نظمتها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
بالتعاون مع جامعة (إيوا) الكورية الجنوبية وجامعة الشارقة
نظمت جماعة الإبداع الفني ووحدة التدريب في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بالتعاون مع جامعة (إيوا) الكورية الجنوبية وجامعة الشارقة ورشة (العلاج بالموسيقى للأشخاص من ذوي الإعاقة) خلال الفترة من 21 ولغاية 23 يناير 2013، حيث ضم وفد جامعة (إيوا) كلاً من: البروفيسورة هيانج جو تشونج، البروفيسورة سوزي كيم، البروفيسورة إينمي إيميلي كواك، والمعالجتين بالموسيقى كا يول يو، ران سو.
والورشة التي انطلقت فعالياتها صباح الاثنين 21 يناير 2013 شملت 12 جلسة تطبيقية (للعلاج بالموسيقى) مع أشخاص من ذوي الإعاقة (التوحد، الذهنية، الحركية) بالإضافة إلى محاضرتين نظريتين وحضرها عدد من اختصاصيي ومعلمي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من مختلف أقسامها وفروعها.
وقد اعتمدت جلسة العلاج بالموسيقى على قيام المعالجة ( كا يول يو) بالعزف أمام مجموعة من الأطفال ذوي الإعاقة لتدريبهم على التفاعل والمشاركة وذلك من خلال العزف أمامهم على آلة موسيقية ومشاركتهم العزف من خلال تقريب الآلة الموسيقية منهم وتشجيعهم على العزف، والتواصل معهم خلال العزف كالطلب منهم التعريف بأسمائهم بالإضافة إلى ما وصفته المعالجة بالموسيقى (كا يول يو) بالتكامل الحسي من خلال جذب انتباه الأطفال للتفاعل بالأحداث الموسيقية ذلك أن الانتباه مهم جداً ليسمح لهم بالاشتراك في اللعب.
وأوضحت البروفيسورة هيانج جو تشونج أن اختيار الآلات وطريقة العزف تختلف من بلد إلى بلد مع وجود أوجه التشابه، وهنا تبرز مهارة (المعالج الموسيقي) القادر على انتقاء المقطوعات التي يمكن أن يتفاعل معها الأشخاص من ذوي الإعاقة وتحقق النتائج الطيبة المرجوة.
وأشارت تشونج إلى أن انتقاء الأغاني والنغمات الخاصة بالأطفال يختلف عن تلك التي تناسب من هم أكبر عمراً، وتحدثت عن أهمية الموسيقى في تلاقي الشعوب والأفراد بشكل عام، وأثرها الإيجابي الكبير على التعامل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة، خاصة عندما يكون استخدامها مبنياً على علم ومعرفة بطريقة (العلاج).
المعالجة بالموسيقى (كا يول يو) أكدت أن العمل في هذا المجال يحتاج إلى دراسة وخبرة ولا بد للمعالج الموسيقي أن يكون على اطلاع بأنواع الإعاقات وتمييزها عن بعضها لأن ذلك مرتبط بانتقاء النغمات الموسيقية المطلوبة والأغاني الواجب اتباعها مع كل حالة على حدة. لافتة إلى أنه كلما كان عدد الأشخاص من ذوي الإعاقة قليلاً في الجلسة كانت الفائدة أكبر.
الأستاذة خديجة أحمد بامخرمة من لجنة تنظيم الورشة أشارت إلى أن هذه الورشة (العلاج بالموسيقى) هي الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي وتعتبر بادرة طيبة من البروفيسورة هيانج التي كانت في زيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ونظراً لحبها الشديد للعمل التطوعي بحثت في الإنترنت عن المراكز والمؤسسات التي تعنى بالأشخاص من ذوي الإعاقة، وبادرت للاتصال مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لتنظيم هذه الورشة ونقل الخبرات إلى كادرها.
