استقبلت مدرسة وروضة الأمل للصم التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية يوم الأحد 10 فبراير الماضي رئيسة الاتحاد الأوروبي للصحة النفسية للصم د. إينس سليبوم فان رايج (INES SLEEBOOM Jvan raaij) بهدف الاطلاع على الخدمات التي تقدمها المدرسة لطلبتها الصم وتعزيز التعاون في مجال الصحة النفسية حيث كان في استقبالها كل من الاستاذة عفاف الهريدي مديرة المدرسة والأستاذ باسم عبد الغفار المشرف الفني.
وخلال جولتها على فصول روضة ومدرسة الأمل للصم تعرفت رئيسة الاتحاد الأوروبي للصحة النفسية للصم على الآليات والأساليب المتبعة في تعليم الطلبة الصم وتقديم مختلف البرامج والأنشطة لهم، كما تم تنظيم جلسة حوارية مع الطلبة استقبلت من خلالها الدكتورة إينس استفساراتهم حول المشاكل النفسية التي تواجههم وأجابتهم عنها مع تقديم النصيحة المناسبة لكل حالة.
وقد أكدت رئيسة الاتحاد الأوروبي للصحة النفسية للصم أنها تعمل في هذا المجال منذ العام 1984 وهي الشخص الأول في هولندا الذي يختص بهذا المجال وربما كانت الثانية على صعيد الاتحاد الأوروبي، وتأتي زيارتها لمدرسة الامل للصم استجابة للدعوة التي وجهت إليها وبناء على التوصية التي قدمها لها البروفيسور يان فان دايك الذي سبق وتعاون مع المدرسة في العام الفائت حيث عبر عن إعجابه الكبير بالمستوى الراقي الذي تقدمه لطلبتها.
وأوضحت أنه من خلال عملها مع شريحة الصم طيلة هذه الفترة أن أغلب المشاكل النفسية للصم تأتي جراء انعزالهم عن أسرتهم ومجتمعهم وقلة التواصل مع الآخرين، حتى أن من يمارسون العمل لا يندمجون جيداً في بيئة عملهم ويبقون في عزلتهم.
والمشكلة الرئيسية هي في كون الأسرة والمجتمع لا يجيدون التواصل مع الأشخاص الصم مما يولد مشاكل انفعالية لديهم، مما يتطلب وجود مشافٍ مختصة بالصحة النفسية تتميز بكادر تمريضي يجيد التواصل مع الصم مما يسهل على الطبيب معرفة المشكلة والتعامل معها بالشكل المناسب، وهذا ما لا يتوفر وأشارت رئيسة الاتحاد الأوروبي للصحة النفسية للصم إلى أن الوسائل العلاجية المتبعة لا تقتصر على نمط بعينه وإنما تمتد لتشمل الجلسات النفسية بلغة الإشارة، والجلسات النفسية غير التخاطبية كالتعبير بالفن، والجلسات الجماعية، لتعزيز التواصل الاجتماعي بين الأشخاص الصم، ويمكن أن تكون هذه الجلسات خارجية وتضمن مجموعة من الأنشطة كالتسوق والطبخ والتواصل مع مختلف شرائح المجتمع.
وعن جولتها في روضة ومدرسة الأمل للصم أكدت الدكتورة إينس سليبوم فان رايج أن البيئة التعليمية التي تحرص المدرسة على توفيرها للطلبة الصم مناسبة جدأً لهم، كما أن الأساليب المتبعة من قبل المعلمين والاختصاصيين في التعامل معهم تقوم على منهج تدريسي مميز يضمن وصول المعلومة إليهم بالشكل الصحيح.
ومما لفت انتباهها بالنسبة لطريقة التعليم في المدرسة استخدام لغة الإشارة التلقائية من قبل المعلمين مع الكلام وهذا يساعد الطالب الأصم على النمو اللغوي.
الأستاذ باسم عبد الغفار المشرف الفني في مدرسة وروضة الأمل للصم أكد أهمية هذه الزيارة التي قامت بها الدكتورة إينس سليبوم فان رايج لفتح آفاق جديدة في مجال الصحة النفسية للطلبة الصم ومواجهة ما يعترضهم من مشكلات في مختلف المجالات (التعليمية، السلوكية، الاجتماعية) نظراً لعدم وجود اختصاصي نفسي على هذا الصعيد.
وختاماً توجه الأستاذ باسم بجزيل الشكر والتقدير إلى الدكتورة إينس مشيدأً باستجابتها السريعة لزيارة المدرسة وإبدائها الاستعداد التام في المستقبل لتنظيم ورش عمل تقوم من خلالها بتدريب الكادر التعليمي على ما يجب اتباعه للمحافظة على الصحة النفسية للشخص الأصم.