طبيعة اللعب:-
اللعب صفة عالمية، ليس عند أطفال بني البشر فحسب بل أيضا عند صغار معظم الحيوانات. ومما يميز اللعب عن غيره من النشاطات اليومية، أن الطفل يلعب بهدف المتعة وليس لأي غاية أخرى، وهو الذي يختار اللعبة التي تناسبه، فيضع لها قوانين وأنظمة خاصة به، ومن خلالها ينفس عما بداخله من ضغوط ويجدد حيويته ونشاطه.
أهمية اللعب:-
من خلال اللعب يمارس الطفل المهارات التي تعلمها ويثبتها، كما ويتعلم مهارات أخرى جديدة تعينه في حياته ومستقبله. فمثلا، من خلال لعب الطفل بالكرة، هو يتعلم ويمارس المهارات اليدوية والبصرية مما يساعده مستقبلا في الاعتماد على نفسه والاستقلال مثلا في اللبس والأكل فيقل اعتماده على الاخرين.
وتعتبر مرحلة الطفولة عند الانسان أطول منها عند الحيوان وذلك لوجود مهارات عديدة هامة بالنسبة للانسان عليه أن يتعلمها ويتقنها ويمارسها ليصبح انسانا مستقلا بذاته.
كيف يتطور اللعب؟
ان قدرات الطفل على اللعب تتطور وتنمو معه، فهو عند الولادة لا يملك القدرة على اللعب، ولكن وبتشجيع من الأم التي تمده بالحب والحنان والأمان يبدأ في استشكاف ما حوله من ألعاب. والوالدان هما أول من يمد الطفل بالأفكار لكي يبدأ في اللعب، وبالتدريج يضيف الطفل أفكاره الخاصة على ما تعلمه من والديه عن طريق التقليد، وهكذا تتطور تلك الألعاب لتشمل نواحي وطرقا جديدة هي من ابتكار الطفل نفسه.
تعدد أنواع اللعب:-
هناك أنواع عديدة من الألعاب، بعضها حيوي يتطلب الكثير من الطاقة والخشونة، وبعضها يتطلب الهدوء والتركيز، والبعض الأخر يتطلب سعة الخيال.
بعض هذه الألعاب انفرادية، يؤديها الطفل منفردا، وبعضها الآخر جماعية وتحتاج إلى أكثر من لاعب.
وفي كل نوع من هذه الألعاب المختلفة يتعلم الطفل ويمارس العديد من المهارات، مثلا بعض الألعاب تنمي عند الطفل صفة التعاون، وبعضها تنمي مهاراته اللغوية… وهكذا.
الطفل المعاق واللعب:-
كما ذكرنا سابقا، فإن اللعب مهم بالنسبة للتطور الصحي السليم للطفل، وهو أكثر أهمية للطفل المعاق، بينما يلعب معظم الأطفال بعفوية دون الحاجة إلى مساعدة من الكبار، يحتاج الطفل المعاق إلى الكثير من المساعدة لكي يتمكن من اللعب.
وهناك نوعان سائدان من الأطفال المعاقين: النوع الأول شديد الهدوء لا يكاد يتحرك من مكانه لفترات طويلة، والنوع الثاني نشط، لا يكاد يهدأ للحظات مما يصعب عملية تعليمه أو حتى لفت انتباهه ليتعلم كيف يلعب.
وأولياء الأطفال المعاقين، أو من يقوم برعايتهم بحاجة إلى الكثير من المهارة والصبر ليتمكنوا من مساعدة أطفالهم على اللعب. ومن الضروري جدا تشجيع الطفل المعاق وحثه على اللعب بكافة السبل لأنه عن طريق هذا اللعب توضع الأسس الضرورية لتعليمه في المستقبل. وجعل الطفل نشطا بعيدا عن السلبية بواسطة اللعب يمكنه من اتخاذ القرار المناسب لنفسه مستقبلا، ويساعده على اتساع افقه وبالتالي على تنمية قدراته العقلية.
