركز وفداً من مدرسة المنار للتفاعل مع أقرانهم من ذوي الإعاقة، وأقيم في الفترة المسائية برنامج ثقافي توعوي في الواجهة المائية للشارقة بالتعاون مع أخوة الأطفال الملتحقين بالمركز ومجلس الأمهات.
برنامج توعوي وإرشادات وقائية وبرامج وأنشطة للأسرة والمجتمع
تواصلت الفعاليات حيث أقيمت مساء الأربعاء 28 نوفمبر2012 حملة المسح المجاني لطلبة مدرسة المعرفة الخاصة بالتعاون مع جامعة الشارقة في مجال العلاج الطبيعي والوظيفي والمجال اللغوي، بهدف الكشف المبكر عن مشاكل الأقدام والعمود الفقري ومشاكل التأخر عند الأطفال والتدخل المبكر لإيجاد الحلول السريعة والحد والوقاية من الإعاقة، ويهتم مركز التدخل المبكر التابع للمدينة، بحملات المسح التي نظمها في رياض الأطفال والمدارس وقام بها فريق مسح متخصص في المجال النفسي والاجتماعي والعلاج الطبيعي والوظيفي والسمعي والبصري والنطق واللغة، حيث تنصب عملية المسح على الوقاية من الإعاقة والكشف المبكر عنها، خاصة أنه يمكن منع حدوثها إذا ما توفر الوعي الكافي ونفذت الإجراءات الوقائية المناسبة في الوقت المناسب، ومن هذا المنطلق كان من المهم أن يرتقي مركز التدخل المبكر إلى تقديم أفضل الخدمات الشاملة للحد ومنع الإعاقة حفاظا على سلامة نمو الأطفال وحمايتهم لمستقبل أفضل.
وقد أوضحت الأستاذة زبيدة آل علي اختصاصية اجتماعية بالمركز، أن تخصصات المركز متكاملة وتغطي جميع احتياجات الطفل والأسرة، كما ترتكز أهداف أسبوع التدخل المبكر على التوعية والوقاية عبر مختلف المراحل وذلك من خلال الأنشطة والمحاضرات والندوات التثقيفية والتعريفية.
ورشة عمل عن "التطور الحركي الطبيعي للأطفال"
وفي السياق نفسه نظمت بمركز التخل المبكر ورشة عمل عن "التطور الحركي الطبيعي للأطفال" شارك في إعدادها اللجنة العلمية للعلاج الطبيعي والوظيفي في مركز التدخل المبكر وضمت كلا من الأستاذ عبد الله محمد الحملاوي أخصائي علاج طبيعي والأستاذة سناء عبادي أخصائية علاج وظيفي والأستاذة هديل الحداد أخصائية علاج طبيعي ومشرف ثان، وحضر الورشة أمهات أطفال المركز من ذوي الإعاقة، بهدف زيادة الوعي المعرفي عند الأهالي وخاصة الأمهات لمتابعة التطور الطبيعي لأطفالهم من سن الولادة إلى 12 شهرا ومعرفة علامات التأخر من خلال الحركات الكبيرة، والتي تشمل الجلوس والتقلب والوقوف والمشي وأيضا الحركات الدقيقة والتي تشمل استخدام اليدين والإدراك والتعرف على المحيط الخارجي وهي مرحلة حاسمة من مراحل النمو.. حيث تتشكل لدى الطفل في هذه المرحلة العمرية كافة جوانب النمو (الحركي ـ النفسي ـ الاجتماعي ـ الانفعالي)، ويجب ملاحظة نمو الأطفال في هذه المرحلة العمرية لتجنب أي علامات تأخر والإسراع في إيجاد العلاج المناسب للحد من وقوع إعاقة.