وأوضحت الأستاذة خديجة: عندما تم طرح الفكرة على سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة رحبت بها مباشرة نظراً لأهميتها بالنسبة للطلبة من ذوي الإعاقة والكادر التعليمي، وبالفعل تم تنظيم الورشة، ومنذ البداية لاحظ الجميع أنها تبشر بالخير، حيث لاحظ حضور الورشة مقدار التفاعل الذي أبداه الطلبة من ذوي الإعاقة مع الموسيقى وطريقة التدريب المتبعة.
وقد لفت الأستاذ محمد بكر المنظم الفني للورشة إلى أن الهدف من تنظيم الورشة هو الإطلاع على البرامج الحديثة في مجال العلاج بالموسيقى ومحاولة نقل بعض الخبرات لتشكيل أسس يمكن البناء عليها مستقبلاً في المدينة لتنفيذ هذه الطريقة في التفاعل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة.
وتوجه الاستاذ محمد بكر بالشكر والتقدير إلى الأستاذتين خديجة بامخرمة وهبة الحمراني المسؤولتين عن التنظيم الإداري للورشة، وللأستاذ هشام الكتامي (منسق الورشة)، وللأستاذ باسم عبد الغفار (المترجم)، وللأستاذ محمد صلاح المسؤول عن التوثيق، ولكل من ساهم وشارك في ورشة (العلاج بالموسيقى للأشخاص من ذوي الإعاقة)، متمنياً لهم دوام النجاح والتوفيق.
عضوات وفد جامعة (إيوا) الكورية الجنوبية يزرن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
وفي زيارة إلى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية استقبل طلاب ورشة الخزف بقسم التأهيل المهني يوم الثلاثاء 22 يناير 2013، بحضور الأستاذ أدهم قاسم مدرب ورشة الخزف، عضوات وفد جامعة "إيوا" الكورية الجنوبية حيث جاءت زيارة الوفد الكوري بهدف الإطلاع على العمل الإنساني في إمارة الشارقة وأيضا للتعرف على حيثيات التعليم في مجال التربية الخاصة والتأهيل لذوي الإعاقة والخدمات المقدمة لهم في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
وفي هذا السياق أوضحت الأستاذة خديجة بامخرمة لأعضاء الوفد الزائر طبيعة عمل المراكز والأقسام التابعة للمدينة والبرامج والأنشطة وآليات التعليم والإستراتيجية التي تطبقها المدينة على مختلف مستويات التعليم والتأهيل بداية من التدخل المبكر للإرتقاء بالأشخاص من ذوي الإعاقة إلى مستويات أفضل وتمكينهم ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع.
وفي ورشة الخزف أظهرت عضوات الوفد انبهارهن وإعجابهن بالمنتجات الخزفية والأعمال الإبداعية التي يقدمها الطلبة من ذوي الإعاقة في الورشة، وأعربت جميعهن عن إعجابهن بمستوى التأهيل والتمكين الذي يتلقونه وحرصن على تحفيز وتشجيع الطلاب ومساندتهم فيما يقدمونه من أعمال مميزة وبدورهم تفاعل الطلبة مع الزائرات وأظهروا قدراتهم وطاقاتهم في العمل بكل جد وتفان.
ومن جهته رحب الأستاذ عبد الناصر درويش نائب مدير مدرسة الوفاء لتنمية القدرات بالمدينة بالزائرات ورافقهن في جولة للإطلاع على مختلف فصول المدرسة والتعرف على الإمكانيات والإستراتجيات التعليمية التي تنتهجها مدرسة الوفاء لتنمية القدرات، وخلال الجولة أشادت عضوات الوفد الكوري بقدرات الطلبة من ذوي الإعاقة الذهنية وبحسن تجاوبهم وحرصن على التواصل مع الطلبة وإدخال البهجة عليهم بالكثير من المشاعر الصادقة والحانية.