دليل الآباء والأمهات لتنمية قدرات أطفالهم عن طريق اللعب السليم
-
اختيار الألعاب المناسبة للطفل:-
عند شراء الألعاب لأطفالكم، يجب اختيار تلك الألعاب التي تناسب مستوى الطفل الفكري. فالألعاب السهلة جدا، أو المعقدة والصعبة جدا قد تؤدي إلى احباطات نفسية عند الأطفال. وبالامكان معرفة ما يناسب الطفل من ألعاب عن طريق الملاحظة الدقيقة للطفل خلال فترات اللعب.
-
تقسيم اللعبة إلى خطوات صغيرة:-
من المهم جدا أن يتعلم الوالدان الصبر الشديد عند تعاملهما مع أطفالهما، وخلال اللعب معهم. فالطفل، والطفل المعاق خاصة، بحاجة إلى أن يتعلم بالتدريج عن طريق تقسيم اللعب الى خطوات صغيرة ومتباعدة يتعلمها كل على حدة. ومن الخطأ ان ننتظر من الطفل المعاق ان يتعلم لعبة ما او يكتسب مهارة ما بسرعة فائقة، وعلى الوالدين ملاحظة أن بعض الألعاب التي تبدو متشابهة بالنسبة لهما، تكون ذات مستويات مختلفة تماما بالنسبة للطفل.
-
أهمية التكرار:-
يحتاج الطفل إلى الكثير من الفرص لتكرار ما تعلمه قبل الانتقال من مرحلة إلى مرحلة جديدة خلال تعلم لعبة ما.. وعادة فإن الطفل يستمتع باللعبة أكثر، إذا أتقنها أكثر..فدعوه يكرر.
-
كن مثالا لطفلك عند اللعب:-
إن أفضل الطرق لتشجيع الطفل على اللعب هو النزول إلى مستواه، وممارسة اللعبة أمامه، ومن الأفضل الاندماج في الدور، والاطمئنان إليه كليا، وبالتأكيد فإن الطفل سينضم لمن يلاعبه، إذا رآه مستمتعا باللعبة.
-
لا تفسد اللعب:-
قد يتحمس أولياء الأمور لملاعبة أطفالهم وتعليمهم، ولكن يجب أن لا يؤدي هذا الحماس إلى إرغام الطفل على اللعب، بل عليهم إن يرغبوا الطفل في لعبة ما، ويشجعوه على ممارستها فيلعبوا مستمتعين باللعبة حتى ينضم إليهم الطفل وعندما يندمج مستمتعا باللعبة هو الآخر، تقدم له الأفكار والمستويات الجديدة من اللعب التي قد يرفضها في ظروف أخرى.. وهكذا يلعب الطفل ويستمتع ويتعلم دون إرغام أو ضغط.
-
انتهز الفرص:-
عليك ان تكون انتهازيا وتلاحظ اهتمامات طفلك العابرة. فإذا رأيته مهتما بكرة القدم مثلا، يكون الوقت مناسبا لشراء كرة او العاب تلبسها بألوان فريقه المفضل.. وهكذا، وبالإمكان أيضا مفاجأة طفلك بإهدائه مجموعة جديدة من الألعاب توضع له في غرفته خلال غيابه، ليستمتع بالاكتشاف الجديد. أو بإمكانك إعادة لف ألعابه القديمة ووضعها في صناديق مغلقة لجذب اهتمامه لهذه الألعاب مرة أخرى، فاللعبة القديمة تصبح اكتشافا واهتماما جديدا عندما يفتح الطفل الصناديق ويزيح عنها أوراق اللف..
وبإمكانك، إذا كان لديك متسع من الوقت أن تجدد ألعابه القديمة بتلوين ما بهتت ألوانه أو بصنع ملابس جديدة للدمى القديمة، على أن يكون ذلك في خلال فترة غياب الطفل أو نومه. ولاحظ أن ألعابا بسيطة من صنعك أحب إلى الطفل بكثير من تلك الألعاب باهظة الثمن التي يشتريها من محل الألعاب.