وقال الأستاذ محمد فوزي مسؤول قسم العلاج الطبيعي والوظيفي والمدير الإداري لمركز التدخل المبكر بالإنابة:" تم تصميم ورشة العمل بأسلوب تطبيقي وعملي من خلال عرض فيلم عن مختلف مراحل النمو الحركي الطبيعي للطفل من سن الولادة وإلى غاية 12 شهرا، بحيث تحاكي احتياجات الأهالي لمعرف علامات التطور الحركي الطبيعي للطفل ومساعدتهم على المشاركة في إنتاج برامج علاجية مبكرة لأطفالهم من خلال المعلومات المقدمة لهم بطريقة عملية بعيدة عن أسلوب التلقين في الورشة، كما شملت الورشة أولياء أمور الأطفال من ذوي الإعاقة وغير المعاقين واتضحت أهميتها في تعزيز الجانب التوعوي لدى الأم بإعتبارها الملاحظ والمتابع الأول للطفل لإكتشاف التأخر وتحديد المشكل عند الطفل وايجاد الحلول السريعة بالتدخل المبكر لتجنب أي مشكلات قد تؤدي إلى حدوث إعاقة".
وقدمت اللجنة العلمية للعلاج الطبيعي والوظيفي في مركز التدخل المبكر أدق المعلومات والتفاصيل عن النمو الحركي الطبيعي للطفل وتم نقاش علامات النمو الطبيعي في مختلف المراحل النمائية للطفل بتفاعل كبير ومشاركة جيدة من الأمهات، وأكدت الأخصائية سناء عبادي، على أهمية الورشة لتوعية الأمهات بالتعامل الصحيح مع أطفالهن من خلال المتابعة والملاحظة المستمرة لأدق الحركات النمائية وأضافت أن الورشة مدروسة ومتطورة في مجال العلاج الطبيعي والوظيفي والكشف المبكر لمعرفة أي مشكلة غير ظاهرة عند الطفل لإيجاد الحلول السريعة لها موضحة أن أنواع المشكلات قد تكون مختلفة عند الأطفال وعادة لا ينتبه أهالي الأطفال لمثل هذه الظواهر الخارجية التي قد يسبب إهمالها إلى التعرض لإعاقة مستقبلية.
أهمية مركز التخل المبكر في حماية الأطفال وضمان نموهم السليم
وتناولت ورشة العمل جوانب معرفية شاملة عن مراحل التطور الطبيعي للطفل من خلال توضيح الحركات الكبيرة والحركات الدقيقة، كما وزعت استمارات استبيان على المشاركات في الورشة لمعرفة وتقييم مدى استيعابهن للمعلومات المقدمة لهن، وقد أظهرت الأمهات تفاعلهن خلال الورشة وذلك بطرح تساؤلات مختلفة عن الموضوع وأظهرن اهتمامهن بالقيمة المعرفية التي اكتسبوها من خلال ورشة العمل التوعوية وأعربت الأمهات المشاركات في ورشة التطور الطبيعي للطفل عن سعادتهن بما يقدم لهن ولأطفالهن من ذوي الإعاقة وغير المعاقين بمركز التدخل المبكر من برامج وأنشطة تثقيفية وتوعوية هادفة، كما وجهن الشكر الجزيل لكافة العاملين والقائمين من أخصائيين ومشرفيين وإداريين على الخدمات المتميزة في المركز وحرصهم الدائم على تعزيز الجهود لحماية الأطفال وضمان نموهم السليم والحد من حدوث أي تأخر يؤدي إلى إعاقة.
وناشدت الأستاذة هديل الحداد أولياء الأمور والأسر الإهتمام والتدقيق في كل ما يخص سلامة نمو أطفالهم، ودعت جميع المؤسسات العاملة في مجال الطفولة إلى ضرورة تكثيف التوعية ومتابعة الأطفال واكتشاف أي مشكلات لديهم وعرضهم على أهل الاختصاص لإيجاد الحلول في وقت مبكر حفاظا على جيل المستقبل والتنمية الوطنية.
زيارة جمارك دبي
ضمن فعاليات أسبوع التدخل المبكر حيث قام وفد من جمارك دبي بزيارة إستطلاعية للتعرف على الخدمات التي يقدمها مركز التدخل المبكر، ترأسه السيد ماجد سالم الطويلة مدير مركز خدمات العملاء والسلع المتعددة بعمليات الشحن الجوي بجمارك دبي وضم الوفد الزائر كلا من السيدة نادية الزفين مدير إجراءات مركز السلع والمعادن بجمارك دبي وعدد من رؤساء أقسام المركز ومخلصين جمركيين وكان في إستقبال الوفد لدى وصوله إدارة المركز كل من الأستاذ محمد فوزي مسؤول قسم العلاج الطبيعي والوظيفي والمدير الإداري لمركز التدخل المبكر بالإنابة والأستاذة مها جمال مشرفة قسم الإرشاد والفصول ونهله صالح معلمة إرشاد وزينب إبراهيم معلمة فصل.