وأعربت البروفيسورة هيانج جو تشونج عن إعجابها بمستويات الطلبة من ذوي الإعاقة وبتجاوبهم التعليمي الذي يعكس المهارات الخدمية في المدرسة، وقالت: " إن المدينة تتميز بتعدد خدماتها وخبراتها الواسعة في مجال الإعاقة وتظهر الكفاءة والتميز في جميع أقسامها وهي فرصة ممتازة للتعرف على هذه التجارب في العمل الإنساني وخدمة فئة ذوي الإعاقة في إمارة الشارقة.
وتواصلت الزيارة إلى مدرسة الأمل للصم حيث رحبت الأستاذة عفاف الهريدي مديرة المدرسة بالزائرات وقدمت لهن تعريفا شاملا عن الخدمات والأنشطة التي تقدمها مدرسة الأمل للطلبة الصم من حيث التعليم والتأهيل والتمكين لمختلف المراحل العمرية من الحضانة إلى التعليم الجامعي، وأوضحت في حديثها أن المناهج المستخدمة في تعليم الطلبة الصم هي نفس مناهج وزارة التربية والتعليم للسامعين، وقالت:" نقدم في مدرسة وروضة الأمل للصم خدمات التعليم والتدريب والتأهيل في الفصول للطلبة الصم وزارعي القوقعة بإمكانيات بشرية ومادية وأجهزة حديثة ومتطورة ، كما نحرص على دمج الطلبة الصم في المدارس العامة وفي سن مبكرة ومتابعتهم في الجامعات للإرتقاء بمستوياتهم التعليمية للأفضل وتحقيق دمجهم وإنتمائهم المجتمعي".
بعدها رافقت الأستاذة عفاف الهريدي عضوات الوفد في جولة شملت أقسام المدرسة للتعرف على البرامج التعليمية والتقنيات الحديثة المستعملة في المنظومة التعليمية بمدرسة الأمل للصم، وأشادت الزائرات بمهارات وكفاءات هيئة التعليم والتدريس وبالبيئة التعليمية الملائمة وبالإمكانيات المتطورة المتوفرة للطلبة وأعربن عن إعجابهن بالمستوى التعليمي الجيد لدى الطلبة الصم.
وفي ختام الزيارة وجهت البروفيسورة هيانج جو تشونج جزيل الشكر لكل القائمين على العمل في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وأعربت عن سعادتها بالجهود الفاعلة في خدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة باحترافية عالية مؤكدة استعداداتها على تعزيز التواصل والتعاون التطوعي في مختلف البرامج التي تساند وتدعم الأشخاص من ذوي الإعاقة في المدينة.
اليوم الختامي
وفي اليوم الختامي للورشة قدم طلاب مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية عرضاً موسيقياً متميزاً تحت إشراف معلمة التربية الموسيقية في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات أميمة عارف جبر ومعلمة التربية الموسيقية في مدرسة الأمل للصم ميادة سلمون ومعلمة الصف في مدرسة الوفاء سوسن أبو العينين، حيث أبدع الطلبة من ذوي الإعاقة في التفاعل الموسيقي والغناء أمام الحاضرين الذين تفاعلوا معهم كثيراً وشاركوهم التصفيق والغناء.
وقد أكدت كل من المعلمات أميمة وميادة وسوسن أن التعليم بالموسيقى والغناء تتبعه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وتحرص على تطويره على الدوام من خلال التنسيق مع بقية المعلمين ومعرفة الدروس التي يتلقاها الطلبة في بقية الفصول ومن ثم العمل على تحويلها إلى أغان مما يسهل على الطلبة استيعابها وفهمها، وأحيانأً يتم العمل على ترديد هذه الأغاني عند الطابور الصباحي مما يساعد على ترسيخها أكثر وأكثر في أذهانهم.
وكانت طالبة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية (مروة معين) قد عزفت لوحدها على آلة (الأورغ) السلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة الأمر الذي لاقى تفاعلاً كبيراً من وفد جامعة (إيوا) الكورية الجنوبية ومن جميع الحاضرين في الورشة.