-
الألعاب الخاصة:-
يفضل أن تكون للطفل ألعاب خاصة يحفظها والداه لمناسبات خاصة يعطي فيها الأب أو الأم اهتماما كاملا للطفل، ومن المفضل ان يكون ذلك في غرفة النوم حيث يتم اخراج هذه الألعاب وتعليم الطفل مهارات جديدة بواسطتها… ويجب ان لا يترك الطفل ليفسد هذه الألعاب، فعندما يبدأ في تحطيمها مثلا على من يلاعبه ان يعيدها الى مخبئها لمناسبة خاصة أخرى. وعندما يتقن الطفل هذه الألعاب، وكل ما يتعلق بها من مهارات بالامكان وضعها مع العابه العادية، وتجهيز مجموعة جديدة من الألعاب الخاصة .
-
بالتدريج:-
قدم له الألعاب الجديدة:-
لا تتوقع أن يركز طفلك اهتمامه على لعبة واحدة لفترة طويلة فعند تقديم لعبة جديدة للطفل، لاعبه بها لفترة قصيرة فقط، ثم انتقل معه إلى لعبة أخرى قبل ان يشعر بالملل منها.. وبهذه الطريقة يبقى الطفل متشوقا ليلعب باللعبة الأولى مرة ثانية!.
-
عندما يرفض طفلك تغيير لعبة ما:-
بعض الأطفال يمر بمرحلة يتمسك خلالها بلعبة معينة ويصبح من الصعب اقناعه بأن يلعب بغيرها. لا تقلق لهذا الأمر وعليك أن تقدم للطفل بدائل متنوعة بالتدريج ودون ارغام..
-
طفلك يهوى تحطيم ألعابه:-
في هذه الحالة، يجب أن لا تنهر الطفل بعنف أو تؤنبه على ما يفعل ، فهذا دليل على أنه غير مكتمل النضج فلا تعامله بقسوة بل أتركه يلعب بتلك الألعاب التي يصعب عليه تحطيمها وحاول قدر الامكان تجاهل الأمر. وعليك بتشجيع الطفل وابداء علامات الاستحسان كلما رأيته يلعب بالشكل السليم، كما أنه بإمكانك ان تلعب معه ببعض ألعابه الخاصة بعضا من الوقت وعندما يبدأ في التخريب فما عليك إلا اعادة هذه الألعاب إلى مخبئها دون أن توبخ الطفل، وتوقف عن اللعب معه لبضع دقائق، وعندما تلاحظ ان الطفل مستعد للتعاون والتجاوب معك مرة أخرى، اخرج له الألعاب الخاصة وأعطه بعضا من وقتك.
-
طفلك يلعب منفردا:-
لا تشعر انه يجب عليك اللعب مع طفلك طوال الوقت، اتركه يلعب منفردا، وستجد انه سيتمكن تدريجيا من الاستمتاع بصحبة نفسه، وهذا هو ما تهدف اليه اساسا على المدى البعيد. ولذلك أعطه الفرصة اذا وجدته يلعب مع نفسه.
بعد أن استعرضنا أهمية اللعب وأنواعه وأهم العوامل المساعدة على ان يكون لعب الطفل صحيا وسليما ومحققا للأهداف المرجوة منه، نذكر هنا ستة فروع بالامكان ان نقسم اللعب عليها، وهي فروع متداخلة في معظم الأحيان. وعن طريق هذا التقسيم نتمكن من توجيه اللعب عند الطفل حسب المهارة المراد له ان يمارسها او ان يتعلمها.
وأقسام اللعب هي:
- اللعب الاستكشافي.
- اللعب الحركي.
- اللعب الاجتماعي.
- اللعب الخيالي.
- لعب المهارات.
- لعب حل الحزازير.