وفي إطار الزيارة وقف أعضاء الوفد الزائر عند مختلف أقسام المركز حيث تعرفوا على تخصصات الأقسام وما تقدمه من خدمات العلاج والتأهيل، كما تبادلوا الحديث مع الطلبة من ذوي الإعاقة وشاركوا الأطفال ضيافة شعبية من مأكولات وحلويات في أجواء مفعمة بالمرح والبهجة.
وعقب الزيارة قالت السيدة نادية الزفين "إن هذه الزيارة جاءت في إطار حرص جمارك دبي على التواصل المجتمعي وتعزيز المبادرات المجتمعية في دولة الإمارات بكل فئاته ومؤسساته والمساهمة والمشاركة في كل الأنشطة الإجتماعية والثقافية والخيرية والهدف هو التواصل وتعزيز أواصر التعاون " وأضافت أن المدينة لها دور إنساني فعال في دمج الأشخاص المعاقين وأعربت عن سعادتها بالإمكانيات المتوفرة لهم بمركز التدخل المبكر وبالمعاملة التي يتلقونها من طرف الاختصاصيين، كما أكدت على أهمية زيارة المدينة وما تعكسه من جانب إنساني ومجتمعي تجاه الأشخاص المعاقين وقالت:" إن رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة تتطلب تكاتف الجهود والمشاركة المجتمعية وتضامن جميع الأفراد والمؤسسات للمساهمة في دعمهم ومساندتهم كواجب إنساني ووطني" وأبدت إستعداد جمارك دبي للمشاركة التطوعية في الفعاليات والأنشطة التي تنظمها المدينة .
محاضرة الدكتور جميل القدسي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة
وضمن فعاليات الأسبوع أيضا نظمت في مجلس الأعلى لشؤون الأسرة محاضرة توعوية بعنوان (إكتشافات غذائية مذهلة في وظائف الجهاز العصبي) قدمها الدكتور المحاضر جميل القدسي طبيب عام في دبي ومكتشف أسس التغذية في القرآن الكريم وتتحدث المحاضرة عن أحدث الإكتشافات التي تربط بين الغذاء والخلايا العصبية وقدم الدكتور المحاضر معلومات قيمة في جانب الغذاء السليم والصحيح لصحة الإنسان وأوصى باتباع العادات الثقافية العربية في الغذاء والتي تعتمد على زيت الزيتون والحبة السوداء والأعشاب منها عشبة القمح والعسل وغيرها من المواد المفيدة لصحة الإنسان والتي ذكرت فوائدها في القرآن الكريم كما قدم معلومات صحية لطريقة تخزين الأغذية واستخدامها في الوقت المناسب، وأكد في نصيحته الصحية للحضور على أن التغذية السليمة هي أساس الحفاظ على الصحة والعلاج المثالي للأمراض.
وأخيرا احتفل فرع المنطقة الوسطى بالذيد بأسبوع التدخل المبكر حيث نظم يوماً مفتوحاً الثلاثاء 27 نوفمبر2012 بصالة نادي الذيد الثقافي الرياضي شارك فيه أطفال قسم التدخل المبكر بفرع الذيد ومركز رأس الخيمة لرعاية وتأهيل المعاقين وأطفال مدرسة الوفاء لتنمية القدرات بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وتنوعت فقرات اليوم من ورش للأطفال كورشة الرسم الحر وورشة الرسم على الوجوه وورشة الأقنعة والألعاب الرياضية والترفيهية والفقرات الموسيقية ،وفي ختام اليوم المفتوح تقدمت الأستاذة / عائشة مطر الحافري الأخصائية الإجتماعية بالفرع بالنيابة عن إدارة الفرع بالشكر الجزيل للمراكز المشاركة ولنادي الذيد الثقافي الرياضي على تعاونهم ودعمهم اللامحدود لأنشطة وبرامج الفرع.