وقد تواصلت في اليوم الختامي جلسات العلاج بالموسيقى التي تعتمد على قيام المعالجة ( كا يول يو) بالعزف أمام مجموعة من الأطفال ذوي الإعاقة لتدريبهم على التفاعل والمشاركة وذلك من خلال العزف أمامهم على آلة موسيقية ومشاركتهم العزف من خلال تقريب الآلة الموسيقية منهم وتشجيعهم على العزف، والتواصل معهم خلال.
أما المحاضرة التي ألقتها البروفيسورة (هيانج جو تشونج) بعنوان (العلاج بالموسيقى لذوي الإعاقة الذهنية) فقد أكدت فيها أن العلاج بالموسيقى يركز على العناية الصحية التي تعتمد على الموسيقى كوسيط علاجي وتهدف إلى تحسين حالة الشخص المعاق (وجدانياً ومعرفياً واجتماعياً وحركياً) حيث تؤثر الموسيقى على المشاعر والتواصل والجهاز الحركي والمعرفي كما تؤثر إيجاباً على الاتصال البصري والانتباه وتآزر العينين واليدين.
بعد ذلك تم تقسيم الحضور إلى مجموعتين وتنظيم جلسات (علاج بالموسيقى) ليكون الأساتذة والمدربون على معرفة حقيقية بما يشعره الأشخاص من ذوي الإعاقة لدى مشاركتهم في الجلسة، وبالفعل تم ذلك تحت إشراف البروفيسورة هيانج والبروفيسورة سوزي كيم، والبروفيسورة إينمي إيميلي كواك والمعالجتين الموسيقيتين كا يول يو، ران سو، حيث أبدى المشاركون فعالية كبيرة في تعلم الإرشادات التي كانوا يتلقونها وقاموا بالمشاركة في العزف.
وفي ختام الورشة تم توزيع شهادات الشكر والتقدير على أعضاء وفد جامعة (إيوا) الكورية الجنوبية وشهادات المشاركة على جميع المشاركين في الورشة من معلمي ومدربي وأساتذة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
وقد أكد الأستاذ محمد بكر المنظم الفني للورشة أن الفائدة المستقاة من ورشة (العلاج بالموسيقى للأشخاص من ذوي الإعاقة) كانت كبيرة وتم الحصول على الكثير من المعلومات النظرية والتطبيقية التي يمكن أن تشكل أساساً متينًا للبدء في تطبيق هذه الخبرات في المدينة.
وأشاد الأستاذ محمد بكر بالأداء المهني والاحترافي لوفد جامعة (إيوا) الكورية الجنوبية، لافتاً إلى أن الورشة كانت ناجحة بكافة المقاييس والجميع أبدى تفاعلاً ملحوظاً، على أمل أن يكون اللقاء في ورشات قيمة في المستقبل تصب في صالح ومنفعة الأشخاص من ذوي الإعاقة بشكل عام.
الأستاذ باسم عبد الغفار المشرف الفني في مدرسة وروضة الأمل للصم الذي قام بالترجمة خلال الورشة من وإلى اللغة الإنكليزية أوضح أن الميزة الرئيسية للورشة كونها تقام للمرة الأولى في دولة الإمارات العربية المتحدة والتعرف على خبرات وأساليب جديدة في التعامل مع الطلبة من ذوي الإعاقة عن طريق وسيط ممتع ألا وهو (الموسيقى).
وختم الاستاذ عبد الغفار بالقول: إن هذا الأسلوب المتميز في تحقيق التواصل التفاعلي والاجتماعي وتقديمه بهذا الشكل المتميز من خلال أداء البروفيسورات والمعالجات بالموسيقى من جامعة إيوا يحقق للشخص من ذوي الإعاقة فرصة طيبة لاكتساب مهارة جديدة ستؤدي بإذن الله إلى المزيد من التقدم والنجاح.